أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هشام حتاته - التاريخ النائم : من سقيفة ابوبكر الى لجنة انتخاب مرسى















المزيد.....

التاريخ النائم : من سقيفة ابوبكر الى لجنة انتخاب مرسى


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 03:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عندما بدأت فى الربط بين ماحدث فى سقيفة بنى ساعدة بين المهاجرين والانصار والتى انتهت بتولية ابو بكر خليفة للنبى وبين ماحدث فى انتخابات رئاسة الجمهورية والتى انتهت بفوز محمد مرسى برئاسة مصر لم اكن اتخيل هذا التطابق الكبير بين الحدثين سواء فى الصورة العامة او فى التفاصيل الصفيرة..... كأن الفكر الدينى منذ اللحظة التى جلس فيها ابو بكر على قمة الخلافة واللحظة التى جلس فيها مرسى على كرسى الرئاسة لم يتحرك قيد انملة .
وحتى يكون الربط مناسبا سأكتب ماحدث فى السقيفة وماحدث فى مصر بعد الثورة خطوة خطوة منذ قيامها حتى اعلنت لجنة الانتخابات فوز مرسى ، لأن التاريخ لم يتحرك كما ذكرت وسأضع بين مزوجتين نص ماجمعت عليه روايات الاخباريين والتراثيين العرب لما دار فى السقيفة لنرى انه نفس السياق ونفس المفاهيم وان اختلفت العبارات .
ـــــــــــــــــــــــــ
اولا : نعرف ان الشباب المصرى الليبرالى تؤيده جموع غفيرة من المصريين هم من صنعوا الثورة فى 25 يناير 2011
ونعرف ايضا من سرد وقائع التاريخ الاسلامى انه لولا اهل المدينة ما انتصر الاسلام ، حيث لبث النبى فى مكة اثنى عشر عاما يدعو بدعوته ولم يؤمن به الا القليل ( اقل من مائه فى احسن الروايات ) وكانت الهجرة الى يثرب هى البداية الحقيقية لظهور الاسلام فى باقى الحجاز والكثير من نجد ، ( حتى استقامت العرب بسيوفنا لأمر الله طوعاً و كرهاً ، و أعطى البعيد المقادة صاغراً داحراً ، و حتى أثخن الله لرسوله بكم الأرض ، و دانت بأسيافكم له العرب – سعد بن عبادة زعيم الانصار ) بل ان دورهم لم يكن فى اسيافهم فقط ولكنهم اقتسموا مع المهاجرين المكيين السكن والقوت والمال ... وحتى النساء . وكانوا فى مقدمة المعارك وهم ( اهل الحلقة والدم ) وهم من التفوا حولة عندما صعد الى جبل احد بعد الهزيمة تلاحقة نبال القرشيين فاحاطوه باجسادهم ومات منهم ثلاثة مصابين بالنبال ليعيش فى الوقت الذى هرب عثمان وعمر ميممين جنوبا نحو مكه ولن يعدموا مجيرا لهم هناك ، وهم الذين يوم حنين عندما قال القرشيين ( لن نهزم اليوم عن قله ) بعد فتح مكة مباشرة ، فانهزموا وتفرقوا من حول نبيهم لولا التف حوله اخواله من آل النجار وصمدوا مما شجع الفارين على العودة واستكمال المعركة حتى النصر.
** اذن فالشباب المصرى الليبرالى هو وقود الثورة المصرية الحقيقيين كما ان الانصار هم وقود الاسلام الحقيقيين
ثانيا : وكما كانت جماعة الاخوان المسلمين فى مصر هى القلة المستضعفة الملاحقة بمباحث امن الدولة والسجون ولكنهم اهل الله واصحاب العقيدة الاسلامية الصحيحة التى انحرف بها لمصريين الى الشرك وينادون بها ويقتلوا ويسجنوا من اجلها وامامهم ومؤصل منهجهم الاسلامى الصحيح هو حسن البنا .
نستطيع ان نقول ايضا ان محمد بن عبدالله واصحابه المهاجرين هم حاملى لواء الدين الصحيح لتصحيح مسار دين ابراهيم الذى تم تحريفه الى الشرك ( من ذا ينازعنا سلطان محمد و إمارته و نحن أولياؤه و عشيرته ، إلا مُدل بباطل ، أو مُتجانف لإثم و متورط في هُلكه – بن الخطاب فى السقيفه -) وقد لاقى من اهل مكة الجحود والنكران والمقاطعه وتعذيب اتباعه .
** اذن فلدينا فى مصر شباب ليبرالى مثقف مصرى اصيل يقود الثورة وفئة متدثرة بالدين كانت آخر من دخل الثورة بعد تاكدها من النجاح واول من خرجت منه للحصول على المغانم تغالب اهل الثورة بصفتهم حاملى لواء الدين فتصل الى الحكم . وفى يثرب نجد اهلها من الانصار اصحاب الفضل فى انتشار الاسلام يريدون حقهم فى الامارة يغالبهم المهاجرون (" الأئمة من قريش"، وأن العرب لن يقبلوا ويطيعوا لخليفة الاّ من اهل وعشيرة رسوله – ابو بكر فى السقيفة )
ثالثا : كان اجتماع السقيقة يلخص ماذكرناه سابقا والذى يتطابق مع ماحدث فى مصر بعد الثورة والذى ادى فى النهاية الى فوز جماعه الاخوان ومرشحها مرسى بالرئاسة
اجتمع الانصار بعد موت النبى فى مكان مسقوف لبنى ساعدة ليختاروا لانفسهم من يتولى امور دولة المدينة ( يثرب وماحولها ) وبعد مداولات لم تذكرها لنا كتب السيرة ( انحاز هذا الحى من الانصار الى سعد بن عباده )
عرف عمر وابو بكر بهذا الاجتماع فـ ( تركوا جثمان نبيهم لأهله الهاشميين يغسلونه و يكفنونه و يلحدونه ، و راحوا إلى السقيفة )
** ونستطيع ان نقول ان الاخوان المسلمين تركوا الثورة وانسحبوا منها واتجهوا الى الاجتماعات مع اللواء عمر سليمان والفريق شفيق وبعدها المجلس العسكرى لينالوا كعكة الوطن .
رابعا : ماحدث فى السقيفة فى عدة ساعات وانتهى بتولى ابو بكر حدث فى مصر فى عام ونصف حتى تولى مرسى
فى السقيفة بدا عمر بالتهديد ( هيهات لايجتمع اثنان فى قرن ) وكان ابوبكر اكثر مرونه (و أنتم معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين و لكن العرب لا تمتنع أن تولى أمرها من كانت النبوة فيهم و ولي أمورهم منهم) يقابل ذلك خطاب الاخوان للثوار ( لا احد ينكر فضلكم فى الثورة ولكننا سنحكم بشرع الله ، وان مسلمى مصر لن يرضوا الا بحكم الاسلام )
خامسا : لعب الخلاف التقليدى والتاريخى القديم بين الاوس والخزرج دوره لصالح المهاجرين عندما انقسمت صفوف الانصار فى السقيفة من خوف الأوس بقيادة سيدهم (اسيد بن حضير) من تولى خزرجى أمرهم ( سعد بن عباده ) وقد كانوا قريبى عهد بالحروب والحزازات بينهم مما دفع اسيد الى الاسراع فى مبايعه ابو بكر خصوصا بعد خطابه فيهم ( إخواننا في الدين ، و شركاؤنا في الفئ ، و أنصارنا على العدو ، فنحن الأمراء و أنتم الوزراء ، لا تُفتاتون بمشورة ، و لا تُقضى دونكم الأمور )
نفس ماحدث مع الاخوان فى رفع شعار ( مشاركه لا مغالبه ) ثم تاييد بعض المثقفين وعلى راسهم الاعلامى الناصرى ( الناصرى ... !!! ) حمدى قنديل والكاتب الليبرالى ( الليبرالى ...!!! ) علاء الاسوانى لمرسى نكاية فى شفيق بعد وعود بالمشاركة الفعالة وجنى مكاسب الثورة معا ، وهو نفس موقف اسيد بن حضير من سعد بن عبادة . والذى لم يتحقق فى الحالتين ، فكما لم نرى من الانصار واليا على احد الامصار او قائدا لاحد الجيوش استحوذ الاخوان ايضا على كافة مفاصل الدولة لصالحهم فقط لاغير .
خامسا : اتضح للجنة الانتخابات فوز الفريق شفيق ( والذى ستثبته التحقيقات قريبا ) وارسلت قوات الحرس الجمهورى الى بيته واصبح قاب قوسين او ادنى من الرئاسة ، لتهدد الجماعه بحرق مصر اذا لم يفوز مرشحها .
فبجانب تحاسد الاوس والخزرج ومسارعة الاوس للمبايعه كما فعل بعض المثقفون عندنا يقص علينا البخارى فى صحيحه ان تخويف عمر للناس المشهورعنه القوة والجرأة كان له اثرة فى المبايعه حيث يروى لنا حديثا عن عائشة تقول :( فما كان من خطبتهما - أبي بكر وعمر - من خطبة إلا نفع الله بها ، لقد خوف عمر الناس ، وأن فيهم لنفاقا " فردهم الله بذلك ) كتاب فضائل الصحابة ، ج 5 ص 15
سادسا : فى وسط حالة الهرج والمرج بين المهاجرين والانصار حسم بن الخطاب الموقف قائلا لابو بكر : مد يدك ابايعك . ليقطع السبيل الى اى آراء اخرى .
وفى وسط حالة تخبط لجنة الرئاسة بين اعلان فوز شفيق والخوف من تهديد وتكفير الاخوان يخرج علينا كرشح الجماعه الاستبن محمد مرسى فى الساعه الرابعة صباحا وقبل فرز باقى الصناديق ليعلن فوزه ويشكر ناخبية .
هذا عن الماضى .... الفارق الوحيد هو ان السقيفة كانت مكانا معروشا فى الصحراء ولجنة فوز مرسى كانت فى قاعات مكيفة بمكاتب وكراسى جليدة فخيمة مع العصير المثلج والغرف المكيفة .
ولأن التاريخ فى بلاد المتخلفين يتكرر دائما سأقص عليكم ماحدث بعد السقيفة وتطابقه مع ماحدث بعد فوز مرسى حتى قامت الثورة الثانية على عثمان بن عفان والثورة المصرية الثانية على الاخوان ، ثم سامد الحبل على استقامته لاقول لكم ماذا سيحدث فى قادم الايام .
فالى الجزء الثانى .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى لجنة الدستور : حذار من شريعة السلفيين
- الدين بين الحوريات والافيون
- حزب الظلام الوهابى ولجنة الدستور
- الاسطورة واللاوعى الجمعى : السيسى نموذجا
- الضلالات الدينية وخطأ وخطيئة البرادعى
- حقوق الانسان وحقوق البشر
- خواطر رمضانية ( الحلف الثلاثى واللواء صلاح حتاته والاخوان )
- ردا على مقالة خير اجناد الارض للزميل يونس : نعم .. مصر خير ا ...
- كيميت تنهض من جديد وحورس يحلق فى سمائها
- العودة للقرابين البشرية فى أبو النمرس
- ردا على مقالة خير اجناد الارض للزميل يونس : نعم .. مصر خير ا ...
- ( حور محب - السيسى ) هل يتكرر التاريخ ؟
- مرسى بين ايزيس المصرية والبعولة العربية
- القول الاخير فى سباق الاسلمة والتنصير
- الاخوان بين السندان الامريكى والمطرقة السلفية
- مرسى بين سخرية القدر وسخرية المصريين
- ردا على مقال زميلى الاستاذ / لطيف شاكر
- مرسى وشرعية الصندوق
- تأملات فى الشخصية المصرية : الرجل الفهلوى
- حول لقاء ( مرسى – الليثى ) واشكالية الحكم الدينى


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هشام حتاته - التاريخ النائم : من سقيفة ابوبكر الى لجنة انتخاب مرسى