أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماري اسكندر عيسى - داعش غريبة عن الثورة السورية















المزيد.....

داعش غريبة عن الثورة السورية


ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)


الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 20:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


داعش غريبة عن الثورة السورية:
قدمت الجماعات الاسلامية المتطرفة المقاتلة في سورية خدمةً للنظام السوري فاقت الدعم الذي يقدمه حلفاءه ايران وروسيا ..فقد استطاعت تشويه الثورة وحرفها بشكل مطلق عن أهدافها في دولة مدنية قوامها الحرية والعدالة لكل السوريين..
فقد كانت ممارسات دولة العراق والشام التي اعلن عنها "ابو بكر البغدادي "والتي اطلق عليها الناشطون داعش من الاسباب التي جعلت الجميع يتخوف من شكل المعارضة المسلحة الذي أمست عليه..فهل فعلا داعش تمثل المعارضة المسلحة؟والجواب بالطبع لا...
تعددت التحليلات التي حاولت معرفة مصدر داعش ومن هي ومن هو الذي يدعمها وكيف دخلت الاراضي السورية لتتقارب من وجهة النظر القائلة أنها اندماج بين أعضاء النصرة المنشقين وبين القاعدة القادمة من العراق من سجون المالكي، إضافة لسجناء سجن صيدنايا المتشددين والمتطرفين والذين خرجوا بعفو من النظام بشروط العمل داخل سوريا..لتؤدي خدماتها للنظام كما تفعل اليوم..
داعش لا تمثل الثورة السورية يمثلها غيث مطر الذي قابل الجيش السوري في داريا بالورود وقابلوه بالاعتقال والتعذيب والقتل..يمثلها ابراهيم القاشوش الذي انتزع النظام حنجرته لانه هتف للحرية وتمايل على صوته مئات الآلاف وهم ينشدون أهازيج الحياة والحرية...يمثلها المناضل المثقف مشعل تمو الذي اغتالوه لانه كشف زيفهم ومؤامراتهم وقابلهم بالحديث الواعي ..يمثلهم الشاب المخرج باسل شحادة الذي قتلوه وقتلوا كاميرته. يمثلها الكثير الكثير من الاحرار، يمثلها الكثير من الاطباء والمثقفين والمحاميين والصحفيين وطلاب الجامعة الذين هتفوا للحرية ووقفوا ضد الظلم فكان مصيرهم إما القتل او الاعتقال او التهجير...يمثلها المعتقلون الابرياء من الشباب والفتيات والنساء والرجال الذين هبوا للمطالبة بالحرية. فكان مصيرهم الاعتقال حتى قارب عدد المعتقلين المئتين والخمسين الف معتقل..عدا المخطوفين ومجهولي المصير.. والنظام بهذا الاعتقال والعنف الممنهج غير عابئ بكل قوانين ودساتير الكون. يمثلها الأطفال شهداء الحرية وشهداء الكيماوي في الغوطتين الذين كان ذنبهم أنهم ينتمون لمنطقة فيها الاحرار الذين يدافعون عن الظلم. الثورة السورية يمثلها كل شخص خرج وهتف للحرية والكرامة رافضا الذل والمهانة ...
أما داعش فهي فخا نصبه النظام للثورة، وقع فيه الجيش الحر حين سمح لها أن تقاتل في صفوفه مدعية محاربة النظام واسلحته وإجرامه. وحين غض الطرف بداية عن أخطاء داعش ودافعت المعارضة عن النصرة كونها قامت بعمليات نوعية أوجعت النظام ..فكان الجيش الحر كمن يتعلق بقشة وسط محاصرته بدون طعام ولا اسلحة وامام تخلي العالم عن دعم الثوار السوريين. فقد اغراه ما تحصل عليه النصرة وداعش من أسلحة وامدادات لا يطالها افراد الجيش الحر . ولو كانت من مصادر مجهولة...حتى زادت أخطاء داعش وكشف المستور، ففي حين كان المفترض ان داعش تحارب النظام وجهت سهامها للجيش الحر واعلنت الحرب عليهم كما فعلت في شمال سوريا في اعزاز حين اعلنت الحرب على قبائل الفاروق ..وقتلت قادة من الجيش الحر..إضافة إلى ممارساتها وادعاءاتها الدينية التي لاقت نفورا شعبيا وتنكرا من الاسلام الشعبي والمعتدل، فحقيقة ما تقوم به داعش لا علاقة له بالدين الاسلامي لا من قريب ولا من بعيد. وتبدى ذلك واضحا حين رفضت السماح للمسعف باسعاف صحفي مصور بحجة انه كافر،، والامثلة في هذا السياق كثيرة. كما انها كانت تتقصد الذهاب إلى المناطق المحررة من قبل الجيش الحر لتنكل بأهلها وتفرض قوانين متشددة وتنفذ احكام جائرة بحق الناس كما فعلت بالرقة ودير الزور وحلب وادلب ودرعا ..ولا ننسى مرورها بأماكن آمنة "بالتنسيق مع النظام كما اعتقد" كبلدة معلولا لتزيد خوف الاقليات من الجماعات المتشددة...
ولا ننسى ترويجها المستمر لنيتها في إعلان الامارة الاسلامية. وقد أعلنت فعلا بلدة الدانا في ريف ادلب إمارة اسلامية. الامر الذي زاد من تخوف عامة الشعب من مثل هذه الافكار. خصوصا بعد نشرها لفيديوهات تعذيب ومعاقبة من تراه مذنبا وكافراً؟؟ إلى جانب ما قامت به ايضا من سرقة ونهب في شمال ادلب لتمويل نفسها في البداية.
ما قامت به داعش أضعف المعارضة وجعل موقف النظام اقوى في حجته أنه يحارب الارهابيين أمام العالم...الامر الذي جعل الغرب وامريكا "الى جانب اسباب اخرى" تتردد في دعم ثوار المعارضة خوفا لان تصل الاسلحة الى يد متطرفين ومتشددين وهم لا يريدون دعم الارهاب، بل محاربته. وكأن الارهاب مرتبط بالاسلام..وهذا المفهوم الذي ابدعت داعش بتأكيده عبر ممارساتها وبياناتها .....
منذ بداية الثورة رفع الثوار شعارات بريئة من اي صبغة متطرفة على عكس ما كان يروج له النظام (حديث بثينة شعبان وغيرها). وحين لوحظ في بعض المناطق انها كانت ترفع بين فترة وأخرى شعارات في مظاهرات توحي بدولة اسلامية سرعان ما كان يتنبه لها المتظاهرون ويعلنون رفضهم لها كونها لا تعبر حقيقة عن حلمهم بالعدالة والكرامة ..وماقدمته كفرنبل من لوحات وشعارات أثارت اهتمام العالم من سعتها الثقافية وامتداد أفقها...ورسم مستقبل جميل ومطمئن لجميع من في سورية. وهذا يؤكد ان هناك اختراق واضح منذ البداية كان يخطط لتشويه الثورة ومبادئها. وللاسف بعض الوسائل الاعلامية كانت تركز عليها عن طيب نية او عن سوء نية...الامر الذي جعل الثورة في مأزق حقيقي..فالنظام كان يستغل تلك الممارسات من داعش ليدعم اسباب دحضه للثورة بأنها ليست سوى حركات اسلامية وأنه مع المعارضة الداخلية ..وتصريحات المعلم تدل بشكل قاطع أن النظام هو المستفيد من كل ممارسات دولة العراق والشام الاسلامية في دعم حججه امام الرأي العام وبالتالي انه وراءها وهو من صنعها..
اليوم المعارضة استيقظت وقررت التخلص من داعش ولو متاخراً. وظهر هذا عبر دعوة وجهت لداعش بتاريخ 2-10-2013من جميع الفصائل الاسلامية ومنهم لواء التوحيد في حلب وأحرر حلب لخروجها من ريف حمص وحلب واهملتها 48 ساعة للخروج . كما خرج الناطق الرسمي الاعلامي للائتلاف لؤي المقداد ليوضح أن داعش فصيل من الحزب الثوري الايراني تضرب الجيش الحر من الخلف، ودخل بتنسيق من مخابرات سورية والمالكي وايران، وأن وجودها غير مرغوب به، ويبقى السؤال هنا، هل ستجدي مثل هذه الخطوات في إخراج داعش من سورية، والتوقف عن القتل والتدمير؟ بكل الاحوال هذه خطوات صحيحة ولا بد منها .
ويحاول سوريون أحرار توقيع بيان يرفض فيه ممارسات وتصريحات تنظيم "داعش" المعادية للثورة السورية، وفيما يلي نصه:
نحن، السوريين، الموقعين أدناه، نعلن ما يلي:
نرفض رفضًا قاطعًا ممارسات وتصريحات بعض التنظيمات المسيئة للثورة السورية والمعادية لقيمها وتطلعاتها، وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش". فهذه الثورة، كانت وستبقى، ثورة كل السوريين الساعين إلى استعادة حريتهم وكرامتهم والتخلص من النظام الديكتاتوري القائم، في سبيل قيام نظام ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم وعقائدهم. ونرفض محاولات المتطرفين ابتزاز الشعب السوري الثائر وممارسة الوصاية عليه، باسم الدين. فالتطرّف المستبد والنافي للحريات مرفوض، سواء تم باسم الممانعة والمقاومة او باسم الدين والعقيدة. ونطالب بخروج كل المقاتلين الأجانب (من داعش وحزب الله وغيرهما) من سورية، وبعدم محاولتهم فرض أجندتهم الخاصّة التي لا تمثّل تطلّعات الشعب السوري وقواه الثائرة. ونرفض أي عملية فرض لأجندات خارجية تمس شكل الدولة ونظامها السياسي أو فرض أطروحات لا تلائم المجتمع السوري، ولا تحقق أهداف ثورته الشعبية، ثورة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. ونؤكد أن كل تدخل خارجي، حيثما كان، أو أي محاولة لفرض قالب سياسي جاهز على المجتمع السوري والدولة السورية، هو تعدٍّ على حقوق المواطنين السوريين الذين قدموا الكثير من التضحيات في ثورتهم الشعبية في سبيل تقرير مصيرهم بشكل ديمقراطي. ونعيد التذكير بأهداف ثورة الشعب السوري وثوابتها ومبادئها السياسية التي اصبحت بمثابة مرجعية جامعة لمجمل اطياف التيارات السياسية السورية وهي: بناء دولة بنظام ديمقراطي تعددي قائم على تداول للسلطة وعلى مواطنة متساوية أمام قانون عادل يحترم الحقوق والحريات العامة التي ينظمها دستور للبلاد منبثق عن إرادة شعبية توافقية لا مكان فيها لأي إكراه داخلي أو قسر خارجي. ونعيد التأكيد أن سوريا، مهد الحضارة والأديان وأم التسامح والتعايش الثقافي والاجتماعي، لا مكان فيها لمشاريع تفرض من الخارج، فلشعبها وحده حق تقرير مصيره وتحديد هوية دولته ونظامه السياسي – بعد التخلّص من النظام المستبد الحالي - ضمن تعاقد اجتماعي يتوافق عليه كل مكونات المجتمع السوري، وفق تطلعات ابنائه ووفق روحه الثقافية الخاصة التي تعكس تسامحه وانفتاحه واستيعابه للتعددية والتنوع...
أخيراً: رغم كل الصعاب والازمات ورغم تخلي الجميع عن هذه الثورة ومحاولة تشويهها سيبقى الشعب السوري الحر أمينا لمبادئ الثورة وصامدا حتى يحقق حلمه في دولة حرة ديمقراطية ..دولة عدالة ومواطنة...
لأنه من المستحيل ان يبقى الظلام..!! ربما يتأخر الفجر قليلا..لكنه آت..وسيدخل من كل الشقوق وحتى من النوافذ المهترئة وفوق الابنية المدمرة وفوق التراب الذي عبق بدم الشهداء من اجل ثورة الحرية والكرامة ..فهل يتحقق الحلم ولو بعد حين؟؟؟؟؟؟؟؟



#ماري_اسكندر_عيسى (هاشتاغ)       Mary_Iskander_Isaa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الروائي هاني الراهب قبل وفاته
- الشيخ والبحر لارنست همنغواي مترجمة باللغة الآشورية
- الانتحار- ظاهرة خطيرة في اقليم كوردستان
- لماذا تخلى العالم عن السوريين في ثورتهم
- قراءة في كتاب عن ديوالي دوسكي ..للباحثة تريفة دوسكي
- قراءة في رواية أحلام مستغانمي -الاسود يليق بك-
- معرض اربيل الدولي للكتاب


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماري اسكندر عيسى - داعش غريبة عن الثورة السورية