أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم البغدادي - هذا هو فريدريك نيتشه ...














المزيد.....

هذا هو فريدريك نيتشه ...


جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 17:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن فردريك نيتشه فيلسوفا لكنه كان اديبا ومفكرا من الطراز الاول ..واضحا , جريئا , صادقا في طرحه , بلا غموض ولا ابهام ولا جدليات عقيمه لا تنتج سوى متاهات لغويه تدور وتعود للمنطق السقراطي ..ومن هنا جاءت مجهوليه وسؤ فهم نتيشه ..ذلك الرجل العظيم الذي غير بافكاره مسار الفكر قبل ان يغير سلوكيات الناس او يساهم فيه بثقل مميّز نال احترام كل من تناول تلك الحقبه الفكريه الناهضه بوجه السائد والمتعارف ..لم يكن نيتشه ملحدا بل ناقما على الاستخدام السئ للدين كما ان موقفه من الله هونفس الموقف الذي نعانيه جميعا حين نصطدم بالمجهول المقدّر علينا ولا نملك معه الا الايمان والاستسلام .. فنحن جميعا نتمرد في كثير من الاحيان لكننا لا نعلن عن تمردنا بوضوح جبنا او مداراة لوضعنا الاجتماعي وقد وصف ذلك نيتشه بالقول : من منا لم يقدم يوما ذاته قربانا على مذبح الصيت الحسن ؟! الفرق بيننا وبين نيتشه اننا نلجأ في الغالب الى قول ما يجب ان يقال لا ما نعتقده فعلا داخلنا ..تحرير الذات من الخوف اهم سمه من سمات فكر نيتشه وبغض النظر عن توجه فكرنا وايماننا فالمهم ان يكون مطابقا لما نعتقده في ذاتنا .. هكذا جاءت افكاره النقديه (الهدامه -البناءه) فلم يكن الرجل هداما لمجرد النقض بل لبناء اسس جديده يعتمدها الفكر الذي اهم صفاته التحرر الفكري ..بعيدا عن شخصيه نيتشه الانسان وما يتصف به فان قيمه الرجل تبرز من خلال نتاجه خصوصا الادبي ..فهو باحث اكثر منه منظّر ..وهذا سر التناقضات التي يشكلها البعض على افكاره والتي قيل انها قادته الى الجنون وإذا قال هو ان بعض المنطق يمكن ان يوجد في الجنون فربما هذا البعض يكون هو اصدق ما في المنطق لانه المنطق الذي يتفاعل مع عمق المعاناة الانسانيه لمعرفه ما يدور حوله بعيدا عن الاتكاليه الترفيه والتمنطق..آمن نيتشه بقيمه الانسان وهو بذلك يسير متناغما مع النهضه الفكريه التي وُصمت ظلما بالالحاد مع انها لم تكن تحمل اي نزعه الحاديه الابالقدر الذي اراد بعض الملحدين ادعاءه تماما مثلما راح دعاة الدين يلصقون الايمان بأشخاص لمجرد انهم يعتقدون بفكره وجود قدره خارجيه وراء الوجود حتى وان كانت غير ما يدعو اليه الدين ..ففرق كبير بين الالحاد بمعنى النفي المطلق لاي ادعاء (ميتافيزيقي) وبين التمرد على الخالق (الميتافيزيقي) او على من يمثلوه اويدعون باسمه زورا ..الالحاد ليس دعوى بالنفي او الموت بل هو رد على دعوى وتوجه النهضه الفكريه كان لايجاد حاله شعوريه لدى الانسان تعيد له الاحساس بقيمته ودوره وسط عتمه الواقع الغيبي اكثر منه صراعا مع الخالق ..ومثلما ساهم ضجيج سماسره الدين بتشويش الرؤيه الحقيقيه لهذه النهضه ساهم الكثير ممن لم يدركوا جوهرها بحرف مسارها فافقدوها الكثير من اهدافها فليس المهم تفسير الواقع بل المهم تغييره كما قال ماركس ..والجدليه الالحاديه - الدينيه انصبت على هذا التفسير وبالتالي عرقلت تحقيق اهدافها في صياغه الفرد والمجتمع المتحرر فكريا ..نيتشه آمن بقيمه الانسان بشرط ان يكون هذا الانسان متحررا فعلا وقويا في حريته ..فالقوه عند نيتشه ليست لاستعباد الغير بل للتحرر من العبوديه للغير ايّا كان والاهم العبوديه لما هو خارج عن حدود الادراك ..لا صله لافكار نيتشه بالميكافيليه ..ولا صله لها بمعادة الساميه ولا صله لها بالعنصريه ..نيتشه مفكر وباحث عن الكمال الانساني المجرد عن اي قوه خارجيه تحثه اوتثبطه هو انسان مجرد من كل شئ سوى الاراده وكان مؤمنا ان الاراده وحدها والانسان الذي سيملكها ستكون هي المتفوقه ضد كل اراده خارجيه وبها يصبح الانسان متفوقا ...نؤمن او لا نؤمن ليست هي المشكله الحقيقيه بذاتها لكن المشكله هي في مدى تفاعلنا مع هذا الايمان ان كنا مؤمنين حقا به ولو تتبعنا التاريخ الانساني نرى مشكله المصداقيه الايمانيه اكثر تعقيدا من مشكله الايمان نفسه التحرر عند نيتشه كسر الاغلفه التي تحيط بالفكر الانساني وعودته الى الشفافيه ومن هناك يمكن لهذا الفكر ان يشق طريقه بالبحث ..البحث عن المجهول لا البحث عن المتستر في خلايا الوعي ولا البحث عن عن النتائج التي هي معروفه مسبقا دون الحاجه لهذا البحث اصلا .



#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أياد علاوي والبرآءه من نفسه
- خيبه ندم - قصه قصيره
- فساد لاسباب صحيه !!
- نوبة ذكرى
- خرافه بملامح امرأه
- اعتقال الظل ..
- امرأة ناريّه
- الديموافيونيه
- التجاوزات العمرانيه وغياب المعالم الحضاريه ..
- شائعه حب
- ويحدثونك عن الشرعيه
- مجنون وإن لم ادعي !!
- الإدانه ..وتحشيد الكراهيه
- الاتهام _ قصه قصيره
- ألأوربيون...كما عرفتهم
- مطرقه الملف الفلسطيني..
- ابتعدي فأنتِ حبيبتي..
- ابتعدي فانتِ حبيبتي...
- اسفار العينين
- عِرقٌ فلسطيني قديم


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم البغدادي - هذا هو فريدريك نيتشه ...