أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول















المزيد.....

فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 13:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فهم النفس فهم السلوك
الجزء الاول
إن أول مهام العلم وفق المنظور المجرد له أن يرسي له منهجا قادرا على الوصول إلى الأهداف والغايات التي يتناولها موضوع العلم وليس عليه أن يضع كل الحقائق جملة واحدة على محك الرضا والاعتقاد العقلي ومن هذه الوسائل كان النقاش بين العلماء وان احتدم وتضارب وتناقض في بعض الأحيان إلا انه ولد توسع رهيب في منهاج البحث وعمل على التطوير والتطور نحو الوصول إلى صيغ اقل ما يقال عنها أنها صيغ متفق على اغلب اتجاهاتها ومحدداتها وكان المناقشة والحوار والجدال والإثبات والنقض قد أغنت علم النفس غنى واضحا في تعدد المدارس العلمية والرؤى الفكرية لكل منها, فالمناقشة الحرة تبين أنه عندما يستمع بعض العلماء إلى بعض, وينتقد يعضهم بعضا آخر, فإن الحظ يسعدهم أن يقتربوا من الحقيقة أكثر, ذلك أن العلم ينبت في أرض ثقافية جوهرها الحوار والإثبات أو النفي, والمعارف مرتبط بعضها ببعض, كما يرى أبو حامد الغزالي, والأفكار ترحل وتسير, والعقول تتلاقح, والنظم النظرية مفتوحة, وهذا ما يكفل لها هذا اللون من الغنى الذي ينشأ عن لقائها وتفاعلها وتقاطعها, وعن انتقالها من حدودها إلى حدود معارف أخرى من علوم الطبيعة إلى علوم الإنسان في نسيج الثقافة العلمية الإنسانية.
إذن كانت بداية علم النفس أو بالتحديد علم السلوكيات في نطاق الفلسفة( أما رواد الفلسفة فلقد تفننوا في التصور النفسي, فيثاغورث تصورها وكأنها عنصر خالد مغاير للجسم مستقر في الدماغ وعند الموت تغادر الجسم ثم تعود إلى الأرض في جسم أحط أو أسمى من الذي كانت فيه فالنفس واقعة في ذهاب و إياب إي وفق مبدأ تناسخ الأرواح (Reincarnation),أما أفلاطون فقد أدت نظريته إلى إقرار بأن النفس أقدم من البدن و أنها أدركت المثل التي لا تدركها الأبدان, فالنفس عنده قوة روحية فهي بذلك تتذكر المثل بعدما عقلته في العالم الروحاني. أما ابن سينا فقد كان أكثر الفلاسفة المسلمين اعتناء بأمر النفس وفعلا هيأ لهذا الغرض العديد من الرسالات و المقالات من بينها اختلاف الناس في أمر النفس, تعلق النفس بالبدن, رسالة في معرفة النفس وأحوالها واستطاع إثبات وجود النفس بالبراهين النفسية وذلاك أن الإنسان يدرك, يتصور ويعاني مختلف الانفعالات فهو يقول { إن النفس جوهر روحاني وضعت على شاكلة الروح, والروح كمال والنفس صورة منها}(وكيميديا مولان).
من هنا يمكن أن نحدد سيرنا نحو معرفة السلوك البشري كواحد من الأفعال التي تمارسها النفس سواء أكانت جوهر أم غيره ولكن المهم أنها فاعلة بقدر ما نعرف عنها فاعلة بمعنى موجدة للفعل ذاتيا أو بضغط ألما حول أو الفيما فوق ,فعل مجرد أم كردة فعل ولكنها قادرة على ذلك والسؤال الملح كيف للنفس أن تفعل وما هو تعليل الدوافع المحفزة للفعل هذا مدار علم النفس كعلم متخصص بالبحث عن هذه الأسئلة.
أبتدئ علم النفس أول ما ظهر علما يعتمد التأمل والحدس والملاحظة لتكوين صورة تجمعيه حاول بها علماء النفس الأوائل من وضع إطار عام لبعض التفسيرات الخاصة والعمومية لكنها قريبة جدا من المواصفات العلمية من حيث الفرض والتعليل والبرهان
ولم يكن المنهج التجريبي قد بدأ ولم تتضح معالمه ولكن الأسس الأولية وجدت من خلال اختبارات النتائج التأملية سالفة الذكر وكانت أول مدرسة في علم النفس التي تعتمد التأمل والتحليل واستخلاص النتائج هي المدرسة الاستبطانية التي أسسها عالم النفس الألماني وليم فونت عام 1879 ميلادي وبالرغم من كون هذه المدرسة سرعان ما انكمشت على نفسها لاعتمادها على الافتراض الخاص بعالم النفس وعدم انضباطها وفق القوانين العلمية المجردة لكنها أسست في فشلها وبالتطور الإدراكي إلى مدارس كثيرة منها المدرسة الوظيفية والمدرسة البنائية وأشهرها هي المدرسة السلوكية، ومن رواد هذه المدرسة عالم النفس الشهير الروسي بافلوف، مؤسس نظرية التعلم الذي أجرى اختبارات مخبريه؛ فقد لاحظ بافلوف أن سيلان لعاب الكلب يرتبط بتقديم الطعام له؛ فقام بتجربة والمتمثلة في قرع جرس قبل تقديم الطعام, ثم يلحقها بالإطعام فيسيل اللعاب، وبعد تكرار هذه التجربة بدأ يسيل لعاب الكلب لمجرد سماع الجرس دون تقديم الطعام وهذا ما أطلق عليه تعلم شرطي.
إلا إن اخطر المدارس التي اهتمت بعلم النفس والسلوك خاصة هي المدرسة الفرويدية لتأثيرها الكبير والخطير على المعرفة الشاملة للنفس وتفسير السلوك وفق نظرية التحليل النفسي التي لمعت في ذهن فرويد منذ إن زار الطبيب النفساني الفرنسي(شاركوه) الذي سمعه ذات يوم يقول إن سبب كل الانفعالات النفسية سببها جنسي فانطلق يبني نظريته على هذا المنوال مرتكزا على تقسيم النفس إلى ثلاث أجزاء إن الطاقة الجنسية حسب التحليل النفسي مشتقة بكاملها من الغريزة الجنسية ، والأنَا والأنا الأعلى ليستا إلا تحويرات للهو أمام الواقع . ليس هناك إذن إلا الطاقة التي هي جنسية من حيث أصلها والتي تحملنا عن طريق التصعيد والتسامي على السعي نحو أهداف " راقية اجتماعيا " ( الشغل ـ الفن. الخ ) بدل السعي نحو مجرد المتعة الحيوانية .
اعتقاد فرويد إن علم النفس بإمكانه عبر التحليل النفسي أن يفسر كل المعارف الإنسانية ابتدأ من الدين وانتهاء ببحث نظريات التطور الاجتماعي المفسرة عنده بخطوط عريضة في كتابه (قلق في الحضارة) طبق فيه نظريات علمه على الظواهر الحضارية المختلفة كالزواج واختراع الآلات وافتقاد السعادة , ويعد هذا الكتاب تواصلا مع كتابه مستقبل الوهم الذي طبق فيه نفس الخطة على الدين. يبرز في هذا العمل الروح النقدي الدقيق لفرويد فهو يعيد النظر في كل بديهيات الحضارة متبعا منهج ديكارت الفلسفي في الشك وعن طريق هذا العمل يقنع فرويد العالم أن علم النفس قادر أن يفسر كل ما يدور في حياة الإنسان.
أن السؤال الذي يحاول فرويد أن يجيب عليه في هذا الكتاب هو "لماذا لا يحظى الإنسان بالسعادة التي ينشدها مهما قارب أن يكون إلها؟". إن النتيجة التي نخرج بها من هذا الكتاب هي مقولة فرويد:"إن الشعور بالذنب هو السبب الرئيسي لتطور الحضارة.",ومهما قيل في أهمية نظرية التحليل النفسي فلا ننكر إن التطور الحالي للعلم وتقسمه إلى مجموعة كبيرة من الفصول والمفاصل العلمية مدين لمجموعة العلماء النفسانيين الذين ساندوا أو عارضوا فرويد ومدرسته التحليلية لكنهم بالحقيقة قدموا خدمة جليلة لهذا العلم الذي لازال في الكثير من المفاصل لا يقدم إجابات مقنعة ولا مفهومة لبعض السلوكيات البشرية كما إن الكثير من الثوابت في هذه المدارس لازالت هشة وغير قادرة على الصمود أمام المتغيرات العلمية والمعرفية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية صراع القيم
- قوة العلم
- أصالة الكينونة
- ما هو التأريخ ج1
- ما هو التاريخ ج2
- أزمة الفهم وتجسيد الأزمة
- البرغماتية الكهنوتية
- دور الفلسفة في التغيير
- أساسيات التغيير الفكري في أوربا
- كل النساء في مدينتي خالاتي
- أنسنة الوجود الكوني
- أغنية لبغداد ,بين نعمانك وكاظميك
- المال العام بين النزاهة والابتزاز
- ضياء الشكرجي والخروج من الشرنقة.
- ام هاشم
- الورود لا تنمو بين الصخور .
- أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل
- قسما يا وطني بحروفك الأربع
- دكان جدي _ قصة قصيرة
- الدين والضرورة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول