أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون














المزيد.....

الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 01:32
المحور: الادب والفن
    







الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون

هناك مشكلة وقع فيها العديد من الكتاب السوفييت، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قدموا أفكارهم عن الحرب والنظام الاشتراكي بصورة وردية نقية لا يوجد ما يعكر صفوة هذا المجتمع، فهو يعيش في حالة من الانسجام التام، كما أن كتاب فترة (الحرب العظمى) قدموا الألمان بصورة العدو الساذج والغبي، والمقاتل السوفيتي على انه البطل المغوار الذي يحقق المعجزات في الجبهة، ورغم أن هذا الطرح فيه شيء من الحقيقة، إلا انه لا يعطي الصورة الكاملة والواضحة لما حدث في تلك الحرب.
قد يقول البعض بأننا نطالب بان يقدم الأدب صورة واقعية عما حدث تاريخيا، طبعا نحن على يقين بوجود التباين الواضح بين النص الروائي والأدبي وبين السرد التاريخي للأحداث، لكن ما نطالب به ـ ما دام هناك ذكر لأحداث تاريخية في العمل الأدبي ـ أن يقدم بطريقة اقرب إلى الحيادية، نحن لا نلغي انحياز الكاتب إلى وطنيته، لكن لا بد من وجود شيء من الموضوعية، خاصة فيما يتعلق بوصف العدو.
رواية الفدائي الصغير للكاتب غينادي نيكراسوف تمثل أنموذج واضح للأدب السوفييتي المنحاز لوطنيته، والذي يقدم صورة (هزيلة للعدو الساذج)، وأيضا يعطي صورة مثالية عن المجتمع السوفييتي تحديدا، كل ذلك بطريقة الأدب الواقعية الاشتراكية.
الكاتب يقدم لنا بطل الرواية (كيشكا) الفتى الذي يسعى لتطوير ذاته ـ ثقافيا ونضالياـ بصورة متسارعة، وذلك من خلال قراءة رواية "الدون الهادئ" لشولوخوف، فهنا كان الكاتب يبالغ عندما جعل من الفتى صاحب الثلاثة عشر عاما يقرأ عمل روائي بحجم الدون الهادئ، والذي يتجاوز عدد صفحاته الستمائة صفحة، وهو لا يكتفي بذلك بل يجعله يقدم على أعمال بطولية ـ تخريب معدات حربية ـ ضد المحتلين الألمان، ثم يطور ذلك إلى عمليات قتالية.
الرواية تقدم لنا الدوافع وراء هذا الإقدام المبهر لبطل الرواية (كيشكا)، عندما فكر لماذا يقدم على هذه الأعمال الخطرة ضد الألمان "وكان كيشكا قد سمع من جده غريغوري ديميدوفيتش أنه قد حدثت ثورة في ألمانيا، وأن الحزب الشيوعي كان موجودا فيها، وقد يكون بين هؤلاء الجنود عمال بسطاء، فكيف يستطيعون محاربة عمال بسطاء مثلهم؟ كلا، كلهم فاشيون، فكل من يقف ضد هتلر أعدم أو سجن، أما هؤلاء فكلهم فاشيون "إلى موسكو" رنت هاتان الكلمتان في إذني كيشكا من جديد" ص45، اعتقد بان هذا هو الصراع الداخلي الوحيد الذي قدمه الكاتب لبطل روايته، وهو باعتقادنا مقنع وحاسم، فما معنى قدوم هؤلاء المحتلين إلى روسيا!، إن كانوا عمال فليقاتلوا الرأسمالية في وطنهم ألمانيا، وهنا قدم لنا الكاتب حقيقة واضحة عن كيفية التعامل مع المحتل، أي محتل، ومهما كان، ومن أينما جاء، يجب التعامل معه كعدو وليس كصديق، ومهما حمل من أفكار أو معتقدات لسنا معنيين بها.
اعتقد هذه أهم فكرة طرحتها الرواية عن مفهوم الاحتلال والمحتل، فهي تحسم الموضوع بهذه البساطة، ليس الاحتلال بحاجة إلى تفسير فلسفي أو منطقي منا لكي ندافع عن وطننا وعن ذاتنا.
هذه زبدة الرواية، فكرة بسيطة جدا عن الاحتلال والكيفية التي يجب أن يعامل بها، بالحديد والنار فقط، والتعامل معه لا يحتاج إلى نظريات وأفكار فلسفية، كل ما هناك قادم جاء ليحتل الوطن ويقتل المواطنين، هذه أعماله، أما معتقداته وأفكاره فلسنا معنيين بها أبدا، إن كانت اشتراكية أم رأسمالية، يبقى المحتل محتل.
رغم عدم قناعتنا بالشكل الفني للرواية، وتحفظنا على العديد من الأحداث التي سردها الكاتب، والتي تقدم الفتى (كيشكا) البطل الفهلوي والمغوار، لا أن فكرتها ـ باعتقادنا ـ تحمل الوضوح التام للكيفية التي يجب أن يعامل بها المحتل، أي محتل، من هنا كل قراءة تفيد وتخدم الإنسان، إن أعجبه الشكل الأدبي فهذت جيد، وان استفاد من الفكرة فهذا جيد، وان أعجب بالشكل والمضمون فهذا أجود
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركو فالدو والتقديم الهادئ
- عمارة يعقوبيان والفساد الطاغي في مصر
- التشدد والتكفير
- استنساخ قرطاج في بغداد ودمشق
- الديانات الثلاث ودخول الجنة
- التخندق القبلي في المجتمع العربي
- أوهام الشيوعيين الفلسطينيين
- رجوع الشيخ والانسجام بين الشكل والمضمون
- الاسود يليق بك
- إنتقائية التاريخ
- العشيرة العربية
- ثروة الإيمان
- العقل العربي والاحتكام للنص
- طيور الحذر وتشكيل النص
- إنسان
- محاضر
- مكان
- صفوف الحياة
- الضياع
- عالية ممحدوح وتقليد الذات


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون