أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - -متكسروش بخاطر مصر-














المزيد.....

-متكسروش بخاطر مصر-


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 01:30
المحور: المجتمع المدني
    


قالها الفريق أول "عبد الفتاح السيسي"، "صانع الفرح"، في غمرة احتفال مصر والمصريين بالذكرى الأربعين لأشرف انتصارات التاريخ وأكثرها عِزّةً وأعقدها خُطّةً وتكتيكًا. وجّهها للعالم أجمع، مصريين، وعرب، ممن تعلّموا كيف يحبّون مصرَ كما يليق باسمها الشريف، وتاريخها العريق. لكن ثمّة مَن يجب أن يقرأوا تلك الكلمة ويتأملوها بِتروٍّ، ثم يتحسّسون رؤوسهم ليدركوا إن كانوا قد "كسروا بخاطر" مصر، فيعالجون أنفسَهم، من أجل أنفسِهم، لا من أجل مصر. فمصرُ أكبر منهم، ومن البشر، ومن التاريخ.
مَن كسر بخاطر مصر؟ هم الذين أخرجوا من السجون إرهابيين عُتاةً في الإجرام وترويع الآمنين؛ لكي يستأنفوا إرهابهم بعدما ارتاحت منه مصرُ برهةً من الزمن. هم الذين كفّروا الشيعة والأقباط والمعارضين حكم التيار الإسلامي؛ فأعطوا الضوءَ الأخضر لموتورين ينتظرون الإذن بالقتل والسحل والحرق والهدم. هم الذين اغتصبوا الحكم بالتزوير والتهديد ببحور الدم وحرق مصر. وحين استقر لهم المُقام فوق عرش مصر، شرعوا في تفتيت أواصرها على مستويين: الأرض، والبشر. فأما الأرض: فخططوا لتقسيم مصرَ، وفق الأجندة الصهيو-أمريكية، لتغدو دويلات ضئيلة واهنة تتناحر على أسس طائفية. وأما البشر: فقسّموا المصرين إلى: أسياد من أهل الحظوة: "الأهل والعشيرة"، وإلى عبيد لا وزن لهم، هم جموع الشعب المصري من غير الإخوان والتيارات الموالية. وأولئك دمُهم هَدَرٌ، وأعراضُهم مستباحة، وأموالُهم وأملاكُهم حلالٌ! هم الذين خرّبوا مناهج التعليم لينشأ الصغارُ مشوّشي الفكر مُرتبكي المعلومة جاهلين بتاريخ بلادهم الحقيقي بعدما يتمُّ حقن أمخاخهم الغضّة بمعلومات مغلوطة تمحو رواد التنوير وتستبدل بهم إرهابيين روّعوا العالمَ وقدّموا للعالمين صورة مشوّهة لإسلام يرفع السيفَ ويُريق الدمَ ويستبيح المال والعِرض. ودّوا أن يمحو التاريخُ ابنَ رشد وابنَ عربي والتبريزي والسهروردي ومحمد عبده وطه حسين ونصر حامد أبو زيد وكمال أتاتورك وغاندي ومارتن لوثر كينج وغيرهم من إشراقات التاريخ، ويستبدل بهم المودودي وأحمد خان وسيد قطب وحسن البنا ومحمد عبد الوهاب وأردوغان وبن لادن والزرقاوي وبني طالبان وغيرهم من نقاط الزمان السود. هم الذين رفعوا رايات "الجهاد" ونكّسوا رايات "الاجتهاد". أعلوا رايات "السمع والطاعة" بلا عقل، وأخمدوا رايات الفكر والعقل والتدبّر. رفعوا رايات الاقتتال والفُرقة والشتات وأحرقوا رايات الحياة والمحبة والتضامّ والوحدة. هم الذين سجدوا لله شكرًا ورقصوا فرحًا حين حزن كلُّ وطنيّ شريف لهزيمتنا عام 1967. هم الذين اغتموا حين انتصرنا على بني صهيون عام 1973، وملأوا الميادين بالأمس دمًا وحرقًا وتكسيرًا وسُبابًا ليفسدوا فرحة المصريين بأعياد الانتصار واستعادة مصر. هم الذين أفسدوا معجمنا بقبيح القول وقذف المحصنات والخوض في الأعراض وإطلاق الشائعات البذيئات على مَن كشف عوارهم وكذبهم ولصوصيتهم أمام البسطاء الذين "كانوا" يصدقون أنهم تُقاةٌ مؤمنون مسلمون، بينما تسكنهم الشهواتُ والدنايا؛ يتنفسون كذبًا ويستحلّون السرقة والاغتصاب والتزوير. هم الذين ألبسوا الأطفالَ أكفانًا، بدل أن يسبلوا عليهم أثواب العلم والنور والتحضّر ومحبة الله وخلق الله وإعمار الحياة بالعلوم والفنون. هم الذين ضغطوا الزناد على العُزّل وهم يحتمون وراء النساء والأطفال. هم الذين أهانوا اسمَ مصر وصورة الإسلام وشوّهوا السيرة النبوية بفتاواهم المُضلّة وسلوكاتهم المشينة المخجلة. هم الذين احتفلوا يوم 6 أكتوبر 2012 بمقتل السادات صانع النصر فأجلسوا قاتليه الإرهابيين على منصة القتل، وغيّبوا رموز النصر الذين انتزعوا لنا جسدَ مصر من أنياب صهيون. هم الذين تضيقُ المقالاتُ والأسفارُ عن سرد مخازيهم.
أولئك مَن حاولوا "كسر خاطر" مصر. لكن مصرَ لا يُكسر خاطرُها، لأنها محروسةٌ بعين الله التي لا تنام، ومحفوظةٌ بأمر سماوي في كتابه، ولو كره الكارهون.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلبل لبنان الذي طار
- مراسلات أدباء مجانين
- لماذا نحب؟ وكيف نكره؟
- الست مبسوطة، أغنى امرأة في مصر
- سيدني، وتعويذة الفراعنة
- العذراءُ في بيتي!
- النورُ في نهاية النفق
- وثالثهما الشيطان
- ازدراء الأديان فى شريعة الإخوان
- نجاح جمعة الحسم
- القبض على -الصوابع- وحذاء المرشد
- انتي مش أمّ الشهيد، انتي أرض
- حين أغدو إلهةً
- أنا صهيبة... أنا خفيت
- كم هرمًا من الجثامين تكفيكم؟
- خواطرُ على هامش الدماء
- مسلمو أمريكا وأقباط مصر
- الأطفال والصوفة والأقباط، كروت الإخوان
- أسود صفحة في كتاب التاريخ
- أم أيمن، وأم الشهيد


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - -متكسروش بخاطر مصر-