أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى ناصر - أيها السادة:انتبهوا للصدمة والترويع...















المزيد.....

أيها السادة:انتبهوا للصدمة والترويع...


بشرى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سارع الكتاب العرب لشحذ أقلامهم (كالعادة) للنيل من بعضهم الآخر ولتقديم شهادات براءة ذمة عن أنفسهم من خلال إدانة المستفيدين من كوبونات النفط ؛ بعد نشرصور الرئيس المخلوع صدام حسين بسرواله الداخلي ؛ولم يكلف حتى اللحظة أحداً من كتابنا نفسه لتأمل الصور والبحث عن مدلولها أو الغرض المراد منها ومن حملة الترويج ؛ واكتفى البعض منهم لمضي في اجتهاده على اعتبار الأمر إهانة لا أكثر ضد للمقاومة العراقية ؛ وإذ شغلني الموضوع وللدرجة التي ما عدت أستطيع التحلل من الكتابة عنه بوجهة نظر مختلفة ؛ وقد يكون لي هنا تسجيل( براءة اكتشاف) الموضوع الذي لم أجد له أصلح وأنسب من ذلك المدخل ..للدخول في ما نحن فيه من أسى ؛ وإحساس بالهزيمة .... لقد غيرت اسم المقالة عشرين مرة وغيرت مدخلها أكثر من ذلك ... لتظل القضية التي تأكل عقلي شاخصة ؛ (الصدمة والترويع).....أظنكم تتذكرون تلك السياسة التي بدأت بها الولايات المتحدة حربها علينا (لا على العراق وحده)والتي مضت فيها وفي كل مرة بانتهاج شكل جديد من الصدمات ؛ فقد نهب المتحف العراقي وإحرق ما أحرق وإتلف ما أتلف لنفتح أفواهنا نحن بحسرة لا يطفئها الدمع؛ ورحنا وقتها نكتب بقلوب محروقة عن ضياع الإرث الإنساني بينما الوقت لم يكن صالحاً للعويل حتى على الموتى أنفسهم فالعالم مشغول بمراقبة (الشعلة) التي اختطفها جورج بوش من امرأة تمثال الحرية لينير بها دروب الجنوب المتخلف بعدما أمضى قروناً يلعن الظلام ؛ وكان العالم مشغولاً بالدهشة والاستغراب وهو يرقب ذاك الوحش المسمى بالعولمة وهو ينهض بقوة خارقة تضخ فيه إمبراطورية الشركات العابرة بالقارات والمتحكمة بالعالم عن بعد كل جنون فكرة: الغاية تصنع الوسيلة ؛ ولنرى وبزمن قياسي تحول وحش العولمة الى (أسيد) تذوب فيه المعارف والثقافات وحتى التطلعات ؛ وبالقدر الذي ما عدنا ننظر لغيرتسلط إنسان الغرب على الشرق ورحنا نحن وغيرنا نبحث عن مخارج تحفظ سيادة الفكر العقلاني النقدي باعتباره الطريقة الوحيدة الحافظة على الهوية العربية طالما العولمة ماضية تأكل الأخضر واليابس وطالما صارت تتحكم في أنماط الإنتاج ليس الاقتصادي فقط بل حتى الإنتاج الاجتماعي والسياسي والفكري والإعلامي والثقافي .... وحين اغتصبت الولايات المتحدة عنوة ورغم أنف العالم الموافقة على شن الحرب على العراق حذر بعض المثقفين من مغبة السقوط في (نظرية المؤامرة) ومضوا لإقناع أنفسهم أن أمريكا لم تعد بحاجة لعملاء يسوقون سياستها فأمريكا النبيلة تقدم أبنائها وأموالها لخدمة الديمقراطية وإسقاط الديكتاتورية ؛ والتي ما لبثت الولايات المتحدة ورغم( أنف الشرعية الدولية) أيضا أن صدمتنا وترويعنا بمفاجأة كاسحة وبشكل صلف متعنت تقول : الحرب لم تكن لأجل أسلحة الدمار الشاملولا بالملف الأمني بل مخططاً أمريكيا قديماً وسيناريو معد من قبل وصول جورج بوش للرئاسة؛ ثم ما لبثنا أن روّعنا وصدمنا بالصور المتسربة لسجناء معتقل( أبو غريب)والذي ارتأت السياسة الأمريكية الممثلة بالبنتاغون الإبقاء على ذلك المعتقل والزج بمزيد من أسرى إليه عوضاً عن تهديمه أو استخدامه بشكل مختلف طالما قد دخلت العراق لتحريره من كل رموز الإرهاب والاضطهاد ؛لولا أنها اكتشفت صلاحية ذلك السجن للمضي في سياسة الصدمة والترويع؛ وليتم عن طريق الصور التي شاهدنا جميعا تنفيذ سياسة صدمة وترويع أخلاقية الغرض منها القضاء على التعنت الأخلاقي بداخلنا؛ فالصدمة والترويع قد استخدمت كمخطط قوي يطال البنية التحتية لنا لإحداث التغيير ....وكوسيلة تحقق الاختراق لهويتنا المعرضة للاختراق ؛ ولنر فيما بعد الكيفية التي تم بها القبض على صدام حسين والتي أذكر وقتها استنكاري الشخصي (للتوقيت) والإشارة للنخلة المحملة (بالرطب) واستنكار كثيرون منا لاستسلام الرئيس السابق ولدرجة الاقتناع أنه تم حقنه بمادة مخدرة وما الى ذلك ؛ واليوم أجدني ميالة لوضع تقديم القبض على صدام حسين كسيناريو معد يخدم سياسة الصدمة والترويع المراد منها تحطيم (المثال بداخلنا)وبسيناريو ملفق تم إخراجه من (جحرأو حفرة) ولوتأملنا المشهد لا يقل دراماتيكية ساذجة عن مشهد الإطاحة بالتمثال الكبير للرئيس في ساحة الفردوس ....وهانحن اليوم وجهاً لوجه مرة ثانية مع سيناريو الصدمة والترويع الذي لم ينتهي بنشر صور صدام حسين بلباسه الداخلي وتحت ذريعة تخويف المقاومة العراقية الساعية لطرد الأمريكان من العراق ؛ ولكن فيم الضجة اللاحقة حول صحيفة (صن)والجدل المفتعل بين رئيس تحريرها وحول تنصل السياسة الأمريكية من الموضوع والثرثرة التي لا طائل من وراءها طالما تحقق الهدف والغرض من نشر صور لرئيس مهان ومذل يستخرج من جحر ويغسل سراويلة الداخلية( المتبرع له بها والتي على غير قياسه) غير تحطيم ما تبقى في عقولنا الباطنة حول (المثال) أو التمثال إن شئتم ؟
ولا حاجة للتذكير بحادثة التطاول على القرآن الكريم وتلطيخه بالقذارة في مراحيض سجن (غوانتانامو) لأن الحدث لا زال طازجا والذي اكتفى الأزهر الشريف بالتعليق على الأمر:( أنهم شوية عيال) وأغلق الملف وانتهت القضية التي لم تأخذ غير بضعة أيام وشوية مظاهرات احتجاج وتقديم كبش فداء الله وحده يعلم كيف دفعوا بسجين مسلم للاعتراف وبشكل ساذج أيضاً أن نسخة من القرآن الكريم سقطت منه في المراحيض ... ولا أدري أين عقولنا لتجادل تلك الفرضية الغبية وكلنا يعي أن ما من مسلم يرضى دخول الحمام ومعه مصحف .............
لقد أريد من تلك القصة والسيناريو أن تضاف فعلاً لسلسة سيناريوهات الصدمة والترويع التي تؤدبنا مرة بشكل أخلاقي ومرة أخرى بشكل يطال الثقافة في مكمنها الأكثر وعورة : الدين وباعتباره ذاكرة ثقافية تتخلل مساحات الوعي واللاوعي عندنا .
أردت القول أن الصدمة والترويع ليست كما أشير لها فيما مضى بل سياسة جديدة تخدم في بلاط العولمة وتسخرلتحقيق أهدافها ؛ والأيام القادمة ستحمل الكثير مما يؤكد صدق نظرتي والتحول القادم إلينا والذي لن يستطيع (الوعاّظ) صده سيجعل الفكر الإسلامي الجديد ليس ما نشارك نحن في صياغته بل ما يكتبه لنا الغرب الذي طور أسلحته الفلسفية وبما يتفق مع صياغة تاريخ الغرب المتحضر.



#بشرى_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتحمل المؤسسة التعليمية عبء ومسؤولية صياغة الخطاب المتطرف ...
- تغرير بالمواطن العربي أم تغريبه ؟
- نحن النساء : برتقالة وقديسة ..
- زواج الدمى لا ينجب أطفالاً حقيقيين ..
- المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟
- الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟
- شؤون حميمة لا يعرفها الرجال
- ايتها السلطة ... كيف أعاودك وهذي آثار فأسك ؟
- إبداع المرأة بين محاصرة وهم الثابت وطموح القادم
- صمت الروح ... ام وجعها


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى ناصر - أيها السادة:انتبهوا للصدمة والترويع...