أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - ورقة للنقاش: هل ما زال الكفاح المسلح ملائماً ؟!















المزيد.....

ورقة للنقاش: هل ما زال الكفاح المسلح ملائماً ؟!


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 00:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن المتابع والمهتم بشئون القضية الفلسطينية، لابد له وأن يعرف شيئاً عن مراحل تطور هذه القضية التي حيرت العالم، فاليهود يدعون أن فلسطين هي أرض الله التي منحها لبني إسرائيل ( أرض الميعاد )، بينما الإسرائيليون اليوم هم لفيف من قوميات ومشارب عديدة مختلفة، بل إن دراسة بريطانية أشارت مؤخراً أن الأصول الوراثية لليهود الأشكناز حسب تحليل الحمض النووي DNA تعود لأصول جنوب وغرب أوربا وليس إلى أصول شرق أوسطية كما كان يعتقد سابقاً !
في الواقع أن الصراع على الأرض اتخذ أشكالاً عدة ومر بمراحل كثيرة، عانى خلالها الشعب الفلسطيني التهجير والقتل والتشريد ومرارة اللجوء، فيما كانت إسرائيل تتوسع باستمرار على حساب الأراضي الفلسطينية.
حتى وإن نجح البعض في تحويل دفة الصراع إلى صراع ديني، إلا أن ذلك التحويل قد أساء إلى القضية الفلسطينية وأفقدها أبعادها التاريخية العميقة، فتاريخ الإسلام في فلسطين لا يزيد عن 1400 عام، بينما تاريخ الديانة اليهودية يعود إلى أكثر من 3000 عام، ولكن فات هؤلاء أن امتداد الفلسطينيين يعود إلى الحضارة الكنعانية التي بنت أولى حضارات العالم منذ 5000 عام قبل الميلاد، أي منذ نحو سبعة آلاف عام من الآن !
وبصرف النظر عن الجدل التاريخي حول أحقية الشعب الفلسطيني بأرض فلسطين، فإن دولة الاحتلال قد قامت بقرار أمم متحدة وإرادة دولية خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية وهذا ما لم نستطيع استيعاب تداعياته، فرفضنا قرار هيئة الأمم رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، وقامت قيادة الحسيني والدول العربية بإعلان الحرب على الدويلة اللقيطة باعتبار أن فلسطين كلها من البحر إلى النهر هي أرض عربية.
قامت عقيدة الشعب الفلسطيني الوطنية على اعتبار أن العنف المسلح هو أرقى أشكال النضال ضد الكيان الصهيوني، فماذا كانت نتيجة هذا العنف منذ رفضنا قرار التقسيم 1947 وحتى اللحظة الراهنة 2013 ؟؟! يجب الإجابة على هذا السؤال بكل صراحة وشفافية، فالواقع يكذب أي شعارات ديماغوجية هدفها تضليل الناس الذين يعرفون جيداً أن مساحة الأرض التي نتحرك عليها قد ضاقت ( وتضيق يومياً بفعل الاستيطان) وأن ما رفضناه عام 1947 عدنا لنقبل أقل منه عام 1967 في قرار 242 وأننا عدنا إلى تبني حل الدولتين على حدود 1967 عام 1974 كحل مرحلي ( وليس نهائي كما هو مطروح الآن ) ! منذ حرب 1948 ( النكبة ) مروراً بحرب حزيران 1967 ثم حرب المقاومة الشعبية في غزة في السبعينات ( جيفارا غزة ) ثم حرب لبنان 1982 ثم الانتفاضة الأولى 1987 ثم الانتفاضة الثانية 2000 والتي لم نعرف تاريخاً محدداً لنهايتها حتى اللحظة، في كل تلك المراحل مارسنا العنف المسلح حيث لم يخلو الأمر من ممارسة قتل مدنيين إسرائيليين ( خاصة في الانتفاضة الثانية )، ما أفقدنا البعد الدولي الذي كنا نراهن عليه، فقوتنا المسلحة ضئيلة ومحدودة الإمكانات أمام الآلة العسكرية الصهيونية. لكن لا يجب أن ننسى ولو للحظة أن مراحل نضال العنف المسلح قد رافقها تضحيات جسيمة فدفعنا أثماناً باهظة آلافاً من الشهداء وآلافاً من الأسرى وعشرات الألوف من الجرحى والمعاقين واليتامى والثكالى والأرامل. منذ رفضنا التقسيم ونحن نساق من مذبحة إلى مذبحة ومن مجزرة إلى مجزرة، ونستجدي ونصرخ ونطالب العرب والمسلمين بالنجدة لتحرير القدس دون أن ندرك أبعاد الصراع الحضارية والعلمية مع الدولة العبرية التي قامت على العلم والديمقراطية وحرية البحث العلمي مما جعلها تشارك الأمم المتحضرة كافة صنوف الإبداع البشري وجوائز نوبل في العلوم والطب والآداب. لم نفهم حتى الآن أن إسرائيل دولة متقدمة بحيث أن 80 % من صادراتها هي في التكنولوجيا المتقدمة ( هاي تلك ).
والأن إلى أين وصلنا بعد 65 عاماً من العنف المسلح دون إدراك أبعاد التقدم العلمي والاقتصادي في الصراع ؟؟! وصلنا إلى غزة محتلة ومحاصرة براً وبحراً وجواً مع هدنة طويلة الأمد ( البعض يتحدث عن 30 سنة ) !! ومفاوضات استمرت 20 عاماً دون أن نحصل على الدولة المستقلة في حدود 1967 ! أما أحوال الناس فحدث ولا حرج، الفقر منتشر بشدة والبطالة تجاوزت ال 50 % مع إنغلاق آفاق المستقبل للأجيال الشابة، فمن يتحمل مسؤولية ما وصل إليه شعبنا من مآس وويلات وفقر واضطهاد وتشريد في منافي اللجوء ؟؟! الإجابة هي أن لا أحد مستعد أن يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الراهنة، بل إن البعض يهدد بقيام انتفاضة ثالثة ( على اعتبار أن جميع انتفاضاتنا وثوراتنا قد نجحت في تحقيق أهدافها !!! ).
بالطبع يؤخذ على المفكرين العرب والمنظرين في القضية الفلسطينية عدم تقديرهم الجيد لطبيعة الدولة الصهيونية للوقوف بموضوعية على ميزان القوى المختل بصورة هائلة لصالح هذا الكيان الاستعماري، فاستلهمنا الثورة الفيتنامية المسلحة التي حررت فيتنام من الاحتلال الأمريكي والفرنسي، وتجاهلنا أن فيتنام كانت ثورة يسارية شيوعية متاخمة جغرافياً لدولتين اشتراكيتين عظميين هما الاتحاد السوفييتي والصين، مما جعل الإمداد اللوجستي للسلاح والذخائر والمؤن غير منقطع.
وعود إلى بدء، فإن القوميين والإسلاميين قد اتهموا الشيوعيين الفلسطينيين بالعمالة والانهزام والخيانة لأنهم كانوا الوحيدين الذين وافقوا على خطة التقسيم 1947 والآن أبو مازن يفاوض إسرائيل في ظل استمرار الاستيطان ولا أحد يجرؤ أن يتهم مناضلاً مثله بالخيانة.
إن المطالبة بنبذ جميع أشكال العنف لا تنفي ممارسة جميع أشكال المقاومة السلمية كالإضراب العام والاعتصام والمسيرات والإضراب عن الطعام والعصيان المدني، فإن جميع هذه الأشكال النضالية تستقطب اهتمام الشعوب المتقدمة، ويكفي أن الانتفاضة الأولى ( الأقل عنفاً والأكثر جماهيرية وشعبية ) قد نجحت في جعل دول الاتحاد الأوروبي تقاطع منتجات المستوطنات. هذا هو المطلوب. حصار إسرائيل دولياً وملاحقتها في المحاكم الدولية لارتكابها جرائم حرب ضد الإنسانية. ( مقتل عائلة السموني وعائلة عز الدين أبو العيش واستخدام الفسفور الأبيض المحرم دولياً وغيرها الكثير ) !

الخلاصة:

1- الثورة الفلسطينية منذ 1948 وحتى 2013 مارست العنف المسلح دون جدوى بل خسرنا الأرض ومعها آلاف الضحايا.
2- إن نبذ أشكال العنف لا يعني الكف عن المطالبة بجميع الحقوق الوطنية والإنسانية بضمنها الحق في إقامة دولة ديمقراطية واحدة لجميع مواطنيها العرب واليهود مع عودة كاملة للاجئين وتعويضهم وفق القرار 194.
3- إن التخلي عن عقيدة العنف يجبر قوات الاحتلال على التخلي عن القوة الغاشمة ضد المتظاهرين والمدنيين، ويحمي جميع المشاركين من ردات الفعل الهمجية التي سيلاحق مرتكبوها في المحاكم الدولية.
4- إن تبني عقيدة اللاعنف ( فلسفة غاندي ) سوف يزيد من تعاطف شعوب العالم المتقدم وقواه الفاعلة مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
5- إن تبني أشكال المقاومة السلمية والمنافسة العلمية مع دولة الاحتلال يحتاج إلى تضافر جهود كافة قوى الشعب جنباً إلى جنب مع الكفاءات العلمية الفلسطينية خاصة تلك التي هاجرت إلى خارج الوطن بحثاً عن حياة كريمة.
6- إن مقاومة الأفكار العنصرية الصهيونية وخرافات التلمود هي معركة فكرية فلسفية ثقافية لا تحتاج إلى عنف.

أخيراً، أعلم أن هناك كثيرون من رواد الحوار المتمدن يقرأون ما أكتب ولكن الشعب الفلسطيني يعيش حالة اغتراب ويأس وترقب وخوف ويخشى المشاركة بالرأي والتعليق، وأستغرب كيف أن هذا الشعب يتمكن من اجتراح معجزات نضالية وكفاحية هائلة مع تضحيات جسيمة ولكنه يرفض الحوار الفكري والثقافي المفتوح .. أتمنى من الإخوة الفلسطينيين ( والعرب أيضاً ) المشاركة في إثراء النقاش !

كل عام وأنتم بخير



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطتان ومعاهد وجامعات .. رسالة من قلب الحصار !
- يهودية الدولة بين الحقيقة والوهم !
- شعب الله المختار !
- ماذا تبقى من حل الدولتين ؟!
- الكارثة الإنسانية في غزة !!
- الأولمبياد الدولي في الرياضيات
- حوار مع عبد القادر أنيس: هل عرقلة الإصلاحيين هي الحل ؟!
- الإصلاح الديني بين الملحدين والسلفيين !
- في ضرورة إصلاح وتطوير الإسلام !
- السلفيون وتاريخية النصوص الدينية
- أطفال في قلب الحصار !!
- تهانينا للإسلاميين !!
- عن التفكير الناقد
- متى نعترف بالتخلف وأسبابه ؟!
- عن أوهام الإعجاز العلمي مجدداً
- يهودية الدولة هي المشكلة الحقيقية !!
- لماذا تقدم المسلمون في العصر العباسي الأول ؟!
- النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !
- جرائم الفكر السلفي قتلت أمة بأسرها !
- الدماغ Brain والعقل Mind .. ما الفرق ؟!


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - ورقة للنقاش: هل ما زال الكفاح المسلح ملائماً ؟!