أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن الهويدي - تدمر في الذاكرة (9) محاكم استثنائية















المزيد.....

تدمر في الذاكرة (9) محاكم استثنائية


حسن الهويدي

الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:14
المحور: حقوق الانسان
    


ليس إحساسي كمن يذوب في ثلج، إنما جمر النار يحرقني شوقا إلى الحرية، كل الأيام في تدمر ظلم و ظلام، الليل والنهار متساويان، الساعات والثواني، بينك وبين الموت شعرة تبحث بين ثنايا جسدك عن لحظة أمان كي تستطيع أن تحلم بماض كنت فيه، حتى العصافير التي كنت تراها بالأمس تطير وتحط، هربت من هذا المكان لكثرة الصراخ وأصوات الجلادين المرعبة كرائحةِ الدم، فكل شيء في عقيدة الجلاد مباح...
في عام 1989 شهد سجن تدمر عملية تسريع المحاكمات وإعادة محاكمة من حوكموا قبل سنوات، ترافقت تلك المحاكمات أيضا بالإسراع في عميلة تنفيذ الأحكام القاسية كالإعدام ومضاعفة بعض الأحكام الأخرى ورفع سوية التعذيب الى درجة لايمكن ان يتصورها عقل انسان.

في العاشر من حزيران عام89 كنا نستعد لسخرة الطعام عددنا ثمانية مهمتنا إدخاله مخاطرين بحياتنا، كنت استرق النظر في الجزء المهترئ من الباب المعدني الذي تلفة قضبان معدنية قطر كل واحدة منهما 20مم متقاطعة بشكل عشوائي، لأحصي عدد الأواني البلاستكية التي سنضع فيها الأطعمة من (البلاو العسكري) والتي غالباً ما تكون ممزوجة بمادة المازوت والذباب والفئران الميتة، انائان فيهما مادة "الشاي" وأخر شبه فارغ وآخر فيه "حلاوة" تلك المادة التي ان وجدت من بين مخصصات الطعام يصاب السجناء بحالة من التشاؤم، فهي بالنسبة لهم طعام النقمة وليس النعمة، حيث دفع الكثير منا فاتورة باهضة الثمن لملعقة حلاوة صغيرة، فقد تعرض جسد أكثر من سجين للعطب.
مازال "البلدية" يجلب بقية الطعام ويضعه في الباحة انحرف ناظري قليلاً رغم صعوبة التحرك في المكان للنظر في الاتجاه الأخر شاهدت احد عناصر البلدية يرتدي بنطال عسكري مموه حليق الرأس وهو يحاول فك رباط بنطاله المتسخ و أخرج "قضيبه" وتقدم إلى أناء الشاي وتبول فيه ومن ثم إلى الأواني الأخرى بإستثاء الإناء الشبه فارغ، وكان الشرطي المكلف بحراسة الباحة يبادله الحديث والضحك، لم أفاجىء بما شاهدت من ذلك العمل، وكنت حريصاً على أن لا أخبر أحدا من داخل المهجع لتخوفي من أن البعض قد يمتنع عن تناول الطعام الذي نحن بأمس الحاجة إليه، ذهب وهو يسب بنا ويشتم بأعلى صوته.

حلاوة.. يا أولاد الشرموطة..حلاوة.. وخياله يرتسم على جدران المهجع ذهاباً وإيابا، وعاد بعد قليل يحمل على كتفه بطانية عسكرية يوجد فيها خبز عسكري (صمون) ونثره في الباحة حيث توزعت قطع الصمون في كامل الباحة وهذا ليس في صالحنا كسخرة اذ يعرضنا للتعذيب والضرب المضاعف ويحتاج منا وقتا اضافيا للبقاء في الباحة والتماس المباشر مع عناصر الشرطة والبلدية..

تزامن مجيء الرقيب مع تواجد البلدية في الباحة وصاح بصوته المرعب رئيس المهجع يا ابن القحبة... يا ابن القوادة.. الكل يسمع، تتوقف دورة الحياة وينعكس مسارها عندما نسمع ذلك الصوت، اسمعوا يازنات كل كلب نقرأ اسمه يقول حاضر، وبدأ يتلوا الأسماء وكان نصف المهجع قُرأت أسماؤهم وطلب من رئيس المهجع كل من ورد اسمه يستعد للخروج وغادر، حصلت فوضى عارمة في المهجع حيث بدأ البعض يوضب حاجاته ويجمعها في أكياس من النايلون والبعض الأخر في حالة أرباك والذين قرأت أسمائهم يودعون الذين لم تقرأ أسمائهم بالبكاء والدعاء لهم بأن الله يحميهم ويفًرج عنهم ويلهمهم الصبر وكان البعض يوصي بزيارة أهله والأخر يبلغ سلامه لزوجته وابنه وذاك لوالده ووالدته كي يطمئنوا عليه وكان ذلك بأقل من دقائق من عودة الرقيب مرة ثانية لإخراجنا..

فتح الباب وهو يحمل بيده قضيبا معدنيا وعند خروج أول السجناء إلى الباحة ضربه بين كتفيه وهو يسب علينا قائلا( من قال لكم يا أولاد الشرموطة طالعوا وسخكم معكم) وأمر الجميع إن يضعوا الأشياء والأغراض التي حملناها معنا في الباحة وأمرنا ان نصطف برتل أحادي وبدأ يعدنا ، كنا / 87 / سجينا، وكان تواجد الشرطة والبلدية في المكان كثيفا، وتم سوقنا الى حيث لا ندري ، ندخل في أبواب ونخرج من أخرى إلى أن وصلوا بنا وأمرونا بالجلوس أرضاً باتجاه الجدران دونما أية حركة ثم انحناء رؤوسنا باتجاه الأرض والامتناع عن التكلم مع الآخرين الذين بجانبنا، وهم مازالوا يأتون بمزيد من السجناء من الباحات الأخرى ثم يصطفون من ورائنا على نفس النسق وهذا يشكل لنا بعض الحماية من الرفس والضرب، سمعت البعض من السجناء يتبادلون أطراف الحديث بهمس شديد يتعارفون على بعض وهم حريصون على ألا يسمعهم أحدا من عناصر الشرطة أو البلدية، وهمس الذي بجانبي مع الذي من خلفه لماذا نحن هنا فقال له الأخر هذه محكمة، الآن سوف تمثل أمام القاضي والبعض من ضباط المخابرات وسوف تراهم بعينك ولكن كل هذا شكلي فأنت محكوم منذ لحظ اعتقالك، وهذه المحكمة لتنفيذ الأحكام القاسية، فرد عليه كيف يعني ذلك فرد عليه ما هي تهمتك ( يمين عراقي) لا تخاف أقسى عقوبة لك هي الحكم المؤبد...فرد عليه أنا لست منظم لا انتمي لأي تنظيم سياسي رد قائلاً... سواء كنت أو لم تكن اقل حكم سيصدر بحقك ليس أقل من خمسة سنوات ولن تخرج من تدمر إلى أن يأذن الله لك بذالك والأفضل لك أن تنام في السجن على جنب واحد وإذا تعبت نم على الجنب الآخر، ولا تفكر بالخروج، ومع انتهاء الحديث بدأ أحد العناصر يتلوا البعض من الأسماء وطلب منهم الوقوف ووضع ( الطميشة)* على أعينهم وقادهم لا ندري إلى أين وبعد أقل من نصف ساعة من الوقت تلى قائمة أخرى من الأسماء وكان اسمي من بينهم وطلب منا كما طلب من الذين من قبلنا ووضعنا الطميشة على أعيننا وجاء احدهم ومسك بيدي وقادني حيث لاارى شيء وبعدها أوقفني أمام جدران أحد الغرف وجاء أحدهم ولكمني من الخلف بضربة قوية على ظهري مما اضطررت للركوع بالأرض من شدة الألم وأنهال عليّ بالرفس واللكم وتوعدني بدولاب ونهضت من شدة الخوف وقد نسيت ألمي لحظات، استعدت فيها جزءا من توازني وبدأت أميز بعض الأشياء، واستطعت ان اسمع ما يجري من أحاديث في تلك الغرفة.. نعم قوس المحكمة حيث سمعت احدهم يكذّب احد السجناء ويشتمه وتوعده أن يعدمه ومن ثم طرده، وأمر بعد ذلك من الشرطة أن يتولوا أمره. أدركت ماذا يعني بكلامه من انزال أقصى العقوبة بالسجين وطلبوا منه رفع رأسه بحيث حفظوا ملامح وجهه وسألوه من أي مهجع وطلبوا من البلدية أن يقوده إلى مكان بعيد عن السجناء ويراقبوه بينما كان احد عناصر الشرطة يسبه ويشتمه وهو يقول حتى تعرف يا أبن الشرموطة.. وتتعلم كيف يجب أن تقف أمام أ أسيادك باستعداد.

أمسك أحدهم بيدي فجأة تفوح منه رائحة التبغ ممزوجة بعطر فاخر وصوته متزن وتلك الأشياء تخص مساعد انضباط السجن وهمس في أذني ما اسمك.. ثم جرني من يدي وأدخلني إلى غرفة، تتعالى فيها أصوات عديدة.
هم يتداولون "مواد وقوانين" وطلب احدهم من آخر أن يكتب ويسجل استنادا إلى المادة... من قانون رقم/../ يحكم السجين لمدة "خمسة عشر عاما أشغال شاقة لانتمائه لتنظيم سياسي محظور ومناهضة لأهداف الثورة ورد أخر وقال يا سيادة اللواء هذا قليل يجب تكون عقوبة أكثر من ذلك، فرد عليه أعتقد أن هذا الحكم مناسب حسب رأيي..

ما اسمك قال ها أنت.. ما أسمك فلم يرد احد، وطلب من المساعد قائلاً يا "مساعد" أرفع الطميشه، أحسست بيد تنزع عن عيني الطميشة أدركت بأنني المقصود مازالت عيناي مغمضتان قال أحدهم
أفتح عينك يا ابني...
أنا سيدي..
قال نعم أنت...
في حدا غيرك ، ضحك البعض منهم وأنا لازلت مغمضا عينيّ
فرد أخر نعم أنت..
فتحت عيني أحسست بظلام الغرفة لفترة وجيزة بدأت الصورة تتضح أمام ناظري والأشخاص المتواجدون اتضحت لي ملامح وجوههم ، نظرت نحو اليمين يجلس شخص يرتدي بزة عسكرية عمره يتجاوز الأربعين عاما يجلس خلف طاولة ممتلئة بالأوراق والمصنفات قال لي أسمك قلت "حسن" وبدأ يفتش من بين المصنفات وأخذ مصنف لونه أخضر وسلمه للذي يجلس بجواره ونظرت إلى الشخص الذي استلم المصنف، يجلس من يساره يرتدي سترة بيضاء وقميص ملون رغم سن عمره المتقدم وألي اليسار منه شخص آخر يرتدي بذلة مدنية وأخر يرتدي بزه عسكرية وهيئته هيئة ضابط والذي بجانبه يرتدي أيضا بزة عسكرية وأخر يرتدي زى مدني والجميع أعمارهم بين متوسطة ومتقدمة في السن واحد فقط منهم بين على كتفيه رتبة عكسرية برتبة عقيد ركن..

كلمني الذي يرتدي السترة البيضاء قائلاً أنت امام محكمة يا بني كذب لا تكذب.. وقول الحقيقة وأن الكذب ليس في صالحك ونحن نعرف عنك كل شيء مفهوم...

مفهوم سيدي...

هذه محكمة، أنا رئيس المحكمة وأشار بيده إلى الآخرين مساعد رئيس المحكمة سيادة العميد. وأعضاء المحكمة (كلهم ضباط في الجيش والمخابرات على ما بدا لي كون احدهم يضع على كتفيه رتبة عسكرية وهذا يؤكد كلام السجين الذي كان يتبادل أطراف الحديث مع الذي من خلفه )،الصورة واضحة...

واضحة سيدي..؟؟؟

كما قلت لك لا اريد منك أن تكذب...

حاضر سيدي...

وقف الذي يرتدي بذلة مدنية ثم قال...

اسمع يا ابني كما ذكر لك نحن نعرف عنك وعن كل مواطن في هذا البلد كل شيء وبشكل خاص لدينا معلومات عنك منذ أن ولدتك أمك حتى هذه اللحظة، شعرت أنني أمام مجموعة من المحققين ولست امام محكمة، جلس وتناول فنجان القهوة التي تفوح منه رائحة الهيل، التي لم أشمها منذ سنوات والتي تذكرني بطفولتي عندما كنت اذهب إلى ديوان القرية لأسمع صوت المهباش الذي يطربني وأرتشف القهوة العربية اتدفأ على جمر الموقد المتوهج واسمع حكايات من العجوز حج قادر رحمه الله بصوته المتحشرج دائما عن الاحتلال الفرنسي لسورية، وعن سفربرلك و(العصملية)*( المجيدة)* وأحصنة الدرك ورحلته إلى الحج مشياً على الأقدام التي استغرقت شهور مروراً بالقدس الشريف ومنتهياً ببيت الله الحرام وحروب القبائل العربية فيما بينها وغزو البدو والشوايا والغنائم التي كان يحصل عليها كي يطعم أبنائه.

حسن..نعم والدتك خود..نعم تولد1964...

متى و أي عام التحقت بالتنظيم ومن الذي نظمك...

انا سيدي... لا انتمي لأي تنظيم سياسي ولم يعرض لي أحد التنظيم..

تكذب أنا بين يدي ضبطا منظماً مدونٌ فيه اعترافك أثناء التحقيق...

سيدي.. احلف لك بالله أنني لست منظما.. وأنا لم يكن اعترفي اثناء التحقيق انني انتمي لأي تنظيم سياسي...

هل تعني بكلامك هذا أنهم اتهموك والقوا القبض عليك افتراء، هكذا لله...

نعم سيدي...

وقف من على الطاولة منزعجاً يسب بي ويشتم ويتهمني بالكذب بالرغم أنني تكلمت الحقيقية

من أين لك السلاح...

السلاح سيدي متوفر بكثرة وكل مواطن يحمله وهذا جزء من التقاليد الشائعة في المنطقة ورغبت في الحصول عليه للمشاركة في الأعراس...

من أين حصلت عليه...

من احد أقربائي سيدي...

أقربائك كلهم موالون لهذا التنظيم..

لا ادري سيدي..

لا تدري.. الا تعلم أنا القانون لا يحمي المغفلين ولماذا لم تخبر السلطات الأمنية عن ذلك..

كما ذكرت لك سيدي كل الناس تحمل السلاح وتطلق العيارات النارية في الأعراس...

هؤلاء أسلحتهم مرخصة حزبياً...

لو أبلغت السلطات لكان وضعك أفضل من ذلك وكان عندك رخصة سلاح و الآن في بيت اهلك...

سيدي لست لدي الرغبة بحمل السلاح مهما كانت صفتي وهذا يدل على إنني قد بعت قطعة السلاح التي كانت بين يدي لأحد أقربائي...

أنت تكذب...

حاضر سيدي....

يلعن أبوك وأبو سيدك يا ابن العرصة والله إن لم تقول الحقيقة سوف اجعل عظامك تأكلها ضباع الصحراء...

سيدي...قسماً بالله العظيم الذي ذكرته هو الحقيقة...

خونة كلاب عملاء....

كم مرة ذهبت إلى العراق...

ولا مرة سيدي...

صمت سيادته بعض الشي واخذ يسند ظهره بقوة على مسند الكرسي وطقطقت فقرات ظهره مسموعة ويتفحصني بنظراته من أعلى رأسي حتى أخمص قدمي واخذ كأس الماء التي بجانبه وشرب منها. وقال لي:

شوف ولاك أنا طولت بالي معاك أكثر من اللازم واعترافاتك مدونة على الورق وعليها بصمة ابهامك وكل ما قلت لا ينفعك بشيء وإذ لم تقول الحقيقة سوف اعرضك للتحقيق مرة أخرى...

سيدي.. هذا كل ما لدي وأنا تعرضت للتعذيب اثناء التحقيق وليس لدي ما أضيفه وأنا ادفع ثمن جرم لم اقترفه ولا استحق ان أكون بهذا المكان ولا زلت اتعرض للتعذيب في هذا المكان وبشكل يومي...

ردّ من احدهم ماذا تتوقع يا ابن الزانية نأخذك لفندق مرديان..

لم استطع الالتفات نحوه...

صمتُ...

احدهم سيدي اصرفوه...

صمت الجميع...

الخوف يقطع أوصال جسدي، وجهلي لما يحدث جعل مني قوياَ وخائفا ولكن الموت قادم على كل الأحوال إذا لم أمت بقرار منه سوف أموت في هذا المكان وتحت سوط الجلاد أو رفسا ببوطه ..

سيدي لماذا القى هذا المصير أنت قاضٍ فأنصفني...

أنت مجرم كاذب وخائن....

سيدي أرجوك....

شدني أحدهم بقوة من ذراعي الأيسر، وصاح مساعد أول (..) خذ هذا الكلب...

امسك رقبتي بكفه من الخلف وشدني وضغط عليها بقوة وشعرت انها قد انفصلت عن باقي الجسد وخرج بي من باب الغرفة الى ممر ضيق وبعد أمتار قليلة وقف وضرب رأسي بالحائط بقوة وعلى أثرها شاهدت كل شيء يدور من حولي وأشياء تلمع إمام ناظري ورائحة الدم تفوح من انفي، وطنين مزعج في أذني وكأنني قد هويت من قمة جبل شاهق، رغم كل هذا وذاك الهلاك الذي أنا فيه حاولت جاهداً وأنا اضغط على نفسي كي استعيد جزءاُ من وعي الذي أنا بحاجة إليه في تلك اللحظة، سمعت صوتا وكأنه قادم من بعيد يطلب مني النهوض لم استطع كلما حاولت الوقوف يفقد جسدي توازنه وترتسم أمام عيني صورة غيمة سوداء، ألمٌ تحسست به بعض الشيء في ظهري وبدا لي بأن احدهم يرفس بي من الخلف، كم من الوقت استغرق ذلك لا أعرف حين بدأت ذاكرتي تعود لي بعض الشيء من الوعي تحت ضغط الخوف نهضت وشاهدت عددا من عناصر الشرطة يطوقون جسدي من كل الجهات..

نادى أحدهم... بلدية شرموط..تعال بسرعة

خذ الكلب... امسك البلدية بي من ظهري وجرني بقوة، ثم طلب منه الوقوف، وصاح هيه أنت.. هناك شرطي.. تعال شعرت بقدوم الشرطي وأنا منحي الرأس باتجاه الأرض شاهدت البوط العسكري و مقدمة السوط الأسود العريض الذي يحمل مؤخرته بيده...

هذا (ملعّم)* طلب مني الشرطي أن أغمض عيني وأرفع رأسي عالياً وصفعني على وجهي وقال لقد حفظت ملامحه جيداً وقادني البلدية دون أضع الطميشة على عيني وهي مازالت معلقة حول رقبتي إلى الباحة حيث شاهدت جمع كثير من السجناء..

قف ياعرصة قال لي البلدية..

من أي مهجع أنت...

من المهجع /11/ ثم جرني ثانية حيث يتواجد سجناء المهجع وطلب مني أن أتوقف مرة أخرى وشعرت أنني قد تكومت على أجساد من البشر حيث تراجع إلى الخلف من ثم رفسني بقوة باتجاه الحشد البشري الذي يلتحف الأرض ينتظر كل واحد منهم الدور للمثول أمام القاضي...

كلما يأتي احد من عناصر البلدية و الشرطة يضربني ويهددنني، وحرارة الشمس المحرقة تلسع جسدي والدماء تنزف من انفي وأمنيتي أن أعود إلى المهجع لأنني بحاجة للنوم تحت أي ظرف لأريح جسدي المتعب......

كاتب سوري .. وسجين سابق



*الطميشة: قناع مطاطي سميك اسود اللون يعصب به السجين عينيه بشكل دائم مصنوع من أطار السيارت



#حسن_الهويدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام السوري طنة ورنة ومدارات:
- في مؤتمره القادم هل يعتذر حزب البعث للشعب السوري
- تدمر في الذاكرة8 ليلةمن2000يوم وليلة
- تدمرفي الذاكرة(6): شبح عون المخيف 1989
- تدمر في الذاكرة(5) طبابة متميزة
- تدمر في الذاكرة(4) طبابة متميزة
- تدمر في الذاكرة (4): الثمن الباهظ
- تدمر في الذاكرة3...حمامات الدم الساخن
- العيد في سجن تدمر
- الكرد والمغمورون في سوريا
- فوبيا المؤامرة


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن الهويدي - تدمر في الذاكرة (9) محاكم استثنائية