أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - المغرب وسياسة اللاسياسة














المزيد.....

المغرب وسياسة اللاسياسة


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المغرب وسياسة اللاسياسة
*********************
لا يمكن البثة اعتبار التشكيل الحكومي اليوم تشكيلا يستند الى مرجعية سياسية ، خاصة ونحن في عصر سمته الفلسفية ما بعد الحداثة ، بعدما تجاوز عصر الأنوار بحداثته التي جعلت الغرب يسيطر لقرنين على العالم .
ضمن هذا السياق يأتي تشكيل حكومة دستور 2011 في نسختها الثانية ، ليخيب آمال جميع المغاربة بما فيهم الكثير من المحسوبين على نظام المخزن الذي يأبى الا أن يبرهن على تقليدانية موغلة في الغباء السياسي مقارنة بالتطورات الكونية في علم السياسة والاجتماع .
فمن خلال الأسماء الواردة لأصحاب الحقائب الوزارية ، يظهر جليا ان بنكيران ، هذا العجاج اللغوي ، والظاهرة الكلامية المغربية ، لم يكن يفاوض مزوار الذي لا زالت أخبار فضائح فساده تتوالى على صفحات الجرائد المغربية ، بل كان يفاوض ما أسماهم بنكيران نفسه بالعفاريت والتماسيح ، التي تحولت الى تنين له ثمان رؤوس ، وأعني بهم عدد وزراء البلاط الملكي ، او ما يسمونه تهذيبا باللغة السياسية ؛ الوزراء التقنوقراط ، وهم بعيدون عن هذه الصفة التقنية .
واذا كانت السياسة في بعض تعاريفها الأكاديمية هي "مجال للتصارع بين الأفراد والجماعات ، تصارع من أجل الحصول على السلطة السياسية "-1- فان تشكيلة بنكيران الحكومية ؛ أو لنكون واضحين دون تمويه ، تشكيلة الملك الثانية للحكومة البنكيرانية ، لا تعبر عن أي صراع ، بل بالعكس تعبر عن ارادة مهيمنة على الحقل السياسي المغربي ، هيمنة الأعمى على عدوه . وكأن النظام المغربي يصر اصرارا تأكيديا عنيفا على تمييع المجال السياسي وضرب كل ارادة او رغبة للسمو وتطهير هذا الحقل الحيوي .ولا يدركون أن المجتمع كحركية يتملص من أي خطاب -تقليدي- "2- . فالسيرورة الانسانية تشرئب دوما الى التطور والتقدم ، ولا يمكن لأي عقل سليم أن يرضى بهذا العبث السياسي الذي يقودنا اليه المخزن العتيق . " ان مفهوم المجتمع ينتظم تطوريا وسكونيا . في استمرارية أبدية لاختراق التاريخ باتباع تطور الأشكال ، يختار مفهوم المجتمع نموذجا واضحا للمجتمع المثالي ." 3- عكس ما خرجت به علينا تشكيلة الحكومة الملكية في نسخة بنكيرانية متطورة . انه ارتداد ضد منطق الأشياء ، لكنه يثبت واقع الشيئ . اننا هنا نقع في تماه خطير مع "بيير ما نيه " الذي يعرف الأنظمة الشمولية ويحددها كالتالي " ابتلاع المجتمع المدني من قبل الدولة " 4 ، لكن في النموذج المغربي تم ابتلاع المجتمع السياسي أيضا ، لترسيخ سيادة الملكية ، هنا تخرج الملكية عن سمت المؤسسة نحو ميتافيزيقية متعالية ، لها العصمة والقداسة ، انه التماهي التقليدي مع الحق الالاهي لروسو . عودة الى القرن السادس عشر . انتكاسة عظيمة في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين لمفهوم المجتمع والسياسة .
هل يمكن لبلد كالمغرب أن يفوق عدد وزراء حكومته 39 وزيرا ، بينما أكبر دولة في العالم لا يتجاوز عدد وزرائها 22 بالاضافة الى رئيس الوزراء وهي الصين ؟ . هل يمكن لعقل تحليلي سليم أن يصدق هذا المنطق ويرتهن لهذه المقارنة المفاقة ؟ . بل اننا نفوق عدد وزراء فرنسا البالغ 34 وزيرا . لكن هل اقتصادنا يعادل اقتصاد فرنسا الذي يضاعف اقتصادنا بأكثر من ثمان مرات ؟ .
وهنا لابد من طرح سؤال التقنقراط ، هذا اذا افترضنا جدلا أنهم فعلا نخبة تقنوقراطية ! وليس توظيفا سياسويا يمكن تحليله سيكولوجيا ، من منظور علم سيكولوجية القهر والاستبداد . واذا كان حضور " التقنوقراطي في المعجم السياسي باعتباره الخبير الذي يستثمر مؤهلاته التقنية ، لفرض تصوره على المجتمع وعلى رجال السياسة " 5 ، باعتبار أن الحاجة التاريخية والاقتصادية تستدعيه هو بالذات لعلاج اشكاليات الاندماج في العام المعاصر ، فاننا نتساءل ؛ على أي مؤهلات يمكن الارتكاز لتبرير اقحام ثمانية وزراء من خارج الأحزاب الأربعة التي صوت عليها الشعب ؟ ، فنحن هنا امام حزب خامس وهو الحزب الأقوى في تشكيلة الحكومة الراهنة . وهي كذلك في جميع الحكومات السابقة . وهو ما يعد اهانة لكل السياسيين المغاربة الذين يتعاطون مع السياسة من منظور التبعية وليس الابداعية . وهنا لا يمكن الا أن أتساءل مع لابويتي Laboétie في مؤلفه " خطاب في العبودية الطوعية " قائلا بأنه " يريد أن يفهم كيف يحدث أن العديد من الناس ، والعديد من المدن ، والعديد من الأمم تتحمل وتتقبل أحيانا كل شيء من طرف مستبد واحد ليس له من القوة الا ما أعطوه له ، وليست له قدرة على ايذائهم الا بقدر ما يرغبون هم في بقائه ، ولا يستطيع أن يمسهم بسوء اذا لم يكونوا يحبون التألم منه بل مواجهته " 6 .
أقف اليوم مشدوها ، فارغا فيهي أمام هذه الانتكاسة التي لم تكن تخطر ببال أقوى المتشائمين ، الوفا مستمر في هذه الحكومة ، ضدا على جميع معايير السلامة السياسية .
الهوامش
*****
1--الديكتاتورية الاستبدادية والديمقراطية والعالم الثالث : سويم العزي ؛ المقدمة .
2--La contr révolution ou l histoire désespérante M Gerard Gengembre .p:174
3--iiibid p:170
4-- الديكتاتورية ........مرجع سابق . ص: 72
5--مجلة وجهة نظر :عدد مزدوج 56-57 2013 .ص:6
6-- للسياسة ، بالسياسة ، في التشريح السياسي . د . محمد سبيلا . ص:144



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اله الدم
- الانسان العربي : القيمة والحقيقة -1-
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-21-
- الأم خط أحمر
- كأنه الموت .....
- شعرية الانفجار عند ايمان الونطدي -2-
- لاسقوف للعبارة
- المغرب وريح الشركَي
- عالم جديد في طور التكوين -3-
- انصفوا عمال الانعاش الوطني
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-20-
- عن الدخول الثقافي بالمغرب
- اعدموا الصحفي علي انوزلا
- البحث عن الغائب الحاضر -رواية -19-
- تجربة العدالة والتنمية الفارغة
- لذة السقوط
- عالم جديد في طور التكوين -2-
- طريق النسيان
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-18-
- سفر في مقهى -الرايس -


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - المغرب وسياسة اللاسياسة