أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد يوسف عطو - اكذوبة صراع الحضارات - ج 2















المزيد.....

اكذوبة صراع الحضارات - ج 2


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 13:59
المحور: المجتمع المدني
    


( 1 ) :
لم يكن من المستغرب ان يكون مقدم كتاب الفيلسوف البروتستانتي والمنحدر من اصول يهودية جاك ايلول هو الفرنسي الان بيزانسون .فقد اعتبر بيزانسون ان الاسلام هو من الديانات الطبيعية , ولا يمكن اعتباره من ديانات الوحي . وينتقد جماعات الحوار الكنسية في التحالف مع الاسلام . وهو يرجع هذا المنحى داخل الكنيسة الى الجهل بالاسلام . وان المختصين منهم يقعون ضحية كتابات عتيقة هي كتابات المستشرق لويس ماسينيون , الاستاذ في الجامعة الفرنسية ( 1961 ) . ويحمل على ماسينيون مسؤولية امرين خاطئين في كتاباته وهما :
ان القران هو بمثابة كتاب مقدس ثان . ونشره فكرة زائفة قوامها ان الاسلام يندرج ضمن التقليد الابراهيمي .ويعيب على هذه الكنيسة الغافلة ( بحسب بيزانسون ) عن تمدد الاسلام انها ترفض ان ترى العالم بعيون الواقع . كما ترفض ان تفهم العالم الحديث من خلال مفاهيم الصراع والقوة والكتل العالمية المتنافسة , اي باختصار من خلال نافذة ( صراع الحضارات ) . واذا كانت الكنيسة ترى وظيفتها في العالم المعاصر هي مد اليد الى الفقراء في العالم , فمعنى ذلك انها تمد يدها الى المسلمين لانهم رمز الفقر بامتياز .
( مقالتنا – المسلمون اخوة يسوع ) , وعلى الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=282247
( 2 ) : عودة الى المحافظين الجدد :
تاسس المحافظون الجدد فكريا على يد ليفي شتراوس المفكر الالماني الذي هاجر الى امريكا عام 1938 , واسس كاستاذ جامعي في جامعة شيكاغو ماعرف فيما بعد بالشتراوسية الليبرالية التي كانت تمثل الجذور الاولى لفكر المحافظين الجدد , الذين تم اطلاق اللقب عليهم , من قبل الليبراليين الامريكيين , من باب السخرية والحط من قيمتهم الفكرية والسياسية .
وكانت الشتراوسية تنادي بالافكار التالية :
1 – رفض الحداثة وتفضيل المنطق على التفكير .
2 – استخدام الدين للسيطرة على الجموع .
3 – استعمال الكذب والخداع للمحافظة على السلطة .
4 –فرض الدين على الجماهير وابعاده عن الحكام .
5 – استعمال القوة لكبح العدائية لدى البشر , من خلال دولة قوية كابحة.
وفي الثمانينات , وفي عهد ادارة رونالد ريغان ( 1980 – 1988 ) لعب المحافظون الجدد الذين كانوا من الحزب الديمقراطي , ثم انضموا الى الحزب الجمهوري دورا سياسيا مهما , حاثين ادارة ريغان على استعمال شدة اكثر قسوة مع الاتحاد السوفييتي من اجل اسقاط النظام الشيوعي هناك .وكان على راس هؤلاء المحافظين الجدد :
رونالد رامسفيلد , ديك تشيني , جيب بوش , زلماي خليل زادة , ريتشارد بيرل , دوغلاس فايث وغيرهم .
وبعد كارثة 11 سبتمبر 2001 اضافت الى خطابها ثلاثة بنود جديدة :
1 – استعمال القوة الاستباقية .
2 – اظهار محور الشر والتنديد به .
3 – تقسيم العالم الى اعداء واصدقاء ( ان تكون معنا او ضدنا ).
( 3 ) :
ان المحافظين الجدد برئاسة جورج بوش الابن قد اسبغوا على ايديولوجيتهم المقتبسة من نظريات ليفي شتراوس المؤمن بالقوة وضرورة سطوة الصفوة على ( الرعاع ) . وعدم جدوى الديمقراطية في المجتمعات الحديثة , فكان ميلاد الروح الذاتية المستقلة الامريكية , التي ضخمها انتصار الليبرالية الجديدة المعولمة على الشيوعية . ومن هنا اكد الرئيس بوش:
( ان العناية الالهية قد اختارته لاصلاح العالم ) .مثلما يؤمن ابن لادن :
( بقدسية المذهب الوهابي وصلاحه لانقاذ العالم من شروره ) . ومثلها مثل الايديولوجية الصهيونية التي ترى ( قدسية ) تحقيق وعد الرب في منح اسرائيل ارض كنعان من النيل الى الفرات ( حسب سفر التكوين التوراتي )دون مبالاة بماساة الشعب الفلسطيني . لقد اصبح عالم اليوم مليئا بالصراعات والمشاحنات والنزاعات والحروب المدمرة .
ان فكرة ( صراع الحضارات ) التي دافع عنها صموئيل هاتنغتون , تنطوي على سوء النية وخبث الطوية , لانها نوع من البدائية الفكرية المناقضة للقيم الحضارية الانسانية النبيلة , وهي اغتيال للضمير الجمعي الانساني الحي القائم على مباديء حقوق الانسان , وتحقيق المصلحة المشتركة في الحياة الحرة والكريمة بامن وسلام ,بعيدا عن الغلو والعنف والاستبداد ورفض الاخر . ونشر الصور النمطية المقولبة عن الاخر المختلف . ومن هنا فقد تنادى المفكرون والمثقفون من جميع انحاء العالم الى ضرورة ازالة العراقيل كافة التي تعطل السلم الاجتماعي والتشارك الايجابي بين الثقافات المختلفة , باقامة جسور الحوار في اطار المشترك الثقافي الانساني البعيد عن التشنجات القائمة على احتقار الاخر , او تكفيره , او تشويه صورته .
ان اتهام الاسلام وحده او الغرب وحده (ومعه اسرائيل ) بالارهاب , سوف لن يدفع الشبان الانتحاريين الملغومين بالعجز والقنوط والياس من الحياة الدنيا والتوق للحياة الاخرى .. الى التخلي عن تدمير انفسهم والاخرين . وانما يتم ذلك من خلال عدم احتقار الاخر ( القاتل والمقتول ) ونبذ فكرة صراع الثقافات والاحكام المسبقة حول الاخر . مع ضرورة تاكيد مراجع الاديان بان ( طريق الخلاص ) ليس بوضع الغوييم ( الغرباء ) في الجحيم ( كما يعتقد اليهود ) , ولا بالقضاء على الاسلام والكونفوشيوسية مثلما يؤمن دعاة صراع الحضارات من المحافظين الجدد في اطار المسيحية الامريكية الصهيونية المستندة الى المفاهيم الشتراوسية التي يرفضها الفاتيكان (الكنيسة الكاثوليكية) (وهو يفسر لنا سبب العداء وحملات التشهير ضد البابا وضد رجالات الكهنوت الكاثوليكي من قبل المحافظين الجدد والادارة الامريكية ) .ولا برفض الاصولية الاسلامية للاخر وتكفيره وانما من خلال اخراج الديانات من المعترك السياسي باعتراف كل طرف بعقائد الاطراف الاخرى في تصالح حضاري تعلنه المرجعيات الدينية على الناس .وهوالامر الذي اعلنه الفاتيكان في خطوة حضارية انسانية منذ العام 1964 .
فقد اقر المجمع الفاتيكاني في 21 نوفمبر من عام 1964 نصا يقول :
( ... بيد ان تدبير الخلاص يشمل ايضا اولئك الذين يؤمنون بالخالق , واولهم المسلمون الذين يعلنون انهم على ايمان ابراهيم , ويعبدون معنا الله الواحد الرحمن الرحيم , الذي يدين الناس في اليوم الاخر .. ).
كما ان اساقفة الكنيسة الانجليكانية البريطانية اقترحوا في 2005 ان يعتذر القادة المسيحيون من المسلمين عن حرب العراق . تصحيحا للخطا الذي ارتكبته الحكومة البريطانية . ففي تقرير بعنوان ( مكافحة الارهاب : السلطة والعنف والديمقراطية بعد سبتمبر – ايلول ) بلورت مجموعة عمل بتكليف من الكنيسة البريطانية افكارا عن ( العلاقة المعقدة بين الدين والعنف ) . ودرست كيف يستطيع ( تقليد اعلان التوبة ) في الكنيسة ان يسهم في المصالحة بين الغرب والمسلمين ( صحيفة الخليج 20 – 9 – 2005) مع ضرورة تنقية علاقة الدين بالدولة من الشوائب والاجتهادات المتطرفة , في مشروع حضاري تجتمع لاعداده المرجعيات الدينية – الحضارية في العالم . في رؤية انسانية تستنكر الارهاب والارهابي كائنا من كان , ومن اية ديانة او قومية . وتحترم الاخر ومجتمعه ودينه , على ان يصدر كوثيقة دولية ملزمة , وفي تصد واضح للارهاب الفر دي والجمعي والدولي بشجاعة وارادة قوية , ليس فقط من خلال القوة والعنف وانما بمعالجة اسبابه ومسبباته اقتصاديا واجتماعيا ايضا .
( 4 ) : كلمة الختام
في استعراضنا لافكار المحافظين الجدد , اكتشفنا اكذوبة فصل الدين عن الدولة , او فصل الدين عن السياسة , كما يروج لها البعض كمفهوم وتعريف للعلمانية في الغرب في زمن العولمة . فالدين قد تم تسييسه , والسياسة قد تم تديينها في الغرب خصوصا في اوساط المحافظين الجدد .
المصادر :
1 – كتاب ( من وجوه الخلاف والاختلاف في الاسلام بين الامس واليوم ) – مقالة بعنوان ( صراع الحضارات : اعلى مراحل البربرية ), للباحث الدكتور فوزي البدوي – ط1 – 2006 – دار المعرفة للنشر .
2 – كتاب ( الليبراليون الجدد – جدل فكري ) , للباحث والكاتب الاردني شاكر النابلسي والمقيم في الولايات المتحدة الامريكية – ط 1 -2005 – منشورات الجمل – كولونيا – المانيا .
3 – كتاب ( العلويون , اصحاب دين جديد , ام طريقة تصوف او مذهب سياسي لعصر العولمة ؟ ) للباحث ابراهيم الداقوقي – ط2 – 2010 -دار اراس للطباعة والنشر – اربيل ( اقليم كردستان ) – العراق .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكذوبة صراع الحضارات
- الانشقاق المذهبي بين الدروز والموحدين
- صابئة حران والتوحيد الدرزي - ج 2
- صابئة حران والتوحيد الدرزي
- المامون وحرية التفكير الديني في الاسلام الكلاسيكي
- جدلية حكم الردة في الفقه الاسلامي
- العلاقة الجنسية واشكالاتها في مجتمعاتنا
- اشكالات العولمة في مجتمعاتنا
- مشكلة الانقطاعات الثقافية والنمو الاقتصادي والاجتماعي
- مراجعات في الفكر الاسلامي المعاصر
- الحياة الجنسية والزواج قبل الاسلام
- الغوص عميقا في عالم الكم
- بين النظرية النسبية ونظرية الكم
- تعددت الدعارة والفساد واحد
- عن الثورة واليسار - ج 2
- البحث في الشفرة الوراثية للانسان - ج 2
- عن الثورة واليسار - ج 1
- البحث في الشفرة الوراثية للانسان - ج 1
- مكة بين الجاهلية والاسلام
- الانسان والاله الكونيان


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد يوسف عطو - اكذوبة صراع الحضارات - ج 2