أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس














المزيد.....

أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 07:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس
في كل لغة تقوم علاقات بين مجموعة من الالفاظ ومجموعة من المعاني ،ويرتبط كل لفظ بمعنى خاص إرتباطا يجعلنا كلما تصورنا اللفظ إنتقل ذهننا فورا إلى تصور المعنى وهذا الاقتران بين تصور اللفظ وتصور المعنى وإنتقال الذهن من أحدهما إلى الآخر هو ما نطلق عليه إسم " الدلالة "فالمعنى هو الذي يبين لنا إرادة الشارع أو القائل ومنه نستنبط الفكرة التي يريد أن يطرحها ببساطة فلو جاء النص مثلا {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ }الإسراء33,فهنا نقف عند أمر شرعي متصل بالسلوك ويفصح عنه بالمنع بدلالة أداة النهي كقاعدة عامة وبنفس الجملة اللفظية هناك إستثناء من هذا النهي وهو أن يكون القتل بالحق أي مقابل حق فمن المعنى عرفنا دلالة المبنى وعليه لكي يكون الفعل السلوكي للإنسان مطابق للأرادة الشارع الناظم للسلوك عليه أن يطابق المعنى بالصورة التي أراده الشارع فالنهي عن القتل إذن بهذه الصور أمر وجوبي لصراحة المعنى من خلال الصورة التي ساقها المبنى.
هذا في الصور البسيطة من المعاني ولكن المشكلة تثار من خلال مباني وألفاظ لا يتبين منها المعنى إلا من خلال أستخدام الوسائل العلمية اللغوية والفقهية والأصولية لمعرفة المعنى وتحديد مدلوله العملي السلوكي وهذا ليس من وظيفة عالم النفس ولكنه بحاجة للرجوع الى ذوي الخبرة في الإستنباط والأستدلال لبيان حقيقة المعنى وحقيقة الإرادرة منه كما في النص التالي {اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ }يوسف9.
فمعنى أطرحوه ليس بمعنى أن يلقى الشخص إلى الأرض مثلما يتبين للسامع وإنما أراد القائل معنى أخر هو تغيب الشخص المطلوب تغيبه بحيث تنتهي وتقطع العلاقة بين المطلوب طرحه في الأرض ووجه الأب كما جاء بالنص وهذا المعنى يستجلى وتبين ماهيته على يد المتخصصين في علوم اللغة وأصول الفقه والمنطق وعلى عالم النفس حتى يحدد نوع السلوك هذا الرجوع إليهم ليفهم المعنى سلوكيا ومن ثم تحديد ماهية السلوك.
إذن فهم المعاني السلوكية التي وردت في القرآن الكريم لا يجب على النفساني والسلوكي أن يجزم بدلالاتها إلا بعد الرجوع الى صاحب الأختصاص في جلاء المعنى في حال كانت الدلالة تركيبية أو لاتدل ببساطة على المعنى كما في المثال الأول حتى يكون تعريفه وفهمه للفظ والمبنى معتمدا على التصور التصديقي اليقيني ولا يقع في الأشكالات التي وقع فيها غيره من خلال كون المعنى ينصرف الى أكثر من صورة أو يكون المعنى مشتركا بأكثر من دلالة أو يكون المعنى موزعا على أكثر من مبنى لفظي واحد.
((وفي ضوء هذا نستطيع أن نعرف لماذا كنا نهتم في البحث السابق بتحديد المدلول اللغوي الاقرب للكلمة والمعنى الظاهر لها بموجب النظام اللغوي العام .مع أن المهم عند تفسير الدليل اللفظي هو إكتشاف ماذا أراد المتكلم باللفظ من معنى ؟ لا ما هو المعنى الاقرب إليه في اللغة؟فإنا ندرك في ضوء إصالة الظهور أن الصلة وثيقة جدا بين إكتشاف مراد المتكلم وتحديد المدلول اللغوي الاقرب للكلمة،لان أصالة الظهور تحكم بأن مراد المتكلم من اللفظ هو نفس المدلول اللغوي الاقرب،أي المعني الظاهر من اللفظ لغة،فلكي نعرف مراد المتكلم يجب أن نعرف المعنى الاقرب إلى اللفظ لغة لنحكم بأنه هو المعنى المراد للمتكلم)) . فمعرفة المعنى المراد للمتكلم هو أساس تولد الصورة الذهنية التي يمكن إسنادها على وفق تصور سلوكي معين من غيره.
القتل سلوك إجرامي منبوذ ولا يأمر به الشارع لكونه يؤدي إعتداء على محترم مقدس محفوظ للإنسان إن لم بدون وجه حق وهذا هو أساس القاعدة العامة للسلوك المستقيم ولكن إذا إقترن هذا القتل كونه سلوك غير محلل بظرف أو محدد أخر تحول الى شيء أخر خرج من نطاق الحرمه وتدرج منه الى الأمر الوجوبي إستنادا الى الحجة والسبب الذي حوله من معنى سلبي إلى معنى إيجابي وجوبي كما في النص التالي {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ }البقرة190.
هنا نحن أمام وصف أخر للقتل وبحيثية جديدة تخرجه من الصورة السلبية الى الصورة الأيجابية وهو باب الدفاع عن النفس لأنه ببساطة وبدون تعقيد هذا القتل موجه للأخر الذي يريد الأعتداء علينا بالقتل ,فهو رد عدوان وهذا الرد مشروط مرة أخرى بعدم الأعتداء بتكملة النص { وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190,فالقتل كونه إعتداء على محترم مقدس يجب أن لا يكون بالمبادرة بل يجب رده إحتراما للمحترم نفسه ولكن بحد أخر هو أيضا عدم الأعتداء.
إن فهم المعاني أول ما يجب على الباحث في الشأن النفسي أن يدركها ليؤسس فهمه ومقدماته العلمية عليها وبذلك يتمكن من تحديد المصطلحات القرآنية والمراد منها كما هي في الصورة التي أنزلت بها ومضت عليها الأرادة الألهية ومن ثم تحديد المنطبقات الحدية عليها كالحلال والحرام والحق والباطل وهذا هو الأشكال الذي وقع فيه الكثير ممن تعامل مع هذه الأسس وأحتج بها على من يمارس سلوكا معينا أو يتصرف بشأن ما بين موسع وبين مقصر وهذا سببه الفهم وإدراك المعاني وإنصراف هذا المعنى أو ذاك إلى مدى معين دائر مثلا بين الحلة والحرمة وبين الحق والباطل وهذه من الأشكالات التاريخية المعقدة والمستعصية على الحل بسبب التفاوت في فهم المعاني ودلالاتها العملية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلنة العلم أم علمنة العقل
- في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني
- فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول
- جدلية صراع القيم
- قوة العلم
- أصالة الكينونة
- ما هو التأريخ ج1
- ما هو التاريخ ج2
- أزمة الفهم وتجسيد الأزمة
- البرغماتية الكهنوتية
- دور الفلسفة في التغيير
- أساسيات التغيير الفكري في أوربا
- كل النساء في مدينتي خالاتي
- أنسنة الوجود الكوني
- أغنية لبغداد ,بين نعمانك وكاظميك
- المال العام بين النزاهة والابتزاز
- ضياء الشكرجي والخروج من الشرنقة.
- ام هاشم
- الورود لا تنمو بين الصخور .
- أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس