أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الصادق الجهاني - تقرير عراب الثورات العربية















المزيد.....

تقرير عراب الثورات العربية


صلاح الصادق الجهاني

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 05:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




انطلقت ثورة 17فبراير، وانطلق معها حلم الكثير من الليبيين، في الحرية والعيش الكريم الرغد، الذي يعوض الكثير منهم عن سنين عجاف عاشوها في العهد السابق ،وكانت رومانسية الثورة ترسم المستقبل بخيال مستبشر، لسان حاله يقول ـ الخير جايكم ـ عن عدالة اجتماعية، وانعدام للوساطة والمحسوبية، وانتهاء الظلم وعودت دولة القانون،والتعدادية والعدل التي يستوي فيها كل الليبيين، بعدما عاشوا السنوات طوال اسري الإيديولوجية، التي صناعها الفرد وفرضها بواسطة السلطة علي الشعب. ولم تكن نابعة من الشعب ومعبرة عنه، وربما كان هذا السبب رئيسي, وراء فشلها وفشل الكثير من التجارب في العالم الثالث، والذي تشكل فيه السلطة إطار المجتمع وليس العكس،وتصنع فيه السلطة الدولة وليس العكس بفرضها لنظم وإطار ومفاهيم لا تعبر تعبير حقيقي عن الإرادة العامة لشعوبها، وحتى وان كانت النية صادقة في بعض الأحيان، وربما هذا الدرس المهم جدا يتجاهله الكثير، ولم يستفيدوا منه، والذي يكمن في إن تحقيق الإرادة الشعبية ونجاح أي تجربة، لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركة اكبر عدد من أفراد المجتمع، وبمختلف مستوياتهم الاجتماعية وطبقاتهم، وتكون معبره عن تطلعاتهم واستجابة لمطلبهم وتحقيق لحقوقهم المشروعة ، وتوسع رقعة الشعب السياسي ،وتقضي علي النخبوية العاجية ،فحتى صناديق الانتخابات في الكثير من الأحيان لا يمكن الركون إليها والي مؤشراتها لا تعطي مؤشر صادق في التعبير علي هذه المشاركة،التي تحقيق الإرادة العامة المفقود ، خاصة في ظل العزوف عن المشاركة المجتمعية الحقيقية فيها، وتمثل نوع من الدمقراطة المفروضة علي المجتمع ،والتي تنمو بدون جذور، كذلك الحال في ليبيا.
فمطالب الشارع الليبي معروفة منذ سنوات، ومنذ اليوم الأول، وهي "العيش بحرية وكرامة والمشاركة في صنع القرار ووضع القوانين التي تضمن له العيش الكريم بدون وصايا من احد، والتمتع بثروته مثله مثل الشعوب الأخرى التي تقودها النخب الرشيدة، والتي تعبر عن إرادة و طموح شعوبها " لكن من يقيس الرأي العام للشارع الليبي اليوم، ستظهر له مؤشرات سريعة عن نسبة الإحباط وخيبة الأمل، ولمعرفة السبب، تعالوا نطلع علي هذا التقرير الذي اعد من قبل احد الباحثين،"جين شارب عراب الثورات في دول شرق أوربا ومناطق مختلفة من العالم" وهذا اقل ما يمكن إن يقال عنه والذي كان أيضا من المهتمين بالشأن الليبي، وعاصر مراحل عديدة من الثورة في ليبيا، وهو من الباحثين المطلعين علي ما يكتب عن ليبيا في وسائل الإعلام الأجنبية، ولديه مصادره في أروقة ودوائر صناع القرار في الكثير من الدول الفاعلة علي الساحة الليبية، مما يجعل له الروية واضحة تمنحه الفرصة للتحليل والربط لمعرفة الكثير عن أسباب ما يحدث في ليبيا، ومن ورائها وما يرسم لها من سياسات في المرحلة السابقة والمقبلة.
يستهل التقرير بما وصل إليه الوضع العام الحالي في ليبيا،من تراجع في المطالبة بالحقوق للمربع الأول (الأمن والأمان)، ويعزي ذلك إلي فقدان هيبة الدولة وقدراتها ولكن أهم ما جاء في التقرير، ولفت انتباهي هو وصفه التالي لليبيا بقوله " أن ليبيا والتي توفرت لها في هذه الأيام ما لم تتوفر لأي امة علي الأرض من عوامل وظروف مجتمعة مع بعضها البعض وهذا لم يحدث سابقا مطلقا أن تجتمع هذه الظروف والعوامل مرة واحده إلا لدول غرب أوربا في عصر النهضة والتنوير والإصلاح والاستكشاف وتدفق الثروات من العالم الجديد والثورة الصناعية، فليبيا التي يعتبر شعبها الأغلبية منه شباب، وعدد شعبها قليل جدا بالنسبة للرقعة الجغرافية الشاسعة والمتنوعة، وكذلك الثروات التي تحويها ليبيا المكتشف منها والغير مكتشف، وعلي رأسها النفط والغاز بالإضافة إلي موقع جغرافي مميز مطل علي المتوسط بساحل طويل، ويجور العديد من الدول المغلقة ويحد الكثير من الدول المهمة في المنطقة، وحلقة وصل بين المشرق والمغرب، ويتوغل في مشارف إفريقيا، ربما لفت انتبه القوي الدولية أكثر بما قامت به ليبيا في العهد السابق وخاصة دورها في أفريقيا، كان يصب لمصلحة النظام نفسه وأمنه.
إذا عرفنا إن ليبيا لا توجد بها طوائف ولا تعدد أديان أو أثنية حقيقية،او صراع طبقي وكذلك لديها مخرجات كبيرة أكثر من العدد المطلوب من حاملي الشهادات العليا، وكذلك المرأة فيها قطعت شوط طويل في دورها المجتمعي واقتحامها كافة المهن، وتوجد فيها شبكة طرق معبدة ممتازة تصل إلي مسافة 36 ألف كيلو متر، يضف إلي ذلك بعدها عن مراكز الصراع نوعا ما وعن منطقة التوتر في الشرق الأوسط، إضافة إلي ذلك فان توطين العلوم والتكنولوجيا جديدة مثل علوم "النانو الجديدة " ،والذي يمكن أن يحيل صحاري ليبيا إلي جنان يمكنها أن تغذي العالم، وتعتبر من ضمن النطاق الثاني للأمن القومي الأوربي.
كل ذلك يجعل ليبيا تحضي بالاهتمام والكثير من العلاقات الخاصة والمميزة مع القوي الدولية، وكذلك طبيعة الليبيين وانفتاحهم علي الآخر بحكم أنهم من شعوب البحر المنفتحة علي العالم الآخر ووجود دفء وتربط اجتماعي ومعرفي بين الليبيين يشكل نسيج اجتماعي كان دائما ركيزة الاستقرار والسلم الاجتماعي في ليبيا.
كل هذه العوامل المجتمعة يمكنها إن تكون قوة يمكن تحولها إلي قدره إذ توفرت الإرادة السياسية الصادقة لتقفز ليبيا في سنوات لتكون في مصاف الدول الصناعية المتطورة، والمؤثرة إقليميا في المنطقة،وهذا العوامل تجعل تحقيق هذا الحلم القريب جدا من الواقع، والذي يمكن حسابه بسنوات يشكل خطر مخيف علي العديد من الدول وحساباتها، التي تعتبر ليبيا سوق اقتصادي لمنتجاتها وحلقة في نطاق أمنها القومي، لا يسمح لها بلعب دور اكبر يهدد أمنها وميزان القوي لديها، وتنبهت إلي ما يمكن أن تكون علية ليبيا في السنوات القادمة أذا مضت الأمور في مسارها الطبيعي، واستفادت من هذه العوامل مجتمعة، معطية فرصة ذهبية وتاريخية لمثل هذا الشعب في النهوض والرقي في سنوات معدودة".
ويتكلم أيضا في تقريره عن الكثير من المشاريع وتوطين صناعات، مثل استغلال الطاقة الشمسية الهائلة والصناعات – البتروكيماية - وتحليه مياه البحر، وتجارة الترانزيت والملاحة والعبور بين دول الخام وتصنيع وفكرة نصف التصنيع لهذه الخامات وكنت أتمني أن يتطرق للحاجة إلي تحسين النسل في الأجيال القادمة. والي هنا ينتهي الجانب الوردي من التقرير، ليشير إلي صناعة المعوقات التي تمنع قيام ذلك، فيقول: أن المعوق الرئيسي هو المليشيات المسلحة، والجماعات المتطرفة المؤدلجه والتي أوجدت لتكون ليبيا منطقة الضغط المنخفض لتجميعها في ليبيا لتخفيف عن مناطق أخري مثل العراق وأفغانستان، ولتكون بؤرة توتروا فشال هذا الحلم ترتيب للقضاء عليها بعد أن تخلق فوضي داخلية، تستنزف الوقت والجهد، بصراع بين قوي المجتمع من يسار منفتح ويمين المتطرف،يكون رديف لمشروع الفتنة ألكبري "الصراع السني الشيعي المصطنع"، استعداد للقيام بضربة قوية، بعد أن تكون قد مضي عليها سنوات من الفوضى تكون كافية لتهيئة الرأي العام للشارع العربي المحبط ليستجدي التدخل الأجنبي، للقضاء علي حلفاء الأمس الغير مرغوب فيهم، وهذا يشير إلي ضرورة الاستعداد لوجود نخبة وطنية رشيدة عربية موحده، معبره عن تطلعات الوطن وشعوبها، وليس عن مصالحها الحزبية الضيقة،حتى لا تترك الفراغ لخلق نخبة تابعة من موظفين "البنتاغون" لحكم المنطقة، بعدما يكون الكيان الصهيوني حقق المدى الأقصى من تامين سلامته وحفاظ علي تفوقه. وتحقيق مشروع ضرب المقاومة من الداخل بعدما عجز هو وحليفته الولايات المتحدة في تحقيق ذلك، وتفتيت المنطقة، ليعيد التاريخ نفسه ويستخدم الاستعمار نفس الأيادي ألاثمة التي قوضت الخلافة الإسلامية العثمانية، وأوجدت اتفاقية "سيكس بيكو" التي صنعت دول وعروش كرتونية، وتوجد" مشروع الشرق الأوسط الكبير" والذي يطلق يد الكيان الصهيوني ليكون عراب وشرطي المنطقة.
تقرير يستحق الدراسة، وخاصة للكثير من الأكاديميين والمتخصصين في العلاقات والسياسة الدولية، والمهتمين بالشأن الليبي، ولكل ليبي في هذا الوطن لأنه يوضح معالم الطريق الذي نسير فيه، والذي يشكل نفق مظلم تمر به ليبيا الوطن والليبيين، انه يشخص الحالة تشخيص جيد، ويذكر الأسباب والمعوقات ومهم لكون التشخيص الحقيقي للمرض هو نصف العلاج.



#صلاح_الصادق_الجهاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخونة والابطال الجدد
- فرضية قابلة للتصديق
- انضمو الي اعتصام ميدان الشجرة
- الاسلام السياسي في السلطة بعد الاتتخابات
- العولمة والهوية .... علاقة متبادلة
- نبعاث القومية الاندلسية
- أول ثمار الربيع العربي
- اشكالية اعتراف الصين بالمجلس الانتقالي
- البعد الاقتصادي للأزمة المالية العالمية وانعكاساتها علي النظ ...
- ملخص دراسة للحصول علي درجة مجستير بعنوان ظاهرة الاسلام السيا ...
- االامازيغ الأرث العظيم
- الموقف التركي من الثورة في ليبيا
- سر الثورات العربية
- الجماعات المتميزة والاقليات في ليبيا ( من مظور الامن القومي ...


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الصادق الجهاني - تقرير عراب الثورات العربية