أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علاء مهدي - خرافة الربيع العربي ! هل من بدائل حقيقية للأنظمة العربية؟














المزيد.....

خرافة الربيع العربي ! هل من بدائل حقيقية للأنظمة العربية؟


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 16:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




أختار القسم العربي في إذاعة الأس بي أس الحكومية، وضمن سلسلة برامجه اليومية المخصصة لمناقشة مواضيع الساعة مع مستمعيه، موضوعاً له أهمية كبيرة بسبب من علاقته بالوضع الحالي في المنطقة العربية ومستقبل شعوب الشرق الأوسط وأجيالها القادمة.

قد نختلف على تسمية "الربيع العربي" بالـ "الخرافة" حسبما جاء على صفحة الإذاعة المذكورة في مركز التواصل الإجتماعي – الفيسبوك -، لكننا بالتأكيد لن نختلف على أن ما حدث للدول العربية التي تغيرت أنظمتها الشمولية والديكتاتورية بفعل ما يسمى بـ "ثورات الربيع العربي"، لم تكن نتائجه كما كان متوقعاً له ان يكون من قبل الشعوب العربية المتعطشة لحياة جديدة تسودها مبادئ العدالة والحرية والديمقرطية تحت ظل أنظمة مدنية ودستورية وبدون محاصصات طائفية وعنصرية بعيداً عن كل مظاهرالحروب والإقتتال والدمار.

عدد لابأس به من المستمعين الدائميين للإذاعة المذكورة، أعرب عن آرائه التي جاءت تمثل وجهات نظر مختلفة تعتمد على الزاوية التي ينظر كل منهم من خلالها لعمليات التغيير التي حدثت وارتباطها بقناعات المستمعين الشخصية للمبادئ السياسية والدينية وغيرها. لكن الخط العام للنقاش كان يؤشر إلى خيبة أمل أغلبية المتحدثين بالنتائج السلبية لما يسمى بـ "ثورات الربيع العربي".

والمتتبع للتغييرات التي حدثت في الدول العربية التي شملتها "ثورات الربيع العربي" سيجد أن تطبيقاتها ونتائجها تختلف بإختلاف الدول وطبيعة مجتماعتها من النواحي الإجتماعية والسياسية والتأريخية والإقتصادية وغيرها. فما حدث في تونس اختلف عن ماحدث في اليمن وكذلك الحال عند المقارنة بين ليبيا ومصر وحالياً سوريا. فبعد أن مارس المصريون حقوقهم الإنتخابية وفق دستورهم الجديد عادوا فثاروا على من أنتخبوا، لأنهم وجدوا أن اختيارهم لم يكن صائباً! وهم بذلك فتحوا الباب على مصراعيه لعودة العسكر للحكم وهذه بادرة خطرة قد تحذو حذوها دولٌ عربية أخرى. اما " الثورة الربيعية" السورية فقد تحولت إلى حرب أهلية طائفية كان ثمنها أكثر من مائة ألف ضحية والحبل على الجرار. وجديد الأحداث محاولة بائسة في السودان لتحريك الشعب ضد النظام القابع على رقاب السودانيين منذ عشرات السنين، وربما سيحمل لنا التغيير السوداني حالة مغايرة تماما لما حدث في بقية الدول. ولا أدري لماذا يصر الإعلام العربي والغربي على تجاهل كون التغييرات التي حدثت في العراق منذ 2003 كانت هي بداية "ثورات الربيع العربي" وان النتائج التي تمخضت هناك مازالت تحصد رقاب آلاف العراقيين شهرياً.

فبعد ان كانت تونس الخضراء مقصد السواح من كل بقاع العالم لم تعد كذلك، فتأثر اقتصادها وأنعكس ذلك على مستويات المعيشة فيها ناهيكم عن معاناة شعبها من ظاهرة جديدة حيث تم زج الكثير من الفتيات التونسيات في "جهاد النكاح" في سوريا، وهاهن يعدن لتونس في بطونهن أجنة لآباء مجهولين ومتعددين. وهاهو الشعب الليبي يعود لطبيعته القبلية التي كانت سائدة حتى ما قبل حكم العائلة السنوسية فتتذابح القبائل فيما بينها لتسيل الدماء الليبية وتلتقي بانهار النفط الليبي.

إذن، ماهي البدائل الممكنة للأنظمة العربية (الديكتاتورية) الحالية؟ وما هو السبيل لضمان عدم تحول "الثورات الربيعية" إلى ديكتاتوريات رجعية جديدة؟

البديل هو قيام أنظمة ديمقراطية ترعى حقوق الإنسان العربي وتوفر له حياة كريمة أعمدتها العدالة والمساواة، بعيدا عن كل انواع المحاصصات الطائفية والعنصرية. فالديمقراطية هي اسلوب وممارسة حياتية تتضمن مجموعة من القيم المنظمة لتصرفات الدولة والفرد، والمحددة لطبيعة العلاقات بينهما. الديمقراطية هي الطريق السليم الذي سينقل الشعوب العربية من العصور المتخلفة الحالية إلى عصور تقدمية مدنية حديثة تبني وتعمل من أجل مستقبل أفضل يؤمن الكرامة للمواطن العربي ومستقبل أجياله.

هذه البدائل لن تأتي من لاشئ، ولن تحدث فقط بسبب رغباتنا وتمنياتنا لها. هذه البدائل لايتم أستيرادها عن طريق الحروب والإحتلال وضخ سيولة نقدية بقصد إنعاش الأسواق دون تنظيم وتخطيط أقتصادي مسبق. هذه البدائل لن تحدث مالم تكون الشعوب مهيأة لإستقبالها عن قناعة وإيمان عميقين بها. هذه البدائل تحتاج إلى طريق معبد ومهيأ لها، لأرض خصبة قادرة على رعاية ونمو عوامل وعناصر الديمقراطية. الديمقراطية لن تنجح مالم نمارسها جميعاً كأسلوب عمل في كل تصرفاتنا الشخصية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية. الديمقراطية لن تنجح والدولة تعيش تحت الإحتلال وتشل حركتها المحاصصات الطائفية. هذه البدائل لن تنجح مادامت مجتمعاتنا وتصرفاتنا الفردية مليئة بديكتاتوريات بألوان وأشكال مختلفة وعلى أغلب المستويات.


(لو كان بوعزيزي يعلم بما ستؤول له الأمور من بعده لما أحرق نفسه)

-;--;--;--;--;-



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتشتموا العراق . . . رجاءً ..!
- حادثة ما زالت مثار استغراب وتساؤل ..!
- الملعقة السادسة في ملحمة نضالية ..!
- غسان نخول . . نصير الضحايا
- دولة القانون بدون قانون !!
- ماتت عمتي ناجية
- هل تسمحون لي ... ؟
- إعلان عن تأسيس موقع إلكتروني خاص بالهيئة
- الدكتور كاظم حبيب في زيارة تأريخية لأستراليا
- إلى روح الشهيد إكرام سعادة
- كل الكفاءآت من أجل إعادة البناء
- بعضهم يولدون شيوعيون
- إلى اللقاء . . كامل شياع
- قيس أسطيفان ... مدعاة فخر وإعتزاز
- نحن أيضاً نستحق إعتذاراً
- مذكرة تفاهم
- براءة اختراع بامتياز
- لا - للعودة -
- قوات الصحوة؟
- لنعترف؟(مداخلة هادئة وعادلة مع الحملة العالمية لإيقاف العنف ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علاء مهدي - خرافة الربيع العربي ! هل من بدائل حقيقية للأنظمة العربية؟