أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - أعطنى حرّيتى .. أطلق يديّا














المزيد.....

أعطنى حرّيتى .. أطلق يديّا


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انطلقت منذ 30 سبتمبر 2013 حملة «سيّبونا» التى ينظّمها عدد من الشبّان بهدف التعبير عن مشاعرهم وتصوّراتهم ومواقفهم ممّا يجرى فى البلاد ورغبة منهم فى «امتلاك الصوت» وتجاوز حالة التعتيم أو العمى المقصود، وحرصا منهم أيضا على إعلام الجماهير بما يتعرّض له «شباب الثورة» من اعتداءات أو ضغوط أو انتهاكات ترسّخ لديهم الشعور بالغبن والإحباط، وبأنّهم باتوا الفئة الأكثر استهدافا. فهل بدأ النظام الجديد ينتقم من فئة خرجت على السرب وأحدثت «الضجيج»؟ وهل بدأت الثورة تلتهم أبناءها؟

حدّد شباب «سيّبونا» الغاية من حملتهم وهي «التعريف بقضايا الشباب الناشط والمبدع الذى انخرط فى الثورة وآمن بمبادئها فوجد نفسه ملاحقا قضائيا أو معرّضا للعنف». وهذه القضايا ذات وشائج فى الواقع، بالحرّيات الفرديّة والجماعيّة: حريّة المعتقد، وحريّة التعبير، وحريّة التفكير، وحريّة الضمير وغيرها، ومعنى هذا أنّ مناخ الثورة حرّر فئات كانت طيلة عقود مغمورة، مسلوبة حقّ التعبير وفى المقابل فرض قيودا جديدة على فئات أخرى طالبت بتعميم الحريات على الجميع، وتلك لعمرى مفارقة عجيبة.


قلّب النظر فى صفحة «سيّبونا» على الفيس بوك تكتشف: حمزة بلحاج محمّد، وأيمن الجوينى، وهند المدّب، ومروى معلاوى، ومغنى الراب ولد الـ15و Mr Mustapha وMen-AوKLAY وغيرهم من الشبّان الذين «ينكّل» بهم بدعوى الإخلال بالأخلاق الحميدة أو تسريب معلومات لا أساس لها من الصحّة أو المشاركة فى الاحتجاجات وغيرها من التهم التى يعتبرها الشبّان تهما «ملفّقة وكيديّة» تهدف إلى تصميت «شباب الثورة».

وحين نتأمّل فى خطابات بناء الذات وأنساق تمثيلها نتبيّن تصنيفا وفرزا على أساس الأيديولوجيا أو الولاء للحزب الحاكم. فـ«نحن» تُعرّف من خلال النظام الثنائى المتقابل، وفى علاقة ضديّة مع «هم» لتتسع بذلك الفجوة، وتُبنى الجدران العازلة المستثمرة فى «صناعة العدوّ». وبعد أن وحّدت اللحظة الثورية بين جميع الفئات الاجتماعية وأذابت عوامل التفرقة (السنّ، الطبقة، العنصر، الدين...) ها هو المسار الانتقالى يغدو منتجا للانفصال ومفكّكا لروابط التضامن والالتحام.

فإزاء «شباب الثورة» نجد «ميليشيات حماية الثورة» و«شباب حركة النهضة» و«الشباب السلفي»... وإزاء الشباب المبدع نجد شبابا يقاوم كلّ أشكال التعبير المتعارضة مع المقدّس، والمنافية للأخلاق الحميدة، والمخالفة لأحكام الشريعة والموغلة فى التغريب... وإزاء «رجال عاهدوا الله على الجهاد»، و«رجال الكرم» (ضاحية بالعاصمة) نجد فئات من «المخنّثين»، وفاقدى مقوّمات الرجولة.

ولئن تمّ إلقاء القبض على عدد من المنتمين إلى معسكر اليسار والمنضوين تحت معسكر اليمين فإنّ الأحكام الصادرة بشأن هؤلاء وأولئك متباينة من منظور شباب حملة «سيبونا» وغيرهم من الممثّلين للمجتمع المدنيّ. فمن «روّع العباد» ومارس العنف واعتدى على الناس والممتلكات يفلت من العقاب وفى المقابل ينال الشباب الذى يقدّم نفسه على أساس أنّه «شباب الثورة» أقسى الأحكام. وفق هذا الطرح تصاغ سردية جديدة يكتب تفاصيلها شباب آلوا على أنفسهم مواصلة النضال والمقاومة لا من موقع الضحيّة الخانعة والمستسلمة لمصيرها بل من موقع الناشطة الحقوقيّ المؤمن بأنّ طريق الحريّة تتطلّب مزيدا من التضحيات.

شباب «سيبونا» يتساءلون لمَ يهاب الحكّام الجدد شمس ربيع الحريات؟ لمَ يزعجهم تعدّد الأصوات واختلاف النغمات وحصول النشاز؟ لمَ يمقتون الحركات المنبعثة من الأجساد «الحارّة» كالهمس واللمس والغمز والرقص والتثنّى....؟ لمَ يخشون الهجانة والعبث بالمعايير وتجاوز الحدود والقطع مع لغة تميل إلى الألغاز وتعشق الكناية والتورية والجناس والطباق ؟ لمَ يعشقون النظام والسلطة والترتيب والائتلاف والتوحيد والضمّ والتأويل ويرتعبون من قطع الوصلة وكسر الأقفال وفعل التحرّر؟

من فرط العيش فى الكهوف والسراديب والسجون والمنافى... صار مسلك العمى والحجب مألوفا، ومسار الكشف مرعبا وشعاع الشمس مقيتا، ومن طول بحث «الإخوان» عن وسائل النصرة والجمع والرصف... صار الاختلاف مخيفا.

لا عزاء لشباب «سيبونا» من استئناف الثورة فـ«من ذاق طعم العبودية تألّم بالحرّية» (ابن عربى، الفتوحات المكيّة).



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى
- هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟
- «حقّ مجاهدات النكاح فى هبة أجسادهن للثوّار»
- رجعونا الماضى بعذابو وبقساوته..
- السياسة والحجاب
- السياسة كده
- عن أي ربيع تتحدثون وبه تفتخرون؟
- إنّ غدًا لناظره قريب
- رداء الدين خير «ستار» للعيوب
- ما عاد «الشعب» قطيعًا يساق قسرًا إلى «بيت الطاعة»
- حكومة شرعية.. وإرهاب واغتيالات سياسية
- إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فليتمرّد
- إياك أعنى.. واسمعى يا جارة
- تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس
- مصر التى فى خاطرى
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - أعطنى حرّيتى .. أطلق يديّا