أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاويدان كمال حسن - ملوك بلا عروش














المزيد.....

ملوك بلا عروش


جاويدان كمال حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 15:01
المحور: الادب والفن
    



ملوك بلا عروش
.....لسنا برائين لجمال الفراشة ونتباهى برسمها وشمًا جميلًا نتبرج به كي يرانا جميلٌ جميلينَ من لم يرنا من المرات آلافا....... .
الكثيرُ من الكلماتِ تتكون في أعماقنا وها هناك تموتُ كما ولدت، الكثير من الأنغام الناعمة، الكثير من الألوان الزاهية تتلاشى دون أن يُكتب لها تاريخ ميلاد، ودون أن يسرد لها المقصود مهدًا من أحشاء اللحظة السرمدية الممتدة في عمق الروح جرحًا لا تفسيرات له ولا تأويلات، ها هناك تتراكم تلك الهمسات الأنيقة يومًا بعد يومٍ وسنةً بعد سنةٍ منتظرةً من الأبدية لحظة أملٍ وايماءة انقضاض.
أنت الجاني، أنت الحالم المتردد المأخوذ بعنفوان اللحظة البلهاء.
مخلوقاتٌ صغيرةٌ لاناطقة تتراكم رويدًا رويدًا في أعماقنا لتغدو وحوشًا كاسرةً تفتك بأعتى خطوط المقاومة وأسمى لحظات الفداء، فتودي بصاحبها إلى نهايةٍ لم تكتب لبطل روايةٍ نَصّبَ الصنديد نفسَه بنفسِه مُخرجًا لها وممثلا.
وأية نهايةٍ تلك لذاك الصراع الخَفيّ المشّبع بالأنين المبتور والحلم السافر...نهاية صراع مُقنّعِ لا مُشَجع له ولا حُكّام ولا قواعد، نهايةٌ مُذِّلةٌ، مُبكيةٌ، مخجلة.
وأي صراع هو ذاك الصراع الذي نصنعه من وحي أفكارنا وأحلامنا وعاداتنا ومفاهيم غُرست فينا أطفالا لتنمو كما تنمو الأشجار فتتفرع منها الأغصان والأشجان.
ذاك الصراع الأبدي المُستَمد من اللا شيئ والمنتهي كعادته أسودًا كحالكِ الليل أذا ما غاب عن المُحب ضوء القمر ووحي المَحبوب البعيد عن جدران الذاكرة المهترئة، فلم يتبق له سوى عبق الذكريات المذلولة حينها والمسافرة كما عقارب الساعة في لحظة الندم؟.
لا أحد يدرك كيف يُولَد أو متى إذ تختلط الأوراق وإلى السراب تتمادى، ولكننا وبلا شك ندرك جبروت الكبرياء، وعنفوان الشباب!!
.........من مرورٍ عابر في شارعٍ جميلٍ كان أو لم يكن، حديقةٌ صغيرةٌ تفوح منها رائحة الياسمين، أو قرية يتعالى فيها صخب الأطفال، أو حنان أُمٍ تمسح رأس ابنها دونما اكتراث بالمستقبل، نطمرها هكذا بذكاء أبله، بلا مبالاة، لا بل افتخارًا بأمجادٍ يصنعها فارسٌ مقداد مكبوت فينا، لا جيوش توقفه ولا أحاسيس جميلة!!
هناك خلف تلك القضبان يكمن الفارس جاثما فوق مملكةٍ لا حدود لها بعرض السماء منتشيًا بنصرٍ ما حققه سوى على أجمل لحظاتٍ مرت سريعةً من عمره في جمالها وبلاهته، وطويلة في ذكراها وسذاجته.
تلك اللوحة تتكرر مِرارًا ومرارا.
لا فارسنا ييأس حينها ولا تلك اللحظات-البيادق- تستنجد ولا أحد من المارة يدرك صخب المقاومة ولا أحد يسمع نحيب الكلمات ولا أحد يدرك حجم البطولة الكارثية للصنديد صانع الأمجاد، امبراطور الزمان.
فقط من أمكنه فَصلُ المَطر عن المَطر، ومن أمكنه انتزاع العقل من جحيم الادراك المُبَجَلِ وحده يرى تلك الأغنية العذبة لجمال تلك اللحظات فيصنع منها ايقونات تدغدغ حس ذاكرته لتتراقص من حولها بضع دمعات تبصر النور حينها عنوة عن مقاتلنا المتخلف عن ركب جيشه.
من أمكنه سماع تلك الترنيمات المرافقة لآلهة الموت يوم تتعالى الآهات وصيحات الانتصار على مرأى ومسمع الجميع دون أن يلتفت لها أو يسمعها أو يراها أحد! أو من أمكنه سماع ذاك اللهيب المستعر بين المدرك للواقع والمتماهي فيه فقط في وسعه رؤية تلك التباينات الواضحة وضوح الشمس له حينها والغير قادر على تقديم قرابين الطاعة لها في لحظتها المتألمة.
هناك وبعد أن يمر قطار العمر وتنقلب الأدوار يغدو الحزن خليل الفارس وتتحول المملكة إلى سجن صغير يكتم فقط على فاهه .... من لم ينطق حينها لا يحق له ان ينطق الآن ، عقارب الساعة وليدة الزمن لا تعود الى الوراء فتكبد عناء أمجادك ايها المخضب بوحي تأويلاتك اللامنطقية.
هكذا كانت الصيرورة وكل من في المعمورة، ملك هنا وآخر هناك، أميرٌ هنا وآخر هناك، ولجميعهم جحافل من الكلمات المأسورة في أعماقهم ستغدو مع مرور الأيام وطحن المزيد من اللحظات جيوشًا جرارة تدك حصون ملوكها، وعلى الدوام هكذا كان الملك ينام قرير العين كلما نحر كلمة أو حَزَّ رأس لحظة صامتًا، ضاربًا كل ذلك اللهاث عرض الزمان والمكان ليبقى منه فقط خطوطٌ ستنسج له ذات يوم قبره الموعود.
.............لسنا برائين لجمال الفراشة ونتباهى برسمها وشما جميلا نتبرج به كي يرانا جميلٌ جميلين من لم يرنا من المرات آلافا...... إننا بحق وبرسم سرقة جمال اللحظة الإلهية... ملوك بلا عروش.
جاويدان كمال حسن 1-10-2013
[email protected]



#جاويدان_كمال_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر الحرية
- عذرا قامشلو
- طفولة ضائعة .. اتفاقية المجلسين بين الواجب والحاجة


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاويدان كمال حسن - ملوك بلا عروش