أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الرازق أبو العلا - قراءة جديدة لحكاية الفلاح الفصيح















المزيد.....



قراءة جديدة لحكاية الفلاح الفصيح


أحمد عبد الرازق أبو العلا

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


قراءة جديدة لقصة الفلاح الفصيح

تسع رسائل إلي الحاكم الفرعوني
تحدد مفهوم العدالة منذ فجر التاريخ


** أحمد عبد الرازق أبو العلا






تُعد قصة الفلاح الفصيح - برسائلها التسع - من أقدم القصص الفرعونية ، وتأتي أهميتها ليس فقط بسبب زمنها- الذي يعود إلي نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد- ولكن بسبب أنها تُعد أهم وثيقة ، تتحدث عن العدل ، وأهمية أن يتحلى به الحاكم ، وأهمية أن يدفع الظلم عن المظلومين ، ويردع ويعاقب الظالمين ، فضلا عن أنها ، تكشف بُعدا آخر ، وهو سعة صدر الحاكم ، ووعيه الشديد ، سعة الصدر تلك ، هي التي أعطت الفرصة للفلاح المظلوم ، لكي يواصل طرح مظلمته ، ولا يتوقف عن مخاطبة الحاكم ، ووعيه الشديد ، الذي تجلي في رغبته من أن يستفيد من نصائح الفلاح ، وحكمه ، وأيضا لغته الرشيقة ، التي تُعد لغة أدبية ، عالية المستوي .
أما فيما يتعلق بفكرة العدل ، فهي تطرح نفسها ، دائما وأبدا ، طالما كان هناك إنسان ، وطالما كان هناك ظالم ومظلوم ، وقاهر ومقهور ، وقامع ومقموع ، وتظل تلك الفكرة جديرة بالاهتمام ، والتناول ، لأنها ستكون في نهاية الأمر ، في صالح المجتمع الذي يطبقها ، وفي صالح الحاكم الذي يسعى إليها .. إلي هذا الحد تُصبح فكرة العدالة ، هي الفكرة التي لايمكن أن يبتعد عن تحقيقها ، ويتبناها أي مجتمع يسعى نحو التقدم ، ويسعى إلي احترام أفراده ، تحقيقا ، لفكرة أخري ، لاتقل أهمية عن فكرة العدالة ، وهي فكرة الحرية ،وهذه العلاقة بين الفكرتين دائما ما تُطرح أهميتهما ، وتُطرح المشكلات المتعلقة بهما ، وتدفع المفكرين والفلاسفة ، منذ أقدم العصور إلي مناقشة أمورهما من زاوية : أيهما أسبق - من ناحية الاهتمام - العدل أم الحرية ؟!

مفهومان متشابكان ، لا يستغني أحدهما عن الآخر ، وبرغم هذا يمكن أن يفترقان ، ويتعارضان، ويحدث هذا حين يتحقق أي مفهوم منهما ، ولا يتحقق المفهوم الآخر ، فما قيمة أن يكون هناك عدل في مجتمع من المجتمعات ، ولا تكون هناك حرية ؟؟ والعكس صحيح أيضا، أحيانا يتم التغاضي عن فكرة العدل ، من أجل مزيد من الحرية ، بحجة أن الأفراد يحتاجون إلي حرية الرأي من أجل التعبير عن حياتهم ، ومعتقداتهم ، لكنهم حين يستشعرون أن ثمة ظلم واقع عليهم - برغم ما يمارسونه من حرية- فإنهم سرعان ما يعودون إلي المناداة إلي تحقيق العدل قبل تحقيق الحرية ، وذلك لرفع الظلم الواقع عليهم ، وكما تري فان العلاقة بين المفهومين علاقة مضطربة ، ومن أجل ألا تصبح كذلك ، فلابد من السعي نحو تحقيق المفهومين ، بشكل متوازن ، بحيث لا يطغي أحدهما علي الآخر ، فلا معني للحرية مع غياب العدل ، ولا معني للعدل مع غياب الحرية .ومنذ سنوات ذكر ( هيجل ) " إن أي حق مهما كان نوعه ، يشمل في داخله تصور الحرية " ولذلك ( إذا كانت الحرية قيمة يعتز بها الإنسان ، ويسمو بها ، فان العدل هو الذي يُضفي عليها قدرها ، هو الذي يُعلي من شأنها ، أو يفضح ممارستها ، هو الذي يُوقف ظلمها ، ويمنعها من أن تتحول إلي اعتداء علي الآخر ، من أن تتحول من قيمة إنسانية تهدف إلي الرفع من كرامة الإنسان ، إلي وسيلة لظلم أخيه الإنسان ) (1) ، وفي العصر الحديث نري مفكرا مثل الدكتور طه حسين ، يتعرض لنفس الإشكالية ، فالحرية لديه في حاجة إلي أن يدافع عنها أنصارها ، والعدل في حاجة إلي أن يدافع عنه أنصاره ، وبهذا الدفاع المزدوج ، سيتحقق المفهومين .

سنتعرض أثناء دراسة هذه القصة ، لتفسير نقطتين رئيسيتين ، الأولي منهما تتعلق بالجانب الشكلي ، والثانية ، تتعرض للجانب الموضوعي ..

وأعني بالجانب الشكلي :الطريقة التي مارسها الفلاح ( خون أنبو anpu – khun) (2) لكي يوصل شكواه الطويلة إلي الحاكم ، في وقت لم يكن فيه البريد بالشكل الذي كشفت عنه الوثائق - فيما بعد - قد وُجد ، في فترة أحداث القصة .
والجانب الموضوعي : يتعلق بمضمون الرسائل أو الخطب التسع .

أولا : الجانب الشكلي:

نتساءل :كيف أن أسلوب الخطاب أو الرسالة الموجهة إلي الحاكم ، كان أسلوبا مؤثرا ، وفاعلا ، في مصر الفرعونية ، خاصة وأن وسائل نقل الرسائل أو الخطابات ، لم تكن معلومة لنا حيث إن النصوص القديمة ، لاتذكر إلا المعلومات القليلة عن الوسيلة التي كان قدماء المصريين ينقلون بها خطاباتهم ، ولولا مصادفة العثور علي صورة شعرية سجلت نظاما للخدمة البريدية في الدولة الحديثة ، لما عرفنا عنه شيئا .ومحتوي الرسالة أو الصورة الشعرية هو : " آه لو تحضر إلي حبيبتك - كالرسول الملكي- الذي ينتظر سيده الرسالة بصبر فارغ ، إذ يتلهف قلبه لسماعها . أعدت له الخيل المسرجة في حظائر كاملة ، وتنتظره الجياد عند المراحل ، والعربة ذات الخيول واقفة في موضعها ، لا يرتاح رسول البريد في رحلته ، وعندما يصل إلي بيت الحبيبة يقفز قلبه من شدة الفرح" (3)

هذه القصيدة تكشف أن المصريين القدماء عرفوا نظام البريد ، لكننا لا نملك المعلومات الكاملة التي تُفصح عن نظام إدارته – في تلك الآونة – وعلي حسب ما ذكره ( سليم حسن) في موسوعته عن مصر القديمة ، فان أقدم ( ما وصل إلينا من الرسائل التي كان يتبادلها أفراد الشعب المصري القديم ، وتصدرها أو تتلقاها المصالح الحكومية في داخل البلاد وخارجها ، يرجع تاريخها إلي الدولة القديمة ، غير أنه لم يصل إلي أيدينا إلا عدد يسير جدا من هذه الدولة ، أما الدولتان الوسطي والحديثة ، فقد عثر علي مقدار لا بأس به من الأولي ، وعدد عظيم من الثانية .. وإذا تتبعنا هذه الرسائل من أول ظهورها حتى أواخر الدولة الحديثة ، وجدنا أن لكل عصر أسلوبا منفردا وذوقا خاصا ، بالإضافة إلي أن رسائل كل عصر كانت تتأثر بسابقتها ، ويظهر ذلك جليا في وسائل الدولة الحديثة التي ورثت كثيرا من خصائص رسائل الدولة الوسطي ، وبخاصة ما نشاهده من الأثر الذي تركته رسائل أبو غراب في الأسرة التاسعة عشرة ) (4)

وهناك رسالة(5) كُتبت علي ورق البردي ، من الأسرة السادسة( 2250ق.م) وتتضمن احتجاجا من كاتبها - وهو ضابط بالجيش- لأن فصيلته التي تعمل بمحجر طره ، لم تصلها الملابس الجديدة إلا بعد ستة أيام ، بينما الأمر لا يحتاج لأكثر من يوم واحد ) (6) وهناك رسائل أخري - قليلة - من الدولة الوسطي ، أما الدولة الحديثة ، فقد بقيت منها رسائل كثيرة ، أهمها مرسل من دير المدينة ، وهي قرية في طيبة ، كانت مأوي للفنانين والصناع والعمال الذين بنوا المقابر الملكية لأسرة الرعامسة(7)

وعلي الرغم من أن قصة الفلاح الفصيح ترجع أحداثها إلي العهد "الأهناسي ،، في فترة حكم الملك ( خيتي ) احد ملوك هيراكليوبولس ( أهناس المدينة) في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد ، أقول : علي الرغم من ذلك - وربما قبل أن نعرف الأسلوب المتبع في إرسال الرسائل - فان وثيقة القصة تكشف لنا ، أن الرجل البسيط كان في استطاعته أن يرسل شكاواه ليس فقط إلي المسئولين في الحكومة ، بل في استطاعته أن يرسلها إلي الحاكم نفسه ، بدون وجود حواجز تمنعه من القيام بهذا الفعل ، وعلي الرغم من أن العهد الذي ترجع إليه هذه القصة ، كان عهدا تسود ( فيه الفوضى ويعم الاضطهاد (8) إلا أن الحاكم لم يدر ظهره لشكوى الفلاح ، بل أهتم بها - علي النحو الذي سنوضحه حين نتكلم عن الشق الموضوعي –بل أصدر أوامره بأن يواصل ما بدأه من تعبير عن الشكوى ، لإعجابه بأسلوب الرجل ، وشجاعته في إبداء الرأي ، ولو كان قد مارس أسلوب القمع مع الفلاح، لما كانت هذه الشكوى بما تحتويه من معاني وقيم ، قد وصلت إلينا باعتبارها أثرا بليغا ، وصالحا للتطبيق حتى اليوم.

ثانيا : الجانب الموضوعي ( المحتوي):

تلك الخطب التسع التي تم تدوينها في شكل رسائل علي ورق البردي ، تحتاج إلي تمعن ، وتحتاج إلي قراءة جديدة ، لعلنا من خلالها نستكشف أبعادا مهمة تتعلق بفكرة العدل ، وبفكرة الحرية ، اللتين أشرنا إلي أهميتهما - معا- في مقدمة هذه الدراسة ، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن الأمر قد تم قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام !!

في تلك البقعة التي تعرف الآن باسم ( اهناسيا) بمحافظة بني سويف ، كان يعيش فلاح فقير،في مجاهل ( وادي الملح) ، المعروفة باسم ( وادي النطرون ) ، معتمدا في رزقه ، علي ما تنتجه أرضة من محاصيل ، يذهب إلي المدينة لكي يبيعها ، ويعود بالمال الذي يكفيه لحياته المعيشية طوال العام ، والي أن يحين موعد الحصاد الجديد ، وبينما هو يستعد لبيع محصوله في مصر ، تعرض له أحد الموظفين ،ويدعي(تحوت نخت) حين رأي حميره المحملة بالمحاصيل ، وأشياء أخري جمعها الفلاح لكي يبيعها ، ففكر في الطريقة التي يستطيع بها الحصول علي ما يريد ، وتفتق ذهنه عن حيلة مؤداها : أنه أمر أحد رجاله بنشر بعض الملابس في الطريق الضيقة التي سيمر عليها الفلاح وحميره ، ونتيجة لذلك لم تستطع الحمير السير ، بسبب ضيق الطريق ، ويأكل حمار من الحمير ، حزمة من أعواد قمح الموظف ، فيتخذ من ذلك ذريعة ، للاستيلاء علي متاع الرجل وحميره ، فهذا جزاء فعله ، كما قال!! وعندما يطالبه الفلاح بإعادة ما سلبه منه عنوة ، يرفض ، ويقوم بضربه ، وإيذائه بدنيا ونفسيا ، ومع بكاء الفلاح لمدة عشرة أيام ، محاولا استعطاف الرجل لكي يُعيد له ممتلكاته ، وأمام تهاون الموظف في رد تلك الممتلكات ، ولإحساس الفلاح بأن كل محاولاته قد باءت بالفشل ، يلجأ بعدها إلي حاكم المقاطعة ، التي ينتمي إليها الموظف المغتصب ، ويُدعي ( رنزي) فيشكو إليه ما حدث من قبل
( تحوت نخت) ، فيقوم( رنزي ) بجمع مجلس الأشراف ، ليفصل في هذا الموضوع ، غير أن أعضاء المجلس ، لم يعلنوا حكمهم ، بسبب انحيازهم للأغنياء ، ونتيجة لذلك لجأ الفلاح إلي كتابة شكا يته ، التي انبهر منها ( رنزي) ، فرأي أن الأمر جدير بأن يعرضه علي الملك وكان يدعي ( نيكاو رع) ، ولما أُُعجب الملك بفصاحة الفلاح ، أمر بألا يبت في أمره ، حتى يكرر الشكوى ، فيكون ذلك مصدرا للحصول علي تسع رسائل ـ أو خطب بليغة - وبعد انتهائه من كتابة الرسالة التاسعة ، يأمر الملك رئيس المقاطعة رنزي ، بإحضار الفلاح ، وتلبية مطالبه ، وتوقيع العقاب علي المغتصب( تحوت نخت) ، وكانت العقوبة بالغة القوة ، ورادعة ، حيث أمر بأن تكون كل أملاك ( تحوت ) ملكا للفلاح بما في ذلك بيته .
* هذه القصة البسيطة في تفصيلاتها ، العميقة في مغزاها ، تكشف لنا بعض الأمور التي يمكن إجمالها في النقاط التالية :
أولا : أن تلك الفترة تميزت بانحطاط أخلاق الأغنياء- بشكل عام - و موظفي الدولة بشكل خاص ، فضلا عن انحياز مجلس فض المنازعات للأغنياء ، علي حساب مصالح الفقراء .
ثانيا : أن تلك الفترة كانت تعكس ثراء أدبيا ، وثقافيا - برغم ذلك الفساد- تجلي في الأسلوب الذي كُتبت به رسائل الفلاح .
ثالثا: أن تلك الفترة - علي الرغم من تردي الأوضاع فيها، وتفشي الفوضى- كانت تعكس مناخا يسمح للبسطاء من الناس أن يعبروا عن أنفسهم ، إذا اقتضت الضرورة ذلك من أجل الدفاع عن مصالحهم ، وكان الاحتجاج هو الصورة الطبيعية للتعبير.
رابعا: كان هناك من يتحلى بالأخلاق ، والضمير ونموذج ذلك ( رنزي) حيث لم ينحاز كلية إلي موظفه( تحوت ناخت) .
خامسا : أن الملك لم يجابه احتجاج الفلاح بالقمع ، بل نراه ينحاز للحق ، ولم يستطع إلا أن يحقق العدل . فأحسن - منذ البداية - إلي الفلاح وعائلته.

والآن ما هي الأفكار الرئيسية التي طرحتها الرسائل التسع ، تلك التي دفعت الحاكم إلي اتخاذ الموقف السابق تجاه الظالم؟؟
سنعرض هنا الرسالة الأولي كاملة ، حتى نتعرف علي بعض خصائص خطاب الفلاح المصري القديم :
( يا مدير البيت العظيم ، يا سيدي ، يا أعظم العظماء ، يا حاكما علي ما قد فني ، ومالم يفني ( أي حاكما علي كل شيء) وإذا ذهبت إلي بحر العدل ( يمتدح عدل رنزي) ، وسحت عليه في نسيم رخاء ، فان الهواء لن يمزق قلمك ، وقاربك لن يتباطأ ، ولن يحدث لصاريك أي ضرر ، ومرساك لن تنكسر ، ولن يغوص قاربك حينما ترسو علي الأرض ( يقصد لن يغرق قاربك) ، ولن يحملك التيار بعيدا ، ولن تذوق أضرار النهر ، ولن تري وجها مرتاعا ، والسمك الخائف سيأتي إليك ، وستصل ( يدك) إلي أثمن طائر ، وذلك لأنك أب لليتيم ، وزوج للأرملة ، وأخ لتلك التي قد نُبذت ، ومئزر لذلك الذي لا أم له ، دعني أجعل أسمك في هذه الأرض يتفق مع كل قانون عادل ، فتكون حاكما خاليا من الشر ، وشريفا بعيدا عن الدنايا ، ومُهلكا للكذب ، ومشجعا للعدل ، ورجلا يلبي نداء المستغيث ، أني أتكلم ، فهل لك أن تسمع ؟ أقم العدل أنت يا أيها الممدوح ، الذي يمُدح بهؤلاء الذين يمدحون ( يقصد يحبونك) . اقض علي فقري ، أنظر أني مثقل بالحمل ، جربني ، أنظر أني في حيرة ) (9)

هذه الرسالة برغم ما تنطوي عليه من عبارات آمرة ، إلا أنها تكشف عن هدوء الفلاح ، وقدرته علي كبح غضبه وثورته ، وهو المغتصب حقه ، وتكشف مدي قدرته علي استخدام عبارات مؤثرة ، وبالغة الرقة مثل (وإذا ذهبت إلي بحر العدل ( يمتدح عدل رنزي) ، وسحت عليه في نسيم رخاء ، فان الهواء لن يمزق قلمك ، وقاربك لن يتباطأ ، ولن يحدث لصاريك أي ضرر ، ومرساك لن تنكسر ، ولن يغوص قاربك حينما ترسو علي الأرض ( يقصد لن يغرق قاربك) ، ولن يحملك التيار بعيدا ، ولن تذوق أضرار النهر ، ولن تري وجها مرتاعا)
والعبارات الآمرة ، في نفس السياق نجدها في قوله : (أني أتكلم ، فهل لك أن تسمع ؟ أقم العدل أنت يا أيها الممدوح ، الذي يمُدح بهؤلاء الذين يمدحون ( يقصد يحبونك) . اقض علي فقري)

ومن الرسالة الأولي يتضح مضمونها ، بلا إسراف ، وبلا خوف أيضا ، فمضمونها يدور حول فكرة العدالة ، تلك الفكرة التي ربطها الفلاح ، بدون أن يدري بفكرة الحرية ، علي اعتبار أن الفكرتين – كما سبق وذكرنا – لا يبتعدان عن بعضهما البعض. حين يقول في نهايتها ( انظر أني في حيره) إنها حيرة الإنسان الذي يريد أن يكون حرا ، حين يسير ، وحين يمشي ، فلا يعترضه أي أحد يسلبه تلك الحرية ، حين أجبره ( رنزي ) ألا يسير في الطريق المطل عليه بيته ، وحين لعب لعبته ، ونصب له الفخ ، إحساس الفلاح ( خانوب أنوب) بأنه حين فقد حريته ، خسر كل شيء ، هذا الإحساس هو الذي دفعه إلي مطالبة الحاكم بضرورة تطبيق العدل ( إذا طبقت العدل ستشعر بالأمن والأمان ، فلن يمزق الهواء قلعك ، ولن يتحطم قاربك ، ولن يكون بطيء معرضا للخطر ، ) كل هذه المعاني المرتبطة بفكرة الأمان ، هي في حقيقة الأمر ، تعبير عن الحرية .. التي تتيح لممارسها ، فرصة الاستمتاع ، والعيش الكريم.
هذا الوعي المبكر بفكرة الحرية ، ومفهوم العدالة ، هو الذي أتاح- فيما بعد - للحكام ، وللأفراد العاديين فرصة التعبير عنهما ، في رسائل أخري ، وكتابات في مجال الشعر والقصة ، تعرفنا علي نماذج منها من خلال ما وصل إلينا من إنجازات الأدب المصري القديم .
ففي رسالة فرعونية قديمة يقول الحاكم:
(إني لم أسيء معاملة ابنة رجل من القوم، لم أظلم أرملة، ولم أهن فلاحاً، لم أطرد راعياً ولم أسخر في أشغالي عمالاً بلا أجر، وبهذه الطريقة زالت الكآبة عن إقليمي وانعدم الجوع، ولما حل زمن القحط اجتهدت في زراعة الأرض وأطعمت سكان الإقليم فلم يجع منه أحد، وكنت أجزل العطاء للأرملة والمتزوجة والكبير والصغير)
وهاهو الملك ( خيتي ) ينصح ابنه بأهمية ضمان رضي الإله للتمتع بحياة طيبة في عالم الآخرة ، فيدعوه إلي إقامة العدل، لأنه من أهم الصفات التي يجب أن يتمسك بها الحاكم الصالح ، يقول لأبنه : ( أقم العدل لتوطد مكانتك علي الأرض ، هديء الباكي ، ولا تظلم الأرملة ، ولا تغتصب من رجل ميراث أبيه ، ولا تضر المسئولين في مناصبهم ، ولا تتولي العقاب ( بنفسك) أنه ليس مفيد بك ، ولكن أتركه للجلادين ، وبدون مبالغة ، وبذلك تستقر الأرض ما عدا المتمرد ، حينما تتكشف خططه لأن الإله يعرف الخائن ، والإله يعاقب بالدم)(10)

والملك ( بتاح حتب) عندما شعر بتقدمه في السن ، أراد أن يعلم ابنه الحكمة فيأمره في رسالة قائلا له : ( حصل الأخلاق ، وأرع واعمل علي نشر العدالة ، وعامل الجميع بصدق ) ويؤكد مرارا علي ( أن أعظم فضيلة دائمة ، يتحلى بها الإنسان في الحياة هي العدالة والخلق العظيم ) (11)

وللأدباء الفراعنة نقرأ أيبور وهو يقول : ( العدالة هي الحقيقة عندما تمارس عملها ، والقاضي هو حامل ميزان كشفها) (12)

ويقول (رخمي رع) : ( أيها القاضي :إياك أن تكون أحكامك مبنية علي رأي مطلق ، بل أرجع فيها إلي الشرائع المرسومة التي تأمر بالعدل ، وإنصاف الناس التي وضعها الإله ، فالإله يأمر بالعدل والإحسان والإنصاف، ولا يرضي بالظلم والانحراف عن الحق ، ولتبن رأيك في البت في الأمور بالأسانيد ، والبراهين العادلة التي يبهج بها ضميرك) (13)

وحتى فن السيرة الشخصية الذي ظهر إبان الدولة القديمة ، اهتم بالحديث عن قيمة العدل ، وأهميتها حتى بالنسبة للشخص المتوفى ، الذي يكتبها ليذكر فيها الأشياء التي فعلها في حياته ، وتُعد بمثابة عوامل مساعدة للحصول علي رضا الإله ، فنقرأ في أحدي تلك السير ، عبارات تتعلق بتلك الفكرة : ( لقد قلت الحق ومارست العدل ، لقد أحسنت الكلام ووفقت في ترديده ، لقد أقمت العدالة حتى يحبني الناس حبا شديدا ، لقد فصلت بين خصمين حتى أرضيهما( كليهما) ، لقد أنقذت الضعيف من يدي الأقوى منه ، بقدر ماكان ذلك في استطاعتي ، لقد أعطيت الجائع خبزا ، وأعطيت ملبسا لمن كان عاريا )(14)

من الأمثلة المختارة التي سبق توضيحها يتبين لنا كيف أن أقدم رسالة فرعونية ، كتبها الفلاح الفصيح ( خانوب أنوب) ، استطاعت أن تُنتج آثارها في العصور التالية لها ، وحتى الدولة الحديثة ، الأمر الذي جعل مفهوم العدل ، مفهوما إنسانيا عاليا في قيمته ، وغاليا في تأثيره ، فالفلاح ، الذي بدأ رسالته الأولي بنبرة إنسانية هادئة كما ذكرت ، لم يستطع أمام إهمال رسائله وشكا يته ، أن يحافظ علي هدوئه ، فنراه في الرسائل التالية ، وقد ارتفعت نبرة الغضب رويدا رويدا ، حتى أصبحت أقرب إلي الصياح والاحتجاج، فنراه يقول في آخر رسالة له :
( وقع العقاب ضد من يستحق العقاب ، ولن بكون هناك شيء يعادل استقامتك ، هل يخطأ الميزان ، هل يميل إلي جانب ، هل ينحاز ( تحوت) إذا أظهر الثلاثة تساهل ، إذا يمكنك أن تميل لجانب ، وخذ نصيحة ، فالرجل العظيم إذا كان طماعا ، فهو ليس حقا عظيم ، واللسان هو الاستقامة من الميزان ، والقلب هو الثقل ، والشفتين هما ذراعه ) ووسط الإحساس بالظلم يصل حديث الفلاح لذروته حين يقول ( لا تتعامي عن إنسان قد رأيته ، ولا تردن إنسانا يشكو إليك ، وأترك هذا الخمول حتى إن حكمتك القائلة " افعل الخير لمن يفعله لك" يمكن أن تروي إلي مسامع كل الناس ، وحتى يرجع إليك الناس يما يتعلق بمطالبهم الحقة ، والخامل لا أمس له ، والأصم عن العدل لا رفيق له ، والرجل الجشع لا فراغ لديه ( أجازة ) . وذلك الذي يوجه إليك التهمة يصير رجلا فقيرا ، والفقير سيصير شاكيا ، والعدو يصبح ذابحا ( للفلاح) .. تأمل .. إني أشكو إليك ، وأنت لا تسمع شكواي ، سأذهب ، وأشكو منك إلي ( أنوبيس)(15)


سوف استحضر الآن كل ما هو متعلق بفكرة العدالة - بشكل مباشر - وعندما أقول بشكل مباشر ، فإنما أعني ، العبارات التي جاءت فيها كلمة( العدل ) أو( العدالة) مباشرة ، علي الرغم من أن السياق كله - السابق واللاحق - مرتبط بالفكرة ذاتها ، وليس منفصلا عنها ، يجيء أحيانا شرحا ، وأحيانا يجيء بمثابة ضرب أمثلة ، وأحيانا أخري يجيء تعبيرا عن أحاسيس داخلية ، يُفصح عنها الفلاح ، في سياق خطابه .

سوف استحضر ما جاء متعلقا بتلك الفكرة في الخطب (من الثانية حتى الثامنة)،لنتبين كيف أن الفلاح ، كان فصيحا بالفعل ، حيث نراه يضع قواعد الممارسة الفعلية لفكرةالعدالة ، وليس فقط الحديث المجرد عنها ، وهذه القواعد لا تختلف كثيرا عن القواعد التي وضعتها القوانين المعاصرة لنفس الفكرة ، والرسائل - بهذه الصورة - تكشف عن مدي وعي المصري القديم بتلك الأفكار ، التي تعرضت لها الفلسفة ، ثم استفاد منها المشرع حين قام بتشريع القوانين ، هذا الوعي ، هو الذي ميز الشخصية المصرية القديمة ، وجعلها بالفعل ، ممثلة لأقدم حضارة في التاريخ ، فالمصري القديم ، حتى ولو كان فلاحا فقيرا ، يملك من الوعي ما يمكنه من الوقوف في مصاف المثقفين ، وهو بهذا الوعي الحضاري ، يُجبر الحاكم علي الانصياع لطلباته ، طالما أنها طلبات تصب في صالح الإنسان قبل أي شيء آخر ، لو أن الحاكم كان دكتاتورا مثلا ، لما تنبه إلي أهمية تلك الخطابات ، ولأهمل ما جاء في رسائله الطويلة ، وربما كان قد ادخله المعتقل ، ومنع الطعام عنه ، ليموت مقموعا ، ومقهورا ، لكن الذي حدث عكس ذلك تماما ، إذ إن الحاكم انتبه لوعي ويقظة الفلاح ، وعمق تفكيره ، وقدرته الفائقة علي الاحتجاج الحضاري ، غير الانفعالي ، الاحتجاج المثمر ، الذي يُجبر الآخرين ، مهما كانت سطوتهم ، علي احترام طلباته ، واحترام ، لغته ، في المخاطبة ، تلك اللغة التي تُفصح عن انفعالات الفلاح المتباينة ، تبعا لطبيعة الظرف ، وتبعا لما يعتمل بداخله في اللحظة التي يكتب فيها .
قواعد ممارسة العدالة ، وتطبيقها ، يحددها الفلاح في النقاط التالية:

1- يجب ألا ينحرف الميزان أو يميل . ويجب أن يكون الشخص المنوط به تطبيق العدالة غير متذبذب ، أو ملول .( يا خيط الميزان الذي يحمل الثقل ، لا يا أيها الحاكم لا تنحرف ، يا مثقال الميزان لا تمل ، ويا خيط الميزان لا تتذبذب ملتويا) {الشكوى الثانية} ..
2- ضرورة توقيع العقاب علي الجاني. ( اكبح جماح السارق ، دافع عن الفقير ، ولا تكونن فيضانا ضد الشاكي، وأحذر من قرب الآخرة ، ارغب في أن تعيش طويلا علي حسب المثل " إن إقامة العدل هو نفس الأنف" وقع العقاب علي من يستحق العقاب ) {الشكوى الثالثة }..
3- صبر القاضي ,واتساع صدره عند سماع شكوى المجني يُعد معيارا لتحقيق العدل.
( كن صبورا حتى يمكنك أن تصل إلي العدل ، أكبح جماح اختيارك حتى إن الشخص الذي تعود أن يدخل بسكون يمكنه أن يكون سعيدا ، علي أنه لا يوجد إنسان طائش يتفوق في عمل ، ولا متسرع تطلب مساعدته ، اجعل عينيك تتأملان ، وعلم قلبك،ولا تكونن قاسيا بنسبة قوتك ، خوفا من أن يحيق بك الأذى) { الشكوى الرابعة}
4- الانحياز لأي طرف ، من الأطراف المتنازعة ، يقضي علي فكرة العدل.
(إن أملاك الرجل الفقير بمثابة النفس له ، ومن يغتصبها يكتم أنفه ، ولقد نُصبت لتسمع الشكاوى ، وتفصل بين المتخاصمين ، وتكبح جماح اللص ، ولكن تأمل ، فان ما تفعله هو أنك تعاضد اللص ، والإنسان يضع ثقته فيك ، ولكنك أصبحت معتديا ، لقد نصبت سدا للفقير فاحترس ، الخوف من الغرق ) { الشكوى الخامسة}
5- المخطئون يسيئون إلي العدالة.والقضاء المستقيم هو ميزانها.
( المغتصب يحط من قدر العدالة ، ولكن الشخص إذا قضي بالقسطاط المستقيم ، فان العدالة إذن لن يحاد عنها ولن يبالغ في إجرائها ) { الشكوى السادسة}.
6- انتهاك القانون من قبل القادرين ، لايعني إهمال حقوق الفقراء.
( إن منتهك حرمة القانون ، وخارق المتبع من الأمور ، لا يستطيع رجل فقير أن يقاوم نهبه ، إذا لم تواجهه العدالة..............إن خمولك سيضلل بك ، وشراهتك ستغشك ، وان عدم اكتراثك سيولد لك أعداء ، ولكن هل يمكنك أن تجد فلاحا آخر مثلي ؟ وهل الشاكي يقف علي باب بيت الخامل؟ علي أنه لا يوجد إنسان صامت قد أنطقته ، ولا نائم قد أيقظته ، ولا مكتئب قد نشطته ، ولا إنسان فمه مغلق قد فتحته ، ولاجاهل قد جعلته يعرف ، ولا غبي قد علمته ، ومع ذلك فان الحكام هم الذين يقصون السوء ، وأرباب الخير هم أصحاب فن ليصنعوا أي شيء كائن ، ويصلوا الرؤوس التي قد فصلت عن أجسامها) { الشكوى السابعة}.
7- لن يستطيع الإنسان إلغاء فكرة العدل ، لأن الله يصونها ، فضلا عن أن الفكرة يحميها تطبيق القانون .
( أقم العدل لرب العدل ، والذي عدل عدالته موجود، وأنت يا أيها القلم ، وأنت يا أيتها البردية ، ويا أيتها الدواة ، ويا"تحوت" ابتعدوا عن عمل السوء ، وعندما يكون الحسن حسنا فالأمر إذن حسن ، غير أن العدل سيكون إلي الأبد ، ويذهب مع من يعمله إلي الجبانة ، وسيدفن وتطويه الأرض ، أما أسمه فلن يمُحى من الأرض ، بل سيذكر للخير ، وهكذا القانون في كلمة الله.................... ولا يجوز وجود الظلم مع القانون ، وان العمل الحقير لا يصل إلي المدينة ، علي أن أصغر الأشياء ستصل إلي الريف!!) { الشكوى الثامنة}..

تلك بعض الإشارات التي تضمنتها رسائل المصري (خانوب أنوب) ، المعروف باسم الفلاح الفصيح ، تلك الإشارات التي لا تختلف كثيرا عن معايير وشروط تطبيق العدالة في عصرنا الحالي ، برغم آلاف السنين التي مرت عليها .. وحين نتأمل أحوال مصر منذ عهد الفراعنة ، حتى اليوم ، نري أن ثمة نقاط اتفاق مازالت قائمة ، فيما يتعلق بتلك الفكرة ، فنحن في عصر ، تتهاوي فيه القيم النبيلة ، وتصعد بدلا منها قيم رديئة ، ربما يغشي فكرة العدل بعض الضباب ، لكنه وبقراءة التاريخ - قراءة جيدة - نعلم أنه سينقشع ، طالما أن هناك من يدافعون عن الحق ، ويدافعون عن القيم النبيلة ، وسيظل الصراع قائما بين الذين يمارسون البناء ، والذين يمارسون الهدم .فعلي الرغم من أن فكرة العدالة في مصر الفرعونية ، كانت قد بدأت في وقت مبكر جدا (ثلاث آلاف سنة قبل الميلاد ) ، إلا أن التاريخ يشير إلي التحول الذي حدث بعد ألفي سنة من كتابة رسائل الفلاح ، أي في الألف الأخير - تحديدا - قبل الميلاد.. حيث بدأت عناصر التجربة الحضارية التي قامت حول الوادي في الانحلال ، والانهيار.. بسبب تآكل نظام العدل.. والنزوع إلي استغلال أفراد الشعب من العمال والفلاحين الذين أرهقتهم الضرائب ، وسودت حياتهم السخرة..

وبرغم أن الفراعنة المتأخرين من الرعامسة.. استمروا في احترام القوانين..إلا أن الظلم الاجتماعي كان قد تفشي.. وسيطرت المؤسسة الدينية- التي مثلها كهنة آمون- علي كل شيء ، فساءت أحوال العامة.. وفرض أصحاب الإقطاعيات والثروات ، أنفسهم علي كل شيء ، وأصبحت مصر كأنها ملك خاص لهم - وحدهم - الأمر الذي
ساعد علي حدوث حركة تغيير كبري ، علي يد (حريحور) وبدأت معه الأسرة الواحدة والعشرين ، تمارس مهامها الإصلاحية ، كبداية لعصر جديد عرف باسم ( عصر الانتقال الثالث)1070-712 ق.م
فهل يعيد التاريخ نفسه - الآن - هنا في مصر ، حيث إننا علي مشارف عصر جديد ، نتمنى أن ينتصر لفكرة العدل ، ولفكرة الحرية.

أحمد عبد الرازق أبو العلا
ديسمبر 2007

هوامش:

(1) العدل والحرية - سالم القمودي -الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع - بنغازي - 1997
صفحة 27
(2) هناك بعض الترجمات لأسمه علي هذا النحو: (خانوب أنوب)
(3) أنظر معجم الحضارة المصرية القديمة الذي كتبه مجموعة من الكتاب هم : جورج بوزنر- سيرج سونرون – جان يويوت- أ.أ.س. ادواردز - ف.ل.ليونيه- جان دوريس- وترجمه : أمين سلامة وراجعه د. سيد توفيق – الهيئة المصرية العامة للكتاب – مكتبة الأسرة 1996 صفحة 80
(4) موسوعة مصر القديمة - سليم حسن - الجزء السابع عشر – الأدب المصري القديم – الهيئة المصرية العامة للكتاب – مكتبة الأسرة 2000 صفحة 330
(5) توجد هذه الرسالة في المتحف المصري - القاهرة .
(6) أنظر في هذا الشأن كتاب كنوز الفراعنة – ت.ج.ه . جيمز – ترجمة د . أحمد زهير أمين – مراجعة د. محمود ماهر طه- الهيئة المصرية العامة للكتاب – مكتبة الأسرة 1999 صفحة -172
(7) كنوز الفراعنة - المرجع السابق صفحة 173
(8) سليم حسن - المرجع السابق صفحة 55
(9) أنظر سليم حسن - المرجع السابق صفحة 59
(10) تطور المثل العليا في مصر القديمة – د. محمد علي سعد الله - مؤسسة شباب الجامعة - الإسكندرية- 1989 – صفحة 158
(11) الحكم والأمثال والنصائح عند المصريين القدماء – محرم كمال – الألف كتاب الثانية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – الطبعة الثانية 1998 صفحة 10
(12) الحكم والأمثال في الأدب الفرعوني – د. سيد كريم - الهيئة المصرية العامة للكتاب - مكتبة الأسرة 1997 – صفحة 148
(13) د. سيد كريم – مرجع سابق صفحة 148
(14) حضارة مصر الفرعونية – فرا نسوا دوما – ترجمة ماهر جويجاتي – المشروع القومي للترجمة – المجلس الأعلى للثقافة – رقم 48 -1987 صفحة 538

(15) سليم حسن – المرجع السابق – صفحة 69
** كل الاستشهادات الخاصة بشكاوى الفلاح الفصيح ، نُشرت في كتاب ( مصر القديمة )- سليم حسن الجزء السابع عشر – الأدب المصري القديم – مكتبة الأسرة -2000 – الهيئة المصرية العامة للكتاب.



#أحمد_عبد_الرازق_أبو_العلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف المذعور في قضية حجازي والبدري
- مشكلات الثقافة الجماهيرية في مصر
- المثقفون .. لماذا يرفضون الخروج من حظيرة السلطة ( علي هامش أ ...
- شهداء المسرح المصري .. دماؤهم في رقبة من؟؟
- حريق مسرح بني سويف مسؤولية الوزير وليست الشموع
- لماذا نطالب بالصلح قبل الاصلاح؟؟
- العقل الغائب في قضية اتحاد كتاب مصر
- مسرحية جوركي الحضيض
- الحضيض والغوص في أعماق المجتمع الروسي قبل الثورة
- ثقافة العنف والإرهاب الديني والسياسي في مسرحية - السحرة
- الأيدي الخفية في مهرجان المسرح التغريبي
- حفل موسيقي ياباني مصري قليل من الفن .. كثير من الضجر
- الواقع ومتغيراته
- مسرحيات ( محمد كمال محمد ) المشاعر الإنسانية : بين الحضور و ...
- مقدمة في القصة القصيرة
- ندرة الكاتب المسرحي: الصحفيون والمسرح .. و يا قلبي لا تحزن!!
- من المحروسة 61 إلى المحروسة 2015 والتعبير عن هموم الوطن
- بين النهر والجبل .. رواية تتحدث عن النوبة القديمة
- عن تحديات العولمة .. والرغبة الآثمة في قمع الشعوب
- المهمشون يدفعون الثمن في مجموعة ( عبق الشوارع) .. للكاتب - أ ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الرازق أبو العلا - قراءة جديدة لحكاية الفلاح الفصيح