أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى














المزيد.....

وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 11:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


نجح الرباعى الراعى للحوار الوطنى بعد أشهر طوال من التفاوض ومحاولات الضغط على حزب النهضة، فى لمّ شمل الخصوم السياسيين، وتحديد موعد انطلاق هذا الحوار ولكن تعثّر مسار انطلاق الحوار، وهو أمر متوقع فى ظل:

●-;- عدم الاتفاق على صيغته: هل هو حوار مشروط مثلما تطالب بذلك جبهة الإنقاذ التى تشترط إعلان الحكومة استقالتها وإعلان موعد تشكيل حكومة جديدة، والإمضاء على خارطة الطريق قبل الجلوس على «طاولة الحوار».

●-;- حرب كلامية استعرت بين قياديى حزب النهضة وقياديين من الجبهة الشعبية وحزب نداء تونس بالخصوص مدارها تحديد مسئولية الحكومة، ومن ورائها حزب النهضة عن اغتيال الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى. وهذا المناخ القائم على التراشق بالتهم، والتعبئة النفسية والعنف اللفظى والتذكير بأحداث عنف وقعت منذ عقود من النشاط السياسى داخل المؤسسات الجامعية وغيرها لا ييسّر عمليات التفاوض.

●-;- أزمة سياسية مشفوعة بأزمة ثقة عميقة جعلت المسئولين المشاركين فى الحوار يوجّهون رسائل طمأنة للتونسيين تؤكد لهم حصول التوافق بين الفرقاء السياسيين فى حين يتولّى قياديون آخرون التصريح بمواقف متباينة تنمّ عن احتراف «اللعب على الحبلين» أو الرغبة فى كسب الوقت، والبقاء فى مواقع السلطة أكثر فترة ممكنة.

●-;- وعى أغلب الفاعلين السياسيين باهتزاز صورتهم أمام الشعب لاسيما بعد ضياع مصداقية الفعل السياسى وضعف الخطاب السياسى، وضمور الشعور بالمسئولية والحس الوطنى. وليس أدل على ذلك من دخول مختلف الفاعلين فى مفاوضات متشنجة استبقت الحوار بسبب اشتراط التوقيع على البيان، وفى الوقت نفسه يعلق عماد الدايمى أمين عام حزب المؤتمر على تعطل الحوار بالتشكيك فى حيادية المنظمات الراعية للحوار كالاتحاد العام التونسى للشغل ورابطة حقوق الإنسان... والاستهزاء بمواقف تبنتها المعارضة وذلك على صفحته الخاصة بالفيسبوك.

●-;- مناخ اتسم بتعاقب أحداث ذات صلة بالإرهاب. فمع كل يوم يتم العثور على أسلحة والكشف عن عمليات تهدف إلى زعزعة الاستقرار فضلا عن شبكات للتهريب وغيرها، وهو الذى يؤكد مرة أخرى عجز السياسيين عن إقناع الرأى العام المحلى والعالمى بحسن مآل المسار الانتقالى من جهة، ويضاعف شعورهم بالعجز من جهة أخرى.

●-;- تواصل الاحتجاجات وعمليات الانتحار حرقا واستياء الناس من مهزلة «التوافق الوطنى»، وانتقادهم المستمر لجميع الفاعلين السياسيين حكاما ومعارضة، وفقدان الأمل فى التوصل إلى مخرج.

●-;- تعقد الوضع الاقتصادى واستمرار ارتفاع الأسعار وتدهور المقدرة الشرائية واستمرار التصريحات المخبرة عن «وضع اقتصادى كارثى» مما انجر عنه حالة استياء شعبى وشعور بانسداد الأفق.

●-;- هيمنة شعور عام لدى التونسيين، وخاصة الشبان الذين قادوا هذه الثورة، بأن مصيرهم ارتهن بيد فئة «غريبة» عن المسار الثورى، حولت وجهته وغيرت طابعه ومضامينه، وأفرغته من بعده الأخلاقى والإنسانى والحضارى. فشتان بين مطالب الثوار: حرية، عدالة اجتماعية، مساواة... وبين ما آل إليه الوضع من نزاع أيديولوجى حاد... وشتان بين أحلام الثوار بإرساء مناخ من الحريات وبين واقع يُدان فيه الشبان بسبب التعبير عن مواقفهم أو أفكارهم أو بسبب أغانيهم أو تغريداتهم أو سلوكهم أو أشكال تعبيرهم الفنية عن حقوقهم فى المشاركة فى الشأن العام... فلا غرابة أن تنطلق مبادرة شبابية جديدة «سيّبونا» أى أطلقوا سراحنا مدافعة عن حرية التعبير ومنددة بانتهاكات حقوق الناشطين والفنانين والمبدعين، وبالإيقافات التعسفية.


ونظرا إلى هذه العوامل المركبة والمعقدة التى تؤثر فى مسار مبادرة الحوار الوطنى»، وهيمنة مناخ من الشك والريبة والعداء والبغضاء نرجح أن مستقبل تونس سيبقى فى «منزلة بين منزلتين»، معلقا بين السماء والأرض، ينوس بين رغبة فى تجاوز التحديات وتحقيق المصالحة، وحرص على تصفية الحسابات: حسابات الماضى التى خلفت جراحا مازالت تنزف.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟
- «حقّ مجاهدات النكاح فى هبة أجسادهن للثوّار»
- رجعونا الماضى بعذابو وبقساوته..
- السياسة والحجاب
- السياسة كده
- عن أي ربيع تتحدثون وبه تفتخرون؟
- إنّ غدًا لناظره قريب
- رداء الدين خير «ستار» للعيوب
- ما عاد «الشعب» قطيعًا يساق قسرًا إلى «بيت الطاعة»
- حكومة شرعية.. وإرهاب واغتيالات سياسية
- إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فليتمرّد
- إياك أعنى.. واسمعى يا جارة
- تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس
- مصر التى فى خاطرى
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى