أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - امير عزيز - الطبقات و التصنيفات..بيير بورديو -1-














المزيد.....

الطبقات و التصنيفات..بيير بورديو -1-


امير عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 03:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المذاق/الحس هو ميل مكتسب للتمييز و التقدير كما يقول كانط "1"- و بكلمات اخري هو محاوله لتثبيت و فصل الاختلافات بين الظواهر و الاشياء من خلال عمليه اوليه للتصنيف, ليست "او ليست بالضروره", معرفه واضحه المعالم علي طريقه ليبينز, ذلك انها تنتج هذه المعرفه "المبهمه" بالموضوع كمعرفه شائعه او معتاده..بدون تضمين الملامح الدقيقه التي تميز هذا الموضوع. هذه الاطر من الاعتياد, و تلك الصيغ الاوليه للتصنيفات , تدين بفعاليتها الي كونهم يعملون تحت مستو اللغه و الوعي, خارج نطاق الوصول الي المعاني من خلال الاستقراء الدقيق او تحت السيطره البارزه للرغبه, انها تمارس عمليه توجيه الممارسات فعليا من خلال هذه الايماءات الاوتوماتيكيه للجسد, او حتي التكنيكات الغير الداله التي تشكل جزء من فعاليه و حضور الجسد-طرق السير, كسر انف شخص ما, طرق الاكل و الكلام- و تتشابك بالتالي "هذه الممارسات اللاواعيه" مع اكثر المبادئ جوهريه في تشييد و تقييم العالم الاجتماعي, واعني هنا المبادئ التي تعبر باقصي مباشره ممكنه عن تقسيم العمل (بين الطبقات او المجموعات العمريه او الاجناس..الخ) .

المذاق/الحس هو سياده عمليه للمارسات تمكنها من ان تحس او تحدس ماهو المحبب و ما هو غير المحبب, ماهو لائق و ما هو غير لائق, و هكذا يمكن تحديد مكان"مكانه" الفرد في الفضاء الاجتماعي, انه يعمل كنوع من التوجيه الاجتماعي, حس بمكان الشخص, مرشدا هذا الذي يتحرك في الفضاء الاجتماعي نحو المكان المناسب لخصائصه, و نحو الممارسات التي تنسجم مع هذا المكان, و هكذا فانه يقدم معرفه فعليه و اوليه للوكيل الاجتماعي "هذا الذي يساهم في صياغه مجمل العلاقات الاجتماعيه و يقوم ببناء الواقع الاجتماعي في الوقت ذاته"...
و هكذا فان الفاعلين الاجتماعيين الذي يقوم السيوسيولوجي بتصنيفهم و دراستهم, هم منتجون لافعال ليس فقط يمكن دراستها و تصنيفها, و لكن بالضروره ايضا لفعل التصنيف الذي يصنفهم ذاته..كل معرفه بالعالم الاجتماعي اذا ينبغي ان تاخذ بحسبانها هذا النوع من المعرفه القبليه و المبهمه به "العامله تحت مستويات اللغه و الوعي" , و علي الرغم من ذلك و في الوقت نفسه, فان هذه المعرفه الاجتماعيه"المعرفه الموضوعيه" ينبغي ان تتشكل ضد هذا التمثيل المثير و الجزئي و المُعطي بواسطه هذه المعرفه القبليه و المبهمه, هذه المعرفه ينبغي ان تُضّمن في موضوعها, المعرفه التي يملكها الفاعل الاجتماعي الذي هو جزء من الموضوع عن الموضوع, انها مساله لا تدور فقط حول السؤال التالي, كيف تعيد الي العالم الحقيقي ما يسعي الانسان الي ان يعرفه, بل معرفه بالعالم الحقيقي تساهم في حقيقته, و تمارس دورها ايضا كقوه مؤثره عليه , انها تعني ان تمنح المعرفه قوه تركيبيه و اصيله , القوه نفسها التي يتم انكارها, عندما و باسم انتاج المفهوم الموضوعي , ينتج المرء المعرفه او النظريه العامله كانعكاس بسيط للعالم الحقيقي..

هؤلاء الذين ينتجون النظريه العامه للمعرفه , عندما يجعلون من المعرفه مجرد تسجيل سلبي , و يتجاهلون العنصر الفعّال فيها, يتجهون نحو المثاليه كما اشار ماركس في موضوعات حول فيورباخ, ينسون ان كل المعارف, و خصوصا تلك التي تتعلق بالعالم الاجتماعي, هي فعل تشييد, يحقق او يفعل اطرا من الافكار و التعبيرات, و انه بين شروط الوجود و الممارسات او التمثيلات فانه يتداخل النشاط البنيوي للفاعلين, بعيد عن التفاعل الميكانيكي للمثيرات الميكانيكيه, يستجيبون للدعوات و التهديدات من العالم, الذي كان امتلاكهم لمعناه عاملا مساعدا في انتاجه, و مع ذلك فان مبدأ هذا النشاط البنيوي ليس كما يفهم مثقف نخبوي, او عدو بسيط للمثاليه, نظاما من الاطر الكونيه و الفئات, و لكنه نظام من علاقات منضويه و متجسده, تم انتاجها عبر التاريخ الجمعي, و يتم اكتسابها في مسار التاريخ الخاص , و توظيفها في حالاته العمليه, من اجل الممارسه و ليس من اجل الحصول علي معرفه نظريه..

1-جادل كانط في دراساته الجماليه ان قابليتنا للحكم او تشكيل القيمه هي ما يمكننا من امتلاك خبره جماليه و تضمين هذه الخبره في نظام ينتج عالما ضروريا يتجه نحو هدف او معني.



#امير_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غروب الاوثان-نيتشه -3-
- غروب الاوثان..نيتشه --2- العقل في الفلسفه-
- غروب الاوثان..-نيتشه-
- نحن كلاجئين -جورجيو اجامابن-
- بين الاسلام و التاريخ مقاربات اوليه..قبل التاسيس


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - امير عزيز - الطبقات و التصنيفات..بيير بورديو -1-