في الذكرى ال (50 ) لرحيل ناظم الغزالي

حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 12:06
المحور: الادب والفن
    

في الذكرى الـ (50 ) لرحيل ناظم الغزالي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــ
* الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي ..مطرب عراقي اصيل ...
اغنياته كانت وما تزال تدخل الى النفس وتتغلغل بدون استئذان ..
وكان لاسلوبه المتجدد تأثيراً كبيراً في مجال الغناء ،
فقد احدث تغيراً في الاوضاع الفنية في عصره ...
وفي الذكرى الخمسين لرحيله لنا هذا الحديث عن مسيرته الفنية :
.....................................
*اسمه ومولده ونشأته وسنوات دراسته :
ـ اسمه ناظم احمد الغزالي ،وقيل ان اسمه الحقيقي ( محمد ناصر الغزالي )
ولد في محلة الحيدرخانة ببغداد عام 1921 ،وعن نشاته فقد ولد يتيماً لأم ضريرة فعاش طفولة قاسية وكان الفقر ملازماً له وزاد الفقر حدة بعد وفاة والدته ورعاية خالته له ،
وبالرغم من ظروفه القاسية فان عزيمته دفعته ليكمل الابتدائية والمتوسطة في مدرسة المأمونية ويلتحق بمعهد الفنون الجميلة قسم المسرح ، ثم ترك المسرح واشتغل في مشروع الطحين في امانة العاصمة ثم عاد ثانية الى المعهد لينطلق في رحلة الشهرة .
...............................
* بداية مشواره الفني :
ـ بعد ان ابعدته الظروف عن الدراسة في معهد الفنون الجميلة ، في المرة الاولى ،
لم ينقطع ناظم عن قراءة كل ما تقع عليه يداه وكان يستمع الى عبد الوهاب وفريد الاطرش واسمهان وليلى مراد ،
حيث كانت اغنياتهم تملأ الاسماع آنذاك فإستعذب ناظم تلك الاصوات وصار يقلدها ويحفظ اغنياتها ليكتشف المحيط به موهبته الغنائية .. ويوم عاد ناظم الى المعهد من جديد اخذ بيده الفنان حقي الشبلي وضمه الى فرقة الزبانية واشركه في مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي
فغنى فيها انشودة الحادي ( هلا هلا هيا ... اطوي الفلا طيا ) التي دخل بها الاذاعة وتحول بها ناظم من التمثيل المسرحي ليتفرغ للغناء ... وبين عامي 1947 و1948 انضم لفرقة الموشحات في اذاعة بغداد والتي كان يديرها ويشرف عليها الموسيقار الشيخ علي الدرويش
...............................
* قصة زواجه من المطربة سليمة مراد :
ـ كان زواج ناظم الغزالي من سليمه مراد عام 1953 وهي من الزيجات المثيرة للجدل فالبعض يقول انها قصة حب ربطت بين الفنانين على الرغم من فارق السن بينهما اذ كانت تكبره باكثر من عشر سنوات .. والبعض يقول ان الغزالي كان بحاجة الى دفعة معنوية في بداية طريقه الى الشهرة كانت عن طريق المطربة المعروفة سليمه مراد وهي التي تلقب بالباشا لأنها كانت مغنية الباشوات وكانت استاذة في فن الغناء تعلم الغزالي على يديها الكثير من المقامات وكانا في كثير من الاحيان يقومان باحياء حفلات مشتركة يؤديان فيها وصلات ثنائية ، وفي عام 1958 قاما باحياء حفلات غنائية مشتركة في لندن وباريس وبيروت ، فتحت آفاق الشهرة امام ناظم الغزالي
...............................
*ابرز كتّاب الاغنية والملحنين الذين تعامل معهم الغزالي :
ـ من ابرز كتاب الاغنية ممن غنى لهم ناظم الغزالي هو ( جبوري النجار ) فقد كتب له
* طالعه من بيت ابوها
* ماريده الغلوبي
* احبك واحب كلمن يحبك
* فوگ النخل فوگ
* يم العيون السود
وكل هذه الاغاني لحنها ناظم نعيم وقام بتوزيعا جميل بشير الذي يعود له الفضل في انتشارها في البلدان العربية واصبحت سهلة التداول ويعود الفضل في حفظها لشركة جقماقجي .
............................
* ناظم الغزالي والقصائد المغناة :
ـ تمكن الغزالي ان يصل الى المستمعين العرب بسهولة وهو يغني اروع القصائد العربية
بمعرفة واطلاع واسعين ...
فغنى لابي فراس الحمداني : ( اقول وقد ناحت بقربي حمامة )
ولاحمد شوقي : ( شيعت احلامي بقلب باكِ )
وللبهاء زهير : ( يامن لعبت به شمول )
ولايليا ابو ماضي : ( اي شئ في العيد اهدي اليك يا ملاكي )
وللمتنبي : ( يااعدل الناس الا في معاملتي)
وللعباس بن الاحنف : ( يا ايها الرجل المعذب نفسه )
ولغيرهم من كبار شعراء العرب
.....................................
* سفيراً للاغنية العراقية :
ـ في حرب فلسطين عام 1948 سافر ناظم الى فلسطين ليغني قصائده في حفلات خاصة
للجيش العراقي هناك .. وفي بداية 1950 بدأ الغزالي بكسر الحدود وعبر بصوته الى الدول المجاورة فبدأت رحلة الخلود بصوته وادائه المتميز فسافر بعدها الى عدة دول واقام حفلات في اكثر من بلد عربي .. فأصبح سفيراً للاغنية العراقية وانتشرت اغنياته في الدول العربية كلها
ومن تلك الاغنيات :
ـ طالعه من بيت ابوها
ـ فوگ النخل
ـ يم العيون السود ..
وتلك الاغنيات قلدها عدد كبير من المطربين والمطربات العرب فيمال بعد
متاثرين بصوت الغزالي واسلوبه الرائع في الغناء .
.................................
* مشروع محمد عبد الوهاب مع ناظم الغزالي :
ـ لهذا المشروع علاقة بشركة ( چقماقچي ) التي بدأت منذ منتصف الخمسينيات في القرن الماضي في تسجيل اسطوانات لكبار المطربين والمطربات العراقيين ..
وكان ناظم الغزالي في مقدمتهم ،، فقد كان المطرب الاكثر شهرة في سماء العراق وكان بريق نجمه يمتد الى جميع البلدان العربية .. هذا الامر دفع عبد الوهاب ان يطلب من شركة
( كايروفون ) ان تنتج لناظم عدداً من الاسطوانات يضع محمد عبد الوهاب الحانها ،
وكاد المشروع يتم لولا وفاة الغزالي .
..............................
* اشهر اغنياته التي أحبها الجمهور :
ـ من جملة اغنيات ناظم هذه المجموعة التي عشقها الجمهور وما زال يرددها :
( سمراء من قوم عيسى/ فوگ النخل / طالعه من بيت ابوه / اي شيء في العيد /
يا راهب الدير / حيك بابا حيك / قل للمليحة / يا ام العيون السود / خايف عليها /
اقول وقد ناحت / گولي يا حلو /اشلون حالي اشلون /العروسه العربيه /
مروا علي الحلوين / يا من لعبت به شمول / تيهي على ارج الورد / سلمت الگلب بيدك / تصبح على خير / جلاجل / شرد اقدملك هديه /احبك واحب كلمن يحبك / حلو حلو بوجنته شامه ــــــــــ وغيرها من الاغنيات )
..................................
* كتاباته الفنية :
ـ كان للغزالي اهتمام كبير بالقراءة والمطالعة اكسبته ثقافة ومعرفة عالية في شؤون الغناء والموسيقى .. ظهرت تلك الثقافة الفنية عام 1950 عندما بدأ بنشر سلسلة من المقالات في مجلة ( النديم ) تحت عنوان ( اشهر المغنيين العرب ) وظهرت ايضاً في تأليف كتاب بعنوان : ( طبقات العازفين والموسيقيين من سنة 1900 الى 1962 )
..........................
* نبأ رحيله :
ـ كان رحيل الفنان ناظم الغزالي في 23 / تشرين الاول / 1963
ففي الساعة الثالثة ظهراً قطعت اذاعة بغداد ارسالها لتعلن الخبر ...
اما عن رحيله فقد افاق في صبيحة ذلك اليوم وطلب قدحاً من الماء الساخن لحلاقة لحيته،
لكنه سقط مغشياً ، وبعدها فارق الحياة في الساعة الثالثة بعد الظهر في المستشفى .
وكان لخبر وفاته وقعاً كبيراً على عشاق ومحبي الغناء الاصيل ...
فقد رحل الفنان الكبير ناظم تاركاً ارثاً غنائياً وموسيقياً عراقياً وعربياً يشار له
في كل حين وزمان .
...............................
* الاسباب التي أدت الى وفاته :
ـ من المعلوم ان الاعمار بيد الله .. الا ان الغزالي قد اجهد نفسه فعلاً في عامه الاخير .
فقد سافر الى بيروت واقام فيها 35 حفلاً غنائياً وسجل العديد من الاغاني للتلفزيون اللبناني .
ثم سافر الى الكويت وسجل قرابة عشرين حفلة بين التلفزيون والحفلات الرسمية ،
وفي العام نفسه بذل جهداً كبيراً ليتمكن بسرعة ان ينتهي من تصوير دوره في فلم
( مرحباً ايها الحب )
مع المطربة نجاح سلام وعبد السلام النابلسي وحسن المليجي وجاكلين مونرو ،من اخراج : محمد سلمان وغنى اغنية ( يا ام العيون السود ) بالصاية والجراوية البغدادية الجميلة ..
ثم قطع جولاته في البلاد العربية وعاد الى العراق ولم يمضي على عودته يومان حتى وافته المنية .. وقد شارك تلفزيون بغداد يومها في مراسيم تشيعه ودفنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقرات من هذا الحديث أعددتها وقدمتها في برنامج ( قريباً من الماضي )
من قناة الحرية الفضائية بتاريخ الاحد 26/10/2008
من مصادر عديدة بتصرف
حيدر الحيدر

#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات