أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حوا بطواش - مؤتمر اللغة الشركسية في أنقرة















المزيد.....

مؤتمر اللغة الشركسية في أنقرة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 18:45
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مؤتمر اللغة الشركسية الثاني في أنقرة- تركيا

بقلم: عدنان غوركوز* - كفر كما

يقول المثل الشركسي: "لا يوجد عمل غير منجز، هناك عمل لم يباشروا به بعد."
الشعب الشركسي يعيش اليوم في الشتات في بلدان العالم. هذا الوضع ما زال مستمرا منذ مئة وخمسين عاما. هذا الشتات يقسم الشعب الى أجزاء، ليس من الناحية الجغرافية فقط انما والثقافية أيضا. هذا الشتات يضع الشعب على مسار الانصهار. تشير الأبحاث العلمية التي أجريت على موضوع الانصهار أن ضياع اللغة والزواج المختلط هما من العوامل المحفزة في هذه السيرورة. وللأسف كلاهما موجود عندنا. من جهة، الزواج المختلط يحدث قليلا أو كثيرا عند شعبنا في كل البلدان، وللأسف بدأ يلقى القبول أكثر وأكثر من قبل الشعب. ومن جهة أخرى، لم تعد اللغة الشركسية اليوم مستخدمة كثيرا من قبل الشباب. قلائل فقط هم الذين يتقنونها ويستخدمونها جزئيا. هاتان الظاهرتان معا اللتان تحدثان عند شعبنا تحفزان الانصهار والخطورة قائمة بأن النور الذي في نهاية النفق آيل الى الانطفاء لدى أجزاء من شعبنا أو ربما يكون قد انطفأ تماما.
في السنوات الأخيرة بات شعبنا، أو على الأقل جزء منه، يشعر بالخطورة، وباشر بالتفكير بعمل شيء ما إزاء الموضوع. تم تنفيذ بعض الأعمال على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي من أجل إيجاد الحل المناسب لهذا الوضع الخطير. من ضمن تلك الأعمال التي
تم تنفيذها كان المؤتمر الأول بموضوع اللغة الشركسية التي أقيمت في عمان في المملكة الأردنية عام 2008. وقد شارك فيه ممثلون عن الشركس في بلدان ودول كثيرة، من ضمنها إسرائيل. جرت نقاشات مهنية مهمة ومثيرة للاهتمام. أنا شخصيا كان لدي سؤال واحد للمشاركين في المؤتمر، وقد بقي الى اليوم دون جواب. لذا، كان لزاما عليّ أن أحيله الى المشاركين في المؤتمر الثاني في أنقرة. وسؤالي هو: على افتراض أننا وجدنا حلا مطلقا لمشكلة اللغة، أي حلا يمكن لأبناء شعبنا أن يطبقه وهم سيباشرون فورا في استخدام اللغة بشكل كامل، هل توجد سلطة لكل جالية في الشتات حتى يُفرض الحل على كل فرد من الأفراد؟ يمكن تلقي السلطة فقط من قبل الحكومة التي يعيشون فيها أو من قبل أنفسهم نتيجة زيادة التوعية في الموضوع للتحدث باللغة الشركسية من إيمانهم بأهميتها.
وعليه، شخصيا، توصلت الى الاستنتاج أن مهمة كل جالية شركسية في العالم هي الحصول على هذه السلطة، والأفضل أن يكون ذلك بشكل رسمي، أي موافقة الحكومة، والأهم هو خلق معتقد أو إيمان لدى أبناء الشعب بأهمية الحفاظ على الشعب، ثقافته وكيانه.
مؤتمر أنقرة هو عمل آخر ضمن تلك الأعمال التي بدأها الشعب الشركسي.
استمر المؤتمر على مدى ثلاثة أيام بين 27 الى 29 من أيلول 2013 وكانت النقاشات مهنية على مستوى علمي وأكاديمي. وقد شارك فيه أناس يمارسون يوميا تعليم اللغة الشركسية (معلمون ومعلمات). كلهم أقروا بصعوبة وضع لغتنا الشركسية وبالمخاطر التي تعترضها وتهددها بالانقراض. وكانوا شركاء في الاستنتاج اللازم من هذا الوضع وهو وجوب اتخاذ خطوات صحيحة من أجل تقليص الخطورة.
واليكم تلخيص ما قدمته للمؤتمر عن وضع الشركس في دولة إسرائيل:

نحن الشركس موجودون هنا منذ عام 78-1876. وتحيطنا بيئة ليست شركسية. تطورت علاقات بيننا وبين هذه البيئة، ومعنى ذلك أن هناك تأثيرا متبادلا باستمرار. لا شك أن البيئة الكبيرة هي المسيطرة في هذه العلاقات في كل الجوانب: المضمون، المكان والخ... وأحيانا تكون هي وحدها المؤثرة. هذا التأثير هو بشكل سيرورة تتميز بأنها غالبا ما تتكون من ثلاث مراحل:
في المرحلة الأولى، الأقلية لا تتأثر على الإطلاق وهي تستمر في الحفاظ على كل ممتلكاتها (ثقافة، لغة وحتى المساحة). في المرحلة الثانية، يوجد صراع بين الأقلية والبيئة المحيطة بها على الثقافة، اللغة والمساحة. وفي المرحلة الثالثة البيئة الكبيرة "تخضع" الأقلية وتصهرها بداخلها. أحيانا يبدو كأن الأقلية "ترغب" في ذلك الانصهار في البيئة الكبيرة. برأيي، نحن الشركس في قريتي كفر كما والريحانية، موجودون في بداية المرحلة الثانية من هذه السيرورة.
اللغة الشركسية هي اللغة السائدة الحصرية في القريتين. ولكن السؤال هو: ما هي هذه اللغة الشركسية؟ وما مميزاتها؟
1- هذه اللغة اليوم تحتوي بداخلها على كلمات عديدة ليست شركسية. انها كلمات "اجتاحت" اليها لأسباب كثيرة. منذ القرن العشرين يشهد العالم تفجرا تكنولوجيا سريعا جدا، غنيا بمستجدات مكثفة ألزمت كل المحتكين بها (أي تقريبا كل شعوب العالم) على تجديد لغتهم وتمييز المستجدات الكثيرة والسريعة. نحن أيضا كنا بمواجهة هذه الضرورة وكل جالية شركسية في أرجاء العالم تبنت المستجدات اللغوية، استوعبتها في داخل اللغة الشركسية. سبب آخر لاجتياح الكلمات الأجنبية الى لغتنا يكمن في حاجتنا "لفهم" و"التأقلم" في البيئة الكبيرة. ومرة أخرى، بهذا التفسير استوعبنا كلمات ليست شركسية (تركية، عربية، عبرية، وربما انكليزية وعالمية)، حتى أن هذه الكلمات، بنظر الأجيال الشابة، "تشركست" اذ باتوا يعتقدون أنها كلمات شركسية.
2- نحن بطبيعة الحال المفروض أن ننقل حمولتنا اللغوية الى الأجيال القادمة. بتنا ننقل بشكل متناقص من جيل الى جيل. يعني أنا تلقيت من والدَي ومن البيئة الشركسية في قريتي حمولة من الكلمات أقل مما تلقاها والداي، وأولادي يتلقون أقل مما تلقيته أنا. باختصار، النقل اللغوي في تناقص من جيل الى جيل. والنتيجة هي تكوّن الفقر اللغوي وتزايده.
3- كل لغة تتكون من كلمات ملموسة وكلمات مجردة. حين ننقل الحمولة اللغوية يجب نقل هذين النوعين من الكلمات. النقل المتناقص يكبر ويتضخم فيما يخص الكلمات المجردة
نحن اليوم بالكاد ننقل هذا النوع من الكلمات الشركسية. بدل الكلمات الشركسية المجردة نستخدم الكلمات الأجنبية المجردة (من البيئة الكبيرة المحيطة بنا) بحجة أنها "أسهل" أو "لأنني لا أعرف" أو "هذه الكلمة ليست موجودة بلغتنا". والنتيجة هي تعميق الفقر اللغوي.
4- في الأحاديث بيننا هناك ظاهرة أسميها "ظاهرة الأكورديون" المنفتح والمنغلق لإنتاج أصوات مختلفة. يبدأ الحديث بيننا دائما بلغة شركسية نظيفة، الا أنها سرعان ما يبدأ أحد المتحدثين بإقحام كلمات غير شركسية. وبعد حين يرد المتحدث أو المتحدثون الآخرون أيضا بإقحام كلمات غير شركسية الى الحديث. من هذا الوضع، تماما مثل الآلية التي وصفتها سابقا، يبدأ إقحام متبادل لجمل في نهايتها يتحول الحديث كله الى لغة ليست شركسية (تركية، عربية، عبرية، انكليزية، روسية...) بعد ذلك يعود الحديث مرة أخرى الى الشركسية، أحيانا، فتعاود نفس السيرورة. هذه الميزة أيضا تساهم في الفقر اللغوي المتراكم للغتنا الشركسية في البلاد.
أعترف أن وضعنا أفضل من وضع جاليات شركسية أخرى ولكن هذا الأمر لا يواسي لأننا نحن أيضا موجودون عميقا بما يكفي في سيرورة الانصهار الخطيرة. ما العمل؟ سؤال صعب للغاية إذ من الممكن دائما إحضار الحصان الى الماء ولكن لا يمكن إجباره على الشرب اذا لم يمتلك الرغبة. الجواب على هذا السؤال الصعب يتعلق تماما إذا كان الحصان يرغب في الشرب أم لا، وهل هناك طرق يمكن إقناعه بها كي يرغب في الشرب؟
أنا متفائل بطبيعتي وأؤمن أن بالإمكان إقناعه بالشرب ولكن القيادة (الخلية العائلية، القيادة الرسمية المنتخبة في الانتخابات الديمقراطية، المؤسسات التربوية) عليها أن تؤمن بهذا الأمر وتلائم سلوكها لهذه الغاية. مع ذلك، أنا واقعي جدا أيضا ولهذا أدرك أننا مثل بقية شعوب العالم الأخرى علينا أن نكون واعيين ومنتبهين للتغيرات التي تحدث في العالم ومستعدين "لاستيعاب" تلك التغيرات بمختلف تجلياتها (بما فيها اللغوية) والقيام بالتعديلات الضرورية كي لا تشكل خطرا على لغتنا القومية. كل ذلك اليوم يمكن فعله بالتنسيق بين الجاليات الشركسية في العالم في الوقت ذاته بفضل أجهزة التكنولوجيا الحديثة، التي "خلقت المشكلة"، وهي المتوفرة لدى مختلف شعوب العالم.

(ترجمتي من العبرية)

....................................................................................

*مربي متقاعد وباحث في موضوع الشركس بكل جوانبه



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العطر
- اختفاء رباب ماردين 20
- اختفاء رباب ماردين 19
- اختفاء رباب ماردين 18
- إختفاء رباب ماردين 17
- إختفاء رباب ماردين 16
- إختفاء رباب ماردين 15
- إختفاء رباب ماردين 14
- شركس 100%
- إختفاء رباب ماردين 13
- ضميني
- إختفاء رباب ماردين 12
- اختفاء رباب ماردين 11
- إختفاء رباب ماردين 10
- إختفاء رباب ماردين 9
- إختفاء رباب ماردين 8
- إختفاء رباب ماردين 7
- اختفاء رباب ماردين 6
- الرجل غير العادي
- إختفاء رباب ماردين 4


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حوا بطواش - مؤتمر اللغة الشركسية في أنقرة