أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - الأحزاب الدينية والمرجعية الدينية














المزيد.....

الأحزاب الدينية والمرجعية الدينية


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 12:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إننا نعانى الكثير من افتقاد الشجاعة حين يقترب الدين من دائرة النقاش. فنرى ممثلى الأحزاب السياسية وغيرهم ممن يتصدون للشأن السياسى يتبارون فى إثبات تدينهم وسلامة إسلامهم، ويتحدثون عن تدين الشعب المصرى، وأن المصريين أول من نادى بالتوحيد، وما إلى ذلك. وتستغل تيارات الإسلام السياسى نقطة الضعف هذه أسوأ استغلال، فحين يرى المطالبون بالديمقراطية والدولة المدنية أنفسهم مطالبين بتأييد آرائهم ومواقفهم بأسانيد من القرآن والحديث ومن التراث الإسلامى، تختلط الأمور وتتداخل وتعترى المواقف والآراء ميوعة واضطراب ووهن.
فبعد أن ابتدع الإخوان المسلمون حيلة القول بأن حزبهم حزب مدنى بمرجعية إسلامية، نرى الآن ممثلى حزب النور السلفى يزعمون أن منع قيام أحزاب على أساس دينى هو أمر ملتبس فى الأساس، ويلجأ أصحاب التوجّه المدنى للدفاع عن تديّنهم وتمسكهم بإسلامهم وأزهرهم ويهرعون لإظهار أسانيدهم من المراجع الدينية فيتأكد الالتباس ويزيد التباسا.
يا قوم، الأمر بسيط. حين نطالب بمدنية الدولة فإننا نعنى ببساطة تأكيد مبدأ الديمقراطية الأساسى، وهو أن الشعب هو مصدر السلطات وأن إرادة الشعب هى السند الوحيد والكافى لكل تشريع وكل قرار سياسى. وحين نعترض على المرجعية الدينية فإننا نعنى ببساطة أننا فى التشريع للدولة لا نقبل الاحتكام إلى نصوص مقدسة‘ إنما يجب أن يستند التشريع إلى ما يراه ممثلو الشعب محققا لمصلحة مختلف قطاعات الشعب.
الحزب الدينى هو كل حزب يلتزم بمرجعية دينية، والمرجعية الدينية تعنى الاحتكام إلى نصوص مقدسة يحتكر تأويلها وتفسيرها من يسمّون أنفسهم "علماء الدين". دعونى فى سبيل التوضيح ألجأ لمثال قد يكون مستفزَا. أنا لا أرى ما يمنع أن يقوم فى مصر حزب قبطى، تكون غايته الدفاع عن قضايا وحقوق جماعة الأقباط فى مصر ورعاية التراث التاريخى والثقافى القبطى، ويكون حزبا سياسيا خالصا حتى وإن لم يكن بين أعضائه مسلم واحد. ولكن، وهنا مربط الفرس، إن دعا الحزب لأن يحظى التشريع بموافقة الكنيسة أو قال بأنه لا يجوز أن يصدر تشريع يتعارض مع نص فى "الكتاب المقدس"، عندئذ يكون حزبا دينيا يجب أن يعترض عليه ويرفضه لا المسلمون وحدهم بل كل دعاة الديمقراطية والدولة المدنية.
حين نناقش الشأن السياسى يجب أن يقوم نقاشنا على ما يراه العقل محققا لإرادة الشعب ومصلحة الشعب، دون إقحام مصادر الدين فى النقاش، فأقل الضرر فى هذا أن تغرقنا العاطفة الدينية فلا يكون العقل هو المسيّر لدفة النقاش.
إذا كنا نرفض خلط السياسة بالدين فعلينا أن نبقى نقاشنا السياسى سياسيا عقلانيا ونرفض أن نمزجه بالدين. فيا دعاة الديمقراطية والدولة المدنية، سواء كنتم متدينين أو غير متدينين، لا تقحموا الدين فى السياسة، حتى وإن بدا لكم أن ذلك يخدم غرضكم على المدى القريب، ولا تدعوا أحدا يستدرجكم للاستقواء بالدين فى النقاش السياسى، فذلك يقوّض دعائم قضيتكم التى تريدون مساندتها والدفاع عنها.
لتكن عقلانيتنا خالصة، وعلمانيتنا خالصة، ومدنيتنا خالصة.
مدينة 6 أكتوبر، مصر، 19 أكتوبر 2013



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفلاطون الذى ظلموه
- لماذا نحن أحاديّو الفكر؟
- عبارة -الرأى والرأى الآخر-
- ضرورة أن نتفلسف
- ثلاث ملاحظات عابرة: المادة 219 والإقصاء ومذابح الأرمن
- إلى أعضاء لجنة الخمسين
- السلفيون، ماذا يريدون؟
- لماذا علماؤنا يفشلون؟
- أفلاطون: قراءة جديدة
- هوامش على مواد تعديل الدستور
- نحن والغرب
- رسالة مفتوحة إلى يسرى فودة
- دفاعا عن البرادعى
- التيار الإسلامى فى لجنة الدستور
- نقط فوق الحروف
- إلى باسم يوسف: كلمة هادئة
- زمن الفعل
- حدود التنظير
- كل منا له دور يؤديه
- حول الإعلان الدستورى


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - الأحزاب الدينية والمرجعية الدينية