أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كاظم الموسوي - تشويه المفاهيم هدف مرسوم














المزيد.....

تشويه المفاهيم هدف مرسوم


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 13:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لماذا السعي الى تشويه المفاهيم المعروفة وتخريب مدلولاتها؟. وما الهدف من التشويه؟. هل هذه ممارسات عفوية او ضيق افق او غباء مشهود؟. ام انها مدروسة ولغايات واضحة مرسومة بدقة، وعمل يراد منه ان يؤثر بكل بساطة في المقصود منه؟. إذا كان هذا بهذا الشكل والأسلوب فهل يمرر بسهولة ويسر الى من يهمه الامر ويستهدف عقله وكيانه؟. التشويه كما يبدو مطلوب للمفاهيم بكل الاساليب واستغلال كل وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمقروءة والتواصل الاجتماعي والإصرار عليه لتسفيه الوعي الاجتماعي الانساني وتزييف الاهتمام البشري وتشتيت الإدراك الحسي بتلك المفاهيم ودلالاتها التي وجدت من اجلها او في سبيلها. كما ان استخدام وسائل اعلام العار الرسمي العربي المتعددة والمتنوعة وشراء شخصيات عرفت يوما من دعاة هذه المفاهيم لا يعني غير ذلك، وانه تكليف لها او مخطط القيام به والتمويه له، وهذا ما ينبغي الالتفات له والانتباه والتحذير منه.. اذ ان هذه المفاهيم معروفة بمعانيها ومدلولاتها وأي تحريف لها يغير منها او يفقدها المعاني الدالة عليها او وصفها الحقيقي. وهو كما يلاحظ بديهيا ما تسعى وتعمل عليه هذه الوسائل والقائمون عليها. فلا يمكن ان يكون وضعها في غير محلها بدون قصد مدروس بعناية وجدية كبيرة لتمريره وتحقيق ما تصبو اليه الجهات الساعية وراءه. وتقع المسؤولية بالتالي على كل من يسهم في هذه الوسائل ويستخدمها ضمن مساعيه او اجندته المنظمة له ولأمثاله، اذ لا يمكن ان يقبل راضيا وموافقا ضمنا ومدعيا القابا كبيرة للتعريف به بعد هذا التشويه، والفذلكة والحذلقة "المثقفاتية" لتغطية هذه الاعمال، فهو هنا متواطئ ومنافق فكريا وسياسيا ومشترك في كل المسار المشبوه ويزيدها طبعا استخدامه لها كغيره ممن عرفوا باسمها او تمنطقوا بها في حين من الزمن او في فترة ما، وصارت اليوم وسيلة او مدخلا لتلك المخططات الخطيرة. هذا بمعنى اخر سلوك مخز وعار حقيقي، وإلا ماذا تسمى مثل هكذا تصرفات ومساع مبذولة؟. ان قيمة اية وسيلة اعلامية تكمن في اساليبها واستخداماتها وتقديرها للمهنية والموضوعية. ولهذا فان تشويه هذه المفاهيم لا يمكن إلا ان يكون مخططا له ومطلوبا كما يبدو ليس لها وحسب وإنما لحالات التعبير عنها، وهو ما يتطابق مع وقائع حال مصادرها والجهات الموجهة لها.
توضح تلك الاساليب ان اصحابها يقومون بها ضمن اطارات مقرة وتتخادم مع جهات وقوى الاستعمار الصهيو امريكية التي تخوض صراعاتها وتشن حروبها العدوانية في عالمنا العربي خصوصا، فتمارس ذلك وتعمل في سبيل تحقيق الاهداف منها. أي انها تحولها الى جزء من اساليب حربها المفتوحة العدوانية. وتترك لمستخدميها الفعليين ما يمكنهم من التعبير بوسائلهم المتبجحة والضالعة في خدمة اهدافها. حيث ان هذا التشويه، كما سبق الذكر، يشمل الوعي والذاكرة والتأريخ وصفحات النضال والشهداء والأجيال، ولا يعني المفاهيم ووحدها فقط بل ويتضمن ايضا قيمتها الفعلية وآثارها العملية.
بين هذه المفاهيم مفهوم الثورة. الذي يجب ان يجل ويحترم تاريخيا وواقعيا وعملا وخبرة ودروسا. بينما تضع وسائل الاعلام المذكورة هذا المفهوم عنوانا لحلقات وبرامج تقدمها كل يوم بما لا يتوافق مع دلالاته ومعانيه وصورته وسجلاته، فيكشف الاهداف والمساهمات المطلوبة منها. فهي من جهة لا تؤمن مطلقا، وبحكم موقعها ومموليها، بمعنى هذا المفهوم ولا تقر بدلالاته. كما لا يعبر، كل ما يعرف عن مشاريع وخطط اصحابها ومموليها، عن حرص وصدق له. فما تقدمه وتبشر به وتروج له وبهذه الاشكال والأهداف يجعلها ضالعة ومشاركة فعلية، وما يزيد عليه تفاصيل فيما يخطط بعده وما يلحقه من تطورات اخرى. ومن الجهل اعتبار هذه الوسائل لا تعي ما تقوم به وتسهم فيه. يضاف له وهو امر معلن وليس سرا ان هذه الوسائل مملوكة لأصحابها الذين لا يعرف عنهم انهم يؤمنون بهذا المفهوم او بأي معنى له. كما انهم يمنعون استخدامه في بلدانهم ويحرمون شعوبهم من حقهم فيه. بل انهم يتهيبون منه كما يرعبون من اسمه وذكره. فكيف اصبح معزوفة مكررة، وحديثا يوميا؟. كيف يمكن فهم ان مصدر ومحرك وممول هذه الوسائل يعترف بالمفهوم ودلالاته؟. وأصبح مسموحا له ان يتم بهذا الاسلوب وبالغايات التي يوضع فيها والتي يمارسها بعض الدعاة الذين يتسابقون في ترسيخ تشويهه وتدمير فكرته وهدفه. ولعل ما يجري من تشويه مقصود يخدم اصحابه ومخططاتهم ولكن، وهذا المهم، لا يعني انه سيتغير في هذه الاساليب والممارسات. فتاريخ المفهوم وبمعناه الايجابي يظل هو هو.. بل يصبح اكثر تجديدا وإلهاما للشعوب المكافحة ضد التسلط والدكتاتورية والقمع والتخادم مع الاستعمار والقواعد الاستعمارية والأحلاف والنهب والفساد. وهو يعني بكل المعاني تغييرا جذريا في كل الصعد والمستويات، وإنهاء مرحلة تاريخية كاملة وإعداد صفحات جديدة لمرحلة تاريخية جديدة. هذا ما عناه المدلول وبناه مفهومه. وكل من تصرف بخلافه لا يعمل إلا لزيادة ابعاد الشعوب عنه وتدمير الانتفاضات الشعبية المكافحة من اجل الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد والعدالة والتنمية الشعبية وحرمانها منها.
هذا مفهوم واحد تطرقنا اليه لما استهدف به وقصد من ورائه. يعكس خوف تلك الوسائل وأصحابها ودعاتها المروجين لها والناكرين للتاريخ وعبره، والكاذبين لتاريخهم ودروسه. وهو اذ يعني ما يعني ان هذه الوسائل اذ تستهدف هذا المفهوم بحد ذاته فهي تمارس ذلك مع غيره وربما مع كل ما يعنيه ان يكون. وهي في تشويهها وتخريبها تمارس دورا كبيرا في خدمة اعداء الشعوب ومصالح الامة والوطن. وبهذا العمل تشارك هذه الوسائل كما اصحابها في الحرب والعدوان، في دور او ادوار لم تعد مخفية ولن تنطلي على أحد، تمنحها شهادة سوداء لها في التاريخ العربي المعاصر لن تنساها الشعوب وقواها الوطنية والتقدمية.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استطلاعات الرأي وكلاب الحرب
- قبعة موفق
- العراق: جيش وسياسة
- العراق: البعبع! *
- العراق: تحالفات سياسية*
- العراق: أحزاب وسلطة *
- العراق: البحث عن استقرار
- الاسلمة السياسية في العراق
- دروس من تركيا
- التحديات الامنية في المنطقة
- وصمة عار لا تمحى
- الاول من ايار.. عربيا
- عشر سنوات.. الانسان موقف
- عشر سنوات.. والعراق جريح
- بعد عامين.. الى اين؟
- قمة تقسيم العالم العربي
- عدم الانحياز وحكم القانون
- الوحدة الوطنية صمام الاستقرار
- غائب وغالب
- صراع القهر وعبد الصبور


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كاظم الموسوي - تشويه المفاهيم هدف مرسوم