أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدي عامر - جدتي عالمة نفسية اجتماعية














المزيد.....

جدتي عالمة نفسية اجتماعية


حمدي عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4249 - 2013 / 10 / 18 - 05:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جدتي الغالية
كانت جدتي رحمها الله عالمةاجتاعية لا يشق لها غبار فقد درست العلوم الانسانية والنفسية والاجتماعية وعلوم ماوراء الطبيعة وتفوقت علي اقرانها امثال فرويد وجان بول سارتر وابن خلدون وابن رشد وغيرهم من علماء النفس والاجتماع وقد برعت جدتي في وضع الدساتير والعقود الاجتماعية لكثير من بلدان العالم واصبحت دساتيرها هي المصدر الرئيسي الذي يرتوي من منهله كل واضعي الدسانير الدنيوية وخاصة تلك الدساتير التي تأخذ تشريعاتها من الديانات
وفي المقدمة الخالدة التي وضعتها هذه الجدة العظيمة في مقدمة كل درساتيرها وضعت القصص والاساطير العجيبة التي تسلب الالباب وتسيطر علي العقول وتقرب كل انسان من الجنة الموعودة وترهبه من المستقبل المظلم الذي ينتظر كل من لا يؤمن بهذه الاساطير والاعاجيب و من روائع الامثلة والحكايات قصة ست الحسن والجمال والشاطر حسن الذي يعبر سبع بحور ويلاقي الاهوال في بحر الطلمات ويبتلعه الحوت ثلاث ليال مظلمة طوال يبقي الشاطر حسن يقاوم كل الحشرات والوحوش والثعابين ويقاتلها وينتصر عليها انتصارا عظيما وهو ينادي في بحر الظلمات ربي اني ظلمت نفسي فيسمع الله ندائه ويخرجه من باطن الحوت سليما معافا بعد الانتصارات العظيمة التي حققها وتغلب في كل المعارك التي خاضها في باطن الحوت --- وعندما يحل الظلام ويأتي موعد النوم ويغالبني الناس ولا ادري كبف انام وانا افكر ان اكون مثل الشاطر حسن ويهرب النعاس مني تقترب مني هذه الجدة وتقول نام حتي لا ياتي ابورجل مسلوخة او تأتي الغولة فتخطفك وتطير بك كما طار العفريت في السماء وحقق ما لا يمكن لاي انسان ان يفعله وبدلا من النوم الذي كان يغالبني استحلفها بالله ان تحكي قصة العفريت وبعد استعطاف وتوسلات تحكي جدتي عن الانسان الذي كان يكلم الطيور والجان ويعاقبهم ويعذبهم ويجبسهم داخل القمقم اذا خالفوا اوامره ويسرح خيالي طويلا لماذا لا اكون انا هذا الانسان وحينما تلحظ جدتي ما انا فيه من حيرة ولهفة علي تكملة الحكاية ومعرفة مصير كل الحيوانات والطيورالمعذبة والجان والعفاريت المحبوسة منذ قرون طويلة فتلاحقني بحكاية اخري استطاع الانسان ان يطير بين المدن والقري والصحاري والسهول ويقطع الالف الاميال في لمح البصر ثم يجمع كل الاموات من علية القوم الذين سبقوه ويصلي بهم اماما وحينما اعترض علي هذا ولايستوعب عقلي كيف عاد الذين ماتوا من الالف السنين وكيف كانوا يتكلمون ويتفاهمون فتلاحقني هذه الجدة العجوز وترعبني بالنار التي سوف تشوي جلدي ولحمي وابقي فيها من الخالدين فتأخذني رعشة الخوف واضع راسي بين المخدة واردد الرحمة الرحمة
في صباح اليوم التالي نذهب الي المدرسة ويقص كل منا ما مر به بالامس فنجد ان كل منا له جدة تحكي له مثل هذه الحكايات المسلية الجميلة وكنا جميعا نتشوق الي سماع هذه الاساطير ولكن حينما يبدأ مثقف الفصل في سرد حكايات جدته الا واننا جميعانرتعش ونرتجف من الرعب فكل قصص مثقف الفصل من الاساطير المرعبة خاصة تلك القصة التي تحكي عن الثعبان الاقرع الذي طوله سبعون مترا يأتي هذا الثعبان للرجل الميت الذي يكون عمله سيئا ويأخذ في التهامه وتعذيبه بعد ان يقطعه جزءا جزءا
اما قصص الابله الجميله الحسناء فكنا ننتظرها بفارغ الصبر وهي تحكي عن ام النور التي تطير في السماء وتذهب الي المساكين والفقراء والضعفاء وتساعدهم وتقدم لهم المأكل والشراب اللذيذ وتزيد المدرسة الرقيقة وتحكي عن فصة الملك الذي ظلمه اهله وصلبوه وزرعوا المسامير في يديه وقدميه وكل جسمه حتي يبعد الرجس والعذاب عن قومه في الاخرة
اما مدرس الدين فكانت حكاياته ممله ولم نكن مقتنعين بمعظمها حتي جاءنا يوما يكتاب مقدس ولابد ان نصدق كل ماجاء فيه والا سوف ندخل النار فأمنا بكل ما قاله هذا المدرس واحببنا قصة الولد الصغير الذي قذفت به امه في البحر وهو في التابوت حتي وجدته امرأة عاقرة كانت زوجة لملك شرير فربته هذه السيدة احسن تربية حتي كبر واصبح قويا واذا تشاجر مع احدا استطاع ان يقتله بلمسه واحدة وكان لهذا الرجل القوي ثعبان يستطيع ان يلتهم كل ثعابين الملك ولما حاول هذا الملك الشرير قنله هرب هذا الولد وضرب البحر بعصاه فانفلق اثني عشر جبلا وصنع ممرا داخل البحر حتي يعبر عليه هذا الرجل ولما حاول الملك الشرير العبور وراؤه لملاحفته والقبض عليه قطع الطريق واختفي في لحظة فغرق الملك وجنوده
كل هذه الحكايات الممتعه كانت تقضي وقتنا وتسلب عقولنا ونتمتع بها وناخذ في ترديدها للاخرين حتي جاءنا مدرس التاريخ فأخذ يحكي لنا ان المصريين القدماء هم الذين الفوا هذه الروايات والقصص وان الفرس حينما جاؤا الينا واستعمرونا نقلوا كل هذه الاساطير الي كتبهم ووضعوا لهم ديانة تسمي الزرادتشية ولم تستمر طويلا حتي اخذها اليهود ووضعوا كتابهم المقدس وسموه التوراة وحينما سألنا المدرس ان هذه التوراة من عند الله الموجود في السماء فقال لنا ان هذه التوراةكتبت بعد ان مات نبي اليهود بمائة وخمسون سنة وكانت خمس كتب وليست تسعة وثلاثون كتابا كما هي الان وان النبي الذي نسبت اليه لم يراها في حياته
وسألناه عن الكتاب المقدس الاخر الخاص بالمسيحيين فقال انه كتب بعد رحيل المسيح بمائتين وخمسون عاما ولم يراه المسيح ايضا
فاستبد بنا الحال وقولنا له ان كتاب المسلمين المقدس يقول ان التوراه والانجيل من عند الله ولابد ان المسلمين يؤمنون يذلك فقال كل الكتب جاءت من اجل السياسة وسيطرة الانسان علي الاخر وعلي مصادر رزقه وثروته وان الديانات الموجودة في العالم كلها وضعت من اجل ان يسيطر الكبير القوي علي الضعيف الفقير والا لماذا يتقاتل الناس وتحارب الدول بعضها بعضا
قولنا له ما العمل يا استاذ قال لابد من كتاب جديد يزرع الحب بين الناس ويحقق العدالة والامن والسلام والاهم ان بوجد جيل من الجدات والاجداد يؤمنوا ان الحياة فيها متسع للجميع



#حمدي_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدتي عالمة نفسية اجتماعية


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدي عامر - جدتي عالمة نفسية اجتماعية