أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل














المزيد.....

أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 08:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل
لقد أصبح الأختلاف والتبديل واقعا في حياة الناس بعد الرسل ولا يسعنا إنكاره أو التقليل منه نتيجة لما فرضه دين الوعي, هذا الواقع ليست المصيبة كلها في وقوعه فحسب بالشكل الذي وصلنا منه, ولكن المصيبة حينما تم أدلجة وتحويل مساره من واقع جسدته العوامل النفسية الحسية إلى رؤية متكاملة ذات أطار كامل يسعى لفرض هذه الأيدولوجية بدلا من الرسالة وهو ما نجحت به القوى الساعية له من خلال العودة إلى التدين بالوعي الذي تسميه الرسالة العودة للجاهلية{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}المائدة50.
هذه العودة هي حقيقة ما يراد من الإبدال والتبديل وهو ما ثبت عليه الناس وتدينوا به بعد أن تم فصل الرسالة عن محتواها وعزلها عن مجالها الحيوي{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}الفتح26,النص هنا يؤكد على ما ذهبنا له من تحول نفسي قاد عملية التبديل والإبدال ونفي فعل العقل عنه, لأن الفعل ناتج عن مباعث القلب التي هي مظاهر القوة الحسية في النفس الثانية الحيوانية والتي من خصيصتها الغضبية والشهوية , هنا نكتشف حقيقة الغضب الذي تجلى بردة الفعل تجاه الرسالة.
لقد سعى الفرقاء بالرغم من اشتراكهم الرمزي بالرسالة إلى تجذير الخلاف وترسيخه والعمل على تحويل مقومات الرسالة وتسخيرها لأهداف حزبية ضيقة مستغلين موارد الرسالة لإشعال جذوة الخلاف بدلا من تسخيره للوحدة البينية مبتعدين بتلك الأيديولوجيات شيئا فشيئا عنها, معتقدين بل وجازمين أن هذا التحزب هو محض حرية أرادتها الرسالة وقدمت لها وبشرت بها فهم يظنون أن مسارهم هذا ينبئ عن مباركة ربانية لهم {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} المؤمنون53,
لقد كانت مظاهر الأدلجة تستعين بموارد الرسالة بانتقائية معهودة تجزء الروح وتشظي تماميه الفكرة فيأخذ كل منهم ما يناسبه دون الإلتفاف إلى دعامة الوحدة الرسالية وبالتالي فهو يتحاربون ويتناقضون وفق نموذج في الأصل واحد ولكن من خلال مفهوم التفسير الذي يسقط الفكرة الرسالية على الرؤية الذاتية وليس أمتحان الفكرة هذه مع روح النصوص والموارد المستلة من الرسالة{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ}المائدة41,هذه الانتقائية قادت إلى تبلور حقيقي للأيديولوجية الفئوية والحزبية وبالتالي فحصر الناس فيها وتسخير القوة بشقها الروحي والمادي نقل الإنسان المتدين بدين الوعي من ضرورة أن يتحول من دينه الأول إلى الرسالة أصبح التحول هذا مزيجا من الدين السابق جوهريا والدين الرسالي مظهريا.
لقد جعل المنهج الذي يخاطب الغرائز الحسية ومباعث القلب من الإصطفافات التي انتجها السلوك الفردي دليلا على حسن التدين وتم حشد طاقات فكرية وعقلية غيبت عنها الحقيقة الأولى لتنتصر للذات المشخصنة بالأنا الفردية لمحاربة فكرة الرسالة والإيمان بالطاغوت والشروع الجاد نحو الإنفصام الجاد عنها لتؤسس لفكرة الأحزاب, وشرعت بتقنين هذا الأتجاه بوسائل عديدة كلها تأخذ من الرسالة وتسترشد بدلالاتها الظاهرية والنصية بقطع علاقتها بروح الرسالة وبالتالي تحويل النصوص إلى مفردات متبعثرة خارج الرسالة تعيد للجاهلية وجودها المفترض التخلص منه, أنها عودة حقيقية لها ولكن بطابع ديني رسالي المظهر.
لقد سعت الأحزاب الإسلامية إلى نشر فكرة الخلاف والتبديل ليبرروا لأنفسهم والجمهور الذي يتبعهم بالكثير من التحريف والكذب والزيف والتأويل الواهي كله تحت ذريعة فكرة الفرقة الناجية التي أبتدعوها خيالا وسخروها عملاتيا, لقد ملئوا التاريخ زيفا و تحريفا لمجرد ان سخروا الدين للانتصار للهوى الانساني وهو الذي في جوهرة صراع بين الأنا الذاتية التي تتزاحم مع الاخر ورغبتها بالتواجد على اكبر مساحة من الوجود الديني حتى لو كان هذا التزاحم في نبذ للحرية التي اذن الله بها لنا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسما يا وطني بحروفك الأربع
- دكان جدي _ قصة قصيرة
- الدين والضرورة
- أعترافات ما بعد الموت
- كلام على ورق
- أحلام العم عطية
- سوادين
- عنزة جاسم
- دار دور
- حلم في الف ليلة وليلة
- العقل وأشكالية التعقل بين النص الديني والواقع
- حكاية الثقافة في العراق
- قيامة منصور4
- القيامة في وسط المدينة3
- المدينة والقيامة 2
- أنا والقيامة الأتية 1
- عطش الذاكرة
- حدود هوية الأنا والأخر
- التجربة الإسلامية الحاكمة . _ نماذج ورؤى _ج3
- التجربة الإسلامية الحاكمة _ نماذج ورؤى _ ج2


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل