أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مبادرة من أجل بناء الثقة.. المفقودة














المزيد.....

مبادرة من أجل بناء الثقة.. المفقودة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1213 - 2005 / 5 / 30 - 04:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


انتهي استفتاء الأربعاء بكل ما فيه من حلو ومن مر، أي بنصفه الذي تضمن مبادرة تاريخية تنهي نظام الاستفتاء علي شخص واحد ووحيد يرشحه مجلس الشعب، »سيد قراره«، لمنصب رئيس الجمهورية وتستبدل هذا النظام الاستبدادي بنظام الانتخاب الحر المباشر من بين أكثر من مرشح.
هذا هو النصف »الحلو«.. أما النصف الآخر الذي أثار جدلا ساخنا وانقساما حادا في صفوف المصريين، فهو المتعلق بتلك الضوابط والقيود التي تم فرضها من أجل »تنظيم« السباق الرئاسي بعد دفن نظام الاستفتاء غير مأسوف عليه.
هذه القيود اعتبرها كثير من المصريين النصف »المر« في وثيقة استفتاء الأربعاء، الذي يفرغ تلك المبادرة التاريخية من مضمونها الديمقراطي.
وبطبيعة الحال فإن الحياة لم تتوقف عند ذلك الأربعاء الذي لم يكن ــ رغم أهميته الاستثنائية ــ بداية تاريخ مصر كما لم يكن نهاية العالم.
لذلك طالب حكماء وعقلاء هذه الأمة باستيعاب دروس الصراع الذي احتدم بين »الموالاة« و»المعارضة« بصدد هذا الاستفتاء، واستئناف الحوار الوطني انطلاقا من الحقائق التي أسفر عنها هذا الصراع. ومن أولي هذه الحقائق انه لم يعد بإمكان أحد ــ كائنا من كان ــ أن يدعي احتكار الحكمة والحقيقة وإجماع الناخبين.
فحتي بيان وزارة الداخلية عن نتائج استفتاء الأربعاء، ودون الخوض في مدي مصداقيته ومطابقته لواقع الحال، يعترف بانقسام يكاد يكون كاملا في صفوف الجماعة الوطنية، حيث 53% فقط من المسجلين بكشوف الانتخابات هم الذين ذهبوا ــ حسب البيان ــ إلي صناديق الاقتراع، بما يعني أن 47% من إجمالي الناخبين قد أداروا ظهورهم لها إما نتيجة سلبية مزمنة أو نتيجة اقتناع بنداء أحزاب المعارضة الرئيسية بالمقاطعة. فإذا أضفنا إلي هؤلاء الــ 47% نسبة 17% من المشاركين في الاستفتاء قالوا »لا«، فإن هذه الأرقام ــ حتي مع افتراض أنها فوق مستوي الشبهات ــ تؤكد حقيقة الانقسام التي نتحدث عنها.
وهذا أمر لا يدعو للفزع بقدر ما يدعو للتواضع والتخلي عن عنجهية الادعاء بامتلاك الشارع والتأييد المطلق من خلق الله.
وهذا معناه أن نجلس سويا، معارضين وموالين، لنستأنف الحديث الذي انقطع ــ أو حتي الذي لم يبدأ أصلا ــ علي أسس جديدة وبروح جديدة من أجل التوصل إلي حلول وسط لمشكلات مزمنة ومتراكمة ناجمة عن عقود متصلة من »موت السياسة« كنتيجة حتمية لاحتكار السلطة والرأي والقرار والثروة وكل شيء.. حتي الماء والهواء.
واستئناف هذا القرار الوطني لابد له من مقدمات لبناء الثقة. من بينها
ــ علي سبيل المثال ــ الفتح الصريح لأحد الملفات التي تسببت في احتكاكات خطيرة. نعني ملف التظاهر. فهذا الحق الذي كفله الدستور مازالت تكتنفه قيود تكاد تعصف به، وبدلا من أن تكون المظاهرات تحت حماية البوليس مثلما يحدث في سائر أنحاء العالم المتحضر، أصبحت المظاهرت عندنا مناسبة نري فيها الهراوات والقنابل المسيلة للدموع والكر والفر.. وأضيفت إليها مؤخرا جحافل البلطجية التي ترفع شعارات التأييد للحكومة وتغض عنها قوات البوليس الطرف أو حتي تسبغ عليها حمايتها وتقف مكتوفة الأيدي أمام اعتداءاتها بالفعل والقول »والإشارة« ضد المعارضين المتظاهرين.
ولم يعد ممكنا لاحد الادعاء بعدم العلم بهذه التجاوزات البشعة أو القول بأنها تصرفات فردية. فالفضائيات تنقل كل شاردة وواردة، وتسجل كل كبيرة وصغيرة بالصوت والصورة، وتبث تلك الفضائح علي الهواء ليراها كل ذي عينين في مشارق الأرض ومغاربها. حتي أجهزة التليفون المحمول أصبح لها هي الأخري عيون وآذان وكاميرات تصور وتضبط الجاني بالجرم المشهود.
إذن.. الإنكار لم يعد ينفع أو يفيد.
وقد كانت »معارك« يوم الاستفتاء علي سلالم نقابة الصحفيين ذروة هذه التجاوزات التي تصل إلي حد الجريمة.. وتم تسجيلها وبث تفاصيلها المخجلة بما في ذلك التعامل الهمجي مع بعض المتظاهرات، اللاتي هن بناتنا وأخواتنا.
هذه التصرفات المشينة لا يمكن السكوت عليها، أو دفن الرؤوس في الرمال أمامها أو التظاهر بعدم رؤيتها.. فقد شاهدها العالم بأسره علي شاشات التليفزيون ووصلت إلي البيت الأبيض وتلقفها الرئيس جورج بوش ليستخدمها كذريعة جديدة للتدخل في شئوننا الداخلية باسم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان!
لهذا.. ومن أجل قطع الطريق أمام أمثال بوش الذين يتلمظون للتنطع علي خصوصياتنا، وقبل ذلك من أجل حماية كرامة أبنائنا وبناتنا، ومن أجل الحفاظ علي هيبة وطننا وسمعته وشرفه، ومن أجل الحيلولة دون تحول الجدل الصحي إلي احتقان سياسي يهدد السلم الأهلي.. من أجل ذلك كله نطالب الحكومة، وبالذات وزارة الداخلية، بمبادرة تهدئ النفوس المكلومة في الداخل، وتسحب ذرائع التدخل في شئوننا من الخارج.
هذه المبادرة المنشودة هي باختصار ضبط المتورطين في الجريمة التي كان مسرحها سلالم نقابة الصحفيين، وغيرها من الأماكن. وهؤلاء توجد صورهم علي شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد المصرية والأجنبية. ومن السهولة بمكان التعرف عليهم. ولا يوجد سبب منطقي للتكلؤ في تقديمهم إلي محاكمة علنية وعادلة وعاجلة حتي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه استمراء هذه الهمجية.
وسيكون ذلك، إلي جانب تقديم اعتذار صريح للمجني عليهم وعليهن، لفتة طيبة لبناء الثقة، توطئة لنسج خيوط حوار وطني حقيقي وشامل أثبتت الأحداث، بما فيها استفتاء الأربعاء وملابساته ونتائجه المعلنة، أنه البديل الوحيد القادر علي الدفاع عن السلم الأهلي في الداخل والتصدي لمخاطر التدخل في شئوننا الداخلية المحدقة بنا من الخارج.
فهل نفعل ونتحلي بالحكمة والتواضع والتسامح مع بعضنا البعض.. أم تأخذنا العزة بالأثم وقصر النظر والمصالح الضيقة فتعمينا عن سيناريو »الفوضي البناءة« الذي الفته كوندوليزا رايس وهددتنا دون لف أو دوران بأنه سيكون مصيرنا المحتوم؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذار.. لفنان محترم
- السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم
- مبادرات علي الهواء
- !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟
- لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال
- !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا
- أخيراً .. شئ يستحق القراءة !
- إرهابيون عشوائيون .. وإعلاميون على باب الله
- البريطانيون يقاطعون.. والعرب يطبّعون !
- القرن الآسيوي .. يدق الأبواب
- عناد الوزير الذى تجاهل وعد الرئيس
- علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ...
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة
- ثورة السوسن .. واللوز.. والليمون
- »ولفويتز« يقتحم البنك الدولي بأسلحة الدمار الشامل
- قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية
- الفشل التاسع والعشرون


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مبادرة من أجل بناء الثقة.. المفقودة