أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - طلب رسمي لله: اريد أن اصير حمارا















المزيد.....

طلب رسمي لله: اريد أن اصير حمارا


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 21:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد مقالي الأخير "قد كانت لكم اسوة حسنة في الحمار"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=382083
قررت ان اتوجه إلى العزة الإلهية بطلب رسمي لكي يخرجني من زمرة البشر الأشرار ويضمني إلى زمرة الحمير الأبرار.

لقد حاولت كل الوسائل للاتصال به ولكن دون جدوى. فقد ذهبت إلى أعلى ناطحة سحاب وناديته بأعلى صوتي فلم يأتني أي رد. وعندها تذكرت بأن ناطحات السحاب هي من عمل الكفار، وقد يكون هذا سبب عدم سماعي رد الله على ندائي. فقررت أن اصعد إلى أعلى هرم في مصر واعدت النداء، ولكن باءت محاولاتي بالفشل. فتذكرت أن فرعون من المغضوب عليهم في القرآن. فنزلت الهرم واتجهت إلى أعلى جرسية كنيسة في العالم ودعوت الله بكل صوتي ولكن لم أسمع أي جواب. فتذكرت أن القرآن يتهم المسيحيين بالشرك، فنزلت من الجرسية واعتليت أعلى مأذنة واعدت النداء حالا بعد آذان الصبح لعله يسمع صوتي. وهنا أيضا باءت محاولتي بالفشل. فتذكرت قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا -- ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت -- ولكن أنت تنفخ في رماد

ولكن طبعي عنيد. فقررت البحث عن مكان الله بالرجوع إلى التوراة. فوجدت في الفصل الأول من سفر التكوين وصف لخلق الله العالم في ستة ايام وهذا الفصل ينتهي كما يلي: "ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا". والفصل الثاني يبدأ كما يلي: "وهكذا أُكمِلَتِ السَّمَواتُ والأَرضُ وجَميعُ قُوَّاتِها. واَنتَهى اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِن عَمَلِه الَّذي عَمِلَه، واَستَراحَ في اليَومِ السَّابِعِ من كُلِّ عَمَلِه الَّذي عَمِلَه".

فأغلقت التوراة وأنا أصيح كما فعل ارخميدس: (أوريكا، أوريكا)؛ وجدتها وجدتها، عندما وجد قاعدته الشهيرة. إذن الله استراح. وبما أنه رأى في اليوم السابق أن جميع ما صنعه حسن جداً، فهذا يعني انه ما زال مستريح. فمن ينتهي من عمله لا يعود إليه. استنتج من ذلك كله ان الله بعد اليوم السادس اخذ اجازة وما زال في الإجازة. والاستنتاج الثاني والأخطر من ذلك هو ان الله لا يستجيب الصلوات لأنه في إجازة. والاستنتاج الثالث وهو الأخطر من الاستنتاجين السابقين: ادعاء الأنبياء ان الله ارسلهم أو كلمهم (بطبيعة الحال بعد اليوم السادس) هو ادعاء باطل. فالله في اجازة، وكل نبي يدعي ان الله ارسله هو بالضرورة نبي كاذب.... فالله لم يعد للعمل وما زال في اجازة بعد انتهاء اليوم السادس.

فما الحل في هذه الحالة؟ كان علي أن أبحث عن الله لكي أوصل له طلبي. فاتصلت بكل شركات السياحة الشهيرة لكي تخبرني إذا كان الله مسجلاً عندها في قائمة السواح الذين يبحثون عن الراحة على شط البحر. ولكن من دون فائدة. فقد ذهب الله للاستراحة في مكان بعيد ولم يترك عنوان خوفا من أن يزعجه البشر. فقلقت شديد القلق لأني مصمم على تقديم طلب للعزة الإلهية حتى يخرجني من قائمة البشر الأشرار ويدخلني في قائمة الحمير الأبرار. عندها قررت ان اكتب رسالة إلى الله وأضعها في قنينة واغلقها جيدا وارميها في البحر لعل وعسى ان تحملها الأمواج إلى احدى الشواطئ التي يستريح عليها الله. وفي انتظار رد الله، إن تكرم ورد، اخذت الحمار اسوة لي في تصرفاتي بدلاً من الأنبياء الكذبة الملاعين الذين غرروا بالبشرية وأفسدوا الحرث والنسل. وحقيقة الأمر وجدت عند الحمار من الصفات الحميدة التي قلما تجدها عند بني البشر، حتى الأنبياء انفسهم.

وهذا هو نص الرسالة:
-----------------------
صاحب العزة الإلهية

تحية طيبة وبعد،

اعتذر أولا على الإزعاج. فأنا اعلم بأنك في استراحة منذ ان خلقت العالم في ستة ايام. وليس في نيتي ان ازعجك طويلا، فخير الكلام ما قل ودل.

أظن أن لا علم لك بما يحدث في العالم منذ ان خلقته ما دام انك في استراحة. ولذلك اعتذر لإعلامك بأن البشرية منذ غيابك بليت بزمرة من الأنبياء يدَّعون بأنك ارسلتهم، وكل منهم معه كتابه تحت أبطه مثل تأبط شراً. ولكل منهم اتباع افسدوا الحرث والنسل، فالتدمير والقتل يتم من بعضهم وهم يصرخون "الله أكبر" للدلالة على أنك تأمر بذلك. ناهيك عن الختان الذي يتم على ملايين الأطفال دون وجه حق ودون رحمة يصرخون من الألم ولا مجيب، وذبح ملايين الخراف البريئة يوم الأضحى لذكرى من يسمونه أبو الأنبياء وخليلك ابراهيم. ولن اطيل عليك في سرد سيرة هذا المخبل الذي قطع قضيبه عندما كان عمره 99 سنة وأراد أن يذبح ابنه. ولا حاجة لذكر اتباع محمد الذين يدعون أنهم خير امة اخرجت للناس وهم في الحقيقة حثالة الأمم وتصرفاتهم يندى لها الجبين. وقد ازعجوا الدنيا وما فيها بصراخهم خمس مرات كل يوم على المآذن بدعوى رفع الصلاة لك طالبين منك ان تصلي على محمد الذي امر بقتل كل من يغير دينه، متجاهلين أنك في استراحة منذ اليوم السابع.

وقد قارنت بين البشر الذين يدعي البعض أنك كرمتهم، وبين الحمار، فوجدت أن الحمار أفضل ألف مرة من الإنسان. ولذلك اتوجه لك يا صاحب العزة، برجاء حار، أن تشطب اسمي من قائمة بني البشر وتضيفني إلى قائمة الحمير.

اكرر اعتذاري واتمنى لك استراحة مريحة. ونصيحتي لك، وإن لا يحق لي أن ابدي النصيحة لعزتك الإلهية: تجاهل البشر وانسى كل ما قلته لك عنهم، فهم لا يستحقون الاهتمام. ولكن لكي لا تشك فيما قلته لك، ادعوك ان تنظر إلى هذا الشريط لشيخ مسلم يبين في كلام مختصر ما اردت ان اعبر عنه
https://www.facebook.com/photo.php?v=1439517879607871&set=vb.496663143763986&type=2&theater

دمت بخير وإلى اللقاء، إن كان هناك لقاء.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي
http://www.sami-aldeeb.com
--------------------------------------
حملوا مجانا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد كانت لكم اسوة حسنة في الحمار
- جريمة الختان 157: عندما يحكمنا اغبياء مجرمون
- جريمة الختان 155: مقابلة مع حاخام بلجيكا وسامي الذيب
- جريمة الختان 154: التم الهمج على بعض
- الجامعة العربية تريد محاكم تفتيش
- نقاش مع مسلمة مسيحية
- القرآن 17 : أسئلة حول طبعتي العربية للقرآن
- سامي لماذا تذكر دينك المسيحي؟
- القرآن 16: طبعة جديدة فريدة من نوعها
- ذبح الحيوانات: رجال دين بلا دين
- القرآن 15: في مزبلة التاريخ
- القرآن 14: صدق سامي العظيم
- ردي على مبشر مسيحي
- القرآن 13: نحن بحاجة إلى طبعة علمية للقرآن
- القرآن 12: الأهداف الاجتماعية لطبعتي العربية
- حملوا كتبي مجانا
- القرآن 11: الأخطاء اللغوية – دعوة للقراء
- القرآن 10: كشكول مفكك الأوصال
- أكبر درجات الغباء الاعتقاد بالكتب المقدسة
- من المسطول: سامي الذيب أم مؤلف القرآن؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - طلب رسمي لله: اريد أن اصير حمارا