أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد نعمة - المسرحية السياسية في العراق ... المشهد الثاني ... القادة الحاليين















المزيد.....

المسرحية السياسية في العراق ... المشهد الثاني ... القادة الحاليين


احمد نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل عدة أيام كتبت اول مقالة لي عن السياسة في العراق و كانت عبارة عن تحليل واقعي عن الاحداث الحالية و سأحاول أن اجعلها سلسلة من المقالات كمشاهد مسرحية نتعرض لها يوميا و نصفق و نتفاعل معها رغم ما يصيبنا بسببها من حزن و يأس و موت.
اليوم أحببت أن اتحدث عن قادة العراق الحاليين أو معارضي النظام السابق ليس كاشخاص معينين و لا اريد أن اذكر تأريخهم أو مسيرتهم الشخصية و لكن كنظرة عامة على أفكارهم و طريقتهم في القيادة و في البداية أود أن ابدأ بهذه القصتين القصيرتين جدا و هما وهميتان من وحي خيالي ربما تمتان الى واقع الكثير من السياسيين بصلة قوية :

القصة الاولى
كان هناك شاب عراقي من احدى المحافظات الجنوبية من عائلة متدينة و ملتزمة بالتقاليد و الاعراف و لهذا فهم ملتزمين بالشعائر الحسينية و الزيارات و ذلك ما جعلهم تحت اعين السلطات و اعضاء حزب البعث , نشأ صديقنا الشاب ضمن هذا المجتمع المقيد و المنغلق و اكمل دراسته حتى تخرج من معهد المعلمين لكنه بالطبع تهرب من اداء الخدمة العسكرية لأنه كان يعتبرها خدمة للنظام البعثي و هكذا عن ذلك عاش حياته هاربا خائفا من كل شيء و متضرعا الى الله بحكم تربيته الدينيه و قد تعرف على بعض الشباب الاخرين الحاقدين على النظام فقط بسبب عدم وجود حرية الرأي و بالاخص الحرية الدينية و ملاحقتهم بسبب اعتبارهم متآمرين على نظام الحكم الاوحد. انضم صديقنا الشاب مع اصدقائه الجدد الى حزب ديني شيعي معارض للنظام و الذي سهل لهم الهروب الى احدى دول الجوار و هكذا اصبح صديقنا لاجئ سياسي مشرد فقط بسبب التزامه الديني و اصبح يتلقى المساعدات من بعض الدول فقط ليتقي برد الشتاء و جوع الايام الحزينة حتى حصلت المعجزة حيث سقط نظام البعث على يد الامريكان و استطاع صديقنا أن يعود الى العراق و يمارس حريته بل و اصبح يعتبر مناضل و معارض سابق اي هو الان قائد سياسي رغم انه لا يعرف شيء عن السياسة.

القصة الثانية
شاب عراقي اخر لكنه من عائلة مرموقة حيث أن شجرة الانساب في عائلته تحمل الكثير من الاسماء الكبيرة , عاش في رفاهية أو دلال بالاصح حتى اصبح لا يعرف كيف يفكر او يخطط لنيل ما يريد حيث كل ما يحتاجه هو أن يتمنى او أن يطالب و هذا هو اكبر جهد يبذله فالبكاءكما تعلم من طفولته هو الوسيلة الافضل لنيل الاماني. و كبر صديقنا و اكمل دراسته و خلال نشاته تعرف على الرفاق البعثيين و كبر معهم ثم اختلف معهم بالرأي أو ربما لم يتحملوا بكائه المتكرر و عدم فعاليته و بحكمة من الله تعالى اصبح صديقنا معارض للنظام و مضطهد , فهرب الى احدى دول الجوار و منها هاجر الى الدول الاوربية يمارس النضال المزعوم بطريقته الخاصة حتى احتاجت الولايات المتحدة لعذر ثانوي لدخول العراق عدا عذرها الاساسي و هو السلاح النووي و عندها دعي صديقنا لعدة اجتماعات في عدة دول و مدن و منها اربيل و عندها اصبح مناضل رسمي و قائد سياسي و صاحب حزب معارض قوي جدا جدا

العبرة
أن هاتين القصتين قد تنطبق على الكثير من القادة و السياسيين الحاليين بكثير من النواحي لكن النقطة الاهم هي أنهم لم يعرفوا أي شيء عن السياسة أو نظام الحكم و بالاخص لم يملكوا أي فكرة عن كيفية ادارة الدولة فهم مجرد مضطهدين من النظام السابق بسبب ممارساتهم الدينية او حرية الرأي. فكل السياسيين الحاليين لم يكونوا سابقا من المعارضة بسبب عدم موافقتهم على سياسة النظام السابق بل لأنهم ببساطة لم يملكوا حرية التعبير عن انفسهم و لم يستطيعوا ممارسة شعائرهم الدينية او الاجتماعية بحرية , فان هؤلاء المعارضة أو القادة صحيح أنهم كانوا ضد النظام السابق و صحيح أنهم قد تعرضوا للتعذيب و الاضطهاد و التهجير لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم افضل من صدام في أدارة الدولة و على الاقل فالنظام السابق كان يضم عددا حتى لو كان قليلا من الكفاءات و الاشخاص الفاهمين لسير الامور. فعدد كبير من الجسور و المستشفيات و المدارس و الجامعات تم بنائها في ذلك العهد أما السياسيين الحاليين فهم لا يعون حجم مكانتهم أو مسؤوليتهم و لهذا فهم يتخبطون باماكنهم لا يعرفون ماذا يصنعون ببساطة لأنهم لم يتوقعوا هذا المنصب و هذه السلطة و لم يخططوا في كامل حياتهم لتحمل مسؤولية كهذه.
ناخذ البرلمان كمثال و هو اعلى سلطة تشريعية نجد الاعضاء الموقرون جميعهم مستعدين للتصويت على اي مشروع قرار غير مهم مثل امتيازاتهم الخاصة او مخصصات شرائهم للملابس الرسمية و الدراجات الهوائية و جاهزين دائما لمواصلة المسلسل الكوميدي لمناقشة القرارات و القوانين و كذلك مهزلة استجواب المسؤولين و منهم الوزراء و رؤساء الهيئات لكنهم يصابون بالاغماء أو التجمد امام مناقشة و التصويت على القوانين المهمة و المتعلقة بمستقبل الناس او مستقبل العراق كقانون الاحزاب أو قانون الانتخابات و غيرها الكثير و نجد أن جميع الخلافات السابقة و كل امراض الاعضاء المزمنة و كل اسفارهم المستعجلة تظهر خلال هذه الفترة كمهرب من مواجهة لحظة أتخاذ القرار و ذلك ليس لأن هذه القرارات لا تجلب فائدة أو مصلحة للاعضاء و لا لأنها ربما تحدد من صلاحياتهم او تجعلهم عرضة للمسائلة بل لأنها قرارات مصيرية لا يمكنهم تحمل مسؤوليتها.
لو انتبهنا الى تصرفات السياسيين بصورة عامة سنلاحظ أن المنصب بالنسبة لهم هو مجرد مكافئة على سنوات نضالهم السابقة كرواتب و صلاحيات و نظرة انا العليا و لا يخطر على بالهم ابدا أن المنصب ربما و فقط ربما يحمل بعض المسؤولية او الواجبات تجاه المواطنين.

مختصر الكلام
الثائر لا يعني بالضرورة قائد جيد. فالثورة تاتي من حالة الرفض لموضوع معين و الرفض هو حالة طبيعية و رد فعل مرتبط بالعديد من الاسباب و احيانا وجود دافع شخصي.
أما أن تكون قائد و مسؤول عن شعب كامل فهذا يعني ان تخرج بتفكيرك عن القوقعة الشخصية و المصلحة الفردية لتفكر بمصلحة شعب كامل مختلف عنك بالكثير من النواحي الفكرية و الثقافية و العلمية و حتى الدينية و الاجتماعية.
نحن ربما نقف مع الثائر في حالة النضال و نتفق معه في رفضنا لوضع ما باختلاف اسبابنا و رؤيتنا بالنسبة للوضع لكننا في حالة السلم و البناء سنبدأ بالانتباه على محدودية تفكيره و عدم قدرته على البناء.
و ان تضحيات الشخص ربما تكون دليل على معاناته السابقة او تاريخه النضالي أو حتى مقدار حبه للوطن و ثباته على مواقفه لكنها بالتاكيد ليست دليل على صلاحيته للقيادة أو خطته العظيمة لبناء الوطن و الا لجعلنا تمثال الشهيد الذي ضحى بأغلى ما يملك و هي حياته مرجعنا و نصبناه زعيما للوطن لكن للأسف نحن بحاجه الى انسان حي و واقعي يملك خطة مستقبلية و قادر على اتخاذ قرارات مصيرية حازمة لأن اخر ما نحتاجه حاليا هو شخص يريد ان يعوض ايام حرمانه السابقة و ما مر به من ازمات ليعيش مرفها تاركا من اوصله للقياده يعيش حرمان غير مبرر و موت متكرر دون حتى الاعتراف بهم و بحقهم بالعيش فنحن لسنا مضطرين الى ان نعيش الاضطهاد الذي عاشه هو و هذا هو المعنى الاساسي لتغيير النظام السابق.



#احمد_نعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرحية السياسية في العراق ... المشهد الاول ...
- ملحمة
- حي على الصمت
- خوف
- أمنت بالموت
- يوم اعتيادي
- بقايا المجد
- خبر عاجل
- إرادة
- من بلادي


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد نعمة - المسرحية السياسية في العراق ... المشهد الثاني ... القادة الحاليين