أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - لاحجاً مبرور .. ولاسعياً مشكور














المزيد.....

لاحجاً مبرور .. ولاسعياً مشكور


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم هكذا يجب أن تقال بوجوههم عند عودتهم لاسالمين من ديار الحج التي لاشك أنّها لفظتهم في عمق قدسيّتها ، وهم الذين لم يذهبوا لأداء مناسك الحج والله أعلم بذلك ، وإنّما للرياء والنفاق ، وأوّلها تركهم وراء ظهورهم أبناء شعبهم يعيشون مذبحة لم يشهد لها التاريخ في بطونه مثيلاً لها ، فقتلاً بالمفخخات يومياً ، وذبحاً بالسكين على الطرقات الخارجية ، وخطفاً على الهوية ، وكل شيء تعافه النفوس وما لم يفعله الشيطان نفسه قبلاً من ذلك ، وكل هذا وأعضاء البرلمان يعيشون لياليهم يتنعّمون بها بنفسجية وحمراء ، وما لم يره ويعيشه أجدادهم من قبل ولاحتى هارون الرشيد ولياليه الحمراء ، وهم لم ينجزوا بعد ماعليهم من واجبات ، ولم يكملوا ولم يتمّوا مشاريع قوانين هي تلك التي شعبهم بأمس الحاجة إليها لأنها تمس حياتهم ، وهم يصرّون على عدم درجها أصلاً في جدول أعمالهم ولم ينجزوها ولم يصوّتوا عليها في تقصير واضح وجلي سيحاسبون عليه أمام الله حساباً إن شاء الله عسيرا ، وذهبوا وهم مقصّرين عمداً غير آبهين بالمرة أن ورائهم شعباً يعيش مخاضاً صعباً في ضنك عيش ، وضراوة حرب ضروس طاحنة لاتنفك رحاها تهدأ ليلة أوليلتين حتى يستعرّ وطيسها في ركن آخر ، أو زاوية أخرى ، وهكذا يوزّع الأرهاب والعالم الشرير رعبه وإرهابه وبطاقات الموت بالتساوي في كل الأمكنة التي تغص بالمارة وكل سوق مأهول ، وكل ساحة يلتئم فيها شمل الأطفال عند أماكن لهوهم ولعبهم ، والأرهاب هذا لايتوانى لحظة بسبب مايتمتع نعم هكذا يجب أن تقال وبملء الفم لأعضاء البرلمان الذين توجهوا لا لأداء فريضة به من مزايا أضفتها إليه ظروف تواجده على أرض العراق ومنها غباء برلماني مطلق في جانب ، وخيانة برلمانية مطلقة في جانب آخر ، ونرجسية وخبث ولؤم منقطع عند صنف ثالث وهو الذي يعرف ويدرك كل شيء يجري على الأرض ومن بين يديه وأمام ناظريه ، ويغض الطرف عن هذا وذاك ويجامل الأثنين معاً ويتبسّم في وجهيهما بوقت واحد ، وهو يشحذ همّه وهممه لنهب أكبر قدر ممكن من الأموال العامة وإختلاس أكبر كم ممكن من أموال المشاريع المرصودة والمعدة للأحالة ، ووو همّه كبير جداً في هذا الجانب ، ونحن بين أتون أولائك الكذّابون والحرامية واللصوص صرنا وصار الشعب بين حانة ومانة ، وشعبنا بعد أن إنخدع بهم وأيّما خدعة بات لايحرّك ساكناً من هول الصدمة وخيبة الأمل الكبيرة التي حلّت به ، وتراهم مع كل هذا غير آبهين ويتصوّرون أن الشعب مغفّل لدرجة أنّه لم ولن يكتشف ألاعيبهم بعد ، وهذا هو ضنّهم لشدّة غبائهم ، وهم لم يدركوا أن الصغير أدرك أمرهم قبل الكبير ، ولكن وهذه هي المأساة أن هذا الوعي جاء بعد فوات الأوان ، وتراهم يتصرّفون على أساس ذلك الوهم الذي يعيشونه ، فتراهم يخدعون الناس محاولين مرة أخرى بديانتهم وتديّنهم الشديد المزعوم من خلال الحرص كل الحرص على أداء فرائض الله التي أوجبها على عباده ومنها الحج ، ونحن لانعلم هل أن لديهم الوقت حقاً لأداء الصلاة في بيوتهم أم أنهم تركوا تلك لأنها لاترى من قبل الآخرين بالعين المجرّدة ، وهذا يعني لهم أن لاداعي لها ، وهم وعند حرصهم على الذهاب لأداء فريضة الحج كأنّما يستغفلون أمّة بكاملها ويضحكون على ذقون عقلائها ، ويسخرون بمقدرات ومشاعر الآخرين ، وأناس بهذا المستوى من الوعي الناقص والأدراك غير السليم لمسؤولياتهم الجسام ومستوى تلك المسؤولية التي في أعناقهم لايصلحون لتمثيل مجموعة من المخبولين ، فكيف بهم وهم يمثلون شعباً عريقاً بحضارته وقيمه الأنسانية ، وهم وعلى أقل تقدير كان حري بهم أن يؤثروا عدم السفر ليس إلى الديار المقدّسة وحسب بل يمتنعون عن السفر لأي بقعة في الأرض غير العراق بحجة أن شعبهم يذبح كل يوم وكل ساعة ، ولابد أن يتواجدوا ليل نهار بين ظهراني أبناء الشعب يعيشون معهم مأساتهم ومحنتهم يوماً بيوم وساعة بساعة ، ويجتمعون بين حين وآخر ويفكّرون كل ساعة وكل يوم بشيء جديد ومقترح جديد وأمر جديد للخروج بأبناء أمّتهم من حمام الدم وطاحونة الموت المحدقة بهم كل لحظة ، ولابد لهم أن يعيشوا المحنة التي يعيشها أبناء الشعب لحظة بلحظة لا أن يفكّروا بشعائر لم يؤمنوا بها أصلاً بعد أن إرتضوا لأنفسهم السرقة ونهب المال العام ، وباعوا كل قيم كانوا يسوّقونها على الناس قبلاً من ذلك ، وصاروا حرامية ولصوص وعلى الملأ ، وكان عليهم وعلى الأقل أن يفكّروا بفسح المجال لا لآلاف وحسب ، وإنّما لملايين من أبناء هذا الشعب المجروح من الذين يستحقّون وبسبق كبير إلى الذهاب لأداء مناسك الحج والعمرة ، ولم تسنح لهم فرصة بسبب تزاحم حمايات المسؤولين ممّن لم يعرفوا التديّن أصلاً ومن المسؤولين أنفسهم ومن ذوي المسؤولين الذين لاينقطع بهم دابر ولاتنتهي محسوبيّتهم عند حد ، ونحن نعرف وبالأسماء من ذهب منهم ومن ذويهم لمرّتين على الأقل إن لم يكن منهم من ذهب لثلاث والله أعلم ما وراء ذلك ، فلا حجّاً لأعضاء البرلمان مبرور ، ولاسعياً لهم ولمرافقيهم مشكور ، وشعبهم يموت كل يوم ويذبح كل يوم وتزهق أرواح بالمئات كل يوم ، وهم عن أمر شعبهم يصمّون أسماعهم ويغضّون طرفهم وهم عنه مغلّسين ، وهم يدركون جيداً قبل غيرهم أن لايصح من الأعمال إلاّ الصحيح ، ولايصدق منها إلاّ الخلوص في النية ، وماعداهما كذباً ورياءاً ولايصّعّد إلى السماء منها إلاّ العمل الطيب والصالح الخالص لوجه الله ، وشعبهم به أولى في أن يكون محط إهتمامهم ، وتدارك محنتهم .







#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقية ... ومعاييرها في المجتمع
- الطرش ... مرض جديد يصيب النواب العراقيين
- تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين
- ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..
- تأشيرة دخول .. ولماذا ؟ ..
- البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد
- مؤشرات .. وأسئلة بعد الأجتماع الرمزي
- الوطنية .. معيار أخلاقي
- الحداثوية .. مظهر تجديد حقيقي أم مظهر إنحرافي خطير
- مسلسل القتل في العراق .. إلى أين ؟ ..
- مامعنى ان يكون الكاتب مبدعاً .. وأن يكون مأجوراً ومنافقاً
- إنتهاك الدستور والقانون .. منهج إحترافي أم حذاقة لصوص
- الأكراد .. هل هم قادمون ؟
- الأنفجارات .. وثقافة الأستقالة
- المحافظات .. ونتائج الأنتخابات
- مشاركة وطنية .. أم شراكة حرامية ؟


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - لاحجاً مبرور .. ولاسعياً مشكور