أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جاسم محمد الحافظ - لا لدستور لا يضمن أحلام الفقراء














المزيد.....

لا لدستور لا يضمن أحلام الفقراء


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


خلقت التغييرات الدراماتيكية الكبرى التي حدثت في العراق إثر إنهيار الدكتاتورية البعثية، أجواءً سياسية واجتماعية، مشحونة بمشاعر البهجة والأنعتاق، أجواء إطلقت فيها تطلعات الجماهير الشعبية في الوحدة الوطنية. متمثلة في التوافق على عدد من القضايا العقدية من أهمها تشكيل مجلس للحكم بتمثيل كل المكونات العراقية المنسجمة مع التغيير، والذي تمكن بسبب ذلك من إتخاذ عدد من القرارات المنسجمة مع المصالح الوطنية والأقليمية والعالمية.
غير أن التطورات اللاحقة بعد الإنتخابات – والتي شكلت حدثاً نوعياً هاماً وكبيراً في تاريخ العراق المعاصر والمنطقة كلها رغم ما إكتنفها من خروقات مّرة – قد أخلت بالتوافق الوطني والتناسب الواقعي بين التيارات الفكرية على الساحة العراقية عموماً والقسم العربي منها بشكل خاص، مذ أقصت عن المؤسسات الوطنية كالبرلمان والحكومة ومجلس الرئاسة، قوى وشخصيات سياسية لها رؤيتها الواضحة في هندسة الحياة السياسية وفي إعداد دستور يؤّمن للعراق دولة فيدرالية ديمقراطية عصرية، منفصلة عن الدين في التفاصيل وملتحمة معه في كل ما يمنح الحياة عدالة وبهجة، دولة تأخذ بسياسة التطور المتوازن لكل القطاعات الإقتصادية والمناطق الجغرافية، دولة تضع العراق على طريق التقدم الإقتصادي والتقني، في منطقة تعد بأن تكون قطباً إقتصادياً ومركزاً تجارياً وسياسياً قوياً.
إن المعركة الأصعب والأهم اليوم وبعد سقوط الدكتاتورية، ستكون معركة كتابة مسودة الدستور الدائم، وتنوير الناس للتصويت له. إن هذه المعركة تستلزم من كل القوى الليبرالية والديمقراطية والإسلامية المتنورة إن ترص صفوفها وتشحذ يقضتها لتكافح من أجل دستور تتوازن فيه جميع القيم الإنسانية النبيلة لمكونات مجتمعنا وتحذر الناس من الاعيب ومناورات تمرير الأفكار المتطرفة مهما كان مصدرها وخاصة تلك التي تختطف الدين الإسلامي الحنيف وتتمترس وراءه. وأن يصار الى كتابة الدستور على ضوء قانون إدارة الدولة. وذلك لضمان سد ذرائع التدخل الأجنبي في شؤون بلادنا ولتحقيق أحلام الفقراء في العيش الكريم والأستقلال الناجز.
إن محاولات الألتفاف على قانون إدارة الدولة والتهرب من التقيد بنصوصه – رغم قصوره عن تحقيق كل طموحاتنا – وإثارة مظاهر التوتر السياسي في أقليم كردستان بين الحزبين الرئيسيين، والأتهامات الخطيرة التي يتبادلها رئيس هيئة علماء المسلمين وأطراف من فيلق بدر (مع إيماننا بتعارض وجود الميليشيات مع المجتمع الديمقراطي التعددي)، والدعوات المبطنة لثارات طائفية، وعودة للسيد مقتدى الصدر الى المسرح السياسي ثانية لأثارة البلبلة والتشويش، إن كل هذه المظاهر مؤشر على رغبة البعض في تشكيل مسرحاً سياسياً مضطرباً لتشتيت وأضعاف جهود القوى الديمقراطية وأبتزازها، ومن ثم تمرير مشروع دستور يجهز على احلامنا جميعاً.
الاّ إن من المفيد تذكير هذا البعض بإن حكمة العراقيين المجبولة بدماء ودموع الفقراء ستنتصر حتماً وستؤول هذه السياسات الرجعية والطائفية المتطرفة والعنصرية الفاشية الى الأندحار.

د. جاسم محمد الحافظ
لنـــدن



#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين مستشار الرئيس ووكيل الولي الفقيـه
- حين يخشى الكّلُ الكّلَ في حفلات بوس اللحى


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جاسم محمد الحافظ - لا لدستور لا يضمن أحلام الفقراء