أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محيي المسعودي - البطاقة التموينية بعهدة الحكومات المحلية العراقية !!














المزيد.....

البطاقة التموينية بعهدة الحكومات المحلية العراقية !!


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 10:58
المحور: المجتمع المدني
    


"من فساد كثير الى فساد اكثر, ومن ضياع كبير الى ضياع اكبر" هذا ادقُّ ما يمكن ان نصف به عملية ترحيل البطاقة التموينية من يد الحكومة المركزية الى ايدي الحكومات المحلية في المحافظات العراقية . قد يبدو هذا الوصف او الكلام مجافيا لحقيقة النظام الديمقراطي اللامركزي وخاصة في دول العالم المتحضرة, ولكنه - بلا ادنى شك - وصفاَ يصيب كبد الحقيقة حين يدور حول نظام الحكم الراهن في العراق , منذ سنوات ومفردات البطاقة التمونية تتناقص باضطراد كبير , وما بقي منها يتغيّب كثيرا وطويلا , اذ تمرّ شهور وشهور, ولا يطل السكر بحلاوته على المواطن بعد ان أضاع والى الابد, حبيبه الذي يذوب فيه " الشاي" الشاي الذي ضاع ملتحقا بالصابون, الذي رأت الحكومة المركزية ان المواطن العراقي ليس بحاجة اليه , فلا ثمة أكلات دسمة تسحق الغسل, ما دامت ولائم البلد محصورة على من يتعاطى الفساد, من المسؤولين والمقاولين والتجار والنافذين في الدولة العراقية وذويهم ومقربيهم, فهؤلاء الفاسدون يشترون المناديل والصابون الفرنسي والالماني الناعم والمعطّر . ومن موجعات البطاقة التمونية ان مفرداتها تعاني الفراق المرًّ الطويل فلا الرز " الصلب الفحل " يلتقي "حبيبه الرقيق" الزيت , ولا صلصة الطماطم الحميراء الناعمة تلتقي حبيبها العدس , فقد غابا الاثنين معا والى الابد, في قبلة وداع المواطن العراقي, وهكذا الحال مع بقية مفرادات البطاقة التموينية .
واذا كانت مفردات البطاقة التمونية على هذه الحال المتردية "منذ سنوات" حتى وصلت اليوم الى اسوء حالاتها وهي بيد الحكومة المركزية , وهي تحت رقابة الشعب كله ووسائل الاعلام العراقية كلها وكل المؤسسات الرقابية الرسمية وغير الرسمية من البرلمان العراقي الى منظمات المجتمع المدني مرورا بالمجالس المحلية والهيئات والطنية المختلفة والمتعددة . واذا كانت البطاقة تشهد كل هذا التردي وهي في عهدة وزير التجارة الحالي القادم من الكتلة السياسية في كردستان العراق - التي تتباهي بنزاهة شخصياتها السياسية وكفاءاتهم - اذا كانت الحال هكذا وادارة البطاقة التموينية بيد الحكومة المركزية , اذن كيف ستكون حال هذه البطاقة حينما تصبح بيد الحكومات المحلية ومجالس المحافظات !!؟؟ الحكومات المحلية التي يشهد الجميع بهزالتها وفسادها وضعفها وتغليب افرادها لمصالحهم الشخصية والحزبية على حساب المصلحة العامة ! كيف سيكون حال هذه البطاقة وهي في عهدة مجلس محافظة وديوان محافظة لم ينجحا حتى بمراقبة وادارة البناية التي يعملان فيها ؟ كيف سيكون حال هذه البطاقة وهي بيد اشخاص اشباه اميين في السياسة والادارة , اشخاص شغلوا مناصبهم محاصصة واعتبروا المنصب او المقعد في المجلس غينمة تدر عليهم المال وتمنحهم السلطة والجاه !؟ فكان مدرس الرياضة معاونا اداريا للمحافظ , ومدرس الانكليزي معاونا لشؤون التخطيط الستراتيجي ومدرس الفنون التشكلية معاونا للشؤون المالية والمستشارون السبعة للمحافظ خمسة منهم بلا شهادات معتمدة واثنان آخران, احدهم بكالوريوس زراعة والآخر هندسة !!؟؟ كيف سيكون حال هذه البطاقة وهي بيد اشخاص وظّفوا السياسة والمال العام وادارة المحافظة لمصالحهم ومصالح ذويهم وبطانتهم واتباعم !؟ كيف سيكون حال هذه البطاقة " مثلا" وهي في عهدة عضو او عضوة مجلس محافظة تركت انتمائها السياسي والعقائدي فقط, من اجل الحصول على الكرسي , ودفعت بزوجها لافضل منصب ممكن على حساب الكفاءات وبعثت وتبعث به في كل ايفاد خارج العراق مهما كان نوعه !؟ كيف سيكون حال هذه البطاقة وهي في عهدة مجلس وديوان محافظة فشلوا في جميع المشاريع التي اشرفوا عليها او نفذوها !؟ كيف سيكون حال هذه البطاقة التمونية بلا رقابة البرلمان وبلا رقابة الهيئات الوطنية ووسائل الاعلام العراقي المختلفة !!؟؟ كيف وكيف وكيف !!؟؟
ربما نجد اسبابا ومبرارت للحكومة المركزية في عملية نقل ادارة البطاقة التمونية الى الحكومات المحلية, ومن هذه المبررات رفع الضغوط الادارية والمالية عن كاهلها والتفرغ للعملية الامنية التي يعصف بها الارهاب . ومنها ايضا تطبيق النظام اللامركزي واسترضاء المؤسسات المالية والتجارية الدولية , والحكومة المركزية قد حاولت من قبل التخلص من اعباء البطاقة التمونية بدفع بدل مالي عنها للمواطنين ولكنها تراجعت امام الضغط الجماهيري الذي رفض مقترحها, ولكننا والحال هذي لا نجد اي مبرر او سبب يدفع الحكومات المحلية القبول بنقل ادارية البطاقة التمونية الى عهدتها , الا الجهل بخطورة هذا الملف , وحب التحكم بحاجات وحقوق المواطن لاغراض ومصالح شخصية اقلها انتخابية , وتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب المادية والمعنوية . والا كيف سيكون اختيار المواد الغذائية الجيدة وغير الرديئة وغيرالفاسدة من قبل الحكومات المحلية ووكيف تستطيع تحقيق السيطرة النوعية عليها , اذا كانت الحكومة المركزية " بجلالة قدراها" لم تستطع فجلبت لنا موادا غذائة رديئة وفاسدة وباهضة الثمن , بسبب فساد الموردين والتجار والوسطاء من الجهات الرسمية وغير الرسمية, واذا كان التجار والوسطاء استغفلوا الدولة المركزية او اشتروا مسؤوليها برشى – مع وجود كل تلك الرقابات – فكم هو سهل عليهم شراء المسؤولين المحليين واستغفال حكوماتهم المحلية الامية المشغولة بالتصارع , والتي لا يطالها الا القليل من عمل الجهات الرقابية الضعيفة والمخترقة " اصلا" من قبل الفاسدين .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل وحكومات دول الخليج العربي .. مصيرٌ واحد , وعدو واحد
- ايفادات خارج الحاجات
- الحرب على سوريا .. الفاتكان والازهر يصليان لمنع وقوعها ودول ...
- المحاصصة في بابل .. ضغوط وقيود, وفساد بلا حدود
- سباب تراجع الرئيس الامريكي باراك اوباما عن ضرب سوريا !؟
- لماذ الآن .. تكشف امريكا عن دعم السعودية للارهاب في العراق ! ...
- لماذا السعودية تحارب -الاخوان- في مصر وتدعمهم في سوريا !؟
- مصرُ, المصيرُ والمخاض .. ولادة ام اجهاض !؟
- لماذا العراقيون الشيعة يدفعون الثمن باهضا في حروب المنطقة, و ...
- دور سعودي بدل الدور القطري في مصر وسوريا, ام فشل امريكي !؟
- سقوط حكم الاخوان في مصر, نهاية ل -حماس- في غزة
- مؤتمر -اصدقاء سوريا- في الدوحة .. غرب بلا اخلاق وعرب بلا عقو ...
- مجالس اُمراء محافظات العراق .. أَمْ اعضاء مجالس المحافظات !! ...
- قناة الميادين الفضائية .. اعلام عربي مهني بمصداقية عالية
- نزف الكلمات ..... شعر
- تفجيرات الاثنين في بغداد .. ردا على زيارة وزير خارجية سوريا ...
- حال العلاقة بين السياسي والمجتمع في العراق بعد العام 2003
- مشروع الحزام الامني الاسرائيلي اللامباشر يبدأ في العراق
- اسئلة الامتحان الاخير في ( الربيع العربي )
- قاموس الهدية السَنية لمترجمي النصوص الاسلامية من العربية الى ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محيي المسعودي - البطاقة التموينية بعهدة الحكومات المحلية العراقية !!