أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ياسين المصري - أما آن الأوان للأزهر أن يتحرك؟؟















المزيد.....

أما آن الأوان للأزهر أن يتحرك؟؟


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 16:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لابد - في وقت - ما أن يتساءل أي إنسان عاقل عن السبب وراء ظهور الجماعات الإسلاموية الإرهابية المجرمة من وقت إلى آخر في العديد من الدول المتأسلمة والآن في غير المتأسلمة. وبصورة وبائية تهدد دائماً حياة الملايين من البشر الأبرياء وتهدرها بشكل مهين ولا إنساني. الأمر الذي يشاهده القاصي والداني كل يوم في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المتعددة !!!

ولأن أي إنسان عاقل، يمكنه استعمال عقله، فسوف يدرك على الفور أنه يوجد - بوجه عام - نمطان أساسيان من التأسلم يتم تداولهما من حوله، أحدهما يطلق عليه "الإسلام الوسطي أو المعتدل" ويتبناه - هنا أو هناك - العديد من المشايخ المسالمين بمن فيهم مشايخ الأزهر، طبعاً لأسباب مهنية وربما شخصية، والآخر يقال عنه "الإسلام المتطرف الإجرامي" أو "الإسلام السياسي" وتتبناه جماعات أو عصابات لا تعد ولا تحصى منذ ظهرت هذه الديانة على وجه الأرض وحتى يومنا هذا، وجميعها تحمل السلاح وتقتل من لا يتفق معها في الرأي أو في العقيدة سواء كان من المتأسلمين أنفسهم أو غير المتأسلمين، وذلك لأسباب سياسية إسترزاقية. الأمر الذي يصيبه بقدر كبير من الحيرة والارتباك والتخبط، وكأنه يسير في نفق مظلم. فكلا الطرفين يتحدث بإسم الدين ويكفِّر الآخر، ويستند إلى مرجعية دينية واحدة، هي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأحداث التراثية العتيقة التي تدعم وجة نظره وتبرر تصرفاته. إنه إذن عبث مشين ولا معقول بهذا الديانة منذ نشأتها، ولكن الشيء المخزي فعلا هو أن أحداً لا يستطيع قط التصدي له والعمل على إيقافه.
ولأن هذه العصابات الإرهابية الإجرامية تلتحف بغطاء كثيف ومظلم من الدين، وترتزق من خداع البسطاء وتجييش الرعاع وتحريض الغوغاء لتحقيق مآربها، فإنها بالضرورة إن لم تجد عدوا تقاتله، تقاتل بعضها البعض تحت شعار واحد هو "الله أكباااااااااار" !!. فكل منها تعتقد أنها هي الفرقة الناجية من النار، تبعا للتراث الإسلاموي العتيق. لذلك تضع نفسها في منافسة مستمرة مع المعارضين لها والمختلفين معها من أجل الشهادة والفوز بالحور العين والغلمان المخلدين في جنات عرضها السموات والأرض !!.
ما هو إذن السبب وراء ظهور تلك العصابات الإسلاموية المجرمة باستمرار وعلى مر التاريخ ؟

ولماذا تجد دائماً من ينضوي تحت لوائها وينقاد لأفكارها ويلتزم بتعاليمها الإجرامية أو يدعمها بالمال والسلاح ؟؟!!

ولماذا تفشل فشلا ذريعا كافة الأساليب التي تتبع للتعامل معها والحد من إجرامها، سواء باحتوائها سياسيا أو بتحجيمها أمنيا، أو حتى محاولات القضاء عليها ؟؟!!

وما هو الأسلوب الناجع الوحيد للقضاء عليها ؟

من الخداع الواضح والضحك على ذقون العوام والسذج القول إن الإرهاب لا دين له، كلا، إنَّ له دين يعتنقه أكثر من مليار شخص في العالم. ولكن الكثيرين منهم لا يعرفون حقيقة دينهم كما سيتضح لاحقا في هذا المقال.
كما أن المشكلة الأساسية لا تكمن في التعامل مع الإرهاب الديني ومحاولة التخلص منه، بقدر ما تكمن في الدين نفسه وفي تعاليمه وتراثه. فهو الذي يمد تلك العصابات المجرمة بالسلاح الروحاني لابتزاز الآخرين أو قتل الأبرياء منهم والتمثيل بجثثهم. وهو الذي يغذي نزوة الانتقام ويأجج نشوة النصر في نفوسهم، إذ يقول لهم: "إِنْ ينصرهم الله فلا غالب لكم". وهم يعرفون أنهم إن لم ينصروا، فلن يغلبوا، ومن ثم تستمر دائرة القتل والقتل المضاد، والإجرام والإجرام المعاكس إلى الأبد !!!!

ويمكن القول - دون مبالغة - إن الأغلبية العظمى من المتأسلمين، ما لم يكن جميعهم، لم يقرأوا تاريخهم الإسلاموي على الإطلاق ولا يعرفون حقيقة تراثهم الديني، وذلك لأنهم إما عجم - أو علوج - في إيران و تركيا و باكستان وأندونيسيا وغيرها، فلا يتكلمون لغة العربان، ومن ثم تقدَّم لهم ترجمة مختارة بعناية وعن قصد للنواحي الإيجابية فقط من هذا التراث، وتُخفى عنهم النواحي السلبية الكثيرة عمدا ومع سبق الإصرار، وإما أنهم أميون لا يقرأون ولا يكتبون، وهم الأغلبية الكبيرة في المجتمعات المتأسلمة بوجه عام، فتصلهم الثقافة الدينية مقَدٌَمَة شفهيا وبشكل انتقائي ومكثف وبإلحاح شديد ومصحوب دائماً بتهديد من نوع ما، من أطراف مغرضة تتعمد ابتزازهم والتغرير بهم وتهييج مشاعرهم. أمَّا الذين يقرأون العربية، فالكثير منهم يعرف الحقيقة ويخشى الإفصاح عنها، أو أنه لا يود معرفتها، ويستريح إلى القشور المنمقة التي تعلمها في المدارس والمعاهد ويكتفي بتأدية الفرائض الخمس أملا في جنة عرضها السموات والأرض أعِدَّت للمتقين. وهو لا يدري أنه لن يكون من المتقين أبدا، بناء على أسلمة يثرب (المدينة حاليا) التي ألغت "أو نسخت" أسلمة مكة. وفرضت الجهاد، حتى وإن كان فرض عين، بمعنى استثناؤه منه على أساس أن الآخرين يجاهدون نيابة عنه. ولكنه لا بد وأن يكون قلبا وقالبا معهم، يدعمهم ماديا ومعنويا، أي يشترك بصورة أخرى في جرائمهم!!

كذلك من الثابت أنه عندما يحاول الشخص العادي قراءة أي كتاب من كتب التراث الإسلاموي التي تعد بالآلاف - وربما بالملايين - لمعرفة شيء ما عن حقيقة هذا الدين، سرعان ما يكتشف أنه في متاهة فقهية وتاريخية من الصعب عليه فهمها أو الخروج منها بنتيجة مقنعة، سوف يتبين له أنها كتب مملة للغاية ومليئة بالتناقضات والتفاهات، وغالبا ما تصيب المرء بالغثيان والقرف والاشمئزاز، وعادة ما توصف بالكتب الصفراء، فيقلع فورا عن قراءتها. هذه الحقيقة يعرفها معرفة تامة العملاء وسماسرة الجنة الذين يتاجرون بالدين، ويتعاملون مع عامة الناس تبعا لها، فينتقون من هذه الكتب التراثية ما يناسب أغراضهم الشخصية ويتفق مع ميولهم الذاتية، أو يختلقونه بأنفسهم وينسبونه إليها، ويقدمونه للعوام على أنه هو الدين الإسلاموي الصحيح!!.
يقول المثل الأفريقي: "طالما الأسود لا تملك مؤرخين خاصين بها، ستظل حكايات الصيد تمجد الصيادين وحدهم".

فالمنتصرون هم الذين يكتبون التاريخ دائماً، ثم يأتي العملاء والمنافقون والسماسرة من دون المؤرخين ليمجدوهم، حتى وإن كان ما كتبوه ليس إلا مجموعة من الأكاذيب التي يجب الاتفاق عليها وتصديقها بالرضى أو بالغصب.

قبل ما يقرب من 1500 عام وفي غفلة من العالم أجبر الجوع والنهم إلى الغنائم البدو العربان على الخروج من الصحراء الجرداء في شبه جزيرتهم، والاندفاع كأفواج الجراد في غزوات ساحقة ماحقة لاحتلال البلدان الخصبة المجاورة لهم في كل الاتجاهات، وسلب خيراتها ونهب ممتلكاتها وسبي أولادها وبناتها ونسائها. وكانوا يحملون معهم فكرة دينية هزيلة مستمَدة من هلوسات الصحراء، وهزيان أبناء عمومتهم البدو العبرانيين. ولأنهم كانوا غزاة منتصرين فقد وجدوا بسهولة في هذه البلدان عددا من العملاء والمنافقين والسماسرة الآكلين على جميع الموائد والمصابين عادة بالهوى الذاتي والهوس الديني، على أتم الاستعداد ليبيع أوطانهم، والمساهمة بقدر كبير في مسح هويَّة أبنائها، وجعلوا من الغزوات "فتحا"، ومن أسوأ إحتلال عرفه تاريخ الإنسانية بكامله "إخراج الناس من الظلمات إلى النور"، ومن الأسياد الجدد "خير أمة أخرجت للناس"، على نمط "شعب الله المختار" أو "ألمانيا فوق الجميع" أو غير ذلك من الشعارات الحمقاء التي لا تبعث في النفس البشرية سوى الإحساس الفاشي بالتعالي والتميُّز على الآخرين، فتصيبها بأمراض الغطرسة والغرور وحب الذات، كما جعلوا من شيم أولئك الغزاة المنتصرين: العدل والشجاعة والكرم والنخوة والمروءة .... إلى آخره من الهزيانات والهلوسات التي لم يعد يصدقها أكثر الناس سذاجة وغباءً.

ولأن الغزاة المنتصرين كانوا برابرة إلى حد كبير، وليس بمقدورهم تحقيق أية أهداف أخرى غير تلك التي جاؤوا من أجلها، قام أولئك العملاء والمنافقون والسماسرة الآكلون على جميع الموائد والمصابون بالهوى الذاتي والهوس الديني نيابة عنهم بصياغة وتعميق تلك الفكرة وأطلقوا عليها إسم "الإسلام" وهي في حقيقتها عبارة عن أسلمة بالقوة وتأسلم بالوراثة، والدعوة إلى الخضوع التام للسادة الجدد بناء على أمر إلهي هو: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وألي الأمر منكم". وفبركوا للفكرة تاريخا وأوجدوا لها نبيا سمُّوه "محمداً"، ووضعوا في شخصه بعض المحاسن الأخلاقية والسلوكية. زعموا أنه أجبِر عليها لإحساسه بالضعف والوهن في بداية دعوته. ولكن عندما عقد تحالفا إجراميا مع صعاليك تهامة ولجأ بهم إلى أقربائه في يثرب، اشتد عنفوانه وقويت شوكته فعمد إلى إلغاء تلك المحاسن أو نسخها، وإحلالها بفيض من المساوئ التي تعكس الطباع الحقيقية لبدو الصحراء، مثل الغدر والكذب والخسة والدناءة وتحقير المرأة ومفاخذة الصغار وقطع الطريق والسلب والنهب والقتل وجز الرؤوس والصلب والسحل والتمثيل بالموتى، وملأها بطون الآلاف المؤلفة من الكتب بهراء فقه النكاح وفقه الفسا والضراط وفقه المرحاض وفقه الكذب وأشياء أخري كثيرة من هذا القبيل.

لقد أدّى هذا التحول الراديكالي في التاريخ الإسلاموي إلى ما يعرف في التراث ب"فقه التقية" أي يقي المتأسلم نفسه من أذى الذين يعتبرهم أعداء له ولا يقوى عليهم، حتى تقوى شوكته وتشتد قوته، ينقض عليهم ويتخلص منهم، إنه أسلوب "تمسكن حتى تتمكن". لذلك ليس من الغريب قط أن يعيش المتأسلم لسنوات طويلة مع رهط من أولاده وبناته وزوجاته بين الأوروبيين الكفار، وينعم في بلادهم بالحرية والكرامة الإنسانية والدعم المادي السخي، وكل المقومات الإنسانية التي لا يتوفر له أي منها في بلده أو في بلاد المتأسلمين الأخرى، ومع ذلك يبقى عقله وفكره مع حلفاء وخلفاء أسامة بن لادن أينما وجدوا. يظل مهادنًا للكفار ناقما عليهم، يظهر عكس ما يبطن لهم، حتى إذا واتته الفرصة يفجِّر أكبر عدد منهم أو يفجَّر نفسه بينهم. وإذا لم تواتيه هذه الفرصة في حياته، فأقل ما يفعله هو توريث التقية وما يتبعها لأولاده لعل أحدهم يتولى الأمر بنفسه، وهكذا دواليك!!

إن الفكرة الإسلاموية فكرة سياسية - فاشية بامتياز، فالشق السياسي الفاشي ألغى أو نسخ الشق الروحاني منها. ومن العبث أو الخبل القول بغير هذا، ومن التضليل أو النفاق الادعاء بأن هناك "تأسلم وسطي أو معتدل"، ومن الجنون أن يترك المرء لاختياره الشخصي في أمر من الأمور التي تدفعه بشدة إلى إزهاق أرواح الأبرياء بوصفها أوامر إلهية أو تعليمات سماوية!!

إنقسم دين الأسلمة والتأسلم إلى نمطين أساسين متناقضين في وقت مبكر جداً من التاريخ المفَبرَك لهذه الديانة، وذلك عندما خرج جمع من المتأسلمين على الخليفة الرابع علي بن أبي طالب - إبن عم النبي - وقتلوه بسبب خلافات سياسية معه، وليست فقهية، فعُرِفوا في التاريخ الإسلاموي ب"الخوارج"، وراحوا يقتلون بالمثل كل من يخالفهم في الرأي الفقهي أو السياسي. وتوالى ظهور المئات - إذ لم يكن الآلاف - من تلك العصابات الإسلاموية الإجرامية المختلة عقليا وسلوكيا على مر التاريخ وحتى يومنا هذا تحت مسميات عديدة، مثل القرامطة والأشاعرة والحشاشين والوهابيين والقاعدة وحزب الله والأخوان المسلمين وجماعة النصرة ... إلى آخره!!! وجميعها تعمل في الوقت الحاضر تحت شعارات برَّاقة وخادعة مثل النهضة والعدالة والتنمية والإصلاح وغيرها من الشعارات الخادعة التي ابتليت بها هذه المنطقة من العالم منذ خضعت لأسوأ وأحقر غزو واحتلال في تاريخها. وسوف يتوالى ظهورها ويشتد عنفها ويزداد إجرامها ما بقى هذا التراث على ما هو عليه.

وسوف يأتي بين وقت وآخر شخص مختل عقليا وسلوكيا ومريض نفسيا يسمَّى ابن عبد الوهاب أو المودودي أو سيد قطب أو القرضاوي أو غيرهم، ليضيف إلى هذا النمط الإسلاموي الإجرامي مزيدا من الزخم ويضفي عليه قدرا آخر من القداسة الإلهية المزعومة.
إن إجرام تلك العصابات قد عبر القارات وراح يزداد شراسة وعنفا كل يوم بانضمام آلاف الشباب العاطلين الفقراء والأميين الجهلة وقطاع الطرق وتجار المخدرات وعتاة الإجرام إليهم. ولم تكن أية دولة متأسلمة في حاجة لمعرفة حقيقة هذه العصابات بالسماح لها أن تعتلي سدة الحكم فيها، خاصة وأن الكثيرين من الكتاب والمفكرين مثل شهيد الكلمة الدكتور فرج فودة والدكتور سيد القمني والأساتذة الشيخ خليل عبد الكريم والعفيف الأخضر وغيرهم، كانوا قد حذورا مرارا وتكرارا على مدى سنوات طويلة من إجرامهم المتأصل في عقيدتهم.

من الواضح أنه لا توجد للديانة الإسلاموية مرجعية مركزية يمكن الرجوع إليها والاعتماد عليها في ضبط معالمها وتعليماتها، كما هو الحال لدي الديانات الأخرى. لذلك يمكن لكل ما هب ودب أن يفتي فيها كما يشاء أو كما يحلو له، ويعبِّئ العوام ويجيِّش الرعاع ويثير الغوغاء ويحرِّضهم على الجريمة دون أن يعترضه أحد لاعتماده على نصوص قطعية وأوامر ملزمة من إله سادي يتلذذ بسفك الدماء وقطع الرقاب.
يجب إذن أن يتوجه كل العقلاء في العالم وفي مصر بوجه خاص إلى مشايخ الأزهر بالنداء لإنقاذ هذا الدين من الفساد المستشري بين أوصاله، وإنقاذ أنفسهم وإنقاذ مواطنيهم وإنقاذ الإنسانية جمعاء من الجرائم التي ترتكب بإسم الله وبأمر منه.
أن المشايخ جميعا هم أكثر الناس معرفة بهذه الحقائق المشينة ويعملون منذ زمن طويل على طمسها أو إخفائها أو حتى إنكارها، وعندما ظهرت للعيان - قولا وفعلا - أمام العالم في السنوات الأخيرة، تمادوا في غيهم وادعوا بأنها "شبهات"، وتستوجب الرد المفبرك عليها، بما لا يقنع السذج أو الأغبياء. وكأن هناك نارا من غير دخان.

وأخيرا وليس آخراً سمعنا منهم من يعترف بالحقيقة المشينة في هذه الديانة إذ نجد - على سبيل المثال - الشيخ الجليل عبد المـعـز عبد الستار وهو من الدعاة الذين يملكون العلم والخبرة في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الذي عقده الأزهر تحت عنوان "هذا هو الإسلام" في الفترة من 16-17 أبريل عام 2002، وقد طالب بمحاكمة نصوص الكتب المقدسة - بما فيها القرآن- فيما تضمنته من أحكام وتوجيهات للمؤمنين بها، في موضوعات معينة تُطرح على الساحة العالمية، منها العنف والإرهاب والاستبداد السياسي، وحقوق الإنسان، ووضع المرأة، وقيم الحرية والعدل والتسامح، وقبول الآخر، ومعاملة المخالف في العقيدة، وغير ذلك من الموضوعات. وهذا هو المطلوب بالفعل والذي سوف يؤدي لا محالة إلى محاكمة نبي الأسلمة والتأسلم نفسِه.
لا يجب أن ننتظر حتى يقوم أصحاب هذه الديانة في مملكة آل سعود بهذا العمل المجيد، ويقدمون اعتذارا وتعويضات للدول التي اكتسحها وكسَّحها أجدادهم كساحا أبديا، حقيقة أنهم إن قاموا بذلك فسوف تكون قيامتهم مدمِّرة تماما لهذه الديانة، فهم أكثر المتأسلمين معاناة منها، ولكن هذا الأمر لن يحدث على المدى المنظور.

لقد آن الأوان إذن كي تدب الحياة في الأزهر، ويأخذ شيخه الجليل زمام المبادرة ويكتب إسمه في تاريخ هذه المنطقة بأحرف من نور. عليه هو ومن معه الآن أن يتخلوا عن أكذوبة "الوسيطة" المزعومة، وخداع الناس بفقه المحبة الإسلاموية والأخلاق المحمدية والقناعة بما كتبه الله لهم وإلهاء الناس بالعبادات ونفي تهمة الإرهاب والتكفير عن الدين الإسلاموي، ومحاولة الرد العقيم وغير المقنع على ما يدعون أنها شبهات، فهم أكثر الناس معرفة بحقيقة هذا الدين. عليهم إلغاء أوامر التحريض على القتل والحث على الرذيلة وتحقير المرأة وكافة النواحي الإجرامية واللاإنسانية التي يمتلئ بها القرآن وكتب التراث.

يجب عليهم الآن وقبل الغد العمل صراحة على إزالة أي إلتباس أو غموض أو تناقض جاء به البخاري ومالك وغيرهما من العملاء والدجالين بهدف إرباك العالم وتضليل الرعاع وإثارة الغوغاء.
عليهم الآن وقبل الغد سحب البساط الشرعي المهين لإنسانية الإنسان من تحت أقدام أولئك المجرمين الذين يرتكبون جرائمهم جهارا نهارا برعاية الله وبركته.

على شيخ الأزهر الآن أن يطلق الآن وليس غداً حملة نهضوية تنويرية كما فعل الألماني مارتن لوثر مع المسيحية الأرثوذكسية المتعصبة في القرون الوسطي، لتحرير الإنسان من قيود هذا الدين، وهيمنة أولئك المجرمين القتلة بإسم الله.
لقد آن الأوان أيها المشايخ الأجلاء أن يعيش الإنسان، حيثما يوجد، في سلام ووئام مع نفسه ومع نفوس الآخرين حتى وإن اختلف معهم في أي - أو كل - شئ. آن الأوان يا أيها المشايخ الأجلاء أن يسمو هدف تحقيق الإنسانية على كل الأهداف، بما فيها دخول الجنة الغير مضمون على الإطلاق. فالشيء المضمون وفي يدنا هو هذه الحياة التي يحياها كل منا هنا في الدنيا، وأنتم تعرفون هذا جيدا وإلا لماذا يتهافت الكثيرون منكم عليها؟؟!!



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين هذا وذاك
- العربان المتأسلمون
- الشيطان الأكبر


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ياسين المصري - أما آن الأوان للأزهر أن يتحرك؟؟