أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حبيب المالكي - شيعة العراق بين مطرقة العرب وسندان أيران















المزيد.....

شيعة العراق بين مطرقة العرب وسندان أيران


حميد حبيب المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن التغيير بعدما قامت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يقف عند أسقاط نظام صدام عام 2003م ولم يكن تأثيره مقتصرا على العراق ونظامه السياسي بل أثر على جميع الأنظمة السياسية في الأقليم وكان تأثيره فيها كبيرا حتى أمتد لتعقيدات وتداخلات شتى فأتضح أثر ذلك في سياسات دول الأقليم الخارجية تجاه العراق وحتى سياساتها الداخلية,فبرغم كون نظام صدام احتفظ بعلاقات عدائية أو سلبية على أقل تقدير مع معظم تلك الدول غير أنها كانت تفضله على التغيير بالشكل الذي حصل وسنأتي على تبيان ذلك بتفصيل أكثر:
بالنسبة للسعودية فأن صدام كان ضامنا لتقييد الشيعة وتحجيم نفوذهم وتأثيرهم لما للشيعة العراقيين من أمتداد مع شيعة السعودية للتشابه المذهبي ولتبعية معظم الشيعة هناك للمؤسسة الدينية الشيعية في النجف التي تدعى الحوزة العلمية,ولهم أمتداد عشائري وأجتماعي وترابط قوي مع الجنوب العراقي,والشيعة في السعودية هم مصدر ازعاج وبلبلة للسلطات السعودية أولا لأختلافهم المذهبي الكبير مع مذهب الدولة الرسمي"الحنفي الوهابي" فالتعايش بين الشيعة والسنة من المذهب الحنفي أو الشافعي ممكنة جدا والشواهد كثيرة كما في العراق وسوريا ولبنان وتركيا لكن بين الشيعة والوهابية فأن التعايش صعب جدا لوجود أختلافات عقائدية جوهرية وعداء كبير يكنه ويعلنه كل طرف للاخر,كما أن ظهور الشيعة وقوة شوكتهم سيكون أمتداد لأيران الشيعية وهذا التواصل سيبحث عن مداه الطبيعي في دول الخليج مشكلا بالنهاية ما يعرف بالهلال الشيعي وهو ما يشكل خطر خصوصا مع كون معظم الثروات النفطية لدول الخليج وعلى مقدمتها السعودية بمناطق شيعية وأي تهديد للثروة النفطية سيشكل تهديدا لوجود تلك الدول برمتها لذلك فقد كان نظام صدام صمام أمام من هذه الناحية فقد حيد الورقة الشيعية طوال فترة حكمه,وكان سورا منيعا أمام أيران من التمدد نحو الغرب ولأجل ذلك خاض حربا ضروس دامت لثمانية أعوام كي يحول دون أي توسع أيراني نحو الغرب وليكون الفارس القومي وحامي البوابة الشرقية.
ولا تختلف الحسابات لباقي دول الخليج عن الحسابات السعودية والفارق بسيط فالأمارات تخاف من ذلك التمدد الأيراني وكذلك البحرين ذات الغالبية الشيعية,وقطر ايضا تخاف ذلك التوسع لكن لديها ميزة بكونها تمكنت من أستيعاب مواطنيها الشيعة بشكل ممتاز,والكويت هي الأكثر شذوذا في هذا المجال فهي تشترك مع دول الخليج بالخوف من التوسع الأيراني لكنها تمقت نظام صدام بشكل كبير لغزوه لها وتدميره لدولتها.
سوريا كانت غير واضحة بخصوص نظرتها للعراق ومجريات الأمور فيه فسجلها مع نظام صدام عدائي والعلاقات مقطوعة منذ 1979 ودعمت سوريا أيران في الحرب ضد العراق لكن في السنين الأخيرة وبعد تسلم بشار الأسد للحكم تحسنت العلاقات نوعا ما ولذلك وقفت سوريا ضد أسقاط نظام صدام ولكن بعدما تشكلت الحكومات في بغداد بعد ذلك لم تمانع سوريا بأقامة العلاقات معها وكانت العلاقات جيدة فبعض أجنحة المعارضة لنظام صدام والتي تسلمت مناصب في الحكومة الجديدة كانت تأويها سوريا وأن كانت بنفس الوقت تدعم مجاميع مسلحة في العراق ما بعد 2003 ولكن يستشعر ارتياح سوري لتسلم الشيعة من أصدقاء أيران لمقاليد الحكم في العراق فأيران حليفتها الأولى وما ينفعها ينفع سوريا.
بالنسبة للأردن فالأردن كانت ضد أسقاط النظام ولها علاقات جيدة معه وضد أي تدخل أجنبي في المنطقة لعلمها بخطورة هذا الأمر فالمنطقة تقف على كف عفريت وأي تغيير سيزيد الأمور سوءا وتعقيدا لكن بعدما أطيح بنظام صدام أصبح الأردن أيضا يتخوف من ذلك التمدد الشيعي ويخشى انتقال حمى الأنقسام المذهبي لداخلها لأن ذلك خطر على الدولة الاردنية بوجود أنقسامات أصلا حول أصول مواطنيها الشرق أردنيين أو غرب أردنيين والبدو والفلاحين وتسعى السلطة جاهدة لمعالجة ذلك الأمر لأنه يشكل خطر على وجودها لذلك فوجود أنقسام مذهبي سيزيد الأمور سوءا وتعقيدا كما أن السياسة الخارجية الأردنية قريبة جدا من السياسة الخارجية لدول الخليج وعلى نفس المحور خصوصا مع السعودية غير أن ذلك لم يمنع الأردن من أن تقيم علاقات جيدة مع النظام السياسي الجديد في العراق وذلك لوجود مشتركات كبيرة لا يمكن تجاوزها بين الأردن والعراق أقتصادية وثقافية وأجتماعية.
أما تركيا فكانت ضد اسقاط النظام خصوصا وان حزب العدالة أستلم الحكم قبيل أحتلال العراق بفترة وجيزة وكان أهم أسباب المعارضة التركية لأسقاط النظام بتلك الطريقة هو أن يستقوي أكراد العراق بما يؤثر على أكراد تركيا فيقويهم ويجعلهم يتمردون أكثر فالملف الكردي هو أهم الملفات الداخلية التركية التي لم تتمكن حكوماتها من معالجتها منذ مطلع الثمانيات للان,لكن بعد سقوط النظام لم تمانع تركيا بأقامة العلاقات مع النظام الجديد والأعتراف به وكانت علاقاتها به جيدة لكن توترت العلاقة بين الحكومة العراقية خصوصا رئيسها نوري المالكي مع القيادة التركية بسبب أتهامات العراق لتركيا بدعم طرف على حساب أطراف أخرى أي دعم السنة وأتهموا تركيا بأنها ضمن محور قطري سعودي يهدف لضرب العملية السياسية في العراق لكن مع ذلك فأن هنالك أطراف شيعية لها علاقات طيبة مع تركيا كالتيار الصدر والمجلس الأسلامي العراقي,لكن واقعا يستشف دعم تركي لتقوية طرف على حساب طرف اخر خصوصا بعدما تمكن الأكراد من كسب ود تركيا وأعطائها تطمينات وأقامة علاقة جيدة جدا معها.
أما أيران والتي كانت حكومتها تصرح أنها ضد الحرب على العراق لكنها فعليا عكس ذلك كونها المستفيد الأكبر من سقوط نظام صدام,فنظامه خاض ضدها حربا ضروس دمرت البلدين,ونظامه كان مانعا أمام سياسة تصدير الثورة التي أطلقها الخميني بعد نجاح ثورته عام 1979 وكان يأمل أن تمتد لتشمل دول كالعراق ولبنان والخليج العربي لكن نظام صدام فعلا حال دون ذلك من خلال الحرب الدامية ومن خلال ضرب شيعة العراق وأحزابهم وتياراتهم والبطش بهم,من هنا فسقوط ذلك النظام أيا كان البديل سيكون أفضل من ناحيتها فما بالك حين يكون البديل نظام سياسي يقوده الشيعة,أن مطاردة نظام صدام وبطشه بالقيادات والناشطين والمتدينين والمتحزبين الشيعة دفع من بقي منهم على قيد الحياة للهرب الى أيران وذلك لأن باقي دول الجوار كانت الى جانب نظامه وكانت تعيد تسليم الهاربين اليه لذلك كانت أيران هي ابرز وجهة وملاذ للهاربين ونسبة قليلة منهم كانت تلتجأ الى سوريا أو أوروبا والولايات المتحدة,لذلك فأن معظم النخب والقيادات السياسية والدينية العراقية الشيعية عاشت في أيران لعقود وتكونت بينها وبين القيادات والمؤسسات الأيرانية المختلفة كالدينية والأجتماعية والأمنية والعسكرية والسياسية علاقات قوية وكانت تدعمها بمختلف الصعد,أن تلك النخب والقيادات هي التي عادت للعراق بعد سقوط نظام صدام وتسلم معظمها مراكز قيادية في النظام السياسي العراقي الجديد وبدون شك لم ينسى أولئك "فضل" أيران تجاههم كما تمكنت المخابرات وجيش القدس الأيراني من تجنيد بعض هذه القيادات لخدمة أجندتها حتى أننا حين نسمعها في العراق نسمعها تدافع عن مصالح أيران حتى لو كان ذلك يعني الضرر بمصالح العراق!!!وبناءا عليه كانت أيران من أوائل المبادرين للأعتراف بالنظام السياسي الجديد في العراق.
لكن وبعد عشر سنوات ومن مراقبة دقيقة للسياسة الأيرانية تجاه العراق تبين أن أيران لا تريد أصدقاء لها يحكمون العراق بل تريد تابعين لها يحكمون العراق,وتبين أن أيران لا تهمها مصلحة الشيعة في العراق بل تهمها مصلحتها أولا والشواهد على ذلك كثيرة منها محاولتها الأستيلاء على أبار النفط الحدودية وقطع الأنهار عن العراق والدور الأيراني بزيادة الأنقسام في الداخل العراقي وأغراق السوق العراقية وغيرها,ونتيجة لذلك نجد توجس في الشارع الشيعي العراقي من هذا الدور لأيران والمشاعر تجاههم بدأت تتغير أكثر فأكثر,لكن هذا ما لم يستوعبه العرب ولم يحاولوا الأستفادة منه بل لعبوا هم أيضا لزيادة الانقسام والفرقة في الداخل العراقي فقاموا بدعم طرق على حساب طرف أخر ولم يكن ذلك حبا بهم بل لجعلهم سورا يوقف "البعبع" الشيعي,فلو حسب راسم السياسة الخارجية العربي الأمور بشكل جيد لكان توجهه للتقريب بين السنة والشيعة العرب في العراق فالأنتماء القومي لدى الشيعة العرب قوي ولا يقل عنه لدى السنة العرب لكن سياسات الدول العربية تجاه الشيعة العرب جعلتهم ينفرون منهم,أن الشيعة في العراق يعانون الأمرين بسبب عدم تقبل واستيعاب العرب لهم من جهة وبسبب أستغلال أيران لهم من جهة أخرى وأستمرار الأمور على هذه الشاكلة ليس في مصلحة أي طرف من الأطرف ومن الأجدى للعرب لو دعموا التقارب بين السنة والشيعة في العراق ورعاية مشروع عربي عراقي لا مذهبي كون ذلك سيعود عليهم بالنفع أكثر مما لو بقي العراق ضعيفا ممزقا كحاله الأن حيث لا يمكن لهم أزالة والقضاء على أكثر من عشرين مليون عراقي شيعي كما لا يمكن أيضا ازالة والقضاء على أكثر من عشر ملايين عراقي سني فالتعامل بواقعية وتحصيل النتائج بأقل الخسائر هو السبيل الأفضل ويعود بالنفع على الجميع.



#حميد_حبيب_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحكام الأعدام في العراق والأمم المتحدة
- البراغماتية الكردية
- الطرز المعمارية..عوامل مؤثرة وأستجابات
- العراق ودول الجوار
- الرياضة العراقية تضيع بين الفساد والسياسة
- الطموح والخيال في فكر القاعدة
- حول مارتن لوثر وحركته وأثرها السياسي
- النظام الرئاسي بوابة لحل معضلة العراق
- جامعة الدول العربية بين الفشل والتقويم
- الثورة الفرنسية..بحث في الأسباب والنتائج
- الثورة الانجليزية..الأسباب والنتائج
- الحركة الصهيونية بين الأشتراكية والرأسمالية
- حول الفكر السياسي الشيعي
- الحرية في العالم العربي بين الأسلامية والليبرالية
- من يحاسب الرقيب؟
- مظاهرات المنطقة الغربية في العراق
- غياب الهوية الوطنية العراقية
- العراق جبهة المواجهة في الصراع الأقليمي
- روسيا والصين والهند نحو توازن قوى عالمي جديد
- هل اصبحت مفاتيح اللعبة بيد تركيا


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حبيب المالكي - شيعة العراق بين مطرقة العرب وسندان أيران