أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فهد المضحكي - هكذا تكلمت المعتزلة (1 من 2)














المزيد.....

هكذا تكلمت المعتزلة (1 من 2)


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4243 - 2013 / 10 / 12 - 19:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



في كتابه الأخير «هكذا تكلمت المعتزلة عقلا «ناقش المؤلف الاستاذ اسحاق الشيخ يعقوب ظاهرة المعتزلة في الاسلام من خلال المنهج العلمي الجدلي فالمعتزلة فرقة كلامية اخذت بالعقل كمقياس في مناقشة القضايا الفكرية والاجتماعية والدينية المختلفة.
من هذه الرؤية الموضوعية تناول «الشيخ» هذه الحركة التي نشأت في النصف الثاني من القرن الاول الهجري اذا استعرض كيف تأثرت بترجمة العلوم اليونانية في عهد الدولة العباسية وعلى وجه الخصوص الفلسفة التي كان من ابرز فلاسفتها افلاطون وارسطو وغيرهم.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الخصائص الداخلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فلابد من التوقف عند مسألة نشوء وتطور العلوم والفلسفة وهذا بالطبع يقودنا الى عدة عوامل جوهرية ساهمت في ذلك.
وعن هذه العوامل الاساسية في تكوين البناء العلمي الفلسفي كتب الدكتور طيب تيزيني في مؤلفه «مشروع رؤية جديدة الى الفكر العربي في العصر الوسيط» من خلال القيام بتحليل دقيق لمجمل الظروف والخصائص للمجتمع العربي الاسلامي الوسيط تبين:
1 – التطور المتلاحق والمكثف لقوى الانتاج المادية في المجتمع العربي الاسلامي الوسيط، هذه القوى التي قامت على نظام سقاية متطور تكنيكيا بشكل عال وعلى تبادل بضائعي واسع الابعاد واخيراً على حركة تجارية منفتحة على العالم.
2 – ان إحدى خصائص التطور الفكري – العلمي الفلسفي – آنذاك يمكن الكشف عنها في البنية الايديولوجية للإسلام نفسه. وفي مقدمة المسائل المكونة لهذه البنية نجد مسألة «الخلق من عدم مطلق» و»العقلانية بين الاله والانسان» والحرية والجبرية» و»علاقة الصفات بالذات الإلهية».
3 – والعامل الاخر الذي ساهم بشكل جوهري في تكوين وصياغة الارهاصات الاولى للفلسفة والعلم في المجتمع العربي الاسلامي الوسيط هو التأويل لدى الفرق الكلامية.
ان تاريخ هذه الحركة يمتزج بقوة وعلى نحو عضوي بنشوء وتطور الاتجاه الفكري الآخذ بـ «العقل».
ومن هذا المدخل الذي يحدد الجوانب الاجتماعية والسياسية في المجتمع العربي وقتذاك استنتج تيزيني: ان المعتزلة قد مارسوا تأثيرا عميقا على تكون وتطور فلسفة وعلم متميزين في حدود الفكر المادي الفلسفي والانساني والهرطقي المبكر.
ومن هذا المدخل ايضا ينطلق «الشيخ» في الحديث عن المعتزلة فهو يري: ان المعتزلة في الاسلام ظاهرة مثيرة للجدل لحيوية تأويل معاني النصوص الاسلامية.. بالنظر الى انهم اول فرقة اسلامية تبنت نهج العقل في نظرتها الى المسائل الدينية والفقهية والى الحياة بشكل عام وذلك بإخضاع النصوص الدينية لبراهين العقل وليس «لبراهين» النقل.. ومن تصور مادي يشير الى ان النقل لا برهانية حضورية لديه خلاف العقل الذي يمتلك حضورية برهانية عقلانية تجاه الماضي والحاضر والمستقبل: فالعقل يتأمل حاضره ولا ينزع برهانيته فقط من الماضي وانما يتأمل الحاضر ويستشرف المستقبل في إخضاع النصوص والمأثورات الدينية للعقل وتحريرها من قبضة المسلمات النقلية.
أما كيف اشتهرت هذه الحركة وازدهرت اثناء حكم الخليفة المأمون فالامر يعود الى عدة عوامل من بينها – كما يوضح الشيخ – ساهم خصومها في اشهارها وتعريف الآخر بها جراء الهجوم عليها وتكفيرها تحت اسم «القدرية» بناء على نظرتها العقلانية الموضوعية الى ان الانسان وحده يصنع قدره في افعاله التي يقوم بها بإرادته وتقديراته وتصوراته العقلانية ولا شأن لخالق بالتدخل فيها أو توجيهها أو دفعه الى القيام بها.. فإرادة المخلوق للمخلوق وهي تعنيه وحده دون غيره ودون ان يتدخل فيها أحد غيره.. وهو الذي يتحكم في ارادته.. وتعليقا على ذلك يرى المؤلف: في ذلك بعدا انسانيا واستقلالية ارادته.. أكان قد ادركته المعتزلة أم لم تدرك حيثياته التي تتجدد انسانيا بالحقوق والواجبات في عصرنا.
ومن بين ما عرفت به المعتزلة انهم «أهل العدل والتوحيد «وتأسيسا على ذلك كتب الشيخ يقول: يرجع ذلك لكونهم يكرسون حرية الانسان ومسؤوليته وحده دون غيره في ما يعمل ويسعى ويقول ويعترض ويأخذ ويرفض اي انه مسؤول عن فعله وعمله ولا دخل لاحد في ذلك من مخلوق او خالق.. ويوضح ذلك بانهم يبعدون شبهات اعمال السوء والباطل والاعتداء على الاخرين عن ارادة الله أو بإذن من الله.. وبهذا الفعل ارتبطوا بالعدل تجاه الخالق والمخلوق وفصلوا ارادة المخلوق عن ارادة الخالق. والسبب الاخر لاشتهارهم بأهل العدل والتوحيد انهم توصلوا الى نفي «الصفات» عن الذات الالهية وتحويل هذه الذات الى جوهر في ذاته ولذاته هذا ما يعلله الباحث «تيزيني» ويؤكده «الشيخ» في استنتاجه هو انهم جعلوا من الذات الالهية ذاتاً ربانية ليس كمثلها شيء مجردة عن الوصف والتشبيه.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث السودان.. من أجل مستقبل أفضل
- مكافحة الإرهاب
- المسببات لا تتجزأ
- علي دويغر فناناً تشكيلياً مبدعاً
- إيران والتحديات الاقتصادية والاجتماعية!
- الأصولية بين الإرهاب والتكفير.. مرتضى القزويني مثا
- امرأة من جورجيا
- رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!
- إدانة الإرهاب مسؤولية وطنية
- الاسلام السياسي والديمقراطية!
- الطائفية واحدة من أخطر الآفات!
- المدينة العربية «صورة لانتكاسة الحداثة»
- احتجاجات تركيا من منظور ماركسي
- حول الأزمة السياسية
- مفهوم الدولة والدولة الحديثة
- مصالح مشتركة
- مستقبل النظام السياسي في إيران.. إلى أين؟
- شهر العسل بين الأمريكان والأخوان لماذا؟ وإلى متى؟
- محمد جابر الصباح قامة وطنية كبيرة
- قانون الجمعيات الأهلية الجديد والقيود الإدارية!


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فهد المضحكي - هكذا تكلمت المعتزلة (1 من 2)