أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم حموي - العدو المنقذ- خلق العدو الإرهابي حسب الطلب















المزيد.....

العدو المنقذ- خلق العدو الإرهابي حسب الطلب


هيثم حموي

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة
انطلق الربيع العربي من تونس في أواخر عام 2010 وانتشر سريعاً عبر اليمن ومصر وليبيا. وكان الأسد لا يزال يعتقد في شهر فبراير 2011 في مقابلة تلفزيونية أن سوريا محصنة ضد المظاهرات لأنه، كما قال، يتبع سياسة نابعة من روح الشعب. أما إجراء إصلاحات ديمقراطية فقد قدر الأسد لرعاياه، جيلين من الزمن كي يكون شعبه مؤهلاً للديمقراطية.
والحقيقة هي أن نظام الأسد قمع الحريات بوحشية، وحارب أي حراك ديمقراطي محتمل وواجهه وكأنه الطاعون، وخنق كل كلمة حرة في مهدها بطريقة دموية. وفي الوقت نفسه ملأ سجونه ومعتقلاته بالسجناء السياسيين، وهذا تقليد أسري، سار فيه الأسد الابن على نهج أبيه.
بعد استئصالهم من سوريا لم يعد الإسلاميون يشكلون أي تهديدٍ للنظام، وذلك بفضل والد الديكتاتور الحالي. فمنذ عام 1980 حكم على كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين بالإعدام. ولم يحدث في سوريا أن غادر أي معتقل إسلامي المعتقل حياً.
بعد استيلاء الديكتاتور الوراثي على الحكم في سوريا حول أحكام الإعدام إلى السجن مدى الحياة. انه يريد بذلك التميّز عن والده والظهور بمظهر الحداثة. الحركة الإسلامية توقفت عن النشاط داخل البلاد منذ فترة طويلة، بحكم الواقع لم يعد لها في سوريا وجود على الإطلاق. ولكن بوادر حركة ديمقراطية محظورة كانت تنشط بشكل محدود في الخفاء، في ظل نظام شمولي، وحشي.
بعد أن ورث بشار السلطة في عام 2001 ، وشكل عصابته الجديدة لسرقة الإقتصاد والشعب السوري، لجأ إلى زج النشطاء السياسيين المتبقين في الداخل في السجون بأحكام هزلية، مثل الإضرار بنفسية الأمة، وكانت الأحكام لسنوات طويلة. لقد قنن الديكتاتور الجديد الإرهاب الذي كان يمارسه أبوه قبله.
خلق عدو إسلامي-إرهابي، للحاجة
عرف الديكتاتور أن مظاهرات سلمية في بلاده ستلقى آذاناً صاغية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعرف أن المطالبة بالحرية والديموقراطية، على غرار ما جرى في تونس ومصر، حق من حقوق الشعب لا يمكن تجاهلها بالقمع والقتل، فهو لا يستطيع التنازل عن ميراث أبيه، ولا يستطيع تحمل مسؤولية ملفات ستفتح ولا يمكنه إغلاقها، مثل ملفات المفقودين والمغيبين وضحايا المجازر وملفات الفساد ودعم الإرهاب في لبنان والعراق.
بعد مظاهرة الحريقة في شباط 2011 في دمشق، لجأ النظام إلى وضع الخطة المضادة. وهي اللعب على نغمة مكافحة الإرهاب، فلم يجد له بداً من خلق عدوٍ يمكن للغرب، وعلى الأخص إسرائيل وأمريكا، أن تسانده وتدعم بقائه في سبيل مقارعة العدو الجديد.
يقول شاهد العيان، المعتقل السياسي السابق ماهر البالغ من العمر 32 عاماً، أنه عرف مع رفاقه في سجن صيدنايا القريب من دمشق عن دفعات من رفاق السجن من إسلاميي القاعدة، كانوا يحاربون في العراق وألقى القبض عليهم أثناء عودتهم إلى سوريا وزجوا في السجون في فترات بين 2005 و 2008، تم الإفراج عنهم بشكل مفاجئ وقبل انتهاء أحكامهم بسنوات. أفرج عن هؤلاء المجاهدين السابقين على دفعات بِدءً من شباط 2011 واستمر ذلك لغاية صيف ذلك العام.
أحد المجاهدين المفرج عنهم قال أن المحقق سأله: ماذا ستفعل إذا أفرجنا عنك؟ فأجاب: سأحاربكم. فأُخرِج من غرفة التحقيق بالصراخ والشتائم المعهودة، ليُطلق سراحه بعد أيام.
المقاتل في صفوف جبهة النصرة أبو طه، من رأس العين، قال لصحفي أسباني أنه أفرج عنه يوم 26 آذار 2011 من سجن صيدنايا مع مئتين من رفاقه.
في الفترة بين شباط ونيسان 2011 كان يخرج يومياً 20-30 معتقلاً إسلاميا من سجن صيدنايا، أغلبهم من القاعدة وفتح الإسلام وجند الشام، فلسطينيون ولبنانيون وسوريون وأردنيون، وفق شاهد العيان ماهر. ويَذكر منهم على سبيل المثال حذيفة سررو وخالد الخطيب الذي يقاتل حالياً في حمص. وأسامة التش وضياء الهندي ومحمد خير بيطار ومحمد مروة وأنس جرار الأردني من أصول فلسطينية. وكذلك عبد المعين السراج من حماه الذي استشهد فيما بعد في أكتوبر 2012.
كما يذكر السجين السابق أسماء أخرى من الإسلاميين خرجوا قبل انتهاء محكومياتهم مثل زياد غنيم وفادي عبد الغني والحلبي مهند لبني، وكذلك حسن حلوة وعبد الرؤوف سينو من اللاذقية. وهذان الأخيران حُكما من قبل محكمة الثورة الشرعية فيما بعد مع نديم بالوش في نيسان 2013 بتهمة خطف وقتل الضابط المنشق رياض الأحمد.
بالوش هذا كان معتقلاً سابقاً كذلك وهناك تفاصيل عن عمالته للمخابرات السورية بعد خروجه من المعتقل، قبل انتهاء فترة محكوميته في أواخر عام 2010 مكافأة له على خيانة رفاقه في انتفاضة السجن عام 2008. كان بالوش أول من صرخ في إحدى مظاهرات اللاذقية "المسيحية إلى بيروت والعلوية إلى التابوت " مما تسبب آنذاك بنفور المتظاهرين السلميين منه ومن أفعاله لأنه كان الوحيد الذي يحمل مسدساً معه أثناء المظاهرات.
كل هؤلاء التقوا فيما بعد في الكتائب المقاتلة، وعند تشكيل جبهة النصرة في أواخر العام كان هؤلاء المعتقلين السابقين من قواد ومؤسسي ومنتسبي جبهة النصرة.
مما لا شك فيه أن المخابرات السورية قدمت للإستخبارات الأمريكية قائمة بأسماء المفرج عنهم على أنهم من ناشطي الحراك السلمي في درعا وغيرها، كي تؤكد ادعائها بوجود متطرفين إسلاميين ومسلحين، رغم أن شعارات المظاهرات في البداية كانت مدنية ديموقراطية وطنية بامتياز.
أخي الثائر
انطلقت الثورة ليس تقليداً لأحداث الربيع العربي، بل حاجة ملحة وضرورية لكل أطياف الشعب.
شُكلت جبهة النصرة لأهل الشام بغرض نصرة الشعب السوري ضد الطاغية الذي سلط عليه الشبيحة والإرهابيين مما يسمون أجهزة أمن، حيث تعرض السكان للذبح والإهانة والقتل.
بعد إعلان تشكيلها كتبتُ آنذاك أنه "لا يمكن أن يُشكل أي شيء داخل سوريا بدون معرفة ومباركة من المخابرات السورية، هذا إذا لم تشكلها هي بنفسها على غرار جند الشام وفتح الإسلام".
نعيد هنا إلى الأذهان أن الحياة السياسية في سوريا لم يوجد فيها أثر للإسلاميين أو المجاهدين منذ عقود. هذه مفاجئة للشعب السوري وثورته، إنه أمرٌ دخيل على تراث البلاد، على الأقل خلال العقود الماضية. مع هذا كله كنّا، وما زلنا، نأمل أن تقوم هذه الجبهة ومن جاء بعدها من المجاهدين المؤازرين بمهمتها المعلنة، وهي مقارعة قوات المجرم الأسد كي تخلص الشعب بالفعل، كما وعدت، من نظام الطاغية والإستبداد والفساد، وندعو لها بالنصر والثبات.
الآن صارت بلادنا مسرحاً لأجندة ليست أجنداتنا، وحرب ليست حربنا. والأدهى من ذلك فقد استقالت هذه الجماعات الجهادية من مهمتها المعلنة وراحت تمارس النفوذ والسلطة دون الجهاد المزعوم.
يبدو أن مخطط المخابرات السورية يقف عن هذا الحد، وهو إعلان دولة أو إمارة إسلامية ترهب السكان المحليين والعالم كي يكون الأسد المجرم شريكاً في مكافحة ما يسمى الإرهاب، وتصر اسرائيل وأمريكا على بقائه في سدة الحكم كي يستعبد الشعب السوري قروناً أخرى، ويخدم مصالحها في ضمان امن واستقرار إسرائيل، كما قال اللص الكبير رامي مخلوف شريك الديكتاتور.
عندما قامت ثورة آذار 2011 لم يكن هناك متطرف واحد تجرأ على الخروج في المظاهرات السلمية التي نادت بالحرية والكرامة وإسقاط نظام الأسد.
نحن شعب مسلم بالأغلبية، ونعرف أن من مات فداء عرضه وماله ودينه فهو شهيد. وهذا يعني أن الدفاع عن الأعراض والمال والدين واجب ليس شرعي فقط وإنما إنساني ومدني وأخلاقي. لن نسمح أن تُحوّل ثورتنا إلى مشاريع استخباراتية مشبوهة، وإلا ماذا نفسر توقف خطوط جبهات الجهاديين الأجانب بالدرجة الأولى عند حدود معينة، متفق عليها من قبل الإستخبارات السورية مع أصحاب القرار في الخفاء. هل انتهت مهمة الجهاديين الوافدين عند آبار البترول وقتل الأطفال الذين يتلفظون بألفاظ غير مقبولة بحق الرسول-ص-؟
نعيد للأذهان سير الأحداث الذي كان في مصلحة النظام، منذ بدء عمليات الجهاديين واطلاق تصريحاتهم، سواء بتوقيت عملياتهم أو اختيار أماكن التفجيرات أو توقيت بياناتهم المثيرة للشبهات.
إننا ندعو مجاهدي الجبهة الشرفاء من السوريين وغير السوريين أن يعيدوا النظر ويرجعوا إلى حضن الثورة السورية المجيدة، ورفض كل أجندة خارجية لا تمت لثورة آذار بصلة، إحتراماً وإجلالاً لأرواح شهدائنا منذ البدايات، أبطال سوريا الحرة.



#هيثم_حموي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية من الله – غصبا ً عنّك عبد الله
- مواقف شجاعة مطلوبة في القضية الكردية السورية!
- برنامج الديكتاتورية ، 10 نقاط لتدمير الديموقراطية، من تجربة ...
- ثورة العبيد، ديموقراطية العبيد، السادة العبيد


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم حموي - العدو المنقذ- خلق العدو الإرهابي حسب الطلب