أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المثقف والدولة














المزيد.....

المثقف والدولة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 19:48
المحور: المجتمع المدني
    


يسعى المثقف إلى تطوير الدولة والتي هي كل مكونات المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني, وتسعى الدولة إلى إسقاط المثقف وإفشال دوره الحضاري في تنمية القدرات البشرية عن طريق الاستفادة من الدولة لإفادتها مرة أخرى,وذلك مثل الذي يزرع شجرة ويخدمها لتخدمه بعد نضوجها,والدولة تسيطر على الموارد الخام وغير الخام وبيدها منح الفائدة لمن تريد وبيدها الأخرى تقطع هذه الموارد عن الذي لا تريده بين مكوناتها,وبيدها مصباح علاء الدين وخاتم سليمان,وكل شيء متوفر لديها,وعلاقتها بالمثقف علاقة فيها كثير من المماطلة والضحك على اللحى والشوارب,وتسعى دوما إلى كسر ظهر المثقف ونعته بأقذع التهم والمسبات,.وتقوم الدولة بجلب كل الجهلاء والغوغاء لينهلوا من معين خزينتها,وتقوم بتقوية هؤلاء الجهلة وإرضاعهم حتى يكبروا ليكونوا هم مكونات الدولة التي ترسم وتنفذ وتخطط لإسقاط التنمية الشاملة.

, في الدول العربية تبدو العلاقة بين المثقف والسلطة علاقة متنافرة ومتباعدة في أكثر جوانبها,فالمثقف أيضا في داخل المجتمع المحلي يبدو أيضا شخصا غير مرغوب في وجوده مطلقا,فالناس تناصب العداوة للمثقف الحقيقي,هذا المثقف الذي يرقص على برميلٍ من البارود مستهدف من قبل كل الحكومات العربية,ومطاردا ومهمشا,يتصعلك هنا وهناك لكي يحصل على لقمة خبزه,مطارد ويلهث كأنه كلب في وسط صحراء لا ماء فيها ولا أعشاب,والحكومات العربية كلها متشابهة في عملية صيد المثقف حيث يستخدمون مع المثقف سلاح(النسوان) إذ يدبرون للمثقف قضايا جنسية,من هنا على المثقف الحر أن يأخذ حذره من المواقع المشبوه فيها وعليه أن لا يبدي ميلا إلى النساء مطلقا,وعليه أن ينزوي بحكم الضرورة في زوايا حادة بعيدة عن عالم النساء لكي يعيش حياة هانئة ورغيدة أو حياة على الأقل بعيدة عن التهديد,وإذا كانت الحكومات العربية ثعالب فعلى المثقف أن يكون ذئبا يتربص بهم قبل أن يتربصوا به.

إن المثقف العربي الحقيقي تفرض عليه الحكومات العربية العزلة لكي يدفعوه إلى مكانٍ واحد يتم فيه اصطياده,والمثقف الذكي يزيد من نسبة هذا الحصار فلا يخرج من بيته إلا للضرورة القصوى, نحن في مجتمع وفي زمن حكومات لا ترحم ولا يمكن أن توفر أكل المثقف إذا وقع بين الفكين, لذلك المثقف الحقيقي عليه أن يدرك حجم الخسارة الكبيرة له وأن لا يأسف على شيء طالما أنه يعرف بأنه مثقف.

والحكومات العربية تكره المثقف لأنها أولا وأخيرا تكره التغيير,فالمثقف بفطرته يسعى للوصول إلى السلطة وإلى ممارسة سياسة التغيير عن غير قصدٍ منه على المبدأ الذي يقول: ثلاثة أشياء تغير العالم, الكِتاب,المُناخ,الثراء, فالكِتاب يغير العقائد ونشر الكتب تغير المفاهيم والعقول,والمُناخ يغير الطبائع,والثراء يغير العادات والتقاليد, وهذه الأمور الثلاثة تكرهها وتشتغل عليها كل الحكومات العربية,فالحكومات العربية لا تسعى إلى تغيير المستوى الاقتصادي للمواطن العربي لأنها تعلم بخبث أن تغيير الاقتصاد والوضع المادي للمواطن يؤدي إلى انشغال المواطن بالثقافة وبالسياسة لذلك تسعى إلى إفقاره لكي لا يفكر إلا بلقمة الخبز,وأيضا تحارب نشر الكِتاب لأنها تعلم أن هذا تنوير يؤدي إلى تفتح العقول مثل الورود في فصل الربيع,وللحكومات العربية معسكرات قديمة مؤلفة من مؤسسات المجتمع وهي أنظمة وتحتل هذه المؤسسات موقعها بالجملة في أجهزة البيروقراط والتكنوقراط,ومؤسسة العشيرة والقبيلة,وأي تغيير ثقافي معناه أن هذه المؤسسات حتما ستزول لتحل محلها مؤسسات حديثة,مثل الأحزاب السياسية والصالونات الثقافية,هذه الحديثة تحل بفعل التغيير بمكان المؤسسات القديمة,لذلك يتم طمر الثقافة لكي يبقى زعماء العشائر في مواقعهم,وهذا كله نضعه تحت بند:مقاومة التنمية الشاملة,والموضوع كله ينطوي تحت غطاء ومفهوم التنمية الشاملة التي تشمل الدولة بكل مكوناتها بدء من رئيس الحكومة وانتهاء بالمواطن العادي مرورا بكل مؤسسات الدولة,بما فيها الأحزاب والهيئات والمنظمات والصالونات,وحتى الدكاكين الصغيرة المنتشرة بين الأزقة والحارات والشوارع العامة.

نحن كمثقفين نعيش حياة بائسة,والأنكى والأدهى من كل ذلك أن جيوش المسلمين تضغطنا ضغطا,والمساجد تلتف حول رقابنا,وجموع المصلين يدعون رب العالمين لكي يعينهم علينا,ويتسببون لنا بالأذى والأذية وفي النهاية يقولون بأن الله هو الذي يؤذينا,وأنا أقول لهم كما قال أحد حكماء(الفرنجة):إذا كان الله لا تعجبه طريقة حياتنا فدعوه هو يخبرنا بذلك وليس أنتم.

إن إشكالية المثقف مع السلطة والمجتمع المحلي ليست وليدة الصدفة,وهي ليست وليدة اليوم أو البارحة,إنها منذ 1400 عام وأكثر حينما اعتلى المد الإسلامي ووصل إلى قمة السلطة وقام بقلب الموازين واتهم الأحرار بالعبودية لغير الله,وزوروا التاريخ واعتقلوا العقول وصفدوها بالأصفاد وحاربوا كل من يقوم بتشغيل مخه,ورموا النساء الأحرار بالزنا وبالفجور,واتهموا كل متزينة بالبروج وبالسفور وبالدعارة,وهم لا يدرون بأن زواج الرجل من ثانية وثالثة ورابعة عبارة عن دعارة مرخصة وشرعية.

إن إشكالية الفكر العربي محصورة بالصراع بين الأحرار وبين الذين يريدون أن يبقوا عبيدا طوال حياتهم,وهي ليست صراعا بين من يملك وبين من لا يملك,وإنما صراعا بين النور والظلام,فالعقلية العربية عقلية ظلامية مستبدة تستبد بالرجل وبالمرأة وبالطفل,وبالمثقف,وتهمش كل من له علاقة بالثقافة سواء أكان ذلك من قريبٍ أو من بعيد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد شخصية متطرفة وعادية
- مر العيد من هنا
- إيليا بن أبي طالب
- أسرى بدر
- الإسلام دين غير عقلاني
- العرب لا يصلحون إلا للجنس والخيانة
- المسلمون غير أصحاء عقليا
- الإسلام دين من لا مستقبل
- الصورة الجميلة لليهود قبل الإسلام
- من أجل الدين والوطن
- عثمان بن عفان
- قصة خرافية عن موت عمر بن عبد العزيز
- كل شيء مدهش ومثير
- أين شفقة نبي الإسلام؟
- الجمال من أجل الجمال
- لتعش إسرائيل إلى الأبد
- عندي حساسية زائدة
- الأخطاء بين الآلهة والبشر
- مصيبة المرأة
- حوار بين مثقف وزوجته


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المثقف والدولة