أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....














المزيد.....

خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 15:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالرغم من الأسلوب التقليدي الذي بدأ به هنيه خطابه السياسي المؤرخ بتاريخ 19-10- 2013 في مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة ، حيث افتتح هنيه خطابه بالسلام الوطني الفلسطيني و ذلك تأكيداً منه على انتماء حكومة غزة و بالأخص حركة حماس لمشروع الدولة الفلسطينية و ليس كما يصور البعض بأن حماس تنتمي فقط لمشروع الاخوان المسلمين العالمي الذي لا ينحصر بحدود الدولة وينشد فقط لتأسيس إمارة إسلامية بغزة .

إلا أنه من الصعب جداً إنكار أن خطاب اسماعيل هنيه كان بالفعل مهم جداُ خاصةً في هذا التوقيت بالذات ، الذي يمر به قطاع غزة بمشاكل اقتصادية جمة و حصار أمني و أزمة انسانية خطيرة تهدد سكان قطاع غزة بسبب الاغلاق المتكرر لمعبر رفح البري.

إن من يستمع لخطاب هنيه بشكل سريع و سطحي يظن للوهلة الأولى أنه خطاب إنشائي طويل لا مغذى منه و قد لا يلتقط البعض منه سوى تعبيرات اللغة العربية الجمالية و الشعارات الوطنية التحفيزية و جمل بلاغية طويلة في مدح قدرات الشعب الفلسطيني على الصمود و التزام المقاومة على الإيفاء بوعودها ، الأمر الذي يجعل البعض يشعر أن الخطاب لا أهمية له.

لكن من يتمعن جيداً في التعبيرات الغير لفظيه لإسماعيل هنيه و هو يُلقي بكلماته أمام الحضور و من يقرأ بحذر فيما بين السطور لخطابه السياسي ، سيدرك جيداً أن الخطاب يحمل الكثير و الكثير من الخطط المستقبلية لحركة حماس ، من تهديدات جدية لإسرائيل ومن بعض الوعود الضمنية للجيش المصري بالإضافة الي بعض التأكيدات على تماسك و وحدة حركة حماس بالداخل و الخارج .

و من أجل أن يتم تحليل الخطاب بشكل موضوعي ومهني يجب أن يتم التخلي عن أية أحكام مسبقة حول طبيعة الخطاب و مجرياته وكيفية اعداده ، فعلى الرغم من اختلاف البعض أو الكثير مع سياسة حركة حماس في الحكم و كيفية اداراتها للأمور بقطاع غزة ،إلا أن هذا لا يمنع بأن يتم الأخذ بجدية التصريحات التي أكد عليها هنيه من خلال خطابه أمام حضور متنوع يشمل قادة بعض الأحزاب و الحركات السياسية و رموز إعلامية و فئات شبابية ناشطة في قطاع غزة مع بعض الممثلين للمؤسسات الغير حكومية و مؤسسات حقوق الانسان.

إن من أهم الاستنتاجات التي استخلصتها من هذا الخطاب ،أن هنية يتحدى بقوة الكيان الاسرائيلي حيث يبعث له برسالة مباشرة تؤكد بأن حماس مازالت مستمرة في مشروع المقاومة و تحرير الأسرى بالرغم من اكتشاف اسرائيل للنفق الكبير الذي حفرته المقاومة على حدود قطاع غزة ، إلا أن ذلك لم يثبط الروح المعنوية للمقاومة ، وهنا يؤكد هنيه استمرار حماس بحفرها المزيد من الأنفاق بقوله بأننا "سوف نقاوم من تحت الأرض و من فوق الارض أيضاً " لذلك أرى هنا اشارة تحدي كبيرة من قبل حماس للجيش الاسرائيلي نفسه.

أما الاستنتاج الثاني فأجده عبارة عن تلميح مباشر من حماس للدول الاسلامية و العربية بأنها سوف تستعد لانتفاضة كبيرة جدا و سوف تطلق عليها مسمى "انتفاضة الأقصى الكبرى " و ذلك من أجل تعديل بوصلة السياسة الفلسطينية من اتجاه التفاوض مع اسرائيل تحت اشراف الادارة الأمريكية إلي اتجاه المقاومة الشعبية، الأمر الذي سوف يجعل حماس تقلب الطاولة و تخلط الاوراق السياسية أمام السلطة الفلسطينية برام الله بحيث يصبح الطريق الوحيد أمام الفلسطينيين هو فقط طريق الانتفاضة و ليس التفاوض، ونجد تلك الرسالة واضحة بشدة عندما قال هنيه بصوت مرتفع إنها "الانتفاضة ... انتفاضة الأقصى الكبرى ".

لكن في نفس الوقت لمح هنيه بأن التفاوض ليس مستبعدا مع اسرائيل في حال كان تفاوض مبنياً على أساس القوة أي مثلما حدث عندما تفاوضت حماس مع اسرائيل أثناء صفقة شاليط من أجل تحرير الأسرى.

أما الاستنتاج الثالث ، فإن ما فهمته من الخطاب أن حماس تحاول أن ترسل رسالة غير مباشرة لسوريا و إيران و لبنان و إن لم يتم ذكر أسماء تلك الدول حرفياً، لكن من يتعمق أكثر في معاني كلمات الخطاب يفهم عندئذ أن حماس تريد أن تقنع تلك الدول بأنها لا تتدخل بالصراع الداخلي لسوريا و لا تنحاز لأي جهة سواء المعارضة السورية أو نظام الأسد نفسه.

أما الاستنتاج الأخير والأهم ، وهو أن حماس وحكومتها بغزة ترسل رسائل طمأنه ووعود جدية وضمانات للحكومة المصرية الحالية و جيشها بأنها لن تتدخل بالشأن المصري الداخلي و أنها تسعى فقط لفتح معبر رفح البري الذي يشكل أزمة انسانية كبيرة لسكان قطاع غزة، و بأن حماس تؤيد الجيش المصري بالإجراءات الأمنية التي يتبعها من أجل حماية الأمن القومي المصري لكنها في نفس الوقت لن تسمح لأي تدخل أجنبي في القطاع.

هذا بالفعل ما فهمته من خطاب هنية الغير تلقائي وذلك من خلال متابعتي له عبر شاشة التلفاز و أعتقد أن هذا الخطاب يرسم خطوط المرحلة السياسية القادمة لحماس في غزة و القدس و الضفة الغربية و التي يُستبعد أن يكون فيها اجراء انتخابات فلسطينية جديدة أو إنهاء فعلي للانقسام الفلسطيني ، فالأمور تتجه إلي تحقيق أهداف أكثر تعقيداً و خطورة قد تكون مشروع انتفاضة كبير على مستوى الضفة الغربية و قطاع غزة أو إعداد لعملية عسكرية نوعية ضد اسرائيل من أجل تحرير مزيد من الأسرى أو ربما يبقى الحال كما هو عليه بشكله الضبابي الغامض.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
- المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا ...
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
- التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب
- خادمة جارتي السمراء
- أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
- غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني
- اتفاقية أوسلو و التفكير في البديل الثالث
- المرأة الفلسطينية و المشاركة السياسية
- غزة عام 2020 ، ناقوس يدق في عالم النسيان ...
- أبعاد انضمام فلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة
- العرب في عيون يابانية
- تناول العشاء مع أوباما مقابل 3 دولارات فقط


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....