أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أحجار دمشق...














المزيد.....

أحجار دمشق...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحــجــار دمــشــق...
بعد أحجار حمص... وعشرات المدن ومئات القرى السورية...
شــاهدت صورا على الفيسبوك لمحاربين غريبي الأشكال, وراء عشرات من مدافع الهاون البدائية الصنع, مشدودة بحبال لتفجيرها. تطلق قذائف عشوائية. ترافقها هتافات الله أكبر.. الله أكبر... سندمر دمشق...سنروع الكفار بالقصاع (حي رئيسي سكني بالعاصمة السورية دمشق)... فذهلت... وامتعضت... وغضبت... وصرخت... ثم تساءلت... أهذا هو الربيع العربي الموعود لدمشق... وما ذنب سكان دمشق؟... وحي القصاع بالذات؟...
ولـم أجـد أي جــواب مـعــقـول... وهل للعقل علاقة بكل هذا؟؟؟!!!...
*********
هل وصلنا لساعة الانتقام الجماعي... وهل هذه الشراذم, بلا قيادة, تنتقم ــ من فشلها ــ بعد ثلاثة سنين من حرب غبية, من شعب هذه المدينة التي لـم تتخل عن بهائها, حتى بأشد ايام الحرب والأزمة. ولماذا؟.. كيف يمكن لثوريين أن يدمروا بأنفسهم عاصمة بلد يريدون حكمها... ولو أرادوا تحويلها لإمارة إسلامية. وهل الخراب والتدمير والبشاعة أصبحت رديفا لشريعتهم وقوانينهم الحاضرة والمستقبلة؟؟؟. وماذا تنفعهم وتفيدهم دمشق متفجرة مدمرة مهدمة... ألا يكفيهم خراب الغوطة.. خراب حمص.. خراب إدلب وإعزاز.. وخاصة خراب حلب الراقية الخالدة... والعديد من المدن السورية المروعة الممزقة المهدمة.. بفعل قذائفهم وتخريبهم وفتحهم للطاقات والمعابر والخنادق في البيوت التي تحاصروا بها, ثم خربوها وغادروها... أهذه ثورة.. أم حرق بلد وانتقام شامل من شعب صامد, رفض من أول يوم ثورتهم المزورة والمرسومة في مكاتب الخيانات العربية والغربية...
لماذا دمشق اليوم يا أنصاف البشر؟؟؟... هل لأن كل مشاريعكم التآمرية قد فشلت كليا, بعد ثلاثة سنوات من المؤامرات العربية المفضوحة... هذي دمشق أم الدنيا... ولن نغفر لكم هذه الجريمة النكراء, إذا قامت يـومـا أية مصالحة.. لن يقبل فيها الشعب السوري الحقيقي, كل هذه الجرائم التي ترتكبون.. ولا يمكن لأي سلام.. ولا لأية مصالحة سورية ــ سورية أن تمحوها... وسـوف تحاسبون عن كل قتيل وكل جريح.. وكل حجرة هدمتموها.
فجرتم الجوامع والكنائس, وحولتموها إلى مخابئ قنص وافتراس واغتصاب واغتيال.. وجهنم على الأرض... وفي نفس الوقت تصرخون الله أكبر.. الله أكبر. وهل يقبل أي إله ما تفعلون. وأي ديــن يمكن أن يعفوا ويمنحكم صـك عفو أو أيـة شهادة إنسانية أو ورع أو تقوى؟؟؟... لأنكم أبناء الجحيم.. وأنتم من هذا الجحيم ومدرسته. وكل من يــؤذي دمشق, لا شـفـاعـة لـه بحساب أية آلهة.
***********
أتساءل.. أتساءل.. وألف مرة أتساءل وأتعجب وأغضب وأصرخ.. لماذا كل هذا الحقد والأذى ضد هذا البلد الذي أبدا لم يــؤذ أحد. بالعكس فتح أحضانه عبر سنين وسنين لجيرانه ولجميع العرب والأعجام والأجانب. حتى نسي غالبا أبناءه. واليوم أصبح مقسما مقسوما متفجرا متهدما.. وفي كل قرية منه علم غريب.. وفي كل مدينة مهجورة مفجرة مدمرة, أربعة أو خمسة إمارات, لها علم وعسكر.. وكل منها لها فظائعها وغراباتها وتشريعاتها التي لا تعرف أي حرف من كلمة حرية أو إنسانية.. وتحرم لفظ كلمة ديمقراطية... كأبشع المحرمات...
يا من توجهون قنابلكم إلى دمشق.. إن كنتم من أبنائها أو أقربائها.. أو غرباء عنها.. يا من تقتلون أبناءها عشوائيا أو عمدا, أو لإرضاء أسيادكم.. أو لتوسيع إماراتكم الكرتونية الطائفية... دمشق قاومت أشرس الغزاة... وقاومت التاريخ... وقاومت كل الطغاة وكل الذين عبروا.. هم ذهبوا رمادا ووحلا وغبارا... لكن دمشق بقيت شامخة حــيــة... لأن ســوريــا لا تــمــوت... وســـوريــا تبقى بلد الحياة.
هل علامات هذه القذائف باتجاه أحياء دمشق.. والقصاع خاصة.. انتفاضات موت سريري... أو تصفيات... ومحاولات... قبل التصفية النهائية؟... لمعرفـة أية فرقة, أو أية شرذمة سوف تذهب للجلوس على طاولة ما زال اسمها محاولة Genève 2 لاقتسام الكعكة والتعويضات والمناصب والمراكز واستقطاب الوعود والمكاسب... وديمومة أكياس الدولارات وسيولتها... بينما الخسائر الحقيقية مستمرة... الخسائر نعم مستمرة... بـرقـاب وأرواح الأبرياء...
آه لو يتوقف الإله ووكلاؤه وممثلوه على الأرض.. من تمويل وتسليح وتخدير المقاتلين... حينها قد يبدأ (بصبوص) نور بسيط... لبدء مفاوضات شبه معقولة.. ومصالحات موقوتة... ومن يدري.. لحوار ســوري ــ ســوري مـعـقـول... وخاصة بعد لقاء السيد جون كيري, هذا الصباح, نيابة عن رئيسه الذي لم يتمكن من المجيء إلى موسكو, نظرا للضيقة المالية وطفر ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية وإفلاسها المالي... حيث تمكن الوزير الروسي لافروف بإضافة مسؤولية المعارضات السورية على قائمة مسؤولي الخطر الكيماوي الحالي والمستقبلي... واستمرار السعي لعقد مؤتمر Genève 2 حوالي منتصف الشهر القادم... مما يزيد التسابق على إعلانات المشاركة أو عدم المشاركة, ممن ينتظرون لفرقهم حصة من الغنائم الحقيقية لهذا المؤتمر الافتراضي المنتظر.. كليلة القدر... من يدري.. من يدري؟؟؟!!!...
أما اليوم ما زال الجنون والغباء والحقد والشراسة الحيوانية... مهيمنة على العقول... وعلى الأرض... وأصوات القذائف العشوائية ما زالت تسمع على أبواب دمشق... وحتى في بعض أحيائها... حتى اعتاد السوريون.. ويا لهول المصيبة.. على ســمــاعـــهــا... كأنها شيء طبيعي.. من عيش يومي طبيعي.. عــادي!!!...
بــــالانــــتــــظــــار.......
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وولائي وصداقتي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر
- رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...
- صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...
- الكاهن.. فيسبوك.. وأنا...
- جنيف 299
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...
- نداء إلى أحفاد الفريد نوبل
- رضاهم علينا... وأشياء أخرى...
- حوار.. أو لاحوار.. و حالات عربانية
- رأي شخصي.. دفاعا عن جهاد مقدسي
- جواب على تفسيرات ومعاتبات سورية
- أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا
- أوباما يستجدي إسرائيل
- صلاة من أجل سوريا


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أحجار دمشق...