احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 13:25
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
سجى و حمائم جارها..
قصة قصيرة:
بقلم/احمد الحمد المندلاوي
** نظرت سجى الى حمائم جارها، في الدار المقابلة ..كيف تلهو بريشها على سياج المنزل !،و ترفرفُ في أعالي الجو فوق أشجار النخيلِ،والبرتقال و شجيرات الورود..مشاهد و صور تثير البهجة في أعماق النفوس،وتحرك كوامن الخلجات السارّة.لتحمل الإنسان الى عالم راقٍ ونزيه،بعيد عن جفاف السلوك،و إقتطاب الجبين لدى بعض الآدميين.
حمائم ملونة ..كلُّها وديعة ،وجميلة..مختالة بحسنها و صفائها بتواضع و أدب.. ولكن ما أثار تباريح المشاعر لدى هذه الصبيّة الجميلة (سجى) ذات ستة أعوام اللون الأبيض ، بما في هذا اللون من معانٍ جليلة ،سامية،و رفيعة.
خرجتْ سجى من هذه الدوائر الشفّافة..و هي تنظر في وجه والدها .. ممسكة بثوبه الفضفاض و تهزُّه بلطف،قائلة :
- يا أبه لم لا تقف هذه الطيور البيضاء على سياج دارنا، و ترفرف على أزاهير روضنا! وبعيدة عن سياج منزلنا ..
وقفت هنيهة .. ثم قالت:
- و أنا أحبُّ الطيور يا بابا أريدها أن تكون قريبة مني، قريبة جداً...دعها على صدري ،ورأسي.. قرب حقيبتي المدرسية ..كي أحكي لها ما تقوله المعلمة لنا ..أريدها فوق السياج ، عند السطح ..في الحديقة، عند الباب ، خلف شباك غرفتي الصغيرة، أريدها صديقة و رفيقة لي في كلِّ مكان؛وفي كلِّ ساعة..
و تمرُّ السّنونَ سراعاً رغم آلامها..وقضاياها الساخنة،وكبُرتْ سجى فأصبحت داعية للسلام. ِ
***
احمد الحمد المندلاوي
بعقوبة -12/9/2010م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟