أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي المصري - قصة نصر أكتوبر كما عشته (1) «اليوم الأول»















المزيد.....



قصة نصر أكتوبر كما عشته (1) «اليوم الأول»


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحس التاريخي المفقود في التوجه الإعلامي حول الحس التاريخي المفقود في التوجه الإعلامي حول النصر العملاق في معركة 6 أكتوبر خلال الأربعين سنة المنصرمة كان يثير الكثير من البلبلة والجدل بآراء متعارضة جدا لا تعطي صورة عن حقيقة المعركة ونتاجها الباهرة. لقد تأخر جدا الكشف عن أسرار 6 أكتوبر لشعب مصر لمدة 40 سنة من الحدث الكبير. ولأول مرة يُسمح لبعض من الأبطال الذين خاضوا المعركة أن يتحدثوا عن خبراتهم العملاقة ليقدموا صورا من واقع الحدث الضخم. بل لقد كان هناك من يشكك في حقيقة الانتصار المصري العملاق ومنهم سعد الدين الشاذلي نفسه الذي يزعم هزيمة الجيش في المعركة لولا تدخله الأخرق الأحمق ولذلك يحاول الإخوان المسلمين وقناة الجزيرة أن يعملوا منه بطلا قوميا. كان الاعتبار الأول للحفاظ على بطولات وهمية سببا في تشويه التاريخ المصري العظيم والتأخر جدا في عرض الأمجاد الحقيقة لنصر أكتوبر العظيم. لذلك يلزم تقديم الحقيقة مكتملة ومتكاملة بدراسات علمية موثقة بكل المستندات العسكرية الدقيقة جدا والتي حُجبت عن الدارسين للتاريخ المصري بهدف تمجيد أبطال وهميين على حساب الحقيقة التاريخية. لذلك أرجو أن يقوم العلماء والدارسين بالقيام بالتسجيل العلمي للتاريخ المصري وتوثيقه وحفظه وتدريسه في المدارس المصرية على كل المستويات. لذلك حاولت قبلا وأحاول أن أعرض تجربتي ورؤيتي عن الأحداث التي عشتها منذ قيام ثورة 1952 مرورا بالنكسة وانتصار أكتوبر المجيد، الأمر الذي مازال مشوشا ويعرض بصور متضاربة بعيدا عن الحقيقة التاريخية.

أولا: الملابسات السياسية والعسكرية الدولية والمحلية التي فرضت معركة أكتوبر عام 1973
إسرائيل دولة توسعية ترفع علمها ذو خطين زرقاوين يمثلان النيل والفرات وتضع بينهما النجمة لتعلن أن هذه هي أرضها. وبعد ست سنوات من احتلال سيناء والضفة الغربة وهضبة الجولان حان الوقت لتقوم بعملية توسع جديدة بعد أن تهيأ لها الجو السياسي وبعد أن تم تجهيزها عسكريا بالتسليح والتدريب اللازم لتحرز نصرا عسكريا جديدا مؤكدا. الإعلام العالمي كله بكل قدراته قام بإعداد الرأي العام العالمي لتقبل قفزة توسعية جديدة لإسرائيل لتعبر قناة السويس وتفتحها للملاحة تحت إدارتها بعد ستة سنوات كاملة من توقف الملاحة مما كان له أثرا بالغ الخطورة على الاقتصاد الدولي الذي كان يرقب بفارغ الصبر عودة الملاحة بقناة السويس. في معركة عام 1967 توقفت إسرائيل عند الحد الشرقي للقنال، لتقف على خط دفاعي قوي، بقدر ما يحقق أمن قواتها المسلحة بقدر ما يهدد أمن مصر. فأقامت خط بارليف الدفاعي الذي كان يعتبر أقوى خط دفاعي في التاريخ العسكري على حافة أكبر مانع مائي يعوق عبور جيش، مما يضمن لإسرائيل استمرار تفوقها العسكري. بعد هزيمة مصر في عام 1967 كانت إسرائيل قادرة على عبور القنال لكنها فضلت الوقوف على هذا الخط الدفاعي القوي جدا، حتى لا تُعرِّض قواتها المسلحة لمخاطر الدخول في وسط الكثافة السكنية لمدن القنال. وبعد ست سنوات من الحرب تمكنت إسرائيل من تهجير مدن القنال التي أصبحت جاهزة لاستقبال القوات الإسرائيلية واحتلالها والقيام بخطوة توسعية جديدة لإيجاد خط دفاعي جديد يهدد المدن المصرية ويقترب من العاصمة. وتألقت أحلام التوسع الإسرائيلي، ففتحت شهيتها لاحتلال مدن القنال المهجرة لتقيم مستعمرات جديدة بمهاجرين جدد غرب القنال وبذلك تكون حققت نسبة ضخمة من أحلامها التوسعية في الأراضي المصرية مع تدمير القوي العسكرية المصرية تدميرا كاملا حتى لا يكون لمصر قياما مرة أخرى. كل ذلك كان باتفاق كامل مع روسيا وأمريكا.

مفاجأة يوم كيبور هي كذبة كبرى جدا تروج لها إسرائيل بنشر الخرافات المتعددة المتناقضة التي تبثها كل الأجهزة الإعلامية. ويشجع تلك الخرافات من يهمهم تزييف وتشويه التاريخ المصري لفرض وعرض بطولات وهمية لأشخاص لم يكن لهم دور حقيقي في العمل البطولي العملاق الذي تحقق يوم 6 أكتوبر. إدعاء وتصوير مفاجأة إسرائيل بالحرب هو محض خرافات تبثها إسرائيل لإشباع العقليات الغير واعية بالحقيقة التاريخية، فتبث من الخرافات سواء للدفاع عن فشلها أو لبث أيديولوجيات خطرة من خلال أجهز الإعلام المحلية والعالمية.

قرار الحرب لم يكن فيه أي مفاجأة حيث تم على أعلى مستوى عالمي. لقد حاول السادات أن يقوم بمعركة ولو صغيرة ليحرك المياه الراكدة، وذلك في عام 1972 الذي أسماه بعام الحسم، ولكن بعد اللقاء الأمريكي السوفيتي صدر قرارا مشتركا عجيبا وهو "العمل المشترك للدول الكبرى عل استمرار الاسترخاء العسكري بمنطقة الشرق الأوسط". أثار هذا القرار الكثير من التعجب علي المستوى الدولي والمحلي خصوصا عبارة "الاسترخاء العسكري" حيث اعتبر اصطلاح جديد في قاموس العسكرية. وكان ذلك القرار بمثابة ضربة قوية لتصريحات السادات فقام بخطابه الذي تحدث فيه عن "الضبابة". كانت كل من أمريكا وروسيا تريد أن تحتفظ بالوضع لما هو عليه لأطول مدة ممكنة حتى تستنزف مصر وتنهك كل قواها العسكرية والاقتصادية تماما لأقصى درجة قبل المعركة الفاصلة لضمان تحقيق نصرا مؤكدا لإسرائيل تقضي به تماما على مصر وجيشها. كان الوجود الروسي في مصر بكثافة هو الضامن لاستمرار إنهاك مصر وقواتها المسلحة والسيطرة الكاملة عليها وتوجيهها إلى الهزيمة المؤكدة. وبعد طرد القوات الروسية من مصر في عام 1972 اختل ميزان القوى فوجدت القوى الصهيونية العالمية ضرورة الإسراع بالحرب التي من المحتم أن تخسر فيها مصر كل قواتها المسلحة بشكل مؤكد ومضمون. لذلك بعد طرد الروس بدأت تدفع روسيا مصر للحرب بشدة فزودتنا بالحد الأدنى من السلاح حتى نوافق على الحرب. وتغيرت النغمة الأمريكية فأصبحت تدفع نحو الحرب بعد أن كانت تصر بشدة على الاسترخاء العسكري. لقد تقررت الحرب على أعلى مستوى استراتيجي عالمي وكان على مصر أن تنفذ الخطة لتواجه مصيرها المحتوم بالمواجهة مع إسرائيل بتفوقها العسكري وتسليحها الأمريكي المتفوق جدا. وعلى جيش مصر ان يعبر بإمكانيته الضعيفة جدا خط بارليف الذي يضمن دمار الجيش المصري التام في اللحظات الأولى للعبور بوسائل متعددة تملكها إسرائيل أهمها قاذفات اللهب التي تحيل قناة السويس إلى قطعة من الجحيم المشتعل عند أول محاولة لعبور القنال. إلى جانب السد الترابي المزروع بالألغام والذي يستحيل تسلقه حيث بلغ ارتفاعه 30 مترا في مواجهة الجيش الثاني و 20 مترا في مواجهة الجيش الثالث. خط بارليف محمي بتسع وسائل ضرب تبدأ بالبندقية حتى المدفع الهاوتزر الثقيل بعيد المدى (مداه يصل 36 كم) وهو أحدث ما أنتجته المصانع الأمريكية من المدفعية الثقيلة ولأول مرة يستخدم في الحرب.

مفاجأة يوم كيبور التي ترددت بعد الحرب تكذبها كل الأخبار التي وردت بالصحف العالمية والمحلية قبل الحرب والتي كانت تتوقع الحرب، فقدمت آراءً ودراسات للأكاديميات العسكرية الدولية في بريطانيا وفرنسا وروسيا وتوقعاتهم عن الحرب المنتظرة والنتائج المتوقعة التي أكدت كلها على حتمية فناء الجيش المصري في اللحظات الأولى للعبور، اعتمادا على كل المعلومات المتوفرة بدقة عن الموقف على كلا الجانبين. في ذلك الوقت زار الفيلد مارشال مونتجومري مصر للاحتفال بذكرى 30 عاما على معركة العالمين، وفي لقاء مع الصحفيين سؤل عن رأيه في الحرب المتوقعة بين مصر وإسرائيل، فأكد أنها حرب معروفة النتائج من قبل البدء بسبب عدم تكافؤ القوى العسكرية. ونصح مصر بعدم القيام بهذه المغامرة المؤكد فشلها. لكن مصر كانت مدفوعة بالقوى العالمية (روسيا وأمريكا) لتقوم بحرب محكوم عليها بالفشل.

ومن الأمور التي تؤكد أن موعد الحرب كان مقررا من القوى العظمى من قبل هو إطلاق روسيا سبعة أقمار صناعية خصيصا لمتابعة ودراسة الحرب وذلك قبل الحرب بأسبوع أما أمريكا فقد أطلقت قمرين صناعيين لهذا الغرض في يوم 6 أكتوبر نفسه صباحا قبل بدء المعركة(راجع جريدة الأخبار صباح يوم 7 أكتوبر). وقد نشرت الجرائد المصرية هذا الخبر عن وكالات الأنباء العالمية. فأين المفاجأة؟؟؟ كم كان يحتاج من الوقت لتصميم وإطلاق قمرا صناعيا ذو مسار معين لتسجيل الحرب؟ إن إطلاق تلك الأقمار ينتفي معه تماما أن يوم الحرب كان مفاجأة لأي من القوى المحلية أو العالمية.

على الجانب المصري كان الموقف متفجرا... الجامعات في حالة من الإضراب المستمر. الوضع الاقتصادي منهار تماما، والسعودية هددت مصر بعدم قدرتها على الاستمرار في المساعدات التي تفكر في وقفها إن لم تقم القوات المسلحة المصرية بعمل عسكري سريع. وكانت السعودية تتكلم باسم أمريكا لتحقق الضغط المطلوب على مصر لليام بالهجوم. أما القوات المسلحة فكانت في أقصى حالات التذمر خصوصا بعد استبعاد الفريق محمد صادق وزير الحربية وتعيين بدلا منه اللواء أحمد إسماعيل (اللواء أحمد إسماعيل كان قد حوكم بمجلس عسكري وطرد من الخدمة بسبب الهجوم الإسرائيلي على البحر الأحمر وقتل المحافظ). حدث تذمر بوحدات دهشور وتحركت مدرعات الفرقة 18 لاحتلال القاهرة وأمكن السيطرة عليها بصعوبة. ترتب عن ذلك إخلاء القاهرة وما حولها من الوحدات القتالية التي دفعت كلها إلى الجبهة وبدأ الإعلان عن قرار الحرب. تحددت المعركة في إبريل عام 1973 وفعلا أعلنت حالة الطوارئ في القوات المسلحة وبدأنا نحبس أنفاسنا انتظارا للقدر، إلا أن زمن الطوارئ قد طال وبدأ تميع الموقف، ثم تبين أن المعركة قد تأجلت بسبب اكتشاف جاسوس (المقدم مهندس فاروق عبد الحميد الفقي هو وخطيبته هبة عبد الرحمن سليم اللذان أعدما) سرب لإسرائيل معلومات خطيرة عن خطة المعركة فلزم تغييرها والتي كلفت مصر خسائر فادحة في وقت غاية في الحساسية، مما أجل المعركة لأكتوبر. وفي أكتوبر ظهر أكثر من جاسوس. السيدة أميمة حسن زوجة السيد تحسين بشير المتحدث الرسمي لمصر هربت في يوم 5 أكتوبر ليلة المعركة وتوجهت لإسرائيل وهي تحمل مستندات حصلت عليها من مكتب زوجها. ولا يغيب عن الذهن أن السيد أشرف مروان سكرتير الرئيس للمعومات كان يعمل في الموساد وله رتبة رسمية واسم حركي "بابل". كانت تلك هي الظروف الرهيبة العصيبة التي تقرر فيها بدء المعركة، فكان صاحب القرار مرغما عليه من القوى الدولية والظروف المحلية الضاغطة البالغة الصعوبة. بل وكان القرار بالنسبة لمصر هو علمية انتحار ونهاية مصر كما توقعه العالم كله.

إسرائيل قبل الحرب بشهر كامل قامت بعمل أكبر استدعاء لقوات الاحتياط في تاريخها، فلأول مرة في تاريخ إسرائيل تغلق مصانع الماس أبوابها حتى يتم تشكيل أكبر قوة عسكرية في التاريخ الإسرائيلي. إن كل ذلك كان معلنا في الجرائد المصرية والإسرائيلية والصحافة العالمية من قبل المعركة بشهر تقريبا (ويمكن الرجوع للجرائد المصرية) مما يثبت أن مفاجأة يوم الغفران هي محض أكذوبة كبيرة لا أساس لها. تقرير المخابرات المصرية سجل تجهيز نقطة تجمع خلفية في منطقة العريش تم حشد بها تسعة مجاميع قتال كل مجموعة تتكون من 2 لواء مدرع ولواء مشاة ميكانيكي راكب. هذه القوة الرهيبة تمثل ما يقرب من عشرة أمثال قوى الجيش المصري، وهي مجهزة بأحدث وسائل العبور الأمريكية وذلك لتمكنها من احتلال مدن القنال بعد ما تتأكد من فناء الجيش المصري على خط بارليف. كان السيناريو للخطة الإسرائيلية الأمريكية الروسية للمعركة تتلخص في دفع القوات المصرية لعمل الضربة الأولى والعبور حيث يتم القضاء الكامل على الجيش المصري أمام خط بارليف ثم تقوم إسرائيل بالتقدم بقواتها الجديدة المجمعة في العريش لاحتلال القنال وكل مدنها في غرب القنال دون مقاومة. وكانت حاملات الطائرات الروسية في البحر الأبيض جاهزة لعمل إسقاط جوي فوق مصر لاحتلالها بعد نجاح القوات الإسرائيلية في احتلال مدن القنال وذلك بحجة حمايتها من العدو حين يكون الجيش المصري قد انتهى تماما فتقوم القوات الروسية ببسط نفوذها الكامل على ما يتبقى من مصر وتنظيم إدارتها وتعيين حكومة تحت إشرافها.

أما لأمر الذي يؤكد معرفة إسرائيل بساعة الصفر بدقة مع الإعداد لذلك عسكريا هو قيام القوات الإسرائيلية يوم 6 أكتوبر الساعة 12 ظهرا بعمل مظلة جوية فوق سيناء بأكبر عدد من طائراتها لحماية مركز قيادة سيناء وقواعد الصواريخ والمطارات العسكرية بسيناء وذلك حيث كان مقررا أن تقوم الطائرات المصرية بعمل تحضير الطيران في ذلك الوقت (الساعة 12 ظهرا). ويعقب ذلك تحضير المدفعية الذي يستغرق ساعة ونصف. المفروض أن تحضير المدفعية لا يبدأ إلا بعد هبوط كل الطائرات المصرية وكل ذلك يلزم عمله قبل البدء بعبور المشاة في ساعة الصفر التي كان محددا لها الساعة 2 ظهرا. وجود المظلة الجوية الإسرائيلية فوق سيناء انتظارا للطائرات المصرية اضطر تأجيل الضربة الجوية المصرية حتى استنزفت الطائرات الإسرائيلية البترول وبدأت تهبط في مطارات سيناء حين هاجمتها الطائرات المصرية وكان ذلك في الساعة 2 ظهرا أي في ساعة الصفر نفس ساعة تحرك المشاة... ولم يكن هناك فرصة لتحضير المدفعية التي كانت مقيدة بسبب انطلاق الطائرات في نفس لحظة انطلاق المشاة وذلك يعتبر مخالفة صارخة للعلم العسكري والتكتيك الذي يدرس بكل المعاهد العسكرية.

كل المخطط العالمي الذي بُذلت فيه كل تلك الجهود الجبارة لسنين طويلة انهار وتبخر في اللحظات الأولى لنجاح العبور وتحطمت الخرافة الصهيونية يوم 6 أكتوبر بل وأيضا تحطمت أحلام روسيا في السيطرة على أفريقيا من خلال حكم مصر بعد تدميرها عسكريا بالقوات الإسرائيلية فكانت بداية تفكك الاتحاد السوفيتي؛
كيف حدث ذلك؟؟؟

لم يكن موعد بدء الحرب في يوم كيبور هي المفاجأة كما يزعمون بل كانت المفاجأة الكبرى في أداء اقوات المسلحة المصرية بكل أسلحتها التي غيرت نتيجة المعركة منذ اللحظات الأولى!!!

ما هو السر في ذلك التغير ؟؟؟
وكيف سارت المعركة ؟؟؟

إن سر نجاح معركة العبور يوم 6 أكتوبر والمفاجأة قامت على ثلاث دعامات
1 - مفاجأة قوات القتال خلف خطوط العدو
2 - مفاجأة ضربة الطيران
3 – مفاجأة فتح الثغرات في خط بارليف باستخدام خراطيم المياه

أولا: مفاجأة قوات القتال خلف خطوط العدو
مجاميع صغيرة كل مجموعة تتكون من عشرة أفراد على درجة عالية جدا من التدريب والكفاءة العسكرية العالية والكفاءة البدنية والمقدرة الهائلة علي التحمل والقتال في ظروف صعبة. هذه المجاميع كانت تقوم بعمل استطلاع للحصول على المعومات الدقيقة عن العدو، فكانت خلال السنوات الطويلة تقوم بمهام استطلاعية لإحضار معلومات وصور عن العدو وأسلحة وذخائر. كانت الإمكانيات الإليكترونية للحصول على المعلومات بالقوات المسلحة المصرية معدومة تماما حيث لم توفر لنا روسيا أيا منها. بينما كانت إمكانيات إسرائيل ضخمة جدا في الحصول علي المعلومات بأحدث التقنيات الأمريكية. لذلك تم تنظيم هذه المجاميع بغرض توفير المعلومات الدقيقة عن العدو باستخدام القوة البشرية، ولم يكن العدو يعرف عنها أي شيء. فكانت تلك المجاميع الصغيرة على كفاءة تدريبية عالية جدا حيث كانت تقوم بعمليات استطلاع مستمرة داخل أرض العدو فكان لها الدراية والخبرة العملية بأرض المعركة بداخل سيناء وحتى أعماقها. هذه المجاميع نقلت بالهليكوبتر داخل سيناء قبل المعركة بثلاثة أيام وكانت لها مهام حيوية كثيرة منها قطع خراطيم قاذفات اللهب، وتحديد النقط التي ستهاجم قواتنا منها مع القيام بتطهيرها من الألغام والموانع وتجهيزها بسلالم من الحبال حتى يمكن لقواتنا العبور وتسلق خط بارليف منها. كما كان من واجبها قطع الخطوط التليفونية وخطوط الكمبيوتر قبل المعركة بساعات قليلة، ما بين النقط القوية بخط بارليف وبين مراكز القيادة الخلفية وغرف العمليات وخصوصا مركز قيادة سيناء الذي يقع على بعد حوالي 30 كيلو متر في منطقة أم خشيب. وقد نجحت هذه المجاميع في تحقيق كل ما أوكلت به من مهام بمنتهى الكفاءة. بل والأكثر من ذلك أن بعض من هذه المجاميع ألقيت بالقرب من شرم الشيخ والعريش وبعد نجاح العبور قامت تلك المجاميع بقصف المواقع الإسرائيلية في كل من شرم الشيخ والعريش بالهاونات مما أرعب العدو وحطم معنوياته حيث تصور أن قواتنا قد اجتاحت سيناء كلها حتى بلغت لشرم اشيخ والعريش. إن قوات القتال خلف خطوط العدو عادت سالمة بعد أن التحمت بقوات العبور فأعيدت بسلام إلى معسكراتها بمصر بأقل خسائر يتصورها العقل. وتعتبر تلك القوات أول دعامة لنجاع عمليات العبور في معركة أكتوبر.

ثانيا: مفاجأة ضربة الطيران:
لم تكن المفاجأة في قيام الطيران بضربته في موعده المحدد بل كانت المفاجأة في عدم قيامه بهذه الضربة في موعدها!!! حيث كان الطيران الإسرائيلي بدأ بعمل مظلة جوية كثيفة فوق سيناء منذ الساعة 12 ظهرا في انتظار الطيران المصري ليحطمه في اللحظات الأولى من المعركة. كان الطيران الإسرائيلي حريص جدا ألا يقترب من حائط الصواريخ المصرية لكنه كان ينتظر الطيران المصري ليستدرجه فوق سيناء ويحطمه. الطائرة الفانتوم الأمريكية كان ثمنها أربعة ونصف مليون دولار بينما كانت الطائرة السوخوي أو الميج 21 لا يتعدى ثمنها 100 ألف جنيه حيث كانت الفانتوم تنظر بزهو وتعالي شديد على الطائرات (اللعبة) المصرية. لذلك فإن تحطيم الطائرات المصرية للطائرة الأمريكية كان مفاجأة مذهلة للعدو... المفاجأة أن الطائرات الإسرائيلية انتظرت مقدم الطائرات المصرية طويلا فلم تظهر حتى تصوروا أن مصر أجَّلت الهجوم. ولما بدأ وقود الطائرات الإسرائيلية ينفذ كان لا بد لها من الهبوط في مطارات سيناء. هنا كانت المفاجأة حيث ظهرت الطائرات المصرية فجأة وانقضت على الطائرات الإسرائيلية وهي تهبط فأسقطتها جميعا كما ضربت كل قواعد الصواريخ بسيناء التي كانت مقيدة بسبب وجود طائرات إسرائيل في الجو. كما ضربت جميع المطارات بسيناء بحيث أصبحت غير صالحة للاستخدام. أما الضربة الكبرى فقد قامت بها السبع طائرات التبيلوف القاذفات الثقيلة (كل طائرة تحمل 21 طن من القنابل) وهي في حماية الطائرات المقاتلة السوخوي، فألقت بكل حمولتها على مركز قيادة سيناء في منطقة أم خشيب فدفنته وأخفته عن الوجود فلم يظهر له أثر حتى الآن. بذلك صار خط بارليف معزول تماما وبلا أي معونة. عمل الطيران هو عمل جماعي ضخم يتوقف على التدريب العالي لكل المجموعة والتعاون الكامل ولا يمكن أن ينسب نجاحه لشخص واحد هو حسني مبارك بل أعتمد على كفاءة الطيارين العالية وتعاونهم الكامل سواء مع بعض أم مع شبكات الرادار أم مع وحدات الدفاع الجوي وحائط الصواريخ. مبارك كان له دور في التوجيه العام وفي بدء المعركة ولكن استمرار المعركة بهذه الكفاءة العالية كان دور قيادات أصغر منه ودور الطيارين أنفسهم. دور مبارك المبالغ فيه جدا ليس له أي سند أو قيمة حقيقية.

بعد هذه الضربة الجوية الهائلة لم تشهد سماء سيناء طائرة إسرائيلية إلا بعد عدة أيام وأول طائرة ظهرت كانت عليها علامات لدولة أجنبية لم تتعرف قواتنا على جنسيتها ولكن أمكن تصويرها فتبين أنها تابعة لجنوب أفريقيا وللسرعة بدأت تشترك في المعركة من قبل أن يتم تغيير العلامات من عليها. إن ذلك يبين أن خسائر إسرائيل في الطائرات كانت فادحة. فلماذا لا تعير إسرائيل بهذه الهزيمة الكبرى كما يعيرون مصر بالنكسة ؟؟؟

ثالثا: مفاجأة فتح الثغرات في خط بارليف باستخدام خراطيم المياه.
بعد عبور قواتنا كانت يومية الخسائر في نهاية اليوم الأول 87 قتيلا معظمهم سقط في الماء بسبب الجهد الكبير وهم يحملون الأسلحة الثقيلة والذخائر وهم صاعدون فوق سلالم من حبال. وكان العابرون في نهاية اليوم ما بين 30 ألف و40 الف مقاتل مصري وصلوا لأعلى الساتر الترابي بخط بارليف ورفعوا علم مصر. كانت التوقعات بحسب تقرير الأكاديمية العسكرية البريطانية أن الخسائر ستكون 60 % من القوات العابرة التي ستهلك في مرحلة العبور. بينما العلم العسكري يقول لو بلغت الخسائر 20 % في أي وحدة عسكرية فهذه الوحدة تكون قد أسكتت أي تصبح غير قادرة على الحرب وإطلاق النار أما ذا بلغت الخسائر 30% فاشطب هذه الوحدة من القوة لأنها حتما ستباد فما بال لو بلغت الخسائر 60 % بحسب تقدير الأكاديميات العسكرية العالمية. أما النتيجة الواقعية فقد كذبت كل التوقعات والاحتمالات إلي حد الخرافة. لما بُلَّغت يومية الخسائر للواء أحمد إسماعيل وزير الحربية لم يصدقها ورفضها بكل عنف وقال بطلوا كذب. ولكن بعد التحقق تبين أنها صحيحة. وأمر بإرسال وجبة غذاء ساخنة للقوات العابرة بالهليكوبتر فكانت لفتة إنسانية بعد يوم شاق لكنه كان يوما تاريخيا بهيجا.

لما بلغت الأخبار لجولدا مايير قالت غاضبة ومستهزئة بما حدث "إن تلك الشرذمة من العابثين حتما سوف نبيدهم سريعا" وكانت تعني ما تقول تماما، فقبل أن تصل الإمدادات بسرعة لهذه القوات فحتما يتم القضاء عليهم بسرعة. يلزم سرعة إمداد القوات بالذخيرة والوقود والطعام والمياه ووحدات النقل التي تحوي مئات العربات (حمولة 10 طن) لنقل آلاف الأطنان خصوصا من الذخيرة والوقود. ويلزم فتح نقط طبية للإسعاف ووحدات للشئون الإدارية. كما يلزم سرعة دعم تلك القوات بالوحدات المدرعة والمدفعية الثقيلة. كيف لكل ذلك أن يصل لأعلى السد الترابي قبل ان تبلغ القوات الإسرائيلية إليهم وتبيدهم تماما. صحيح لم يكن عند إسرائيل طيران حيث كان قد دمر لكن كان لإسرائيل قوات برية غاية في القوة في منطقة التجمع الخلفية بالعريش والتي كانت مخصصة لعبور قناة السويس واحتلال مدن القنال ولكنها الآن صار لها واجب إضافي ضروري وهو أولا تدمير وإزالة القوات التي عبرت.

فتح ثغرة في الساتر الترابي بحسب ما هو معروف في العلم العسكري له طرق مُكلِّفة جدا وبطيئة. ومن المعروف أن الجيش المصري لا يملك الإمكانيات لفتح ثغرات في الساتر الترابي. الروس على علم كامل بكل ما أعطوه لمصر من إمكانيات ويعرفون تماما إمكانية الجيش الضعيفة جدا في عمل ثغرات في الساتر الترابي. لم يتوقع العدو أن المصريين كانت لهم تلك القدرة الهائلة للتغلب على الساتر الترابي والغير متوفرة لأي جيش آخر فيمكن إسقاطه في ساعات قليلة. كل ذلك بفضل بطل مصري عالم ومهندس ومفكر بارع هو اللواء مهندس باقي زكي يوسف الذي كان مهموما بمشكلة إسقاط الساتر الترابي من قبل التفكير في العبور بسنوات طويلة. وبدأت تختمر في ذهنه فكرة استخدام الطلمبات وقوة دفع المياه بقوة لإسقاط الساتر الترابي. وبدأ في دراستها بشكل علمي هندسي أولا ثم حاول تطبيقها بشكل عملي. ونجح في توصيل فكرته للرئيس جمال عبد الناصر الذي احتضنها فتم عمل تجارب على مستوى أكبر. وتم بناء سد ترابي كامل مثل خط بارليف وتم عمل التجارب التي حققت نجاحا مذهلا. وبذلك تم اعتماد الفكرة كجزء أساسي من استراتيجية العبور فبدونها لا يمكن تصور إمكانية عبور القوات للقنال. وتم تدريب وحدات من المهندسين عليها حتى أتقنوا عملية فتح الثغرات في الساتر الترابي بسرعة. أي قوات تعبر دون الإسراع بإمدادها بالوحدات الإدارية والأسلحة المعاونة فهي محكوم عليها بالموت الأكيد. إن ذلك ما أذهل القوات الإسرائيلية عند رؤيتهم لقواتنا العابرة في زوارق مطاطية فاعتبروهم مجموعة من المنتحرين الأغبياء. ولكن بعد عبور قوات المشاة مباشرتا بدأ المهندسين في مد كباري العبور وفتح الثغرات. ولم تمضي إلا ساعات قليلة حتى كانت هناك ثلاثين كوبري يقابلها ثلاثين ثغرة مفتوحة تسمح بعبور المدرعات والمدفعية ووحدات الشئون الإدارية حاملة كل أنواع الإمداد والخدمات لقوات الجيش الثاني والثالث التي عبرت. وقف العدو مشدوها لتلك الإمكانيات المهولة للجيش المصري وبدأ ينهار معنويا ويصاب بحالة من الجنون.

حاول العدو الإغارة بطائرات أتت من مطارات إسرائيل (الطائرات القليلة المتبقية له) لضرب الكباري المثبتة فوق قناة السويس وفعلا نجح في ضرب كباري في مواجهة الجيش الثالث وقام البطل (العميد) اللواء مهندس أحمد حمدي بالتوجه لموقع كباري الجيش الثالث ونجح في إقامة الكباري بجهد جبار لعبور الوحدات لكنه أصيب واستشهد فوق احد الكبارى بعد أن حقق العبور بنجاح. وتعرضت طائرات العدو للصواريخ المصرية التي أصابتها مما منعه من تكرار محاولته الفاشلة بالاقتراب من حائط الصواريخ مرة أخرى. وبذلك صارت لنا قوات على الشاطئ الشرقي للقنال لها قوة رادعة تحميها من أي شكل من الهجوم الإسرائيلي يقف أمامها العدو عاجزا عن الاقتراب.

قوات العدو بخط بارليف صارت معزولة محاصرة تماما محكوم عليها إما بالموت أو الأسر، والقيادات الإسرائيلية تقف عاجزة غير قادرة أن تقدم لها أي نجدة أو معونة بعد ضرب طائراته ومطاراته وأبادة مركز قيادة سيناء بكل ما فيه من قوى وإمكانيات عسكرية مهولة. في اليوم الأول من المعركة نجحت القوات في اختراق 11 نقطة قوية من 30 نقطة على خط بارليف. وحققت لها دفاعا قويا في حماية حائط الصواريخ فشل العدو في اختراقه.

وهكذا كان الموقف في صباح اليوم التالي (يوم 7 أكتوبر) من المعركة الفاصلة مع إسرائيل، معركة الكرامة والعزة والبطولة المصرية المنقطعة النظير.

وللحديث بقية طويلة ؛



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوبي الأساقفة الأقباط ولجنة الخمسين لكتابة دستور مصر
- ماذا جرى لعالم الإنسان وماذا يحدث في مصر اليوم
- يا شعب مصر البطل لقيانا اليوم مع التاريخ
- يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟
- الثورة المصرية والمتأمركون المتصهيونون
- فيلم «الراعي» بين الجمال والقبح
- أنا الشعب ... أنا الشعب «لا أعرف المستحيل» (2)
- أنا الشعب .. أنا الشعب 1- «لا أعرف المستحيل»
- «ديمقراطية أولاد السفلة» تسحق مصر
- الفصل الثاني من السيرة الذاتية للأنبا شنودة الثالث
- «الشرف العسكري» كما يراه العوا والإخوان
- «عام جديد 2012»... آه لو يعود.. ليعود الفرح والحب وحرية الرو ...
- «العدوان الثلاثي» الجديد على مصر
- شرف مصر المُهدَر بين عسكريين أشرار وتجار دين فجار
- «الانتخابات» مهزلة
- ارحل ... لقد انتهى وقتك... رصيدك نفذ
- للشعب القبطي البطل أهدي كتابي في يوم احتفاله التاريخي
- «مصر دي بلدنا» ولن نفرط فيها يا خونة
- «السفاح» ومصر التي لم نعرفها أبدا
- بين الأنبا شنودة وعمرو بن العاص و«موقعة الكلب»


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي المصري - قصة نصر أكتوبر كما عشته (1) «اليوم الأول»