أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟















المزيد.....

مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 19:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العشرية السوداء فى الجزائر تلك التى حدثت بعد ما يعرف بإنقلاب الجنرالات إثر إلغاء المرحلة الثانية من الإنتخابات التشريعية فى الجزائر فى ديسمبرعام 1991 ، وهى الإنتخابات التى إكتسح المرحلة الأولى منها التيار الاسلامى ممثلا فى جبهة الإنقاذ التى حصلت على 188 مقعدا فى البرلمان يليها جبهة القوى الاشتراكية 24مقعدا بينما حصل حزب جبهة التحرير الوطنى الحاكم على 16 مقعد، وظهر جليا أن الاسلام السياسى على وشك الوصول الى السلطة فحدثت حالة من الهلع بين القادة العسكريين والنخبة المثقفة مما حدا الى تدخل الجيش والقيام بالانقلاب على الشاذلى بن جديد وإجباره على الاستقالة فى يناير 1992 وما تلا ذلك من صراع مرير إستمر لعقد من السنين.
تم الاحتلال الفرنسى للجزائر فى عام 1830 واستمر لأكثر من 130 سنة، يشبه إسلوب الإحتلال الاسرائيلى فى طبيعته الإستيطانية و إصراره على محو الشخصية الجزائرية واللغة العربية والعمل على ضم الجزائر الى فرنسا واعتبارها أحد المقاطعات الفرنسية وأفرد اعضاء فى البرلمان الفرنسى يمثلون الجزائر من المستوطنين الفرنسيين، والعمل على فرض اللغة الفرنسية لسانا للجزائريين، وكطبيعة الشعوب إستمرت المقاومة ضد الإستعمار فى جبال الجزائر ومدنها بقيادة رجال دين أمثال "عبدالحميد بن باديس" الذى صك شعار " الجزائر وطننا والاسلام ديننا والعربية لغتنا"، واستمر الكفاح يشتعل حينا ويخمد أحيانا حتى منتصف القرن العشرين حين تم تشكيل جبهة التحرير الوطنى الجزائرية فى القاهرة عام 1954وأعلن رئيسها "عباس فرحات" من صوت العرب بدء الكفاح المسلح لتحرير الجزائر ( كان ثمن تبنى نظام يوليو للثورة تدريبا وتسليحا ودعما مشاركة الحزب الاشتراكى الفرنسى فى عدوان 56 لإسقاط عبدالناصر)، وإستمر الكفاح المسلح الذى دفع فيه الشعب الجزائرى ثمنا غاليا (مليون شهيد) حتى تحقيق الاستقلال عام 1962.
أثناء حروب التحرير تضامنت القوى الثورية فى العالم مع الشعب الجزائرى من شيوعيين وقوميين بل ذهب المئات منهم للمشاركة فى التحرير ( من أمثلة من شاركوا فى الحرب الثائر "فرانز فانون" الذى سجل يوميات الثورة فى كتابه " معذبوا الأرض")، كما لعب "هنرى كوريل" ومجموعة روما دورا كبيرا فى الدعم والدعاية والتنسيق، وكمعظم حركات الكفاح المسلح فى افريقيا تبنت الجبهة نهجا إشتراكيا ذو أفق ماركسى، ومارست بعد التحرير التقارب مع الاتحاد السوفييتى السابق وكوبا وغيرها من النظم الشيوعية، واستمر الحال على هذا المنوال حتى انقلاب "هوارى بو مدين" فى 1985.
لم يدرس بو مدين فى المدارس الجزائرية ذات الطابع الفرنسى بل ذهب وهو يافع للدراسة فى مسجد الزيتونة بتونس ثم التحق بعدها بالأزهر وعاد الى الجزائر بعد ذلك ليقود الكفاح المسلح فى جبال الجزائر (بعد إختطاف القادة الخمسة من قبل فرنسا)، واستمر وزيرا للدفاع فى حكومة الجبهة حتى قيامه بإنقلاب على حكومة "أحمد بن بيللا" فى 1985، وإستمرت الجزائر فى تبنى النهج الاشتراكى بصورة أو بأخرى فتم تطبيق الاصلاح الزراعى فى الريف والتسيير الذاتى بالمصانع، واستمرت هذه السياسة حتى وفاته بالسرطان فى 1978وتولى الحكم بعده وزير دفاعه "الشاذلى بن جديد" الذى بدأ عصرا جديدا فى الجزائر من الانفتاح الاقتصادى وإلغاء التجارب الاشتراكية فى الحكم والسماح بتعدد الأحزاب اليمينية (جبهة الانقاذ) واليسارية (الحزب الشيوعى) وسمح بظهور واستفحال طبقة رأسمالية طفيلية على قمتها رفاقه فى جبهة التحرير، هذه الأوضاع الإجتماعية المجحفة أدت فى النهاية لما يعرف ب"إنتفاضة الخبز" فى اكتوبر 88 والتى قتل فيها أكثر من 500 شخص وتم القبض على حوالى 3500 منهم عباس مدنى وعلى بلحاج قيادات جبهة الإنقاذ، وقد استفادت الانقاذ من تدهور الاوضاع كثيرا للتغلغل فى أوساط الجماهير الفقيرة والمهمشه والفوز باغلبية كبيرة فى إنتخابات البلديات فى يوليو 1990 تحت شعار "صوتوا للقرآن" رغم اعلان الاحكام العرفية فى يونيو 1991 والقبض مجددا على قيادات الانقاذ، وبدأت موجة ممنهجة للتيار الاسلامى فى مهاجمة محال الخمور وإجبار الفتيات على إرتداء الحجاب.
بعد استيلاء العسكر على السلطة فى يناير 92 وإجبار بن جديد على الاستقالة والغاء المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية وخروج الجماهير الى الشارع تأييدا للإنقلاب سارع الاسلاميون بإعلان الحرب على الحكومة وتصاعد الصراع فى الجزائر وتم القبض على ما يقرب من 30 الف ووضعهم فى سجون بالصحراء الكبرى تحت ظروف لا إنسانية، وسرعان ما إنضمت تنظيمات جهادية الى حلبة الصراع مثل الجماعة الاسلامية المسلحة بقيادة "عنتر الزوابرى" والتى تبنت فكر جماعة التكفير والهجرة والجبهة الاسلامية للجهاد المسلح بقيادة "حسن حطاب" وذلك بالتنسيق والعمل المشترك مع الجناح المسلح لجبهة الانقاذ "الجيش الاسلامى للانقاذ"، ودفعت الجزائر ثمنا فادحا (200 الف قتيل) خلال عشر سنوات سوداء فى تاريخ الجزائر.
يحاول الاخوان المسلمون فى مصر تشبيه ما حدث فى التسعينيات فى الجزائر بما حدث فى مصر 2013 وتشبيه ما تم فى 30 يونيو و3 يوليو بالانقلاب على الشرعية وعزل أول رئيس اسلامى منتخب وأن مصر مقبلة على مرحلة طويلة من الصدام والصراع قد تمتد الى أجل غير منظور، ولكن القراءة المتأنية تظهر سطحية هذه الرؤية وهزالها ذلك لإخنلاف الأوضاع بناءاعلى الحقائق التالية:
1- ماتم فى الجزائر كان إنقلابا صريحا تم خلاله إستيلاء الجيش بقيادة الفريق "خالد نزار"على السلطة والغاء نتائج الانتخابات، ولكن ما حدث فى مصر جاء نتيجة خروج عشرات الملايين الى الشوارع والميادين يطالبون بعزل مرسى واجراء انتخابات رئاسية مبكرة وقد انحاز الجيش الى الشعب فى خياره وأقصى الرئيس وتوافق مع قوى وطنية ودينية على تحديد أكبر قاضى لأكبر مؤسسة قضائية ليحكم البلاد بشكل مؤقت و قد قام ذلك الرئيس المؤقت بتشكيل حكومة مدنية انتقالية.
2- لم يجرّب الجزائريين حكم الاسلام السياسى ولكن الانقلاب تم قبل أن تصل جبهة الانقاذ الى سدة الحكم هناك، وفى مصر رغم الملاحظات العديدة على نزاهة الانتخابات الرئاسية والتصويت المضاد "عصر الليمون" فقد جرب المصريون سنة كالحة من الحكم الإخوانى الإقصائى حتى لحلفائه من الاسلاميين، وتسببه فى تدهور الاقتصاد والسياسة معا.، وخلال تلك السنة من حكم الاخوان تم تأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية وكذلك الموقف المناهض للقضاء والاعلام والجيش والمرأة والثقافة وجميع فصائل الشعب المصرى مما أدى فى النهاية الى عزلتهم وتآكل شعبيتهم.
3- رغم أن ذاكرة الجزائريين ليست بعيدة كثيرا عن سنوات الكفاح المسلح ضد الفرنسيين فى حرب إبادة ومجازر جماعية فإنه من الغبن أن نتهم شعبا بأكمله بأنه دموى أو عنيف، ولكن الاوضاع الجغرافية فى مصر تختلف كثيرا عن الجزائر فالطبيعة الجبلية محددة فى مصر بسيناء "التى يمكن فى حالة حصارها بشكل جيد أن تتحول الى مصيدة للإرهابيين".
4- الموقف الدولى وخصوصا الغربى والامريكى رغم مناهضته النسبية لما تم فى 3 يوليو ولكنه بعمومه له موقف من العمليات الارهابية وخاصة بعد 11 سبتمر وأحداث مترو لندن وقطارات مدريد فى أوروبا التى لم تكن قد حدثت بعد اثناء الحرب الاهلية بالجزائر، لذا لم يهتم الرأى العام الدولى بالدرجة الكافية بحالات الارهاب فى الجزائر ولكنه أصبح أشد حساسية للعمليات الارهابية فى الوقت الحالى، لذا فقد تغيّرت النظرة لما حدث فى مصر سريعا وأصبح الوضع الدولى أكثر تعاطفا معنا فى مكافحة الارهاب.
5- التجربة الجزائرية رغم عنف وشراسة تلك العشرية واستخدام الاسلاميين أقصى درجات الارهاب والبربرية الاّ أنهم "الإسلاميين" فى النهاية لم يكسبوا شيئا لا على المستوى الشعبى ولا على المستوى القتالى داخليا دون أن يكسبوا أدنى تعاطف على المستويين العربى أوالدولى.
6- استخدام الاخوان المسلمين لأساليب مستفزة وصادمة للشعب المصرى تحقق نتائج عكسية، فإعلان عدائهم الشديد للجيش خاصة فى المناسبات الوطنية يجعل التمسك والتعاضد بين الجيش وشعبه أقوى وأمتن، وهجومهم على شيخ الأزهر يجعل المصريين أكثر قربا منه، وهكذا هم بسلوكياتهم العدائية يبتعدون كثيرا عن أى تعاطف معهم ، وكلما صعّد الاخوان وحلفائهم فى عنفهم كلما أعطوا ذريعة للطرف الاخر فى استخدام العنف ضدهم.
على أية حال فإن أقصى ما يمكنهم فعله هو بعض العمليات الإرهابية المتفرقة التى تشبه ما حدث منهم فى التسعينات التى شهدت عمليات عنف وعنف مضاد تحولت فى معظمها الى عمليات ثأرية وإنتقامية جاءت بالخسارة الفادحة على مجموعات الإرهابيين من قتل وسجن وتعذيب وهروب خارج الوطن..فهل يعى الإخوان وأزلامهم درس الجزائر أو حتى درس التسعينات..أشك فى ذلك كثيرا.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار المصرى ..الوحدة ولا سبيل آخر
- الإختلاط..أقصر طريق للفضيلة
- بين الولىّ الفقيه ومرشد الإخوان
- القضية الوطنية فى مصر الحديثة
- كوم أمبو .. مستوطنة صهيونية على أرض مصر
- الدكتور خالد مساعد ..مؤسس أول تنظيم جهادى فى سيناء
- جين شارب .. الإمبريالية فى أحدث أشكالها
- المرشد السرى
- الإخوان والعنف .. صراع وجود
- السلفية الجهادية فى سيناء
- إشكالية المادة الثانية
- متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome-
- القطبيون الجدد
- عن الحسن بن على ..وحقن الدماء
- لماذا تبدل موقف المصريين من القضية الفلسطينية؟
- الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)
- إخوان مصر ..وتكرار النموذج الجزائرى
- 30 يونيو ...صراع بين رأسماليتين
- اليوم التالى .. Next day--
- هانى عمار ...ذلك المقاتل العنيد


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟