أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - الناصرة اولا: الويل لمدينة تحتل فيها المشاعر مكان العقل!!















المزيد.....

الناصرة اولا: الويل لمدينة تحتل فيها المشاعر مكان العقل!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 22:45
المحور: المجتمع المدني
    



التاسع من كانون الثاني 1975، تاريخ لا ينسى. استطاعت مدينة الناصرة ان تؤسس اكبر تحالف حيث عرف باسم "جبهة الناصرة الديمقراطية" وانجاز أكبر انتصار اجتماعي وسياسي في تاريخ الأقلية العربية في إسرائيل.. بالفوز برئاسة بلدية الناصرة وأكثرية أعضاء المجلس البلدي، في معركة انتخابات حامية استقطبت اهتماما محليا كبيرا، خاصة في أوساط القوى الديمقراطية اليهودية، واهتماما دوليا واسعا ومواجهة سياسية شرسة مع السلطة بكل أجهزتها ورجالاتها.
المعركة كانت صعبة جدا، طويلة جدا، لكن في مرحلة معينة استطاع فرع الناصرة للحزب الشيوعي الذي كان يقوده المناضل المرحوم غسان حبيب ان يبني اطارا وحدويا جمع كل مواطني الناصرة تقريبا، من تجار، حرفيين، مقاولين، عمال، طلاب جامعيين، اكاديميين ، نساء ، رجال ومثقفين .. أقيمت تنظيمات لكل هذه الفرق ، يكفي ان انوه ان رابطة الجامعيين ابناء الناصرة التي قامت كجسم من أجسام التحالف الجبهوي وصل عدد أعضائها الى أكثر من 650 جامعي.
تلك المعركة أحدثت نهضة اجتماعية سياسية غير مسبوقة، خرجت الناصرة كلها لتنجز تحولا سياسيا هائلا. اثر ليس فقط على تحقيق تحولات سياسية في جميع البلدات العربية داخل الخط الأخضر، بإقامة جبهات محلية واندماج المثقفين والأكاديميين والتجار في العمل السياسي والبلدي بشكل لا سابقة له، إنما امتد التأثير وقتها الى ابناء شعبنا تحت الاحتلال في الضفة الغربية، حيث انجز شعبنا هناك ايضا نصرا كبيرا بانتخابات سمحت بها اسرائيل بوهم ان رجالها من عملاء تنظيمات عميلة قادرة ان تسيطر وتظهر الوجه الديمقراطي للاحتلال الاسرائيلي الذي "يسمح بانتخابات ديمقراطية"، النتائج كانت على طريق انتصار الناصرة، انتصرت القوى الوطنية الفلسطينية لتغير المناخ السائد وتقوم قيادات وطنية محلية معادية للاحتلال. من ابرز شخصيات تلك الفترة السيد بسام الشكعة الذي حاولت سوائب المستوطنين الفاشيين قتله بتفجير سيارته ولكنه بقي حيا رغم فقدان ساقيه.
التغيير في الناصرة لم يكن استبدال قديم بجديد ، لم يكن استبدال شكلي. كان تغييرا على مستوى استراتيجي عميق للغاية، مثل هذا التغيير لا يحدث لأن بعض الطامعين بكرسي رئاسة البلدية طرحوا شعار التغيير. التغيير هو عملية تاريخية نضالية وفكرية تحتاج الى تنظيم طليعي يطرح رؤية جديدة ، يملك الامكانيات الانسانية في توفير قوة دفع اجتماعي وسياسي لإحداث ما يشبه الثورة الاجتماعية. هذا ما احدثته جبهة الناصرة عام 1975. لم يكن شعار التغيير وقتها شعارا كل قيمته لا تتعدى الحبر الذي صيغ به كما هو حال شعارات اليوم، او الصور العملاقة التي زينت به، تحت صور أشخاص اتحدى ان يفسروا مفهوم التغيير الاجتماعي او التغيير الاداري او التغيير السياسي. لأسهل عليهم التحدي انوه باختصار بأن التغيير هو ناتج تفاعلات ظاهرة وباطنة ، تفاعلات موضوعية وذاتية، لا تحدث بشكل عشوائي انما بشكل مخطط ( هذه التجربة اثبتها الناصرة في انتصار الجبهة وثبتت صحتها في انتفاضة الشعب المصري ضد مبارك وثم ضد مرسي) التغيير هو ظاهرة ملاصقة للحياة وللوجود الإنساني وبالتالي فهو يرتبط بقوى التغيير التي تنطلق من قاعدة فلسفية وفكرية مندمجة بواقع اجتماعي ، سياسي وفكري وليس بفرد حالم بوظيفة او بمشيخة!!
من البديهي ان يكون وراء فكرة التغيير جسم سياسي او منظمة مجتمع مدني دورها اشبه بالبارومتر الاجتماعي والسياسي، تصيغ الأهداف وتقود المجتمع نحو انجاز اهدافه في اطار عقلاني، واع ، مدروس ومطابق للواقع وليس للنزوات الفردية او لحسابات انتهازية من أفراد او أجسام سياسية تحركها ميولها وليس فكرها.
اذن التغيير ليس رغبات لشخص يتوهم ان رفع الشعار يحدث الفعل (التغيير)، في هذه الحالة الفضاء مفتوح أيضا على رد الفعل المضاد. أي ان الجمهور يملك وعيا للفرز بين الشعارات التي لا رصيد لها وبين الطرح العقلاني الموضوعي الذي يملك رصيدا وتجربة مثبتين.
اذن التغيير لا يحدث بشكل عفوي لأن علي او حنين او توفيق او يوسف رفعوا شعارات التغيير. الفلسفة تفسر الثورة الاجتماعية (تغيير السلطة) بانه نتيجة افلاس النظام الحاكم وعدم قدرته على استمرار تسويق نفسه للمواطنين ، ولأن المواطنين لم يعد باستطاعتهم تحمل النظام القائم. هل هذا هو واقع الناصرة؟ ام هي اوهام المنافسين لجبهة الناصرة؟ هل نحن امام نفس الواقع الذي ساد عشية انتصار الجبهة عام 1975؟ ام نحن امام عروض لنزوات شخصية عابرة، مهما انجزت ، ستكون مؤقتة ومؤقتة جدا في أي حساب تاريخي بسيط؟
الحركة الاسلامية وصلت في الناصرة الى انجازات كبيرة في العضوية، وفي المنافسة على الرئاسة. اعلنت قبل الانتخابات انها لا تشارك في هذه الانتخابات، فجأة نجد اسمها يبرز مع قائمة توفيق ابو أحمد، لا بأس ، من حقهم ان يكذبوا ومن حق توفيق بعد ان رأى نفسه على حافة الفشل ان يستنجد بمن يشاء.. كالمستنجد من الرمضاء بالنار!!
هل هذا سيجعل شعاره عن التغيير اكثر قيمة؟ او انه البديل .. هل نريد بديلا ولدينا الأصيل ؟
التغيير يحدث بقوة التحضيرات ، بصفتها عملية اجتماعية سياسية تنفذ على مراحل ، تماما كما نفذها الحزب الشيوعي في الناصرة قبل اقامة الجبهة وتحقيق اكبر انتصار للجماهير العربية في اسرائيل. ان قوة انطلاقة عملية التغيير تبرز عبر المراحل الأولى لتتحول الى قوة جارفة لا يمكن ايقافها ، بل تصبح اشبه بكرة الثلج المتدحرجة، تزاد حجما واندفاعا، هذا ما حدث عام 1975، فأين "تغيير" اصحاب القوائم الشخصية من تلك التجربة؟
كيف سينجزون التغيير بغياب التأثير على هيكل وبنيان وأداء الكيان الاجتماعي او الاداري او البلدي في حالتنا..؟
انتصار الجبهة عام 1975 هو مادة للدراسة السياسية والفكرية عن الاعداد السياسي بحكمة وتأني وصبر عبر رؤية فكرية واجتماعية للواقع المأزوم وقتها، التحضير الجماهيري لانجاز التغيير ولا يبدو لي ان مستعملي هذه الشعارات على وعي بأبعاد هذه التجربة، ربما لبعد
المسافة عن قطر..
يمكن ، للتسهيل على اصحاب الشعارات التي لا يفقهون معناها ان نُعرف التغيير بأنه ناتج الجهد البشري في محاولاته لإصلاح واقعه وللتغلب على المشاكل التي تحد من طموحاته.
فهل في واقع الناصرة مع ادارة بلدية تسهر على تنفيذ ارقى المشاريع وأكثرها الحاحا في ظروف سياسات رسمية تمييزية وإضطهادية ضد الأقلية العربية، يبقى لشعار التغيير من معنى ايجابي، ام ان التغيير يصبح صراعا للوصول الى منصب وامتيازات شخصية ومخترة قبلية؟
ارى ان الناصرة فوق كل الأطماع الشخصية. نريد مدينة تواصل تطوير مجتمعها المدني الحضاري، نريد مجتمعا متنورا وليس مجتمع مخاتير. نريد ادارة تخطط وتقود التطوير وليس ادارة توزع الوعود ولا تنفذها... ادارة بلدية ليست وعودا على دفتر جيب تنسى بعد التسجيل. نريد ادارة تؤتمن على اولادنا ومستقبلهم ، ولا تتصرف بمقدرات البلدية حسب اهواء شخصية مخالفة لكل عرف قانوني.
اعطوني تفسيرا للتغيير الذي ترقصون على انغامه لعلي ارقص معكم!!
شعارات "نحن لها" و "إسّا وقتها" و" نحن البديل" والصور العملاقة و"البلدية لكل الناس" لا تخاطب عقل انسان حضاري بل تخاطب مشاعره، واذا احتلت المشاعر مكان العقل فالويل لهذه المدينة !!ّ
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الرد على الرد الذي اثاره مقال جواد بولس
- يوميات نصراوي: زعماءنا غادروا الوطن قسرا / احبسوا انفاسكم:بع ...
- يوميات نصراوي: رسالة لشباب التغيير ونبذة من تاريخنا!!
- يوميات نصراوي: أزاهر بأريجها هذي الدنا تتعطر*
- لمن نسلم الناصرة؟!
- يوميات نصراوي: نوستالجيا انتخابية
- انتخابات الناصرة: رامز جرايسي متهم باستمرار الاستيطان؟!
- لنحسم المعركة الى جانب القوى المدنية الحضارية في الناصرة
- انتخابات السلطات المحلية العربية: الى أين ننزلق؟!
- يديعوت:عملاء مخابرات يهود تزوجوا نساء فلسطينيات بهدف الوصول ...
- يوميات نصراوي: وداعا موسكو
- يوميات نصراوي : مع محمود درويش في موسكو
- انتخابات بلدية الناصرة: يجب وقف الصراع بين الجبهة وعلي سلام! ...
- إذاعة الشمس منبرا ومدرسة إعلامية مميزة تحتفل بعيدها العاشر
- اسرائيل مستقبل مشكوك فيه
- يوميات نصراوي: يا عدرا يا أم المسيح ارفعي عنا التصاريح
- الدكتور محمد البوجي* يحاور الكاتب والناقد نبيل عودة حول معنى ...
- يوميات نصراوي: خمسة زهرات تقتل بوحشية
- الناصرة عشية انتخابات بلدية: يجب احداث نقلة نوعية
- حين تصبح القبيلة دولة..!!


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - الناصرة اولا: الويل لمدينة تحتل فيها المشاعر مكان العقل!!