أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرات محسن الفراتي - حقيقة الموقف التركي مما يحدث في سوريا














المزيد.....

حقيقة الموقف التركي مما يحدث في سوريا


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 23:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ها هي تظاهرة حاشدة تغلق الطريق المحاذي لمنطقة (نيشان طاشي) القريبة من (حربية) الواقعة على بعد شوارع قليلة من منتزه (جيزي بارك) الذي شهد اوسع حملة تظاهرات واعتصامات تركية خلال اخر ثلاث عقود، ترى ماذا تريد المعارضة التركية بجناحيها الليبرالي العلماني الجمهوري الكمالي (نسبة الى كمال اتاتورك)، واليساري الشيوعي.. الجميع يطالب بتوقف التدخل الاردوغاني في سوريا وبضرورة ايقاف نزوح اللاجئين السورين الى تركيا واهمية التغيير الفوري لسياسة تركيا الخارجية نحو الحياد لا الانغماس بمشكلات لن تدر على تركيا الا المزيد من المتاعب الاقتصادية.
عدت الى المنزل، وفي الطريق كنت اسأل ذاتي ترى كيف سيتعامل الاعلام التركي الموجه باللغة العربية (للدول العربية) والمعروف بتزيفه الصارخ للحقائق من داخل تركيا لصالح اردوغان وحزبه، مع تظاهرة اليوم التي اشارت المحطات التركية ان اعدادها تجاوزت الخمسين الف متظاهر .. وما ان طالعت تغريدات تويتر حتى اصبت بالدهشة وانا اطالع تغريدة لمدير اهم وكالة تركية للانباء (باللغة العربية) وهو يقول (تظاهرة حاشدة في اسطنبول للتنديد بأستمرار بناء المستوطنات بفلسطين المحتلة) !! ابتسمت بتعجب ساخرعبر منطق (شر البلية ما يضحك) هكذا بالتحديد يتعامل اردوغان (الرئيس) والعدالة والتنمية (الحزب) ومؤسساتهم الاعلامية الكبرى، بأزدواجية انتقائية بالنقل (من والى) بين اللغتين العربية والتركية.. كيف تشوه الحقائق من اجل الاستهلاك السياسي!
الشارع التركي منقسم بين مؤيدي للمشروع الديني (القرى والارياف) والمدافعين عن العلمانية والمدنية (سكان المدن)، الا ان الانقسام تصاعد لدرجة الاضطراب خاصة في احداث (منتزه جيزي بارك)، وملف سوريا يلقي بظلاله اقتصاديا على البلاد التي لم تنتعش بعد، على عكس ما يشاع.
الاضطراب التركي العنيف والاشكالية الطويلة تنذر بالخطر ولكن ليس لدرجة الصدامات العنيفة والانقلابات او الثورات.. فالبلاد تستعد لمعركة انتخابية قريبا زاد قربها من تأزم الموقف.
ملف سوريا انعكس على الداخل التركي ليس اقتصاديا فحسب.. بسبب اعداد اللاجئين الكبيرة، بل لآنه ساهم بأيقاض المعارضة الكردية العنيفة بعد سبات طويل.. التزامن السلبي مع تعثر الموسم السياحي بصيف 2013 نتيجة لآحداث تقسيم رافقه تذمر من ازدياد نسبة المتسولين السورين خاصة من النساء والاطفال بشوارع اسطنبول.. ما اعتبره العديد من الاتراك مؤشر سلبي لجودة السياحة التي تقدمها البلاد التي تعد احد اهم مصادر الدخل القومي.
اردوغان اليوم يعيش ازمة التورط بقرارت الاسلمة الصريحة بعد سنوات من العمل على الاسلمة التدريجية.. يبدو انه تلقى صدمة غير متوقعة بعد تمريره مشاريع تجرم الاجهاض وسعيه مؤخراً تقيد عمل المرأة في المساء.. ما جر عليه موجات غضب عارمة، وعلى جانب اخر لازال ملف سقوط الاخوان في مصر يؤرق اردوغان وحزبه.. اللذان يدركان ان المنطقة ابتدأت فعلاً بمرحلة تغيرات حقيقية.. زاد من قلقه تبادل السلطة السلمي الغامض في قطر في لعبة يفك المحللون الاتراك الغازها بالقول ان الحلف الامريكي الجديد في المنطقة قد يستثني الاسلاميين بالتالي فأردوغان وحزبه على شفير الهاوية.. في حين يرجح اخريين استمرار دور الاسلاميين في تركيا بحلافتهم مع الغرب مستندين لقدرة الاسلاميين على تحشيد الرأي العام بما يوازي حاجتهم وبما يطلب منهم.. بالغمز لتبدل الدور التركي بين يوم ليلة من حلافة اسرائيل الاستراتيجية الى المناداة بغزة وفلسطين للعودة السريعة لتصالح مع اسرائيل مؤخراً.
ولعل اجمل التعليقات التركية حول التأثر والتأثير بأزمات الشرق الاوسط.. ما اورده كاتب تركي لمقولة قديمة لآتاتورك اعاد نشرها وكأنه يقول لنلتزم بها فأنها نبؤة (ان لم نترك الشرق ورائنا ونسير نحو الغرب فسيجرنا الشرق الى الوراء حتى يسقطنا بعمق التاريخ)، بالمناسبة لا اجد مفر من الاعتراف بأني ارى الصواب في رأي اتاتورك!



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما التركية.. طائر يحلق قريباً
- رسائل التعري.. علياء المهدي فعلتها بمصر والفيمن يجتحن أوربا
- الابداع الروائي بخلطات دان براون المشوقة
- هل ستعود شان إلى العراق يوماً ؟
- وجود وعدمية الله ونقاشات ما بعد الدم
- امرأة بين تجاذبات الماضي وخوف الحاضر
- كذبة الثقافة العربية
- الصابئة المندائيين الاقلية المهاجرة جبراً من العراق
- تجذر الخرافة بالعقل المسلم.. تنبؤات نهاية العالم انموذجاً
- ان كنتم تستخدمون الدين لمصادرة الحريات وقتل الاخريين.. فأنا ...
- روح الاوان السبعة
- وهم الانفتاح الثقافي وازمة الترجمة
- على مشارف السبات
- ملل المعاناة
- قراءة في الدور التركي في ازمة المختطفين اللبنانيين بسوريا
- مشكلة الاقليات الدينية في مصر
- الاحباط الشعبي واللا حلول.. قصة ليست بجديدة
- اعادة الرؤية العربية.. جدلية الداخل والخارج في ضوء صفقة الاس ...
- مشاهدات من داخل كنيسة سيدة النجاة
- تراجع الذائقة الفنية بين جمعية الثقافة وعولمتها


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرات محسن الفراتي - حقيقة الموقف التركي مما يحدث في سوريا