أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - تعليقا واضافة للمقال الخاص بالاستشهاديين ، ينبغي التساؤل: هل هناك استشهاد معنوي الى جانب الاستشهاد الدموي؟















المزيد.....



تعليقا واضافة للمقال الخاص بالاستشهاديين ، ينبغي التساؤل: هل هناك استشهاد معنوي الى جانب الاستشهاد الدموي؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي .

السؤال السادس والخمسون:
تعليقا واضافة للمقال الخاص بالاستشهاديين ، ينبغي التساؤل: هل هناك استشهاد معنوي الى جانب الاستشهاد الدموي؟

استطرادا لمقالتي السابقة حول العمليات الاستشهادية، وجدت أنه من المناسب أن أتساءل ان وجد أيضا انتحار أو استشهاد معنوي الى جانب الاستشهاد الدموي، وذلك كتعليق على المقالة السابقة، أو كاضافة لها، وذلك لعلاقته المباشرة بموضوع المقالة السابقة حول "الاستشهاديون ".

ففي عام 2006 عقد في فندق "هوليداي ان" بعمان، المؤتمر السنوي الدوري لمدراء قنوات التلفزيون العربية الرسمية والذي شاركت فيه أكثر من عشرين قناة تلفزيونية عربية. ودعي للمشاركة في هذا المؤتمر، أربعة خبراء كان من بينهم الدكتور نبيل الخطيب، مدير الأخبار في قناة العربية ، كما كنت أنا أحد هؤلاء الخبراء الأربعة بصفتي مديرا اقليميا سابقا لوكالة أنباء التلفزيون العالمية WTN، وكان من مقتضيات عملي ، التعامل مع العديد من قنوات التلفزيون الأجنبية، والعالمية منها خصوصا، ا ذ كان من بين المواضيع على جدول أعمال ذاك المؤتمر، هو عن الأسلوب الأمثل لايصال المعلومة الصحيحة للمواطن الأجنبي.

وقد ألقيت في اليوم الأول من ذاك المؤتمر، مذكرة كنت قد أعددتها مسبقا، تحدثت فيها عن الأثر السيء الذي تتركه الأعمال الاستشهادية لدى المواطن الأجنبي، لأنه لا يرى فيها الا عملية قتل لأبرياء، دون أن يتوغل في دراسة معمقة للدوافع التي أدت الى وقوع ذاك العمل الذي يبدو للوهلة الأولى بغيضا طالما أنه لم تعرف الدوافع الباعثة له. وقد اقترحت عندئذ أن تقوم القنوات العربية الرسمية بانتاج تقرير وثائقي اثر كل عملية استشهادية، بحيث تذهب الكاميرا الى الحي الذي نشأ فيه الاستشهادي في طفولته، والمدرسة التي تلقى علومه فيها ، والى العائلة التي أنجبته، ربته ونشأ في كنفها ، ليستعلم المراسل معد التقرير، عن طفولة ذاك الانتحاري: هل كان طفلا عاديا بريئا كغيره من الأطفال، أم كان شريرا في طفولته. كما يستعلم المراسل عن ذلك من أقرانه في الحي الذي نشأ فيه، وفي المدرسة التي تلقى علومه فيها، وخصوصا من أساتذته اللذين درسوه من بداية حياته الى أن أصبح شابا يافعا يقرر الذهاب لتنفيذ عمل انتحاري استشهادي . فمرحلة البراءة في طفولته، وكونه طفلا طبيعيا كأقرانه في نشأته، وفترة نموه التدريجي كغيره من الصبية، انما تكشف عن العوامل التي أثرت فيه فيما بعد، أي بعد نضوجه، ودفعته لتنفيذ عمل كهذا ، قد يكون مكروها لدى الأجنبي، لكن حياة العوز والفقر والقهر والظلم والاحتلال الغاشم بقسوته الشديدة ، اضافة الى حالة اللجوء في بعض الحالات، هي التي حولته من طفل عادي بريء، الى طفل تنمو في داخله الرغبة، لا في قتل الأبرياء، بل في لفت نظر العالم الى الظلم الذي وقع وما زال يقع عليه وعلى أقرانه اللذين قد يحول الاحتلال، بما يفرزه من ظلم وقهر، الكثيرين منهم الى مقاومين، وأحيانا الى استشهاديين.

ولكن مدراء القنوات العربية لم يأبهوا لاقتراحي ذاك في كيفية ايصال المعلومة الصحيحة والمثلى للمشاهد الأجنبي، والتي وضعت دراستها بناء على تجربة شخصية لي في التعامل على مدى سنوات طويلة مع الاعلامي الأجنبي. وهم بذلك لم يختلفوا عن مدراء ومراسلي التلفزيون الأميركي CBSالذي عملت معه لسبع سنوات ، الى أن طردت منه شر طرد في عام 1975 بسبب اقتراحاتي المتوالية التي لم ترق لهم . فمع كل عملية فدائية خلال تلك المرحلة (العمليات الاستشهادية لم تكن معروفة عندئذ )، كنت أقترح أيضا عدم الاكتفاء بتغطية نتائج وتطورات تلك العملية الفدائية من قتل أو أخذ رهائن، اذ يتوجب أيضا تغطية الوجه الآخر منها ، وهو الذهاب الى القرية او المدينة التي نشأ فيها ذاك (الارهابي) كما يسمونه، ليستعلموا عن ظروف حياته القاسية، وعن معاناته من الاحتلال ومن قسوته والتي شكلت دوافعه الحقيقية لارتكاب هذا العمل، لا بقصد الخطف أو القتل او اتخاذ الرهائن، بل كصرخة تستدرج نظرة عطف وتفهم من المجتمع الدولي . فآخر ما يسعى اليه منفذ العملية الفدائية، هو الوصول الى نظرة نقد واستياء من قبل الأجنبي، وهي النظرة الناشئة عن جهل ذاك المجتمع الأجنبي بالظروف والدوافع التي قادت الى ذاك العمل المسمى (ارهابيا) . لكن مدراء قنوات التلفزيونات العربية الذين استمعوا الى اقتراحي ذاك الناجم عن دراسة معمقة عن وقائع ما يجري ، ومدى جهل المراقب الأجنبي بظروف وحيثيات ما يجري، والذين توقعت منهم (أي من المدراء العرب) أن يكون ردهم ترحيـبا وتصفيقا ، قد لاذوا بالصمت ولم يعلقوا عليه، وبطبيعة الحال لم ينفذوه. ترى كم هو الفارق بين مدراء ومراسلي قناة تلفزيونية أميركية ، ومدراء قنوات تلفزيونية عربية ؟ الفارق قد لا يكون كبيرا جدا.

ولكن تلك الاقتراحات التي كنت أقدمها لمدراء قناة "سي بي أس" ولمراسليها ، لم تكن هي السبب المباشر لطردي من القناة شر طرد (وان كانت ربما أحد أسبابها المتعددة). فالسبب الحقيقي يعود الى تطور آخر وقع في عام 1974، العام قبل الأخير لعملي معهم . فحتى ذلك العام ، ظلت القنوات التلفزيونية الأميركية ، ومنها قناة "سي بي أس " ، ترسل التقارير التي يعدونها في لبنان للبث من العاصمة الأردنية - عمان . اذ كان الأردن هو الدولة العربية الأولى التي استحضرت محطة بث فضائية عبر الأقمار الصناعية (SNG) بمعنى (Sattelite News Gathering) . وكانت الأمور حتى عام 1974 تسير سيرا حسنا باستخدام اجهزة البث الأردنية لتزويد الولايات المتحدة بالتقارير المعدة في لبنان. ولكن في نهايات ذاك العام ، طالبت قناة "سي بي أس" أن نستبدل الأردن باسرائيل، بذريعة أن اسرائيل مزودة أيضا بأجهزة بث عبر الأقمار الصناعية ، ولكنها أجهزة أكثر عملية من تلك المتوفرة في الأردن . فعمان كانت تملك نظام البث بنظام (PAL ) أي بخطوط (625)، خلافا للتلفزيون الاسرائيلي الذي يستطيع البث بنظام ) NTSC ) الأميركي، أي بخطوط (525)، وذلك باستخدامها جهاز محول ((-convert-or ، وهو الجهاز الذي لم يكن الأردن يملكه حتى ذلك الوقت. وأهمية ذلك الجهاز أن اسرائيل كانت تستطيع أن تبث التقرير الى الولايات المتحدة مباشرة، دون الحاجة لبثها الى لندن حيث يجري تحويل ال (pal ) الى ( (NTS ليجري بثه عندئذ الى نيويورك ، في وقت كان فيه البث من الأردن يتسبب بكلفة بث مزدوجة : الى لندن حيث يجري التحويل الى النظام الأميركي ، ثم الى نيويورك ، خلافا للوضع لدى البث من اسرائيل : اذ يجري البث عندئذ بقفزة واحدة مباشرة الى نيويورك وبكلفة أقل.

ومن أجل ذلك رأت القـناة الأميركية عندئذ وجوب ارسال التقارير المعدة في لبنان الى اسرائيل عوضا عن الأردن، خصوصا وأن ارسالها الى اسرائيل هو أمر أكثر سهولة، لوجود حدود ارضية مشتركة بين لبنان واسرائيل، لا يفصل بينهما الا شريط حدودي مكون من سياج معدني يمكن القاء الشريط من فوقه ، ليتلقفه مندوب للشركة قادم من تل أبيب، ويقف قرب السياج الحدودي منتظرا ذاك الشريط.

وبطبيعة الحال بادرت الى رفض هذا الاقتراح لمخالفته لكل المبادىء السائدة في المنطقة العربية، اضافة الى مخالفته المباشرة لقوانين مقاطعة اسرائيل السائدة في كل الأقطار العربية حتى ذلك الوقت. أضف الى ذلك، أن هذا الأسلوب الهوليوودي المقترح، كان سيؤدي للاتهام بالتجسس نتيجة التعامل بهذا الأسلوب الغريب مع العدو. وقدمت عندئذ اقتراحا بديلا وبسيطا، مفاده ان تشتري القناة الأميركية جهاز تحويل (-convert-or ) تضعه في نيويورك، ليحول الشريط لدى استلامه هناك من (بال) الى (ان تي أس سي) بدل من تحويله في لندن، فتحل عندئذ المشكلة، علما أن تكلفة جهاز كهذا كانت تتراوح بين عشرين وثلاثين الف دولار، وهو مبلغ زهيد لقناة تلفيزيونية أميركية كبرى. لكن اقتراحي رفض . فالمشكلة من وجهة نظرهم ، لم تكن مجرد كيفية البث على مرحلة او على مرحلتين، بل كان أيضا في كيفية ايصال الشريط . فارساله الى عمان، كان يقتضي انتظار الساعة الثامنة مساء ، وهو موعد الطائرة الواحدة التي تقلع في نهاية كل يوم من بيروت ، ذاهبة الى عمان حاملة الراكب الناقل للشريط. أما بالنسبة لارساله عبر اسرائيل ، فان الأمر كان يقتضي قيادة السيارة لمدة ساعة أو ساعة ونصف، للوصول الى أقرب شريط حدودي فاصل بين لبنان واسرائيل، وعندئذ يلقى الشريط الى الجهة الأخرى منه بدون الكثير من المشاكل والمتاعب. هكذا وبكل بساطة . ألم أقل دائما وفي كل مقالاتي السابقة أن الأميركي لا يرى أبعد من أنفه لدى التخطيط لشيء ما، سياسي أو اعلامي أو اقتصادي أو اجتماعي .

وبعد بضعة أسابيع ، وازاء رفضي لذاك الاقتراح البائس او اللئيم، جاءني من نيويورك نائب رئيس شركة "سي بي أس" واسمه (Cassey Davidson) محاولا اقناعي بوجوب قبولي ذاك الاقتراح لكونه ضروري وعملي . فكررت رفضي. واتهمني عندئذ بأنني أتخذ موقفا سياسيا لا موقفا مهنيا . ولو كنت أفكر بطريقة مهنية ، لكان همي الأول أن أوصل التقرير الى المشاهد بأسرع وأفضل طريقة ممكنة. لكني أكدت له أن موقفي هو موقف قانوني يستند الى مخالفة قوانين عربية فاعلة وهي مقاطعة اسرائيل، اضافة الى أن هذا الأسلوب في التعامل، يمس المشاعر الوطنية من ناحية ، وفيه من ناحية أخرى شبهة التجسس، وهذا امر في المحصلة النهائية مرفوض على الاطلاق. وعندما أصر على موقفه ، أبلغته بأن أي فيلم أصوره للشبكة وأشعر بأنه سيرسل عبر اسرائيل ، سوف أقوم باتلافه عبر فتح علبة الفيلم وتعريضها للضوء مما سيؤدي الى تلف الفيلم . وكنت قادرا على تنفيذ ذلك لكوني كنت أعمل عندئذ كمصور للقناة ، اضافة الى عملي كمساعد منتج (ASSOCIATE PRODUCER) .

وهكذا غادر (كيسي دافيدسون) بيروت خالي الوفاض من موافقتي على مشروع القـناة سيء الذكر . وقبل مغادرته ، رمقـني بنظرة قاسية أدركت للتو معناها . فأخرجت له عندئذ من جيبي بطاقة لوحت له بها في الهواء متسائلا : " هل تعلم ما هذه "، فرد "هذه بطاقة الشركة" أي (شركة "سي بي أس")، فسألته عندئذ"ما الهدف منها " فرد بأنها لتأكيد اعتمادك كممثل للشركة في هذا البلد. وهنا قلت "هذا رائع . ولكن ماذا تقول أيضا هذه البطاقة " ، فصمت ولم يرد . فقلت له ألا تؤكد هذه البطاقة بعبارة مطبوعة عليها، بأن حاملها المعتمد من قبلنا لديكم "سوف يحترم قوانين البلد ويرعاها ". سكت ولم يرد، وهنا كان لا بد أن أصفعه بالسؤال التالي " تتعهدون باحترام قوانين البلد، وها أنتم تطلبون مني خرقها والخروج عليها ". ولم يعد بوسعه ، بطبيعة الحال، أن يقول شيئا.

ولم تكن تلك هي المواجهة الأولى بيني وبينهم حول وجوب احترام ومراعاة القوانين العربية السائدة . فقد كانت هناك مواجهة سابقة ، قبل بضعة شهور تقريبا. اذ كان يعمل في مكتب بيروت يومئذ مراسل اسمه "Bill Mclaughlin "، وقد اعتمد في سنوات لاحقة كمراسل للسي بي أس في البيت الأبيض. اذ جلس الزميل "بيل" وراء التلكس في أحد الأيام ( كنا ما زلنا في عهد التلكس في ذلك الوقت، وكنت أنا وهو لوحدنا في المكتب في ذلك اليوم )، وقال لي أنه سوف يثبت للعرب أن قوانين المقاطعة العربية لاسرائيل يمكن خرقها. فسألته مندهشا "كيف ولماذا" ، فقال سوف أتصل الآن بمكتبنا بتل أبيب من خلال التلكس. فحذرته من القيام بذلك مذكرا اياه بأنه يخرق القوانين العربية، وأن السلطات اللبنانية من المرجح أن تكتشف ذلك وتفتح تحقيقا بالأمر . فقال لا يهم ، فليفعلوا ذلك. وقلت اذا سئلت أنا، أو طلبت للشهادة، فلن أقول الا الحقيقة وأؤكد بأنك قد فعلت ذلك حقا. فرد بأنه لا يأبه ، ومضى قدما بالاتصال بمكتب سي بي أس بتل أبيب.

وبعد فترة من الزمان، فتحت االسلطات اللبنانية تحقيقا في هذا الاتصال الذي استطاعت أن ترصده. وجاء المحقق يسأل عن حقيقة الأمر. وكان عدد العاملين في المكتب خمسة بما فيهم انا والمراسل المذكور. واستجوب المحقق كل العاملين في المكتب الذين انكروا علمهم بالأمر. وكان المراسل الأميركي من بين المستجوبـين، لكنه نفى أيضا بأن شيئا كهذا قد صدر عن المكتب. الغريب في الأمر أن جميع العاملين والمتواجدين عادة في المكتب قد استجوبوا الا أنا، فلم أستجوب رغم تلميحي للمحقق بأنني أيضا أحد العاملين في المكتب واذا رغبتم باستجوابي فأنا جاهز للرد . لكنه لسبب غريب عجيب لم يرغب باستجوابي أنا دون الآخرين. ورجحت بأن العلاقات الخاصة ربما فعلت فعلها عبر استخدام محتمل لنفوذ السفارة الأميركية واتصالاتها بالأجهزة الرسمية، لاستثنائي من عملية الاستجواب.

وهكذا تراكمت الأمور التي تركت نقاطا اعتبرت سوداء في سجل عملي مع تلك الشركة الأميركية . والواقع أنه يتوجب على الحكومات العربية المعـنية أن تكثف مراقبتها لمؤسسات الاعلام الغربية وخصوصا الأميركية منها العاملة في بلادها، لأن تجربتي الشخصية تؤكد استعداد تلك المؤسسات لخرق قوانين البلد المرعية دون تردد أو وجل. وازاء هذه التراكمات في الاختلاف بيننا والتي كان آخرها رفضي لمشروعهم حول البث من اسرالئيل، كان لا بد أن تصلني في النهاية برقية منهم تبلغـني بانهاء عملي معهم ، والغاء العقد المجدد قبل بضعة شهور فقط لثلاث سنوات أخرى (وقع قبل ظهور مشكلة البث المقترح من اسرائيل ). وهكذا وجدت نفسي بلا عمل وبلا دخل، اذ أوقفوا ايضا تسديد راتب الشهر الأخير وأية تعويضات أستحقها بسبب هذا الفصل التعسفي الواضح . وكان السبب المعلن الذي يبرر الفصل ، هو أنني قد امتـنعت عن تنفيذ التزاماتي في العقد. وكان هذا الامتـناع الذي حصل فعلا، هو مهزلة المهازل، بل هو أسوأ المطالب وأكثرها اجحافا من بين تلك المطالب التي تقدموا بها وتوقعوا مني تنفيذها بدون اعتراض أو نقاش.

وتمثل ذاك المطلب المستحيل، هو في ان أذهب الى منطقة الأشرفية، وهي من مناطق بيروت ذات الأغلبية المسيحية المارونية ، لتغطبة أصوات اطلاق نار سمعت في تلك المنطقة ضمن مسلسل الحرب الأهلية التي كانت قد بدأت قبل فترة وجيزة في لبنان . وكانت تلك الحرب الأهلية عندئذ قد بلغت مرحلة الذبح على الهوية . فالمسلم يذبح اذا دخل منطقة مسيحية مارونية . والفلسطيني أيضا يقتل لمجرد كونه فلسطينيا ولا يجتاز امتحان "البندورة " كما تلفظ باللهجة الفلسطينية ، أو" البنادورة " كما يسميها اللبنانيون . فكان المطلوب مني، أنا الفلسطيني من مواليد يافا، أن أذهب لوحدي الى منطقة مارونية شديدة التعصب ضد الفلسطينيين، مما يعني احتمالا كبيرا بأن أذبح أو أقتل. ورغم هذه المخاطر الواضحة، ولكوني قد تعودت في عملي أن أخوض بعض المخاطر المحتملة ولكن المعقول منها ، وافقت على الذهاب الى هناك . ولكني طلبت أن يرافقـني موظف آخر من العاملين في المكتب ليحاول على الأقل أن يساعدني في تجنب القتل . لكن أحد الموظفين واسمه "وليد حاراثي " اعتذر عن مرافقتي لكونه مسلما وكان مثلي معرضا للقتل. فطلبت من مساعدي وهو مسيحي واسمه "قسطى" أن يرافقني باعتبار أنه مسيحي ولا خطر عليه من المسيحيين، كما أنه مساعدي (اذ كان يعمل فني صوت مما يتطلب أن يصحبني دائما في جولاتي )، وبالتالي كان يتوجب عليه أن يرافقني في هذه الجولة أيضا،علما بأنه لم يكن عليه خطر حقيقي لكونه مسيحيا كما سبق وذكرت . لكنه اعتذر عن مرافقتي (هذا امتناع واضح عن العمل وهو امتناع غير مبرر لعدم وجود خطر حقيقي عليه . ومع ذلك لم يفصل من عمله لعدم تنفيذ تعليمات رئيسه المباشر). وهنا طلبت من مدير المكتب أن يرافقني ليوفر لي بعض الحماية ، علما بأنه صحفي وأميركي الجنسية ولم يكن يترتب عليه أي خطر حقيقي يذكر . لكنه اعتذر عن المرافقة لأنه منشغل ببعض الحسابات الخاصة بالمكتب ، وأصر على ذهابي وحيدا الى المسلخ، ربما لأسلخ وأقتل . وكان هذا الرفض (رفضي أنا ) هو السبب الذي استندوا اليه في طردي وفسخ عقد عملي ، لكوني قد امتنعت عن تنفيذ التزاماتي العقدية .

وكان ذلك الأمر فصلا تعسفيا واضحا لا يمكن أن ترفض أية محكمة (حتى في مجاهل أفريقيا ) تكييفه كفصل تعسفي . فهو فصل تعسفي واضح ، خصوصا و قد قدرت تماما أن الامتناع عن التصوير في المنطقة المارونية اللبنانية المتشددة خلال الحرب الأهلية، (رغم عدم الاشارة اليه بوضوح في قرار الفصل مكتفين بالاشارة الى عدم تنفيذ التزاماته) لم يكن السبب الحقيقي وراء خطوتهم تلك ، وأن السبب الرئيسي تمثل في امتناعي عن الموافقة على مشروع التعامل مع التلفزيون الاسرائيلي في قضية بث التقارير عن لبنان منه، وتمسكي بوجوب بثها من الأردن ، البلد العربي الذي لا يشكل التعامل معه أي مخالفة للقوانين المرعية ، اضافة الى كونه البلد الذي أعيش فيه وأقتتي من زاده منذ سنوات طويلة . وبطبيعة الحال لم يكن بوسعهم أن يقدموا مبررا كهذا كعذر للفصل ، فاستعانوا بالمبرر الآخر الذي كان بدوره يشكل فصلا تعسفيا، مما يعني أنني كنت بصدد فصل تعسفي مزدوج الجوانب والأعذار الواهية.

وبطبيعة الحال كان القضاء مفتوحا أمامي للمطالبة بحقوقي التعاقدية، ولكن الى حين. فقد سجلت قضية في المحكمة. لكن المحاكم اللبنانية توقفت عن العمل مباشرة بعد تسجيل الدعوى، وقد توقفت لمدد طويلة بلغت سنوات، بسبب ازدياد حالات الخطر الناجمة عن الحرب الأهلية التي كانت تزداد تفاقما يوما بعد آخر، والتي استغرقت خمسة عشر عاما.

وفتح تحقيق في الموضوع . اذ نشرت واحدة من الصحف الثورية اللبنانية ، معلومات مشوهة عن القضية تفيد بأن العمل جار فعلا على تمرير الأفلام عبر السياج الفاصل بين لبنان واسرائيل. ولكن التحقيق كان محدودا جدا وقصيرا. وذكرت عندما استدعيت للتحقيق كل شيء أعرفه عن الموضوع ، وعن مخالفة أحد مراسلي القناة لقوانين المقاطعة مع اسرائيل بالتخابر المباشر مع اسرائيل عبر التلكس، وكذلك عن رغبة القناة الفعلية في تمرير الأفلام عبر السيج الفاصل مع اسرائيل، وهو الأمر الذي تصديت له ومنعت حدوثه. وعلمت فيما بعد أن المرحوم "أبو حسن سلامة "، المسئول الأمني في حركة فتح، هو الذي أوحى لاحدى الخلايا الثورية بنشر المعلومات المغلوطة عن الموضوع . وكان الهدف من ذلك أن يضع السلطات اللبنانية أمام مسئولياتها، وأن تضطر عندئذ كأمر واقع نتيجة ذاك النشر، الى فتح تحقيق في الموضوع ، اذ يتعذر عليها تجاهله بعد ما نشر وخروج الفضيحة الى العلن . وقد فتحته فعلا ،(أي التحقيق) لكن الغرض منه لم يكن محاسبة القـناة الأميركية المخالفة ، بل البحث عمن هم أعضاء تلك الخلايا الثورية . وتبين فيما بعد، أن من نفذ تلك العملية الموصوفة بالثورية، كان محاميا متدربا لدى محامي قناة "سي بي اس"، وقد استند الى اعتراضي على قرار الفصل الذي أبلغته خطيا لمحامي الشركة ، مؤكدا في الاعتراض أن الأسباب الحقيقية للفصل هي رفضي الموافقة على مشروع القناة للبث عبر اسرائيل بدل الأردن . فالمحامي المتدرب كان عضوا في تلك الخلية الثورية . وقد جرى توقيفه والتحقيق معه فعلا ، لكن سرعان ما أطلق سراحه لأن والده كان قاضيا سابقا في سلك القضاء اللبناني ، فاستخدم نفوذه لاغلاق ملف القضية بذريعة عدم وجود الأدلة الكافية .

ولم يكن ما آلمني أنني قد توقفت عن العمل وأصبحت بدون دخل أنفق منه على عائلتي، بل كان ما آلمني أن تصرفي ذاك الذي قد يمكن وصفه بجدارة ، وفي ذلك الوقت، بأنه عمل انتحاري، شكل استشهادا معـنويا لمستقبلي المهني، هذا التصرف لم يلحظه أحد، ومن علم بمضمونه وبحيثياته، لم يفعل شيئا لمساعدتي في التغـلب على المأزق الذي وصلت اليه ، وهذا هو ما آلمني فعلا . (وجدت عملا بعد ثلاث سنوات من الانقطاع في شركة WTN ) . وبطبيعة الحال، بهتت أهمية الموضوع فيما بعد بعد توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد، والأردن اتفاقية وادي عربة، وتوقيع منظمة التحرير على اتفاقية أوسلو، وبالتالي ضمور بل وانتهاء أهمية المقاطعة العربية للتعامل مع اسرائيل. فكأن ما فعلته قد ذهب سدى وبدون طائل.

وأكثر ما آلمني خقا وما زال يؤلمني ، هو تجاهل الأردن للأمر، رغم علمي فيما بعد أنهم كانوا على علم بما حصل، وبالتحقيق الذي جرى حوله. وتصادف أنني كنت مرة ، بعد عشرين عاما من ذاك الأمر، متواجد في المخابرات الأردنية أواجه تحقيقا حول موضوع آخر تماما. وهنا قال المحقق " ولكن ألم يسبق التحقيق معك سابقا، في لبنان مثلا ". وهنا أدركت أن الأردن كان يملك المعلومات حول ذاك الموضوع، ومع ذلك لم يرد لي الخدمة الكبرى التي قدمتها بكل تواضع للأردن. وهنا أجبت بعصبية فوجئت بصدورها عني: "نعم. حصل ذلك، والموقف الذي اتخذته، كان موقفا مشرفا، وقد دافعت فيه عن المصلحة الأردنية مضحيا بعملي وبمستقبلي المهني، وأنا أستحق عليه في أدنى الأحوال مجرد وسام صغير، لكن.. " وهنا قاطعني رجل المخابرات ضاحكا " خلاص، خلص . انسى الموضوع . ما كانش لازم أسالك عنه ".

فهذا التجاهل الأردني أكثر ما آلمني . لأن تضحيتي بعملي كانت كبيرة . فأنا لو ادعيت الغباء، أو عدم المبالاة ، ولم أتنطح لمواجهتم ، لبقيت في عملي وانتقلت عبر الخمس وثلاثين عاما التي تلت، من مركز مساعد منتج ، الى منتج ثم منتج منفذ ، ولبلغ راتبي الذي كان في حينه قرابة الثلاثة آلاف دولار، عشرة آلاف دولار أو أكثر. ومع ذلك فانني لم أكن قط نادما على ما فعلت، لأن ما فعلته كان ارضاء لضميري الوطني ، وليس فقط ارضاء للأردن الذي أقيم فيه منذ عام 1948 . وأكثر ما سرني أن القنوات الأميركية كافة ، وليست قناة "سي بي أس" فحسب ، قد اضطرت فعلا الى التخلي عن مشروعها ذاك، فثابروا ولسنوات طويلة من سنوات الحرب الأهلية اللبنانية ، على ارسال أشرطتهم الى الأردن، متخلين تماما عن فكرة ارسالها الى اسرائيل، علما أن احدى القنوات الأميركية ، (فالمشروع كما يبدو كان أميركيا ويشمل مخططا لدى كافة القنوات التلفزيونية الأميركية كلها ) قد باشرت فعلا في استخدام اسرائيل لبث تقاريرها ، حيث شرعت ترسل الأشرطة الى تل أبيب من خلال نقلها الى قبرص ومن ثم لمطار اللد الاسرائيلي . ولكن مع ما نشر حول الموضوع في الصحيفة الثورية رغم كونه قد نشر مشوها ومغلوطا ، ومع فتح تحقيق في الموضوع ، وتسجيل دعوى في المحكمة كانت ستطرح على الملأ حقيقة ما حدث ، راود الخوف المسؤولين الأميركيين في تلك القنوات ، لا حول استمرار عملهم في المنطقة فحسب ، بل على احتمال تعرض ممثليهم أيضا لخطر القتل او الخطف في خضم حرب أهلية مستعرة كان الفلسطينيون والتيارات اليسارية والقومية اللبنانية ، تقاتل في الجانب الآخر من جبهتها .

كل ما في الأمر، أنني آملت أن القى بعض التقدير على الأقل. فعندما احتاج الأردن في بداية الألفين ، لتعيين مديرا عاما للاذاعة والتلفزيون الأردني ، وجاءني الأستاذ صالح القلاب ، وزير الاعلام آنئذ يطالبني بأن أقترح عليه بعض الأسماء المناسبة لهذا المنصب ، انبرت السيدة "ربا التميمي" ، مراسلة قناة أبو ظبي آنئذ والتي كانت حاضرة النقاش لتقول "ولماذا تبحث بعيدا . أمامك الأستاذ ميشيل ... خبرة طويلة في الاعلام المرئي ". ولم يرد معالي الوزير . ولكن بعد أسابيع قليلة ، تم تعيين السيد "نارت بوران" الذي لم تزد خبرته على اثني عشر عاما ، قياسا بخبرتي التي كانت في ذلك الوقت قد تجاوزت الأربعين عاما . أضف الى ذلك أن السيد بوران عندما بدأ عمله في ذلك الحقل في عام 1991، كان يعتبرني أستاذه ومثله الأعلى، وكان يرفع كأسه عاليا ليشرب نخبي في المناسبات هاتفا " أستاذي الكبير"، ويضيف قائلا "”To my Idol، أي الى مثلي الأعلى.

ولكن التلميذ قدم على الأستاذ الذي ضحى بمستقبله المهني من أجل الأردن . وكانت الأسباب الواضحة لتفضيله علي ، هو كونه من الشركس المعروفين بولائهم ( مع كل التقدير والاحترام للشركس )، في الوقت الذي كنت أنا فيه "بلجيكيا" ، وهو التعبير الذي يطلق على من هم من أصل فلسطيني . وهذا التمييز الضار للوحدة الوطنية ، أمر توجب أن يمضي وينقضي منذ زمن بعيد . فبعد عشرات السنين من الاقامة في الأردن، لم يعد من الضروري ملاحقة هذا التمييز الذي لم يعد ضروريا. لا أقول بان من هم من أصل فلسطيني ، سيتخلون عن محبتهم لفلسطين . لكني أقول بأن الاقامة طوال هذه السنوات على أراضي الأردن ، والحصول على جنسيته ، والتـنعم بخيراته ، وأمنه، وتناول مناسفه، قد ولد حبا مشابها للأردن كذاك الحب لفلسطين، خصوصا بعد أن اختلطت الأنساب اختلاطا كبيرا، وبدأ يخرج جيل نصفه أردني ونصفه فلسطيني. ولذا لم يعد من الضروري بعد الآن، مراعاة هذه التفرقة غير الضرورية.

ومنذ بضعة أشهر، لاحظت أن قناة "سفن ستارز" الأردنية تضع بين الفواصل في برامجها ، علم الأردن محاطا بالكوفية المنقطة باللون الأحمر. وأقترحت عندئذ على أحد المسؤولين في القـناة، أن يستبدلوا تلك الكوفية التي ترمز الى الأردن فقط، بكوفية أخرى تحمل النقاط الحمراء والنقاط الرمادية (هذه الكوفية ذات النقاط الرمادية ترمز الى فلسطين ) في كوفية واحدة ، علامة على الوحدة أو الاندماج. وها أنا أكرر هذا الاقتراح على وزارة الصناعة الأردنية ووزارة التجارة، مطالبا اياهما أن يتوقفا عن انتاج أو استيراد كوفيات منقطة بالأحمر ، وكوفيات منقطة بالرمادي، وأن يستعاض عن ذلك بانتاج أو استيراد كوفيات تحمل كل منها النقاط باللونين معا. فلا يكون هناك بعد الآن كوفية أردنية وأخرى كوفية فلسطينية، بل كوفية واحدة عربية عربية. فهل يأخذون بهذا الاقتراح الساذج والبسيط ، كخدمة أخيرة أقدمها هدية للأردن ولفلسطين معا.

Michel Haj



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نفذ باكورة الأعمال الاستشهادية في العصر الحديث منتمي لتيا ...
- هل أدركت الولايات المتحدة أن زمن القطب الواحد قد انتهى؟
- هل معركتي-اعزاز- و-باب السلامة- هما لسيطرة -داعش- على موقع آ ...
- لماذا لم يزهر ربيع عربي في قطر. ولماذا تصر أصغر الدول العربي ...
- هل جاء دور إخوان السودان في الرحيل ، بعد رحيل إخوان مصر ؟
- هل يؤدي الانقلاب شبه العسكري داخل المعارضة السورية، إلى الشر ...
- هل هناك منظمة -قاعدة- شريرة ، وأخرى -قاعدة- شريفة ؟ كيف؟ وأي ...
- لماذا كانت المنطقة العربية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى ال ...
- لماذا يلاحق -أوباما-مخالفات لاتفاقية دولية تحظر استخدام السل ...
- هل تشكل معركة -إعزاز- علامة فاصلة في كوكتيل تحالفات المعارضة ...
- هل يدمر نتنياهو سلاح إسرائيل الكيماوي، بعد أن تعهدت سوريا بت ...
- متى يقوم -أوباما- باستبدال اسم سوريا ليصبح -سوريستان-؟
- هل يؤدي الاقتراح الروسي حول الكيماوي، إلى قرار شبيه بالقرار ...
- متى تسقط ورقة التين عن البعض، كما سقطت منذ حين عن البعض الآخ ...
- السؤال الحادي والأربعون : هل أصبح النفط نقمة ، ولم يعد نعمة ...
- السؤال الأربعون : هل باتت ما سميت بالثورة السورية ، هي الثور ...
- هل يتعظ اوباما من تجارب بوش وبوش في العراق ؟وهل انتهى زمن ان ...
- كم ستقتل الولايات المتحدة من السوريين، انتقاما لضحايا الكيما ...
- هل تسعى عملية دول الغرب العسكرية إلى إنهاء الحرب في سوريا، أ ...
- لماذا لا يسمح بإقامة التوازن النووي في الشرق الأوسط؟


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - تعليقا واضافة للمقال الخاص بالاستشهاديين ، ينبغي التساؤل: هل هناك استشهاد معنوي الى جانب الاستشهاد الدموي؟