أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيداات - إتفاق -القلقين-















المزيد.....

إتفاق -القلقين-


راسم عبيداات

الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك العديد من المعلومات ومنها حديث لمراسل القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي الذي رافق نتنياهو الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والستون قال بأن نتنياهو التقي قيادات خليجية بارزة،وان هناك شخصية خليجية رفيعة المستوى قد زارت اسرائيل وأجرت مباحثات مع قادتها،وقد تمحورت تلك اللقاءات والمحادثات حول المعادلات الجديدة التي سيفرضها التقارب الأمريكي- الإيراني الجديد،بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأمريكي اوباما والإيراني روحاني،وكذلك لقاء وزيري الخارجية للبلدين،فنتنياهو ومشيخات النفط يدركون بانهم هم الخاسرون من عملية التقارب هذه فهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة،تحدث بشكل مطول عن الخطر النووي الايراني على المنطقة وعلى امن ووجود اسرائيل. اما الدول الخليجية التي وضعت كل بيضها في السلة الأمريكية،وكان لديها رهان عالي بأن حليفتها الإستراتيجية وحامية عروشها،لن تخذلها او تضحي بها وتطعنها في الظهر،فهذه المشيخات يبدو انها لا تتعلم من التاريخ،فاميركا قادتها قالوا بالفم المليان امريكا ليس لها صدقات دائمة،بل مصالح دائمة،وهذه المشيخات التي ناصبت ايران العداء وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معها،وصورتها على انها الشيطان والغول الذي سيلتهم البلدان العربية ،لم تتخيل ان لا تقدم واشنطن على توجيه ضربه عسكرية لها من اجل تدمير قدراتها النووية،وكذلك تلك المشيخات التي قدمت كل اشكال وانواع الدعم للمعارضة السورية عسكرية ومالية وسياسية وامنية ولوجستيه من اجل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد،وكذلك هي أيضاً من ساهمت في كذبة استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي من اجل التعجيل بتوجيه ضربة امريكية له،ووضعت كل إمكانياتها تحت تصرف امريكا من اجل إنجاز هذه المهمة من تسديدها كاملاً لكل فاتورة الحرب على سوريا،الى وضع مطاراتها واجوائها وموانئها تحت تصرف امريكا لهذه الغاية،ولتكتشف بان امريكا بدلاً من ذلك اتجهت،ومن وراء ظهرها وبدون علمها الى عقد صفقة مع روسيا وايران،تلك الصفقة التي يبدو انها تطال الكثير من الملفات في المنطقة عالمياً وإقليمياً وعربيا،فامريكا على ضوء ازمتها الاقتصادية وتورطها في أفغانستان والعراق،وقرب انسحاب قواتها من افغانستان،باتت تدرك جيداً،بأن الزمن الذي شنت فيه حربها على العراق،بإجماع دولي وعربي،والذي نصبها زعامة العالم الاحادية بلا منازع،لم يعد ذلك الزمن،فهناك أقطاب جديدة نشأت وتبلورت،وهناك من عاد لينافسها الزعامة على قيادة العالم ،وبالتالي هي اضطرت صاغرة الى قبول التسوية مع روسيا وايران، قبلت بمعادلة قوننة سلاح سوريا الكيماوي مقابل التخلي عن الضربة العسكرية لها وعدم التلويح باستخدام القوة العسكرية ضدها،وكذلك قبلت بفتح حوار جاد مع ايران حول ملفها النووي ومصالحها ونفوذها في المنطقة،فايران ستصبح لاعباً رئيسياً في الشانيين الإقليمي والعربي، وهذا واضح من ما حصل في الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة فروحاني كان نجم الدورة بلا منازع،الكل ينتظره ويستمع له ويمني النفس بتسجيل لقاء صحفي معه.
اما العربان العاربة والمستعربة،فهي أصبحت خارج كل المعادلات الدولية،فهي موزعة الولاءات والقرارات،وفاقدة لإرادتها ولقرارها المستقل،وحتى غير قادرة على التقرير بالأمور التي تخص شؤونها واوضاعها،ولذلك وجودها وعدمه في الجمعية العامة كان سيان،حتى ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل،الذي قاد الحرب على النظام السوري،ووضع كل إمكانيات بلاده تحت تصرف امريكا لإسقاط النظام،وقدم دعماً لا محدوداً لكل العصابات والجماعات الإرهابية في سوريا لنفس الغاية والهدف،من شدة خيبته من الموقف الأمريكي لم يلق كلمته في هيئة الأمم المتحدة،وعللت السعودية ذلك بعجز الأمم المتحدة عن فعل اي شيء تجاه حل القضية الفلسطينية منذ ستين عاما وعدم وقف المذابح ضد المسلمين في بورما،وكذلك عدم القدرة على منع النظام السوري عن ذبح الشعب هناك،ولكن العالمين بخفايا بالأمور يدركون جيداً بان تلك الحجج والذرائع ليست حقيقية،فالسعودية تريد ان توصل رسالة للإدارة المريكية بأنها قلقة جداً من قامت به امريكا من عقد صفقة مع سوريا وايران،حتى دون ابلاغ عربان مشيخات النفط والكاز.
هذه المشيخات المرتعدة الفرائص من الاتفاق الأمريكي- الروسي- الإيراني،تدرك جيداً بأن هذا الاتفاق سيكون على حساب مصالحها وسيفرض عليها شروطاً ومعادلات جديدة،وهي كما يقول المأثور الشعبي"مثل مصيفة اريحا لا بلح الشام نالت ولا عنب اليمن" فالنظام السوري لم يسقط،وقوى ما يسمى بالمعارضة التي رعتها تتفكك،وايران لم يدمر مشروعها النووي،بل تفرض شروطاً ومعادلات جديدة في المنطقة وهذه المشيخات ما كان محرماً او غير مسموحا لها القيام به،ستجبر على فعله والقبول به،وكذلك اسرائيل التي تهدد بإستخدام القوة والحسم العسكري،اذا لم يجري حل قضية الملف النووي الايراني،تدرك بأن الاتفاق حول الملفين الكيماوي السوري والنووي الايراني، سيقود الى وضعها تحت طائلة القانون الدولي،وبالتالي ملفيها الكيماوي والنووي،سيكونان جزء من رزمة الاتفاق الشامل، شرق اوسط خالي من اسلحة الدمار الشامل،يعني اسرائيل ستكون جزء منه.وكذلك هي تدرك جيداً بأن هذا الاتفاق وبقاء النظام السوري ايضاً يعني بان دورها الإقليمي سيتقلص،وسيفرض عليها ايجاد حل للقضية الفلسطينية،في وقت كانت تراهن فيه على ان اسقاط النظام السوري وتدمير سوريا والقضاء على قدرات ايران النووية من شانه ان يعطيها فرصة تاريخية لتصفية القضية الفلسطينية ووفق شروطها وإملاءاتها.
الخوف والرعب الخليجي من الاتفاق الايراني- الروسي- الأمريكي،دفعها الى تعزيز علاقاتها مع اسرائيل،وهي كمن "يستجير من النار بالرمضاء"،فاسرائيل،لن تكون قادرة على توفير مظلة حماية امنية لها، فهمها بالأساس الحفاظ على مصالحها ووجودها وعدم إدارة العالم الظهر لها،أو فرض القانون الدولي عليها،ويبدو ان المعادلات والمواقف الجديدة الناجمة عن هذا الاتفاق بدأت بالظهور،فالملك السعودي دعا الرئيس روحاني للحج،وهذه الدعوة ليست دعوة روتينه او دينية،بل لها طابع سياسي بامتياز،فالسعودية تدرك جيداً بان عليها الان كسر المحرمات والتعامل مع القيادة الايرانية،وهي لم تكتفي فقط بدعوة الرئيس الايراني الجديد للحج،بل واعادت فتح سفارتها المغلقة هناك منذ ثلاثين عاماً.
ان ما اقدمت عليه دول ومشيخات الخليج من توثيق لعلاقاتها مع اسرائيل املاً في ان يكون هذا التحالف عامل صد امام ما قد تتعرض له من اهتزازات وتغيرات تطال انظمة حكمها،هو قرار بالاتجاه الخاطىء،فعليها ان تعيد حساباتها،وان تتجه نحو العمل على دراسة ومراجعة معمقة لكل سياساتها السابقة الخاطئة،والتي رهنت مصير بلدانها وثرواتها واموالها لصالح مشاريع استعمارية هدفها تدمير المشروع القومي العربي،وتفتيت وتذرير جغرافيتها وإعادة تركيبها مرة ثانية وفق أسس مذهبية وطائفية خدمة لتلك المشاريع،عليها ان تتجه الى تحقيق مصالحة عربية شاملة،تقود الى تحقيق الأمن العربي ومصالح الأمة كمجموع،وبما يجعل لهذه لأمة وزناً وقيمة وكرامة بين الأمم،وان يأخذ رأيها وقرارها في كل الشؤون العربية والإقليمية والدولية.



#راسم_عبيداات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبا العلاء قريع عفواً أوسلو مات وشبع موتاً


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيداات - إتفاق -القلقين-