أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم















المزيد.....

رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
يا صديقي
كم كنت أتمنى أن تكون الحلول السياسية التي تبيعنا إياها كل مساء, والتي تبقى دوما ومنذ سنة مولودة من أمانيك وأحلامك ومن تمنياتك الشخصية المستقبلة.. وخاصة.. من تجربتك الحزبية الماضية, والتي لا يمكن أن ننسى أنها كانت القسم الأهم من المرض وتشخيص المرض الذي أصاب الدولة السورية خلال الخمسين سنة الماضية.
تحاول كل مــســاء على صفحتك الفيسبوكية إقناعنا أن النهاية قريبة. وأن السلطة الحالية مسيطرة كليا على زمام الأمور.. وأنها ستعيد ترتيب أضابيرها وأجنداتها... وأنها ما زالت الحزب الأول القائد. وأن رئاستها هي الوحيدة الكفيلة بإعادة ترتيب وتنظيم وتصنيف كل الأمور... حسب مخططاتها الذكية الحاسمة الأكيدة... وأنه لا يوجد على الإطلاق من يستطيع استلام زمام القيادة المستقبلية, غير قائدها الحالي. نظرا لغياب أي شخصية قيادية أخرى, تستطيع إعادة السعادة والطمأنينة والأمان والهدوء وبناء الحريات والعلمانية والديمقراطية... الخ.. الخ... من هذه الواجهات الكلامية التي تذوقنا طعم واجهاتها القيادية, أكثر من نصف قرن, والتي ساهمت أنت في صياغتها زمنا طويلا.. دون أن ننسى أنها تغافلت عن تحقيقها فعلا, كل فترة استلامها لمصيرنا.. مما أدى, بجزء هــام من مسؤولية النكبة التي أصابت البلد, خلال السنوات الماضية, وما زالت حتى اليوم... ولا يمكن تقدير ديمومة أضرارها في الأيام والأشهر والسنين القادمة.
كما أنك تردد في مانيفستك اليومي الفيسبوكي كلمة الشعب.. الشعب.. أي شعب يا صديقي؟.. الشعب المنهك؟.. الشعب الذي فقد خلال ثلاث سنوات من هذه الحرب الآثمة التي لا تحمل أي اسم إيجابي سليم, أكثر من مائتي الف قتيل, وسببت عددا لا يحصى من المعاقين, وأربعة ملايين من المهجرين المشردين, داخل وخارج الحدود السورية؟؟؟... وأنت تتكلم عن إعادة رسم الأمور والمستقبل والخرائط وتوزيع الأدوار... كأنما كل ما حدث فيلم هوليودي.. أو مسلسل دالاس.. أو باب الحارة الهزيل الفكر والإخراج... وليس تسونامي كارثي ضرب سوريا وشعبها.. بتغافل وإهمال قيادات وجماعات وهيكل حزبي فــاســد هيتروكليتي واحد, جعل من هذا البلد, قالبا باطونيا مغشوشا, لا ينتج سوى المصالح والتجارات المغشوشة الخاصة.. دون بناء أي مستقبل.. أو جيل مستقبل.. أو قيادة مستقبل... حتى أصبح البلد ملك طبقة لا يهمها سوى الغنى والثراء الفاحش وامتلاك الحسابات المصرفية الخيالية بالخارج.. متناسيا كليا تحضير قيادات سياسية شبابية, يمكنها تطوير البلد نحو الحريات الطبيعية والديمقراطية الحقيقية.. وأنت.. وأنت يا صديقي كنت جزءا من براغي هذا النظام الذي كان أهم جزء من المشكلة.. لأنه لم يحضر بديلا له خلال خمسين سنة من حكمه.. معتقدا أن له الأرض والسماء والخلود... لأنه لم يكن يسمع سوى أصوات شعبه المهيأ ببغائيا عندما يهتف دوما وأبدا وفي كل مناسبة.. وحتى بدون أية مناسبة.. بالروح.. بالدم.. نفديك.. يا.......... ظانا أنه خالد كالفراعنة أو كالآلهة الرومانية القديمة...
*********
من هنا يأتي تشاؤمي المتزايد ويأسي من الفراغ الفكري والسياسي والاجتماعي السائد في هذا البلد, ما بين السلطة وشخصيات المعارضة... مل بين الدب والجب... وعدم ثقتي الكاملة بوجود شخصيات حقيقية من الطرفين يمكن أن نسلمها مستقبل هذا البلد, وإعادة بنائه بشكل صحيح القواعد والمبادئ... خلافا كليا لما يحلم بــه صـديقـنـا الفيسبوكي, والذي يطنب له كل صباح أو مساء العشرات من اصدقائه الذين تخرج غالبهم من نفس هذا المطبخ الدمشقي, والذي علم البشر على التصفيق لكل ما هو سطحي أملس.. وبشرط أن يكون بعيدا عن كل جدية سياسية واقعية. لأن الخطر الداهم الذي كانت تخشاه دوما هذه السلطة, أو كل المعارضات الذين رغبوا الحصول على ما تنتج من مصالح ومرابح وثروات.. هو ظهور جيل جديد يفكر وينتج سياسات مستقبلية حقيقية واضحة سليمة جدية, خالية من كل بوادر الفساد والفسق والخيانات المتتالية التي أنتجتها هذه السلطة وهذه المعارضات, والتي رأينا من أسوأ ولاداتها.. هذه الجحافل وهذه الإمارات العجيبة الغريبة, وهذه العصابات المختلفة التي تقتل وتسحل وتقنص وتخطف وتطالب بالفديات في مختلف المدن والقرى السورية, وتتقاتل بين بعضها البعض اليوم, بشراسة لا إنسانية, للحصول على قسم من المغانم وحصائل الغزو.. والتي لا علاقة لها لا بسوريا ولا بحاجاتها, ولا بالسوريين أنفسهم وحاجتهم الضرورية المستحقة إلى حياة آمنة حضارية طبيعية!!!...
يا صديقي الفيسبوكي.. كل مساء توزع الأدوار لمستقبل البلد... كأنما لا أصابته لا هزة ولا نكبة. وحتى أنك توزع الأدوار الهامة والبسيطة, كأي مخرج للمسلسلات السورية الشعبية الهزيلة الخاضعة للرقابة. مانحا بعض الحقائب الغير هامة سياسيا.. والمنتجة أرباحا طنانة, لأهم زعماء المعارضات الإسطنبولية والباريسية وغيرها. محافظا على الأدوار الهرمية لديناصورات الحزب الواحد الأحد.. كأنما لم يتغير أي شـيء.. أو كأنك توزع ميراث عائلة بورجوازية, حسب بعد أو قرب تسلسلات الروابط العائلية. مرددا دوما كلمة الشعب.. الشعب.. منتظرا منه دوما أن يطبل ويزمر لهذا السلطة الهرمية الفرعونية الجديدة.. كما يطبل لك دوما العشرات من مقربيك الفيسبوكيين, والذين مع الأسف, لا يفقهون من حداثات وضروريات السياسة الجديدة, أكثر ما تفهم أنت أو أفهم أنا من صعوبات اللغات الصينية... متناسيا يا صديقي, عن إهمال معتمد, أن هذا الشعب الذي سـقـتـمـوه كالغنم, سنينا طويلة مريرة, رغم كل مظاهر الغنى المغشوش, قد فقد الصبر والحب منكم ولكم, ومن التجارب الفاشلة لهرمكم السلطوي, ومن هذه المعارضات التي لم تلعب دورها القومي والوطني الحقيقي لإنقاذ البلد, ولم تسع سوى لمشاريعها الخاصة للاستيلاء على السلطة, دون أية أجندة سياسية ديمقراطية علمانية حقيقية, يصبو إليها البلد منذ بداية أيام استقلاله.. ولم يجد حتى هذا اليوم أية بادرة مما يأمل وينتظر.. لا منكم.. ولا من هذه المعارضات العجيبة الغريبة.
علما أن هذا الشعب الطيب الذي فتح لكم قلبه, ومنحكم رأسمالا واسعا ضخما من الحب, خلال سنين طويلة من الصبر والصمت والقبول والثقة والهتافات والتماثيل والأيقونات لقمة سلطتكم... كنتم بهذه الثقة الغالبة المفتوحة, وهذا الحب المطلق بلا حدود.. يمكنكم أن تحولوا البلد إلى سويسرا جديدة من الديمقراطية والأمل.. وخاصة تحضير جيل واع لإدارة مستقبل ســوريـا ونظامها وتشريعاتها وتطويرها نحو علمانية واعية حديثة.. بدلا من إغراقها بالنظام الجنازيري الواحد, المتكئ على تشريعات دينية, والسكوت عن القوقعات الطائفية والإثنية, وتشجيع تجمعاتها ومدارسها... كحاجز أمــان لديمومة سلطتكم الوراثية المتحجرة الجامدة... حتى أصبحتم جزءا منفصلا عن هذا الشعب وهذه الأمة.. لا يسمع.. ولا يعي.. ولا يفهم...
وأنت؟؟؟... وأنت يا صديقي.. مع كتاباتك الفيسبوكية المسائية.. ما زلت تردد لنا نفس القصص الدونكيشوتية... كأنما هذه السنوات الثلاثة الأليمة الجارحة المأساوية التي مرت علينا.. وما من أحد يعرف كيف سوف تنتهي... وما هو الثمن الغالي الذي سوف يدفعه الشعب السوري, ويتابع تحمل آثارها....كأنها غيمة وهمية عابرة... فأراك تخلط أحلامك وأمالك ورغباتك الشخصية.. كأنها الأجندة الوحيدة السليمة لــلــحــل المنقذ... متناسيا دوما أن السيناريو الذي تحاول ــ بثقة المعلم ــ أن تبيعنا إياه... يــبــقــى قلب المشكلة.. وشــربــكاتــها... وأسباب أسبابها وشروشها.. وثمارها المسمومة الــتــاخــة... أو كأنما كل هذا الماضي الذي أتعبنا وجمدنا... وهذه السنوات الثلاثة من الحرب والتدمير والتهجير والقتل والترويع... لم تــحــدث... وكانت فيلما خياليا.. لم يحدث في الواقع.. محيناه من ذاكرتنا وخاطرنا الجريح......
بـــــالانـــــتـــــظـــــار..............
للقارئات والقراء الأحبة.. كل مودتي وصداقتي.. والتزامي معهم.. ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية طيبة معذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...
- صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...
- الكاهن.. فيسبوك.. وأنا...
- جنيف 299
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...
- نداء إلى أحفاد الفريد نوبل
- رضاهم علينا... وأشياء أخرى...
- حوار.. أو لاحوار.. و حالات عربانية
- رأي شخصي.. دفاعا عن جهاد مقدسي
- جواب على تفسيرات ومعاتبات سورية
- أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا
- أوباما يستجدي إسرائيل
- صلاة من أجل سوريا
- برنار هنري ليفي (مكرر)
- حرب الإشاعات.. والعد التراجعي.


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم