أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حوار مع سامان كريم حول بحث -الحزب, افقه ومكانته-, في الاجتماع الموسع للجنة المركزية.















المزيد.....


حوار مع سامان كريم حول بحث -الحزب, افقه ومكانته-, في الاجتماع الموسع للجنة المركزية.


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار مع سامان كريم حول بحث "الحزب, افقه ومكانته", في الاجتماع الموسع للجنة المركزية.

الى الامام: في البحث الذي قدمته "الحزب ومكانته" في الاجتماع الموسع الثامن والعشرين، والذي شاركك الرفيق فارس محمود، لماذا لم يتحول الحزب بعد 20 عام من تأسيسه الى قوة مؤثرة او رقما في المعادلة السياسية في العراق؟

سامان كريم: البحث الذي قدمناه أنا وفارس محمود, كان اسمه "الحزب ومكانته" وكان عنوانه موضوع النقاش, براي هو أشمل من بحث "موقع ومكانة الحزب". بامكان اي كادر في الحزب, أن يرى بسهولة موقع الحزب في المجتمع, دون اي تحليل او تنظير. كنه هذا البحث بالنسبة الي, هو بأي إتجاه تتجه أشرعتنا؟ ماهي بوصلتنا وهل لدينا فعلا بوصلتنا الخاصة بنا كشيوعيين على غرار تقاليد وعمل ماركس؟ ومن هم الذين داخل هذا الشراع؟ ماهو اسلوب عملهم لمواجهة القضايا اليومية ومواجهة الاعصار القادم شرقا وغربا, شمالا وجنوبا؟ هل هؤلاء مشاركون في تحديد البوصلة ام هناك بوصلات مختلفة؟ وأخيرا وفق اية استراتيجية واية سياسة واي اسلوب عمل واي تنظيم بامكاننا, ان نقود المركب الى بر الامان, والى تحقيق اهدافنا واستراتيجيتنا؟ هذه هي الاسئلة المتضمنة في بحثنا واجابتنا عليها ضمن البحث الذي قدمناه. ومن خلال هذا البحث بامكان اي شخص ان يرى "موقع الحزب ومكانته".

بامكاني ان ألخص هذا البحث والاجابة على سؤالكم: لماذا لم يتحول الحزب بعد عشرون عام من تأسيسه الى قوة مؤثرة...؟ حيث جاوبت على هذا السؤال قبل اكثر من سنتين في بحث "التحزب الطبقي.... بصد تجربتنا في العراق" واقتبس مقطعاً من هذا البحث: (لا نرى في نظرية ماركس الثورية، حزب العمال والحزب الشيوعي العمالي، خارج عن الطبقة، لا نرى منه محاولة لتغيير طريق حزب ما نحو الطبقة العاملة، بل نرى صراع سياسي يومي داخل التيارات العمالية، نرى صراع التيار الشيوعي، بوجه التيارات الاقتصادوية والاصلاحية والفوضوية والمنشفية داخل الحركة العمالية بقيادة ماركس وانجلز ولينين. بل الاساس والاصل في نظريته هو حزب للطبقة ولذات الطبقة، نرى حزب الطبقة ان كان الحزب موجودا او غير موجوداً في خضم الاوضاع الثورية او النضالية اليومية. وفق هذه الرؤية فالحزب والطبقة حالة متداخلة وممتزجة لايمكن الفصل بينهما باي شكل من الأشكال. الحزب السياسي للطبقة وفق هذه الرؤية، هو روح الطبقة لتحرير ذاتها. هو جزء طليعي منها، هذا الجزء والحركة التي سميت بالشيوعية" إن الشيوعيين لا يتميزون عن الأحزاب البروليتارية الأخرى إلاّ في أنّهم: من ناحية, يُبرزون ويُغلِّبون المصالح المشتركة في الصراعات القومية المختلفة للبروليتاريين, بصرف النظر عن تابعية عموم البروليتاريا, ومن ناحية أخرى, يمثِّلون دائما مصلحة مُجمل الحركة في مختلف أطوار التطور, التي يمر بها الصراع بين البروليتاريا والبرجوازية."(البيان الشيوعي). إذن االشيوعية هي شيوعية الطبقة العاملة، بافق واضح ويمثلون اقصى الراديكالية العمالية وامميتها). الطبقة العاملة وحزبها, يهدفان الى الغاء الملكية الخاصة وفرض السيادة العمالية هذا هو القصد في البحث: وضع الحزب على سكته الطبقية, حينذاك كقوة شيوعية ليس بامكانه ان يختار إلا الغاء الملكية الخاصة عبر الثورة العمالية وهذا يعني البنية الطبقية والافق الطبقي اي السلطة السياسية عبر الثورة العمالية. مضمون هذا البحث يؤكد على ان تجربتنا, اي تجربة الشيوعية العمالية في العراق لم تتحول الى قوة عمالية, الى قوة لديها الحضور المؤثر في النضال الطبقي. بدون هذا التحول, اي بدون تحول الحزب الى حزب عمالي يمثل طليعة الطبقة العاملة وتجسد هذه الطليعة في قيادتها ولجانها القيادية والمحلية المختلفة، وتنظيمه واسلوب علمه, ليس بامكانه ان يتحول الى رقما في المعادلة السياسية في العراق. هذا براي هو ملخص اجابتي على سؤالكم.

الى الامام: الا تعتقدون ان الماركسية كراية نظرية ومرشد عمل للطبقة العاملة ما زالت ضعيفة او لم تحرز المكانة كما احرزتها الماركسية في منتصف القرن العشرين في صفوف الطبقة العاملة؟ وما العمل في ذلك؟

سامان كريم: مكانة الطبقة العاملة ونضالاتها على الصعيد الاجتماعي وخصوصا النضال السياسي ضعيفة او شبه معدومة... الماركسية وفق وجه نظري هي نضال الجزء الطليعي من هذه الطبقة بوجه الراسمال وسلطته اي بوجه النظام السياسي- الاجتماعي السائد. بالنتيجة اصبحت الماركسية "شيوعية ماركس" وليس الماركسيات الدارجة, ضعيفة. ماهو السبب في ضعف الحركة العمالية ونضالاتها على الصعيد السياسي؟ هو تراجع "شيوعية ماركس" امام الحركات البرجوازية وخصوصا الديمقراطية والقومية منها خلال هذه المرحلة من التاريخ. لهذا التراجع اسبابه التاريخي يرجع الى الربع الاول من القرن الماضي بعد فشل ثورة اوكتوبر في تحقيق اهدافها الاقتصادية "الغاء الملكية الخاصة, الغاء العمل الماجور" بمعنى اخر الثورة لم تكتمل, وما رافقتها بعد ذلك من سياسات وممارسات سياسية وعملية لازاحة الشيوعية عن اساسها الطبقي, وبالتالي إبعاد التحزب الطبقي عن متناول الطليعة العمالية او التيار الشيوعي داخل صفوف الطبقة العاملة.

حيث تحولت الشيوعية الى القومية والاصلاحية وشظاياها المختلفة بإسم الشيوعية: بدأ من الستالينية والماوية والتروتسكية الى الشيوعية الاوروبية والعالمثالثية والشعبوية... التي لا تشبه الشيوعية إلا بالإسم. هذا محور مهم للبحث, لان هناك ولحد الان مفكرون وتيارات مختلفة يعتقدون ان الماركسية هي خارج عن الطبقة, يستوجب أدخالها الى داخل صفوف الطبقة. خصوصا ان كل التيارات الشيوعية البرجوازية, اما إبتعدوا عن الطبقة العاملة وحولوا "ماركس" الى أشياء معاكسة, تشيئوا ماركس بالقومية والاصلاحية والديمقراطية وبكل شئ تقريبا ماعدا الطبقة العاملة وحركتها, أو إنخرطوا في نضالات الطبقية في سبيل ترويضها واحتوائها, بالتالي افراغ المحتوى الطبقي السياسي من حركتها, وهكذا نرى التيار الشيوعي الستاليني, اي التركيز على عدد من الاصلاحات الاقتصادية, وترك السياسة للبرجوازية وقواها المختلفة. يا ترى ماذا فعلت وتفعل الاحزاب الشيوعية المألوفة في العالم العربي, عملهم ومشاركتهم في العملية السياسية في البلدان التي تتواجد فيها هذه الاحزاب, هو إبعاد العمال كطبقة عن النضال السياسي ومقارعة البرجوازية حول السلطة السياسية. هذه هي فلسفة وجودهم وحتى بقائهم لحد الان.

برأي ان الماركسية لم تحرز في منتصف القرن العشرين اية مكانة مرموقة ومؤثرة, العكس هو الصحيح, الماركسية بالمعنى الذي اقصده "شيوعية ماركس" تراجعت في تلك المرحلة, لصالح البرجوازية كطبقة وبالتحديد لصالح الحركة القومية البرجوازية حيث احتلت مكانها الستالينية, التي روج لها كأنها شيوعية وهي معاكسة تماماً مع شيوعية ماركس ولينين ومع روح ثورة اوكتوبر. وبعد ذلك تراجعت لصالح القومية المقيتة لماو في الصين. اذن انا لا أسمي هذه المكانة التي احرزتها الستالينية والماوية وتقليد الحروب العصاباتية على غرار نهج "جيفارا"... مكانة لشيوعية ماركس او لينين, بل مكانة لشيوعية البرجوازية, بعد ان حلت محل شيوعية ماركس على الاقل على صعيد الراي العام. مع هذا أقر بأن هذه المكانة والمحبوبية وإحتضان الشيوعية في تلك المرحلة كانت اساسها ومنبعها هي شيوعية ماركس ومانفيسته, التي امتزجت بامال وتطلعات الملايين من العمال والجماهير الكادحة في ارجاء المعمورة. براي ان تأريخ هذه الانواع من الماركسيات ليست تاريخنا, بل تأريخ الحركات البرجوازية وخصوصا القومية باسم الشيوعية. تاريخنا في تلك المرحلة وما تلتها هي النضالات العمالية في اوروبا وامريكا والعالم اجمع.

امامنا عمل عظيم. أول عمل واهم عمل هو وضع الحزب "هنا اتحدث كحزب" في مكانه الطبقي الصحيح والملائم, اي داخل الصف الطليعي للطبقة العاملة, كما شرحت في اجابتي على سؤالكم اعلاه. بطبيعة الحال "وضع الحزب في مكانه الطبقي" يستوجب جملة من المهمات والوظائف, كما ذكرت اعلاه بصورة مقتصبة. والمحور الثاني اذكر مرحلة ماركس وانجلز ولينين وقادة ماركسيون اخرون من تروتسكي وكاوتسكي وبليخانوف وروزا لكسمبورغ.... في تلك المراحل المختلفة من الصراع الطبقي: نرى مهمة مشتركة لكل هؤلاء القادة... وهي السجال والنضال الفكري والنظري على الصعيد الاجتماعي وحول قضايا ساخنة في عصرهم. نرى ماركس ينتقد بلا رحمة كل المسائل الفكرية والنظرية التي تعيق النضال الطبقي العمالي, من هنا ينتقد اعظم مفكري البرجوازية في عصره على صعيد الفلسلفة والاقتصاد والسياسة, نراه ينتقد هيغل وفيورباخ, وادم سميث وريكاردو, ونرى انتقاداته اللاذعة بوجه الانتهازيين والفوضوين والسلطة البرجوازية وحركاتها المختلفة.... وهكذا في مرحلة لينين. علينا ان نقوم بهذه المهمة وهي مهمة كبيرة على عاتق جيلنا من الماركسيين الذين يؤمنون بالغاء الملكية الخاصة والعمل الماجور عبر الثورة العمالية. بدون اتمام هذه المهمة ليس بامكاننا ان ننظم بصورة مطلوبة ووفق اسلوب تنظيم شيوعي, ليس بامكاننا ان نربي طليعة الطبقة العاملة ونرفع استعداداتهم النظرية والسياسية والتنظيمية... هذا النضال يعني نضال سياسي وفكري ونظري واجتماعي. يعني حضور الشيوعية بمفكريها ومراجعها الفكرية على الصعيد الاجتماعي, يعني نقد مفكري البرجوازية في العالم العربي, يعني نقد كبار مفكري القومية العربية والاسلام السياسي على الاقل... بعد هذه المهمة او بموازاتها, عملية النقد بلا رحمة لكل التيارات التي سميت بالشيوعية العربية او الاشتراكية العربية وتحزبها واساليب عملها البرجوازي. ليس بامكان شيوعية ماركس ان تحرز تقدما ملموسا على الصعيد الاجتماعي بدون ازاحة تلك الشيوعيات البرجوازية من امامها, اي ازاحتهم عن ساحة الشيوعية واليسار وبالتالي فتح اليسار من قبل شيوعية ماركس هي مهمة جبارة على عاتقنا. راية اليسار الاجتماعي يجب ان تكون بيد طليعة الطبقة العاملة, مرفوعة من قبل حزبها الشيوعي العمالي.

المهمات اعلاه, مرتبطة بوضع الحزب, يتغير مسار الحزب وليس إصلاحه. تغير مسار الحزب يعني تغير قيادته, تغير اسلوب القيادة, تغير التنظيم وتغير إسلوب العمل, وتغير خطابه السياسي. حزب متدخل ومنخرط في كل تفاصيل وجزئيات الحركة العمالية بامكانه ان يحقق هذا التغير وهذا المسار الجديد. على الحزب ان ينخرط في كل تفاصيل الحركة الجارية للطبقة العاملة, شعاراتها, مطالبها, اشكال تنظيماتها السرية والجماهيرية, اسلوب عملها, افق نضالها الجاري والاستراتيجي. في التحليل الاخير القضية تكمن في ابراز الطبقة العاملة كقوة سياسية مؤثرة بامكانها ان تقلب موازين القوى لصالحها.

جملة اخرى من المهام والوظائف على عاتقنا, لكن في التحليل الاخير وبراي ان احراز اي تقدم ملموس على الصعيد الاجتماعي وحتى على الصعيد العالمي مرهون بقوة الحزب الشيوعي العمالي العراقي "وانا اتحدث عن العراق" اي بإحراز الحزب تقدم في مكان ما في العراق, تقدم بمعنى تحول الحزب الى رقم في المعادلة السياسية الى قوة في مدينة او منطقة ما... حينذاك براي يبدأ مؤشر شيوعية ماركس بالحركة نحو الصعود ليس على صعيد العراق فحسب بل تأثيرها يتعدى العالم العربي ايضا. براي بالمهمات والتغيرات التي تحدثت عنها انفاً تضمن قوة الحزب او احراز تقدم للحزب داخل الطبقة العاملة وبالتالي على صعيد الاجتماعي.

الى الامام: جدلية الحزب والطبقة، وبالنسبة لنا الحزب والطبقة العاملة الى اي مدى وصلت الهوة بين الطرفين والتي تعتبر مسألة تاريخية وموضوعية وهي بالاساس يشكل نقطة ضعف الحزب وتاثيره على المعادلة السياسية والصراع الطبقي في المجتمع وهل ممكن ردم هذه الهوة خلال فترة قياسية؟

سامان كريم: في شيوعية ماركس ولينين لم يكن لدينا هذه الجدلية, هناك حزب الطبقة وللطبقة ذاتها, وليس العناوين الاخرى التي نتحدث عنها اليوم مثل "الهوة بين الحزب والطبقة" او عوائق وتعابير اخرى لا اريد الخوض فيها. الشيوعية اساسا هي تنظير وسياسة للجزء الشيوعي من الطبقة العاملة لا غيره. الان وفي هذه المرحلة الهوة موجودة وبرأي وسائل هدمها موجودة ايضا. علينا ان نعمل على هدم هذه الهوة. هذه هي مهمتنا التاريخية. إيجاد وتحقيق هذه الهوة، عمل تأريخي كبير عملت عليه البرجوازية منذ وجودها اي وجود الطبقة العاملة والشيوعية معها. لكن البرجوازية لم تتمكن من تحقيق او إيجادهذه الهوة الا بعد ان تعمقت خلال القرن الماضي وبالتحديد في الربع الاول من القرن الماضي, عمقت بفعل سياسات وممارسات البرجوازية على اثر فشل ثورة اوكتوبر.

العمل الاول للبرجوازية ليس "تحريف الماركسية" كما يقول عدد كبير من مفكري ومنتقدي الحقبة السوفيتية او الستالينية. "تحريف الماركسية" نتيجة للعمل الاكبر الذي قامت بها البرجوازية عبر إبعاد "شيوعية ماركس" عن هويتها الطبقية, عبر نقل "ماركس" ان صحة التعبير من طليعة الطبقة العاملة الى فئات اجتماعية اخرى. الحركة المناهضة "لديمقراطية الغرب" اصبحت ماركسية في روسيا مثلا وهي اساسا حركة قومية اصلاحية, الحركة المناهضة للاستعمار وأستقلال الوطن اصبحت شيوعية وهي اساسا حركة قومية شعبوية في الصين وأكثرية البلدان المستعمرة, كل الحركات التي ترفع رأية القومية في مرحلة معينة اي منتصف القرن الماضي وما تلتها لغاية منتصف السبعينيات اصبحت "شيوعية". يضاف الى ذلك ان قوى البرجوازية العالمية بقيادة امريكا عملت ومارست سياساتها لتقوية هذا النزوع, سواء كان عبر مقارعتها عسكريا, ضد "الخطر الاحمر والشيوعية" او عبر الادعاءات والتنظيرات الاديولوجية "الديمقراطية" المختلفة وتصوير كل الجرائم والقتل والدمار باسم "الشيوعية" وتحويلها الى راي عام عالمي باسم "خطر الشيوعية" وهكذا رأينا تصوير جماعة الخمير الحمر وهي قومية فاشية "بالشيوعية".

ردم الهوة مرهون بمدى عزمنا وإصرارنا على متابعة دقيقة لتحقيق مهماتنا التي شرحتها بشكل مقتصب في اجابتي على سؤالكم اعلاه, وفق همتنا وعزمنا ومدى سرعة انجازنا لهذه المهام براي بامكاننا ان نتحدث عن تحولات كبيرة وعن زمن قياسي محدد.

الى الامام: ما هو الضمان الا يستمر الحزب الشيوعي العمالي العراقي في نفس خطاه السابقة، وهل يمكن ان نعتبر الاجتماع الموسع الاخير نقطة جديدة للانعطاف بالحزب ام كان اجتماعا روتينيا؟

سامان كريم: الضمان ليس موجودا في السياسة, لان السياسة هي عمل اجتماعي كبير, تتأثر بالمجتمع والقوى البرجوازية فيه وسياساتها وتؤثر على المجتمع بدورها, اذن السياسة هي فعل ورد فعل متبادل. بامكان الحزب ان يبقى ويستمر في خطاه السابقة ودون تأثير يذكر على الاوضاع الاجتماعية, وبامكانه ايضا ان يتحول الى حزب مؤثر.

الاجتماع الموسع الاخير الثامن والعشرون للجنة المركزية للحزب, كان اجتماعا ناجحا براي, ليس من باب الابحاث, دائما كنا نقول ان الاجتماع كان ناجحا, لان ابحاثه جيدة. انا لا اقصد ذلك, كان اجتماعا ناجحا لاننا وضعنا النقاط على الحروف للمرحلة القادمة. كانت المسائل المهمة على جدول الاعمال ولكن الاهم من كلها هاهو كيف نعمل خلال السنة القادمة؟ ماذا نعمل وكيف نعمل وفي اي ميدان نعمل؟ ونحقق ماذا؟ مثلا قلنا نحقق اللجان الشيوعية اي تحقيقها فعليا في مكان ما, هذا عمل محدد وواضح لا يتحمل التفسير, قلنا نطور جريدة الى الامام وويب سايت الحزب, قلنا يجب زيادة عدد النسخ المطبوعة من جريدة الى الامام الى هذا الرقم, قلنا تقوية البنية المالية وقلنا يجب اتخاذ هذه التدابير, قلنا تقوية الحركات الشباية ووحركة العاطلين عن العمل والحركة النسوية وكيف؟. اقصد حولنا الابحاث الى اشياء وخطوات عمل ملموسة. براي ان هذا عمل إيجابي. واخيرا ان نجاح الاجتماع مرهون بتحقيق تلك الخطوات التي حددناها على أرض الواقع, وليس بنجاحها داخل قاعة الاجتماع واتفاقنا عليها.

الى الامام: الاوضاع الامنية تسير من سيء الى اسوء والازمة السياسية تتعمق وتغيب البدائل السياسية في اخراج العراق من دوامة العنف والارهاب والفقر والفساد، ما هو العمل بالنسبة للحزب وهل ينتظر تجذره داخل الطبقة العاملة التي تعاني من مشاكل ومعوقات نظرية وسياسية وتنظيمية كي يخطى خطوات اخرى في الوضع السياسي؟

سامان كريم: الاوضاع الامنية السيئة تؤام مع العملية السياسية الراهنة. الاوضاع الامنية الخطرة الحالية ستبقى لغاية إلغاء العملية السياسية الراهنة, وهذا يعني إنهاء السلطة القومية - الاسلامة الحالية. بدون إنهاء هذه السلطة ليس بالإمكان الحديث عن توفير الامن. بمعنى أخر ان الاوضاع الامنية السيئة والخطرة هي جزء متضمن من العملية السياسية. من يطالب بتوفير الامن عليه ان يفكر بإنهاء السلطة القومية - الاسلامية الحالية. الدستور يؤجج ويقوض الامن, القوانين تقوض الامن, وجود المرجعيات العديدة سواء كان فكرية او عسكرية او مؤسساتية او دينية تقوض الامن.. وكلها موجودة ووفق الدستور. اذن كيف بامكاننا ان نتحدث عن توفير الامن بدون اقصاء تلك الحركات والقوى التي تتربع على الحكم منذ مجئ الاحتلال.

فيما يخص الحزب هل ينتظر تجذره داخل الطبقة العاملة... كي يخطو خطوات اخرى في الوضع السياسي؟ سؤال مهم وعاشت ايادكم على طرحه ومتضمن فيه جملة من القضايا المهمة, جملة من الاطروحات اليسارية اللااجتماعية, جملة من التصورات التاريخية والاجتماعية الخاطئة التي توارثت الينا عبر الحركات البرجوازية المختلفة وبأسم الشيوعية. القضية ليس الانتظار, من ينتظر يموت دون شك وخصوصا في ميدان السياسة. قضية النهوض بالطبقة العاملة ورفع الاستعداد النظري والفكري والسياسي والتنظيمي لجزئها الطليعي هو روح الثورة العمالية ومهمة كبرى ليخطو الحزب خطواته في انهاء الوضع السياسي الراهن لصالح المجتمع برمته. السؤال ينطرح وكأن الطبقة العاملة خارج اللعبة السياسية في المجتمع, من الصحيح القول ان الطبقة العاملة ليست قوة سياسية مطروحة او مؤثرة في هذه المرحلة, لكن كل القضايا التي تحاك وتنسج من قبل البرجوازية هي في عمقها ضد الطبقة العاملة وحركته السياسية واهدافها الانية والمستقبلية. وبالعكس ان كل التحركات الطبقية للعمال بوجه السلطة السائدة ومنها النضالات الجارية لرفع الاجور أو حتى مطالب مخصصات الخطورة وتوزيع الارباح السنوية او لتوفير الحريات النقابية والتنظيمة كلها ضد الطبقة البرجوازية وسلطتها.

من جانب اخر ان السؤال متضمن في طياته ثنائية الحزب والطبقة "الهوة بين الحزب والطبقة" ونحن نقول علينا ان نرجع الى شيوعية ماركس وهذه الشيوعية ليست فيها هذه الهوة. الثنائية هذه يتضمن ايضا كل المشاكل والعوائق التي جربناها خلال العشرون سنة الماضية بدون جدوى. السؤال في طياته ايضا التفكير بان الحزب بامكانه ان يعمل السياسة ويؤثر على الاوضاع السياسية دون النهوض بالطبقة العاملة وهذا سم قاتل وجربناه اكثر من مرة. ان التأثير على الاوضاع السياسية لصالح المجتمع مرهون بـاثيرنا على الطبقة العاملة وحركتها النضالية, ليس امامنا خيار أخر. براي وبصورة ملخصة اذا حققنا المهمات والاولويات التي تحدثنا عنه في سؤالكم اعلاه حينذاك نخطو خطوة مهمة باتجاه التأثير على الاوضاع السياسية, حينذاك بامكاننا ان نحدد مهام جديدة ولمرحلة جديدة, وهنا بامكاننا ان نتحدث الى تاكتيك اجتماعي او التاكتيك على الصعيد الاجتماعي. لماذا؟ لان لديك القوة المنظمة بامكانك ان تحركها وفق سياساتك واسلوب عملك, واعرف ان هذه القوة ضعيفة ولكن هي قوة موجودة في منطقة او في محل جغرافي معين. التكتيك الثوري لا يمكن ان يرفعه الحزب وتحققه دون حضور وتأثير مناسب داخل طبقته. هذا براي قانون لحركة الشيوعية وليس إستثناء. كما برهنته التجارب التاريخية ليس لحزبنا فقط بل لكافة القوى الشيوعية واليسارية.

أنا لست ضد مشروع تكتيك, بل هو ضروري لاي حزب سياسي في مراحل مختلفة من التاريخ. مشروع التكتيك يقوى الحزب والحركة العمالية إذا وهذا ألــ "اذا" هو شرط مهم. اذا عمل الحزب في اطاره الطبقي ووفق استراتيجيته السياسية, اي وفق العمل التحريضي الروتني, الدعاية والتنظيم اليومي. هذا العمل الروتيني هو الأهم وهو روح الثورة العمالية, والتكتيك برأي ياخذ مجراه عبر العمل الروتيني هذا, والتكتيك نفسه جزء من هذا العمل الروتيني في مسار تطوره يستقوى به الحزب ويتطور في مرحلة معينة وفق صحة تكتيكه. القضية هي وجود حزب سياسي, اذا لديك حزب كهذا بامكانك إتخاذ التكتيك واذا ليس لديك هذا الحزب ليس بامكانك اتخاذ اي تكتيك, حتى إذا اتخذ الحزب تكتيك ما سيفشل في تحقيقه, ولدينا تكتيك "إنهاء السيناريو الاسود" وايضا" استقلال كردستان" وفشلنا فعلا في تحقيق اي منهما. اذن من الناحية النظرية ليس هناك اي خطأ في اتخاذ مشروع - تكتيك معين في هذه المرحلة, وهذا يتضمن في طياته سؤال اهم وهو ثنائية الحزب والطبقة مرة اخرى, كحزب شيوعي على غرار شيوعية ماركس, اذا الثنائية او الهوة موجودة براي ليس بامكانك اتخاذ مشروع - تكتيك على صعيد اجتماعي. ولكن النظرية شئ والتجارب الواقعية شئ اخر وبراي اهم من النظرية الجامدة, وفق تجاربنا ووفق اسس الشيوعية كعلم علينا ان نركز ونرتكز على اعمالنا وتقوية حركتنا العمالية, حينذاك براي اتخاذ اي مشروع - تكتيك يقوي الحزب وحركتنا.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الوسيط ل -الاتحاد العام التونسي للشغل- معاكس لتطلعات الط ...
- لا تتوهموا ب- وثيقة الشرف- إنها دوران في حلقة مفرغة!
- -جهاد النكاح- موديل إسلامي جديد لتركيع المرأة
- حوار مع سامان كريم حول الضربة الأمريكية المحتلمة ضد السورية
- الحشود التي يجمعها الاخوان المسلمون ليست جماهيرهم!
- الثورة المفقودة
- حول الاعتصامات في المدن الجنوبية
- ملف 30 يونيو، الآفاق والتحديات
- لجيش قاد الانقلاب على -الثورة-
- 48 ساعة إنذار للثورة في مصر
- الديمقراطية بين حقيقتها و زينتها!
- حوار صفحة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول ال ...
- في ذكرى رحيل منصور حكمت
- توسيع وتطوير حلقات عمالية خطوة لتنظيم الطبقة العاملة في العر ...
- اليسار وانتفاضة اذار 1991
- المستجدات السياسية في الوضع العراقي
- حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق
- عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة يجب ان ينقل عمله الى جامع ...
- عاش الاضراب والاعتصام
- نقد رؤية جلال صادق العظم حول الشأن السوري


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حوار مع سامان كريم حول بحث -الحزب, افقه ومكانته-, في الاجتماع الموسع للجنة المركزية.