أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال الربضي - السنة و الشيعة – هل هؤلاء مجموعات جديدة؟















المزيد.....

السنة و الشيعة – هل هؤلاء مجموعات جديدة؟


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 22:20
المحور: المجتمع المدني
    


السنة و الشيعة – هل هؤلاء مجموعات جديدة؟

بتنا ننام و نستفيق على أخبار الإنفجارات في العراق، إنفجارات في الأسواق، على الجسور، تفخيخ سيارات المسؤولين و مؤخرا ً بكل وضاعة و وقاحة و حيوانية تفجير أماكن العزاء. يُقال لنا أن سُنيا ً فجر بيت عزاء لشيعي فرد شيعي بتفجير بيت عزاء لسني. نحمد الله أنه لم يكن بين الضحايا أي عراقي! شر البلية ما يمزع القلب! في سوريا عرفنا من فترة قريبة أن الأقلية العلوية تحكم الكثرة السنية و الأقليتين المسيحية و الكردية، و الحمدلله أنه لا يوجد شيعة بين العلوين و إلا كانت الأمور ولعت! شر البلية ما يمزع العقل!

طيب خلصت النكتة؟ ممكن نحكي جد شوية؟

هذه المنطقة لم تكن هكذا منذ خمسين عاما ً مضت عاصرت ُ منها ثماني ٍ و ثلاثين هي مجموع سني عمري. فتحت ُ عيوني على مجتمع له هوية أردنية صارخة، شماغ أبوي الأحمر و عقاله الاسود فوق راسه، جمباز جدي الأبيض و شماغه الأبيض، و مثلها أهلنا في عجلون و حبايبنا و إخوتنا في الأردن، الهوية هي: الأردن، و الشماغ. لم نعرف معنى كلمة "تفرقة عنصرية" إلا حديثا ً.

مصر لم تكن هكذا قبل المشروع الإخواني، المصري البسيط هو مسلم أو قبطي مسيحي بالفطرة، و هو يحب الآخر بغض النظر عن دينه أو مذهبه، و أقتبس من كتابات أستاذنا سيد القمني "المجتمع المصري بمقدار ما هو مؤمن بمقدار ما هو علماني" و هو قول يقتبسه بنفسه من ابنته الدكتورة إيزيس القمني كما يوثقه بأمانه.

السودان الآن لم تكن هكذا زمان، لكنها أصبحت بعد النميري. تونس، المغرب التي توسعت صادراتها مع إسرائيل بعد حكم جماعة الوكالة الإلهية الإخوانية و ليبيا أيضا ً لم يكونوا هكذا.

أين المشكلة: الحقيقة أن المشكلة هي في جماعات الإسلام السياسي المدعومة و الممولة من آل سعود و حكام قطر بشكل رئيسي لا يحتمل التجميل أو التزين، فهم المسؤولون عن محاولة نشر المذهب الوهابي في كل مكان من الوطن العربي على حساب المذاهب الإسلامية المعتدلة، و هم المسؤولون عن خلق الصدامات مع الدولة بدعمهم للموتورين فاقدي الوطنية و القومية و الحالمين بأن يتسيدوا الأمة و يعتلوا ظهور الشعب بجملتي "قال الله" و "قال الرسول" و كأنهم الوحيدين الذي يعرفون الله و يعرفون الرسول.

المشكلة الثانية ان الحكومات العربية قد فشلت في تلبية حاجات الشعب الأساسية و التي هي عيش كريم بدون أن تحرث جيبوبهم و أعصابهم، و خلق بيئة تنموية اقتصادية قادرة على المساهمة الصحية في الاقتصادر العالمي في مجتمعات حرة تصون للإنسان حقه الإنساني كاملا ً، فلجأ الشباب المحبط و المُنهك و الفقير إلى أحضان شيوخ الدجل و الحيض و النفاس و اللحية و شعر الراس.

قديما ً عندما كنت أشاهد فلم "الرسالة" للعقاد كان المسلمون يتميزون بلبس الأبيض، بينما كفار قريش كانوا يلبسون أي لون ٍ آخر، و كانت الأمور واضحة، المسلمون هم أبناء المجتمع و كفار قريش اندثروا و ذهبوا، أما الآن فجماعات الإسلام السياسي أصبح لها رأي آخر، أصبح لها فلم "رسالة" آخر، فيه المسلمون هم الجماعة، و كفار قريش هو المجتمع، و الكفار ينبغي قتالهم، فإذا فهمنا هذه المعادلة جيدا ً استطعنا أن نفهم لم يصطدمون مع المجتمع دوما ً، لم يكفرون الناس، لم يرونهم دار معصية (عند الإخوان) و دار كفر (عند السلفين)، عندها نفهم لماذا الموسيقى حرام، و حرية الرأي حرام، و الفن حرام، و الديموقراطية حرام (لكن لا بأس من امتطائها بضع سنين نحو الكرسي فإن اعتلوها ذبحوها و ثبتوا عليه عجيزتهم إلى ما لا نهاية)، عندها نفهم لماذا لا يكفي أي شئ، فلا يكفي أن تصلي الفتاة ينبغي أن تتججب و إن تحجبت لا يكفي ينبغي أن تتجلبب، و إن تجلببت لا يكفي ينبغي لها النقاب، و النقاب لم يعد يكفي يعضهم فطالبوا بنقاب فيه فتحة عين واحدة في الوسط ترى منه المرأة. إن فهمتم المعادلة ستدركون يا سادة يا كرام أنكم لو ضويتم أصابعكم العشرة شمع لن تكفي حتى يركبوا عقولكم و قلوبكم و ظهوركم و يتسيدوكم، و بعدها يصير كل شئ حلالا ً.

المجتمع العربي المتدين بالفطرة ليس له علاقة بالمسميات "أهل السنة و الجماعه" "الشيعة" "السنة" "النواصب" "الروافض" و ما تبقى من كلمات المعجم الديني السياسي الخبيث. هذه كلمات بدأنا نسمعها منذ أن بدأ مال النفط يشتري الدين و يبعث به مع شيوخ الفضائيات إلى بيوت الناس بدون استئذان في قنوات ترى فيها العجب العجاب، كلمات تقلب تاريخي (مع الاعتذار من الفنانة ماجدة الرومي) دمرت لبنان و سوريا و العراق و ليبيا و السودان و اليمن و لا أريد أن أقول مصر لأني أؤمن أن مصر العظيمة لن تسقط.

منذ فجر التاريخ كان تحالف رجل المال مع رجل الدين مع رجل السياسة ثالوثا ً شيطانيا ً يلتف على عنق الشعوب ليخنق حناجرها فلا تستطيع أن تصدع بالنتن الفظيع لهذا التحالف ثم ينسل إلى العقل فيعطله و يشله و إلى القلب فيملؤه بالخوف و يمضي بالعبد الجديد حيث يريد السيد المجيد. ما زال هذا التحالف في بلاد العربان يعيث كل فساد يخطر على بال و يؤسس لفساد قادم لا يخطر على بال. ليس لدينا علماء يسجلون براءات اختراعات، ليس لدينا إنتاج صناعي، ليس لدينا إنتاج فكري إلا في حدوده الدنيا، و لا زلنا نتحرى الهلال بالعين المجردة للعيد على الرغم من التطور العلمي الفظيع، و أما من ينادي بالتطوير و الحداثة و عتق رقاب العباد فمصيره إما مثل الدكتور حامد أبو زيد الذي حكمت محكمة مصرية بكفره و تطليقه من زوجته (غصبا ً عنه و عنها و كأن القاضي هو الزوج و الزوجة و الزواج و كله في كله و الدكتور حامد و زوجته مجرد زوائد و كماليات في زواجهما) فاضطر أن يهرب مع زوجته ليعيش آمنا ً في أوروبا بلاد الكفر و الكفار، أو يكون كسيد القمني الذي لم تكفي التهديدات التي تلقاها بالقتل لكن برز أشباه كتاب ليشككوا في هذه التهديدات أصلا ً و في أهليته و مستواه حتى يتلقى تهديدات، في مشهد غريب عجيب لا تشاهد جنونه إلا في هذا الوطن العربي الكبير، أو يكون كشهيد الكلمة الدكتور فرج فودة الذي اغتالوه أمام عيني ابنه.

شيوخ الفضائيات و الوهابيون الجدد و حركات الإسلام السياسي هم المسؤولون اليوم عن إفساد عقول هذه الأمة، و الأمة بطيبتها مسؤولة عن السماح لهم بإفسادها، و لا خلاص أو نجاة إلا بأن تتبنى الدول في أنظمتها النهج العلماني الذي يفصل الدين عن الدولة و يحمي الإنسان كإنسان و يعطيه كافة حقوقه كاملة ً و أولها حق الرأي و حق الإختلاف، و عندها سيقوم أمام هؤلاء المتطرفين مستنيرون مفكرون يكشفون زيفهم و خداعهم و يعجلون في نهايتهم الحتمية.

يحضرني في هذا المقام مشهد للفنان عادل إمام من مسرحيته "شاهد مشفش حاجة" عندما يُباغته ممثل الإدعاء العام بسؤال فُجائي "أستاز سرحان إيه علاقتك بالجنس الآخر؟" فيجيبه ذلك السرحان البسيط قائلا ً "الجنس الآخر! هوا في ناس تانين غيرنا و احنا مش عارفين؟؟؟"

من هم السنة، من هم الشيعة، هوا في ناس تانية غيرنا إحنا الشعب إحنا كل البشر إحنا كل الإنسان؟

الجواب على السؤال: لا، لا يوجد سوى الإنسان.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أدب حنة مينة – البحر وجودا ً و الفردية في رحلة الكش ...
- السينما بين السبكي و الأخوين واتشسكي – طرفا البعد الإنساني
- -قد سمعتم أنه قيل أما أنا فأقول لكم- – الرسالة الجديدة للعهد ...
- الشرق العربي حين ينبش ليقتلع الأساس - هجرة المسيحين العرب
- الوطن العربي – الكوكب الآخر – مأساة مدينة الأشباح.
- نجيب محفوظ – ما بين الفينامولوجيا و الأنثروبولوجيا الدينية و ...
- حميمية العلاقة بين الله و الإنسان – النبي إرميا نموذجا ً
- -أعطني لأشرب- – لماذا نحب المسيح، من وحي اللقاء مع السامرية.
- ثرثرة في الثورة المصرية
- ظاهرة التحرش بالفتيات – بين نظرة المجتمع، التشخيص و الحلول.
- التأريخ الأنثروبولوجي الديني في روايات نجيب محفوظ – الثلاثية ...
- التأريخ الأنثروبولوجي الديني في روايات نجيب محفوظ – الثلاثية ...
- عقل العربي – جولة في مساحة الاطمئنان كردة فعل على العجز
- نظرة للإعلانات التسويقية المتلفزة و علاقتها بالنمط الاستهلاك ...
- السلطان شرف الدين – احتكار الله و استعباد البشر – بين الانفص ...
- مسيرة المسجد الحسيني– خليط التعاطف المذهبي و تجاوز الدولة كم ...
- المرأة كملكية ذكورية – ما بين جرائم الشرف و إعفاء المُغتصب ش ...
- تمثيل ُالوحي داخل الحواس – رحلة الله و الناس
- فلسفة الوعي – الإدراك و التركيب العضوي و ما بينهما


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال الربضي - السنة و الشيعة – هل هؤلاء مجموعات جديدة؟