أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - الشاعر الحقيقي الذي ينطلق من التراث ثم يتجاوزه بإضافات جديدة














المزيد.....

الشاعر الحقيقي الذي ينطلق من التراث ثم يتجاوزه بإضافات جديدة


عقيدي امحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 17:41
المحور: الادب والفن
    


يرى الدكتور طارق ثابث استاذ بجامعة ام البواقي إن الخلود الحقيقي للفن هو ما يتحدى الحاضر ويتخطاه ليتجسد في المستقبل فيخاطب أهله كأنهم معاصرين له، من هنا يأتي إدراك الماضي كفعل إبداعي ضروري للشاعر الذي أراد أن يبقى فنه خالدا في الزمن والناس.
قائلا ان الشعر القديم يجعل صاحبه يمتلك القدرة على مخاطبتنا رغم بعد المسافة الزمنية بيننا، لأننا حين نقيم جذور التواصل المتكرر مع ذلك الشعر حتى نجد أنفسنا فيه ونلج إلى عوالم تشبع نهمنا الإبداعي والشعري والنفسي ويرضي أذواقنا ولعل العبقرية تتشكل من خلال الوعي الكامل للشاعر القديم بالواقع الذي يحيط به.
مبرزا في نفس الوقت العلاقة الحقيقية التي يجب أن يقيمها الشاعر المعاصر مع تراث الشعر العربي لا يجب أن تكون علاقة تكرار للمضامين مع التغيير في الأشكال السطحية فحسب؛ لكن يجب أن تكون علاقة واعية ومدروسة تستمد وحيها الحاضر من عبق التاريخ ومسؤولية الماضي بثوب يحمل في مضمونه المتعة التي تضع لذة القارئ المتعلق بالنص في تواصل وتجدد، حيث لا يصبح التعلق بالتراث مقدسا الأمر الذي يحد من حرية الشاعر في إبداعه والرؤى التي يجب أن يحملها لتكون فاشلة في محاولة لبعث الروح في مومياء محنطة.
موضحا في ذات السياق النص الجيد الذي يحيلنا إلى جو الأساطير والرموز لصورة فعالة لا نحس فيها بالماضي ذاته بل نعيشه بلباس جديد وأفكار متجددة، وكل هذا في معالجة من الشاعر تنطلق أساسا من موقفين! إحداهما فكري والآخر شعري حسب قناعات الشاعر ورؤاه.
ويعني بالموقف الفكري والفني نظرت بعض الشعراء للتراث من خلال خلفياتهم فـصلاح عبد الصبور أحد الشعراء الذين يرون أنه يصعب على الشاعر الانفصال التام عن التراث، بل أن الشاعر الحق هو الذي ينطلق من التراث ثم يتجاوزه بإضافات جديدة. بالرغم من ذلك فالشاعر يحاول الإفلات من التراث وقوالبه وأشكاله التي يرى أنها تلجم مشاعره وتحد من تدفقها، فلجوء الشاعر إلى البحث عن أشكال فنية وشعرية جديدة هو محاولة انفلات من قيود القديم من وزن وقافية ليمتلك كامل الحرية ليصور ما يجول في نفسه وخاطره، ومهما حاولنا كسر هذه العلاقة القائمة في ذات الشاعر بين ماضيه وخاطره الأدبي، فإننا لا يمكن بحال من الأحوال أن يجسد تجاوزا فعليا كاملا للأدوات الفنية القديمة، وذلك يعود إلى تصور الشاعر المسبق لخلفية قرائه التراثية ونزعتهم، ليتمكنوا من تذوق شعره وفهم رموزه التي يقصدها.
فالشاعر يحاول الإفلات من التراث وقوالبه وأشكاله التي يرى أنها تلجم مشاعره وتحد من تدفقها، فلجوء الشاعر إلى البحث عن أشكال فنية وشعرية جديدة هو محاولة انفلات من قيود القديم من وزن وقافية ليمتلك كامل الحرية ليصور ما يجول في نفسه وخاطره، ومهما حاولنا كسر هذه العلاقة القائمة في ذات الشاعر بين ماضيه وخاطره الأدبي، فإننا لا يمكن بحال من الأحوال أن يجسد تجاوزا فعليا كاملا للأدوات الفنية القديمة، وذلك يعود إلى تصور الشاعر المسبق لخلفية قرائه التراثية ونزعتهم، ليتمكنوا من تذوق شعره وفهم رموزه التي يقصدها.
وعودة الشعراء في العصر الحديث – خاصة – إلى تراث الشعر العربي جعلهم يتخلون عن الرصد السطحي لما يكتبون، فـصورهم غدت رمزا لمضمون أغنى ،فعند قراءة هذه النصوص التي تحيلنا لذلك الجو المشحون بالأساطير والرموز، عالم يوظف فيه الشاعر كل طاقاته ليجمع بين لحظتين تنتج عنها لحظة أخرى قد لا تخطر على بالنا محاولا إعطاء الصورة الشعرية حقيقة شعرية أخرى غير حقيقتها، عبر تعريتها من ماديتها وقيودها الحسية، لأنه لا يقف عند حدود الوصف الخارجي والمباشر، بل يعمد في القصيدة إلى الإيحاء ليجعلها ذات قوة تعبر عن أشياء لا يعبر عنها، إنها تعبر عن خفايا النفس وأعماقها، وتحتشد فيها كل الإشاعات العاطفية.
متحدثا عن اللغة التي تشبه لغة الإنسان الأول بكل ما تحمله من تراكمات تاريخية وتعاقب السنين، بهذه اللغة الشعرية القديمة الجديدة أخرج الشاعر كل مكنونات ذاته وأقصى الإمكانات الإيحائية من اللغة والعروض ،وقد أشار « إليوت » إلى التوظيف الجيد للتراث ورموزه، وعلاقة الشاعر به فهو يرى أن من علامات الشاعر الناضج « لا أن يختزن الموروث الذي ظل من قبله معطلا، بل أن يعيد جدل أكبر عدد ممكن من طاقاته الموروثة المفككة »
فعبقرية الشاعر لا تتحد في توظيف التراث كيفما كان نوعه بل أن يستلهم من هذه الصور رموزا تجعلنا أمام نتاج شعري متلاحم في صورة رائعة لا تتخلل من جرئه القصيدة بل تتداخل مع الجو العام، لأن هدف الشاعر هو البحث عن لغة تناسب إيحاءه الفني، وهو حينئذ يمثل الجزء الأساسي في العملية الفنية كلها لإيجاد معادل موضوعي للفكر والشعور فتكونت لديهم نماذج إنسانية فنية عالية.



#عقيدي_امحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام مسرح الجنوب بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي فضاء لاكتش ...
- المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي المدية رجاء علولة تكشف عن مسا ...
- ندوات علمية حول عالم الكتاب والمقرؤية خلال مهرجان القراءة في ...
- المسرح الامازيغي ينتعش من جديد
- التبادلات الثقافية فضاء لإبراز الديناميكية الابداعية في جميع ...
- الملتقى الوطني للمسرح والثورة ام البواقي المشاركون يدعون الى ...
- الديوان الشعري حروف ملونة لعائشة بويبة إعادة لبناء الواقع عل ...
- الحكاية التي سكنت الروخو تجسيد لآدميون يركبون السيارات وعفار ...
- الملتقى الوطني الثاني للأديب الراحل الطاهر وطار شخصية مثقفة ...
- المسرح الجهوي أم البواقي ينتج عمل فني تاريخي مسرحية -النار و ...
- الصالون الوطني الرابع للفنون التشكيلية ام البواقي جماليات ال ...
- اختتام المهرجان الوطني للمسرح المحترف الجزائر المسرح الجهوي ...
- واقع وافاق المسرح في الجزائر
- الملتقى الوطني الأول حول مستقبل الكتاب المطبوع والمكتبة أمام ...
- اختتام المهرجان الثقافي المحلي - القراءة في احتفال - لولاية ...
- عرض مسرحية ديوان القراقوز القول والحلقة على ركح أم البواقي ...
- منودراما -الطابور-
- عرض مسرحية ليالي الموت للمسرح الجهوي سيدي بلعباس -استنطاق ال ...
- اختتام الأيام الوطنية المسرحية التاسع عشر لمدينة سكيكدة
- انطلاق الأيام الوطنية التاسع عشر للمسرح بسكيكدة -تحت شعار وي ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - الشاعر الحقيقي الذي ينطلق من التراث ثم يتجاوزه بإضافات جديدة