أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - مع الشعب السوري, و ضد قوى الإسلام السياسي















المزيد.....

مع الشعب السوري, و ضد قوى الإسلام السياسي


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدون رتوش و لا مراوغة بعد مهزلة السلاح الكيميائية

بعيدا عن الطروحات و الكلمات الكبيرة الطنانة لقوى مغيبة لا لها ارتباط بالشعب السوري جاء بها قدر الحدث الثوري إلى السطح. الحراك في سوريا, و الذي جاء عفويا و متواضعا و نتيجة الأحداث التي حدثت في تونس و مصر و ليبيا, فتشجعت الجماهير للنزول إلى الشارع كما تشجع الجماهير في البحرين و إيران و العراق. هذه الأحداث كانت تحمل الفرح لكل الأحرار و تغنى بها كل الشعوب التواقة للتغيير و الحرية. و سريعا و جدنا كلمة جاهزة لهذا الحراك ألا و هي الربيع العربي, فعلينا البحث في التسمية و الأبعاد التي انطوت وراء هذا الحراك, و من هي القوى التي شاركت سراً لتوجيه دفة الحراك الشعبي, لحدود معينة تؤدي إلى لجم الشعوب و تحطيم حراكها بشكل دامي, و الإتيان ببديل إسلامي ألعن, يرجع بالشعوب إلى العهد القهقري للقرون الوسطى.

ما يحدث في سورية بعيد جدا عما يمكن تسميته ثورة, أن الربيع الثوري السوري سريعا تلطخ بدماء الشعب الذي بدء الحراك. ليضج عزف الدم و يتجلى فكر خرافي وعنف تكفيري واضح وارتداد للماضوية, فالحراك السوري كما تشير كل الدلائل ليس فقط سُرق من أصحابه الحقيقيين و حرف عن مساره, بل كان ساعة صفر للقوى الظلامية الإقليمية و الامبريالية للهجوم البربري على الشعب المسالم و الوطن الموحد ليجسد كل العبث والخراب و الخرافة.

هكذا كان العزف الواضح للرجعية العربية و القوى الامبريالية وعلى رأسها أمريكا. لقد تجسد الحراك الدامي الرجعي الذي يُذكر بحركة بن لان في أفغانستان, الذي تمثل بجبهة النصرة و جحافل القاعدة و الجيش الحر و المدعومة من السعودية و قطر و تركيا و فرنسا و أمريكا و حتى إسرائيل. و على الجانب الآخر تدرجت أطياف الانتصار للحراك, و كان أقصى آراء اليسار الحالم يعزف أن ما يحث في سوريا هو ثورة عنف على طراز الثورة الفرنسية بين عام 1789 و لحين مجيء نابليون للسلطة, وهنا يكمن الحلم الوردي للمراهق الثوري السياسي السوري.

نزل الشعب الفرنسي للشارع ضد سلطة الملك والكنيسة, و كان للأحرار شعارات واضحة (حرية. أخاء. مساواة), لكن الحراك السوري بعيدا كل البعد عن هذا النموذج الثوري, إذ الشعب الفرنسي ليس كان فقط ضد سلطة الملك فقط بل ضد جبروت الكنيسة, لكن الواقع في سوريا أن قوة رجعية متجسدة بالإسلام السياسي هي من تقود الردة التاريخية و عدا ذلك الثورة الفرنسية لم تمد يدها للدول المعادية سواء الجارة أم الامبريالية, و على النقيض من ذلك حرضت الثورة الفرنسية كل أوربا للتخلص من سيطرة الكنيسة السياسية و ليتم عزل الدين عن الدولة, لكن ما يحدث في سوريا و ليبيا و مصر و تونس هي دعوة للعودة للشريعة الإسلامية.

و حول القوى المعادية للشعب السوري, و التي اتخذت من أزمة السلطة السورية ( قميص عثمان ), وهي أعتا مملكة ترفل في التخلف و العمالة لأمريكا و إسرائيل, السعودية و من ثم دولة قطر و تركيا دركي أمريكا في المنطقة في محاولة لتحقيق المخطط الأمريكي في تحطيم الشعوب من خلال تدمير جهاز الدولة و قطع الرأس المؤسسات الاقتصادية و العلمية و العسكرية و تحطيم البنا تحتية لتحطيم أي أمكانية للنهوض و التطور, و هنا يكمن دهاء الخبث للغزو الأمريكي لزمن غزو العولمة لنهب الشعوب, فأي حديث عن التغيير و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية هو مجر هراء, لقوى تدعي الليبرالية المتحضرة و الجاهزة لاعتلى الدبابة الأمريكية كما السيد احمد الجلبي و اياد علاوي العراق لتحقيق دولة طائفية مزيتها القتل و الفساد.

أشارة لا بد منها استمرت الثورة الفيتنامية لمدة عشرين عام قاسية لتتمكن من تحقيق النصر و التحرير, لكن بنظرة خاطفة نرى أن العنف في سوريا خطى خطوات عملاقة لمواجهة النظام, وهنا يكمن مغزى كبير, أن القوى المضادة كانت تعمل من سنوات في تجميع الرجال و السلاح من اجل الانقضاض على السلطة و ليس من اجل التغيير الذي يسعى له الأحرار و يتمناه الشعب, أن ذكر أمر المؤامرة اليوم مرفوض. لنكتفي بالقول لقد تمكنت قوى الظلام من التربع على الحراك رغم انف أحرار سوريا و الحالمين بالحرية.

أن ما يحدث اليوم في دول الربيع العربية هو تكرار لما حدث في الاتحاد السوفيتي.

فالانهيار للمعسكر الاشتراكي أثر بالغ في إحداث تغيير طال أطياف منظومة القيم و المفاهيم و الثوابت الوطنية و السياسية, ليكون انتصار للتعريف و الفهم الغربي للديمقراطية و أصبحت قيم حقوق الإنسان ذات مسحة طاغية, لا ننسى أن حقوق الإنسان كانت ورقة الجوكر التي أسقطت الدولة السوفيتية, لتُضعف شرعية نظامه السياسي بحجة الانتخابات الديمقراطية و الإنسانية, و ليدب زلزال العنف الشيشان وغيرها من المدن الآمنة التي كانت تنضوي تحت سلطة السوفيت.

لقد كان اعنف شكل في التغيير و هجوم العولمة هو تحطيم دولة يوغسلافية و تقديم رئيسها ميلوسوفيتش إلى المحكمة الدولية. ليتجسد بداية سقوط ثنائية القطبين لمعسكرين, و ليتم الاختراق الكامل للامبريالية الأمريكية و لتتربع كشرطة دولية ترعى الديمقراطية و لتكون قوة دركية امبريالية لغزو البلدان و تقديم الفوضى الخلاقة ( لزمن كندولا رايس) من اجل تحطيمها, و كان العراق الدولة الأولى و التي صارت نموذج لأمريكا لتوريدها لكل المنطقة العربية (منطقة الذهب الاسود).

أن ما تميز اليوم عما حدث في العراق هو ظهور العامل التكنولوجي, إذ صار تطور تقني ليصاحب إرهاصات التحولات في النظام الدولي.فانتشار القنوات الفضائية و المعلوماتية لتعمل على تغييرات و تأثيرات كبرى في وعي جماهير دول الحراك العربي.

رغم كل هذا التطور و التغيرات أختلف و أنحرف الحدث السوري سريعا بتفاعلاته الداخلية و الإقليمية والدولية, ليجافي المعقولية إذ تم أفراغ الحدث السوري من و جهته الأساسية و ليفقد صلته حتى بالتغيرات المرتبطة بتفاعلها بالمجتمع الدولي الجديد, أي لتتحول انتفاضة الجماهير المطالبة بالحرية و ضد الاستبداد. لتندحر أما قوى الظلام قوى الثورة المضادة. لتفقد شروطها,ليغيب صوت الشعب و يستفحل الإرهاب البربري لجبهة النصرة و جهاز القاعدة و ليدب الصراع بين الأخوة الأعداء في زمن وهم الضربة الأمريكية, و لتبدأ تصفية حسابات من اجل حسم لِمنْ تكون السلطة بعد سقوط النظام. و قبل يموت الميت كما يقال! لينتصر النظام في توجيه ضربات جريئة و خاصة في منطقة ( الأقصر ) كخطوط حمراء حددتها أمريكا.

ثم ليلعب النظام السوري بشكل بارع بكل الأوراق و بعكس المعارضة السورية كان للأسد موقف ومنهج سياسي مدروس ليحطم البدع السياسة للمعارضة, لتحدد معرفة السلطة بمكامن و مواطن الضعف لتوظيفها لمصلحته محليا و إقليميا و دوليا. فمحليا أفاد من ورقة التعقيدات الدينية و الأثينية و العشائرية, التي تضبط و تحكم سوريا, كما أي دولة عربية ثم لا ننسى جبروت القوة الأمنية والعسكرية التي تسبق قوى المعارضة بأشواط, و من ثم النفوذ المتشعب لمصالح رجال الأعمال والأحزاب المتواجدة في الداخل السوري, و كذلك وقوف أعلام مثقفة و كتاب و فنانين بالضد من المشروع السعودي و التركي المدعوم من أمريكا.

ثم لا ننسى أن سوريا كدولة محاذية لإسرائيل, و من ثم وجود أرض الجولادن المحتلة و استهتار إسرائيل الدائم بالحق الفلسطيني, يشكل واعز دائم لرفض المشروع الأمريكي و لا ننسى الكره للسياسة التركية, وخاصة بعد صعود الأخوان في مصر و انفضاح كل خطوط التآمر من اجل تحطيم أول دولة عربية ذات ثقل سياسي مهيمن على الضمير العربي. و هكذا جاء القصف الإسرائيلي في جبل قاسيون ليوقظ و يفتح العيون, ثم ليكون هناك لإيران زونها الطبيعي المناقض للتوجه الأمريكي في دعم السعودية و قطر و تركيا لتحطيم سوريا كحليف مهم.

دوليا! الموقف الحازم للروس المخالف لروسيا ( كرباتشوف ) المنهارة التي تركت العراق لقمة سائغة لأمريكا. فبعد هجمة الناتو البربرية التي سلمت القذافي للرعاع ليقتل دون محكمة لتطمر أسرار الجرائم الغربية معه. أستنفر الروس لكل أعمال الاستهتار الأمريكي. فمثلما لأمريكا مصالح فللغرب و الروس مصالح لترعها و مثلما لأمريكا دول حليفة و منظمات إرهابية كالقاعدة و أحزاب إسلامية كالإخوان. تدعم روسيا و الصين و إيران دولة سوريا.لا ننسى أن العلاقات السورية الروسية ليست وليدة الصراع الحالي بل تمتد لأكثر من 60 عام و العلاقة بإيران من بداية انتصار الثورة الإيرانية عم 1979 من القرن الماضي. أي أن المعارضة السورية في الخارج قد شطت عن قواعد و مفهوم وثوابت الشعب السوري في عدم الوقوع في فخ التعامل مع القوى الامبريالية والناتو و الرجعية العربية. ثم أن إسقاط الشعب المصري دولة الأخوان جاء ليصب في العد العكسي للإسلام السياسي, و لتفقد جبهة النصرة حليفها البربري.

أن هواجس الغرب و الدولة الروسية اليوم تقف ضد العنف إرهاب الإسلام السياسي بل ليتعدى اليوم حتى إلى أصوات في فرنسا و أمريكا الداعمة لقوى المعارضة السورية, و بهذا صار في الحساب الروسي أهمية صمود سوريا أمام جحافل جبهة النصرة و القاعدة كضمان من اجل تحطيمها في سوريا و عدم خلاصها و نفاذها لدول عربية و الأراضي الروسية, فتجربة بن لادن المرة لا ترغب روسيا, فلاديمير بوتين, بإعادتها على أراضيها ثم الضجة المفتعلة التي طبلت لها أمريكا ضد أعمال بن لادن و أكذوبة البرجين الاقتصاديين لا تزال عالقة في أذهان الشعوب الغربية.

و أمام تكتيك نظام الأسد في طرق استخدام العنف سواء في شكله و حجمه و تبعا لقيام الإسلام السياسي بعملياته البربرية ليؤدي إلى استيعاب الناس في سوريا بضرورة الرد على الهجمات البربرية للقاعدة و جبهة النصرة, و أكبر علامة صارخة كان صراع الأكراد ضد قوى جبهة النصرة. ثم لتداعى الأحداث و تصل إلى أمر, أن أصابع الاتهام توجه ليس فقط للسلطة بل للمعارضة باستخدام الأسلحة الكيميائية, و مجرد وجود شك باستخدام المعارضة لهذا السلاح كان القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال.

فهكذا يتجسد أمامنا فشل المعارضة السورية لقيادة الحراك السياسي فشلا ذريعا ليتجسد بأنها صارت عقبة حقيقية في وجه الحراك الشعبي المسالم لتفقد موضوعيتها فأكتشف الشعب شكل الكتل و النخب المتصارعة على السلطة, و التي ليس لها أي ارتباط مع حراك الشعب من اجل الديمقراطية و قادتها مجرد دكاكين متاجرة بحرية الشعب و حقوق الإنسان. فهكذا حُرم حراك الشعب السوري من تجليات صراع الشعب المسالم كما حدث و يحدث في مصر, إذ بعد إسقاط الدكتاتور تم توجيه ضربة للإخوان. و الآن الشعب المصري و أحراره بدئوا يعوا أن مهمة إسقاط النظام غير مجدية إذ قوى الثورة المضادة بالمرصاد, فصار واضح للشعب كيف تعمل الرأسمالية بالوثوب إلى السلطة مرة بالإخوان و أخرى بالعسكر.

لقد أخفقت المعارضة السياسية حد الهزيمة فقد عجزت حتى باللعب في الأوراق رغم سقوط الضحايا بالسلاح الكيماوي في ريف دمشق و رغم تأكيدات أمريكا ببروز نظام الأسد فيها, لكن الغريب أن فشل هذه المعارضة حدا بها لأزمة صراع مخزي لا من اجل حفظ ماء الوجه بل لتطرح قيح بنيتها النتنة, في وقت تدمير البنا التحتية للبلد مع تشريد الملايين و موت الأبرياء و انتشار المجاعة و اغتصاب جهاد النكاح, فبهذا فقدت هذه المعارضة هيبتها, لتكون ليس الخاسر الوحيد بل ليكون كل الحراك السوري في مهب الريح. و لتختفي فرصة الخلاص من نظام الدكتاتورية و على الطريقة المصرية.

حقيقة ينبغي أقرارها أن أحزاب المعارضة السورية أحزاب بلا جذور شعبية بلا نفاذ في صفوف الشعب غير قادرة على تعبئة الشعب و قيادته في المظاهرات, فكيف لها أن تقود دولة و شعب حي مثل الشعب السوري. ليكون هنا أمامنا صورة تحدد قدرة و سيطرة النظام القمعي, لتعكس حقيقة انغلاق أيديولوجي و هامشية هذه الأحزاب التي حاولت التصيد من ما تفعله الجماهير المنتفضة بكلمة أخرى قوى انتهازية طارئة لا لها علاقة بحراك الشعب و ليس لها أي ارتباط بالتغيير الديمقراطي, إذ لَم تستطع حتى من طرح شعار من ثلاث كلمات.

لقد سطع دور الأحزاب الهزيلة بالحضور الفج في اللقاءات الكسيحة في باريس و اسطنبول و كانت كما يستحق أن يقال فيها, تمخض الجبل فأنجب فأرا. إذ لم تتميز بالوعي الحاذق و لا بأي حرفية سياسية لتراوغ في المؤتمرات و اللقاءات الإعلامية, إذ كما أوضحت أنها حالة مصطنعة اعتمدت على الوعي اللفظي الخالي من المصداقية العلمية و المبدئية إذ جل أحلامها كان منصبا على قصف الناتو و الضربة الأمريكية,و ليس الاعتماد على تدريب الشعب و تنظيمه و زجه في نضال الشوارع لإسقاط السلطة الدكتاتورية. لتكون توجهات المعارضة خالية من اي منهجية لعكس واقع الصراع وبمعطياته الحقيقية والأصيلة, لتجبر العالم على احتضان حراكها كما جرى في تفاعل العالم مع الحراك المليوني الذي اسقط الأخوان في مصر, و مع و رغم حرج انقضاض العسكر على السلطة. إذ الأصالة للحراك المصري و مصداقيته فرضت هيبتها على العالم ليتفهم العالم دور العسكر, و رغم أن الحراك المصري لا يملك قادة و رموز سواء في واشنطن أو باريس.

يبقى أمر مهم من كل ما جرى في دول ما دعي بالربيع العربي, أن الشعوب قد وجهة ضربتها إلى سلطة الدكتاتور, و بهذا أنهار جدار الخوف, لتتمرس الشعوب على توجيه الضربات لكل الأحزاب و الشخصيات الانتهازية كما حدث في مصر وتحققت اكبر هزيمة للإخوان و كل الشخصيات التي توقفت عن مواصلة النضال الثوري كما سقط محمد البرادعي وغيره من الشخصيات الأنتهازية. و هكذا في سوريا و رغم دخان البنادق و التفجيرات و القصف و القصف المضاد, ينضج الوعي و الصراع السوري و لينمو الطموح نحو عمل معارض جاد و بعيد عن كل أشكال العنف و القصف.

وأن الشعب السوري اليوم لا يختلف عن قرينه المصري بأنه حطم حاجز الخوف و سيعمل على انتزاع حقوقه المشروع في الحرية و التقدم بخطى أكثر حضارية و بعيد عن تحطيم ماكينة الدولة و المؤسسات و البنا التحتية, كما جرى في العراق و ليبيا, و بهذا سقط المشروع الأمريكي و تمت الهزيمة لقوى الأحزاب الإسلامية المتمثلة بجبهة النصرة و جهاز القاعدة ومع تدمير قوتها لإنقاذ كل شعوب المنطقة من شرورها.

أن الطريق الصعب للوضع السوري الذي جعل كل أحزاب المعارضة تعلق في عنق الزجاجة لتكون بلا آفاق و بهذا رحلت رهانات الشعب أدراج الرياح و على الجانب الآخر لَم يفلت النظام من النفق المظلم و الضعف للاستمرار و الديمومة على نفس النهج و المنوال, و خاصة بعد الإذعان لتسليم السلاح الكيماوي, و من ثم التوجه لمؤتمر جنيف 2, لمشاهدة دور الأطراف الدولية وهي تبحث أحوال الدولة السورية.

أن هزة النظام السوري جاء بها حراك الشعب الأصيل و أن الضجيج المعارضة الحزبية البائسة بكل أطيافها من يمين وأحزاب إسلامية, صبت وتصب رغم كل شيء إلى تقييد السلطة الدكتاتورية إذ لا يمكن لهذه السلطة الاستمرار بالطريقة السابقة و أن تنازل النظام على المسرح الدولي و قبله أمام حراك الشعب لابد من أن يكون بداية لإصلاحات, لكن ليس على المدى القريب العاجل.

لكن ربما التجربة السورية رغم حكاية العنف و نزيف الدماء و صور الرعب و الإرهاب, ستجد مسارا آخر في أنجاب أحزاب أكثر مبدئية و بمفاهيم التسامح و استعداد في التفاعل البناء و البعيد عن روحية الإقصاء لتلمس طريق التعددية ليبلور و بشكل حضاري تقبل الآخر بعد هذا الطيش الغبي للقوى الانتهازية و المتاجرة بحراك الشعب, و ليتمكن الشعب السوري من الخلاص من أكذوبة الديمقراطية التي تحملها الدبابة الأمريكية و قصف الناتو و الذي تجسد بتقديم العربة على الحصان كما يقال, ألا و هو الركض بتقديم صناديق الاقتراع التي تجسد فيها الشرعية المزيفة لدولة الخراب و الفساد بعد انهيار دولة الدكتاتور.

كل الدول الغربية التي حدث فيها التقدم و الديمقراطية جرت فيها ثورات تحررية حافظت على مؤسسات الدولة القديمة من جيش و قوى شرطة لحفظ النظام و حتى الحفاظ على رموز السلطة التي تنسلخ من جهاز الدولة لتقدم ولائها و خدمتها وتجربتها المختزنة للشعب و التي لا يمكن الاستغناء عنها, وبهذا جرى التقدم و القفزة الجبارة لتلك الشعوب عبر فلسفة التسامح و التعددية.

لا يمكن القضاء على كل حزب السلطة في سوريا إذ انه حزب بملايين من الشعب و بخبرة عريق بالسلطة والبناء للبلد, لذا أن الإصلاح في المرحلة الآنية لا بد أن يبدأ من داخل السلطة. أن التجربة المصرية لا بد أن تكون درسا و مصل مضاد للشعب السوري, فبعد أن رأى الشعب المصري مهزلة و عنف الإخوان قبل بهجوم العسكر على دولة الإخوان, اقصد أن السلطة البرجوازية و الرأسمالية السورية ستعرف أن لا يمكن بعد هذا الصخب العارم سوق الشعب بالأساليب السابقة, ليس حرصا و حبا بالشعب لكن حرصا من الطبقة الرأسمالية السورية من اجل البقاء في السلطة سواء ببقاء بشار الأسد أو عدم بقائه على رأس السلطة, وتماما كما حدث لتنازل الطبقة الرأسمالية المصرية عن ممثلها حسني مبارك حرصا على مصلحة الطبقة البرجوازية العليا.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي, هزيمة و إفلاس فكري و أخلاقي
- طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها
- الحراك الثوري المصري و استمرار الثورة
- الأنصار الشيوعيين لا يتقاعدون أبدا
- مصر انتفاض و مخاض عسير
- اليسار, الأحزاب الشيوعية و الانتفاض للشعوب
- التطور الحضاري الأمريكي و السقوط الحضاري العربي
- الربيع العربي ضربات موجعة و تأثير في الجوار
- الشعب, الاضطهاد الطبقي, اليسار العراقي و ما تقوله التجارب
- الأرضُ… النخلُ و الخيول
- منطلقات في الحرام و الحلال
- ضلال الاعتداء الجنسي ضد المرأة
- الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!
- صحة الرئيس, الفرد و دوره في التاريخ!
- أزمة اليسار بدايةٌ, و إلى ذنبٍ لا يخفيه كيساً
- الحركات الفاشية في التاريخ همجية
- النظام الرأسمالي في تدمير و تشويه الإنسان
- هولوكوست قرن 21 في الهواء الطلق
- البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!
- في سوريا لا يفقس جنين السلفية أبدا


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - مع الشعب السوري, و ضد قوى الإسلام السياسي